تحليل نص ثقافتنا في ظل العولمة لمحمد عابد الجابري، ملخص تحضير نص ثقافتنا في ظل العولمة جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك
تحليل نص (ثقافتنا في ظل العولمة) لمحمد عابد الجابري
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب اللغة العربية للتعليم المتوسط و البكالوريا 2023 شرح ملخص وحل تطبيقات دروس ونصوص مقترح كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب... تحليل نص ثقافتنا في ظل العولمة لمحمد عابد الجابري، ملخص تحضير نص ثقافتنا في ظل العولمة جذع مشترك
الإجابة هي
تحليل نص (ثقافتنا في ظل العولمة) لمحمد عابد الجابري
أولا: تقديم:
العولمة لغة: مصدر من فعل "عولم يعولم عولمة"، وتعني تعميم الشيء، وإكسابه صبغة عالمية. واصطلاحا: هي ظاهرة حضارية عالمية تسعى إلى جعل العالم قرية صغيرة تتعايش فيه الشعوب دون حدود جغرافية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية؛ من خلال حرية انتقال المعلومات وتدفق رؤوس الأموال والسلع والتكنولوجيا والأفكار والمنتجات الإعلامية والثقافية بين جميع المجتمعات الإنسانية. ومن سلبياتها الاختراق الثقافي، وطمس الهوية الحضارية. فكيف تؤثر العولمة على الثقافة؟
صاحب النص:
محمد عابد الجابري (1935_2010 م) مفكر وفيلسوف مغربي ولد بمدينة فكيك. عمل أستاذا لمادة الفلسفة بكلية الآداب بالرباط، نشر مؤلفات عديدة حول الفلسفة والفكر العربي الحديث، منها: مسألة الهوية الثقافية، التراث والحداثة، نحن والتراث، الخطاب العربي المعاصر، نقد العقل العربي، وله عدة مقالات، منها هذه المقالة التي نُشرت في مجلّة "فكر ونقد"
ثانيا: ملاحظة النص.
1- قراءة في العنوان:
تركيبيا: جاء العنوان عبارة عن جملة اسمية تتكون من مبتدإ (ثقافتنا)، وخبر جاء شبه جملة (في ظل العولمة)
دلاليا: يثير العنوان إشكالية حضارية معاصرة شائكة، هي إشكالية الثقافة العربية في ظل نظام العولمة الكاسح، والتحديات التي تواجهها.
2- فرضية القراءة:
انطلاقا من مصدر النص، وعنوانه، وبدايتة، نفترض أنه عبارة عن مقالة حجاجية تفسيرية، سيتحدث فيها الكاتب عن واقع الثقافة العربية في ظل نظام العولمة، ومواقف المفكرين العرب منها.
ثالثا: فهم النص.
1-الفكرة العامة:
دعوة الكاتب إلى الانخراط في نظام العولمة كفاعلين ومساهمين؛ من خلال ممارسة الحداثة وربط الحاضر بالماضي من أجل المستقبل.
2- أفكار النص:
- دعوة الكاتب إلى تحديث الثقافة العربية من الداخل؛ بإعادة بنائها، وربط الحاضر بالماضي من أجل المستقبل.
- تساؤل الكاتب عن كيفية حماية هويتنا الثقافية في زمن العولمة.
- تمييز الكاتب بين موقفين متعارضين من العولمة: موقف رافض لها، وموقف مؤيد لها.
- اعتبار الكاتب أن كلا الموقفين سلبيان يفتقران إلى المقاربة العقلانية.
- موقف الرفض المطلق هو موقف انغلاق سلبي، لأن يكتفي بتحصين الذات فقط، مما يؤدي به إلى الإخفاق والفشل.
- موقف القبول التام هو اغتراب وإقصاء للذات والهوية الثقافية.
- السبيل إلى الانخراط في العولمة حسب الكاتب، هو العمل من داخل الثقافة العربية، والانخراط في التحديث عبر الفعل والمشاركة، وحماية هويتنا من الضياع في الوقت نفسه.
رابعا: تحليل النص.تحليل نص ثقافتنا في ظل العولمة لمحمد عابد الجابري
1- معجم النص:
وظف الجابري معجما يتوزع بين حقلين الانغلاق والانفتاح:
حقل الانغلاق: الرفض المطلق - الانغلاق الكلي - الإخفاق - موت بطيء...
حقل الانفتاح: المراهنة على الحداثة - الانخراط في العولمة دون حدود - الانفتاح على العصر القبول التام، المراهنة على الحداثة، استتباع حضاري، لا تحقيق للتقدم خارجها، اختراق ثقافي...
نلاحظ من خلال المعجم هيمنة حقل الاغتراب على حساب حقل الانغلاق؛ ذلك لأن ظاهرة الاغتراب هي المنتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية خلال العصر الحالي. لكن على الرغم من هيمنته فإنه سلبي مثل الأول لأنه لا ينتبه إلى مسألة الهوية والوعي بكيفية الانخراط في العولمة.
2_بنية النص الحجاجية:
اعتمد الكاتب في بناء نصه على ثلاثة مراحل هي:
- الأطروحة: ضرورة تجديد الثقافة من داخلها.
- نقيض الأطروحة: موقف يرفض العولمة مطلقاً و موقف ثاني يقبلها قبولاً تامًّا.
- التركيب: الانخراط في العولمة عبر المساهمة والتفاعلية و عبر المحافظة على الهوية.
3- الحجج وأنواعها:
اعتمد الكاتب في إثبات موقفه، ودحض الموقفين المعارضين على مجموعة من الحجج المتنوعة، منها:
- الحجة بالمثال: (إن الأمر يتعلق بقطار يجب أن نركبه.)
- حجة منطقية: (التحصين إنما يكون مفيداً عندما يكون المتحاربان على نسبة معقولة من تكافؤ القوى و القدرات.)
- حجة واقعية: (العولمة تفرض نفسها حتى داخل المجتمع المحافظ.)
4- بناء النص:
اعتمد الكاتب في نصه على نظام الفقرات المتدرجة، التي ترتبط سابقتها بلاحقتها ارتباطا منطقيا يعتمد على روابط لغوية، مع تفصيل الكلام تبعا للموقفين اللذين سعى إلى إبطالهما، كل ذلك بهدف إقناع المتلقي بوجهة نظره.
كما وظف منهجا استنباطيا؛ إذ بدأ بفكرة عامة تؤكد أن تجديد الثقافة يكون من داخلنا، لينتقل إلى التمييز بين موقفين متعارضين من العولمة: موقف رافض لها، وموقف مؤيد لها، معتبرا أن كلا الموقفين سلبيان، خاتما نصه بإبراز رأيه الخاص، وهو أن السبيل للتعامل مع العولمة، هو العمل من داخل الثقافة العربية، من خلال الانخراط في التحديث عبر الفعل والمشاركة، وحماية هويتنا من التلاشي والاندثار.
5- الأساليب الحجاجية واللغوية:
اعتمد الكاتب مجموعة من أساليب البرهنة والاستدلال للدفاع عن وجهة نظره، منها:
* التعريف: إن تجديد الثقافة أيّ ثقافة...
* الوصف: هناك موقفان سهلان وسائدان.
* المقارنة: كالمقارنة بين موقفي الانفتاح والانغلاق.
* الاستفهام: ما العمل إزاء السلبيات والأخطار التي تطبع ثقافتنا بالعولمة على صعيد الهوية الثقافية؟
* التمثيل: إن الأمر يتعلق بقطار يجب أن نركبه.
كما وظف مجموعه من الروابط اللغوية كالعطف والتوكيد والنفي وأدوات الاستثناء.
6- الوضعية التلفظية:
نوع الكاتب في الضمائر المعتمدة في نصه، من خلال توظيف ضمير الغائب وضمير المتكلم.
* ضمير الغائب: الهدف منه إظهار الموضوعية والحياد في تناول ظاهرة العولمة والثقافة العربية.
* ضمير متكلم الجمع: للإدلاء برأيه ومن يشاطره الرأي.
تحليل نص (ثقافتنا في ظل العولمة) لمحمد عابد الجابري خامسا: تركيــــب وتقويـــم
نصل أخيرا إلى أن الكاتب يعالج من خلال نصه قضية الهوية الثقافية في علاقتها بالعولمة، محاولا دحض موقفي الانغلاق والانفتاح، ومقدما السبيل للتفاعل مع العولمة من خلال الانخراط فيها كفاعلين ومساهمين من خلال ممارسة الحداثة، وربط الحاضر بالماضي من أجل المستقبل، وقد اعتمد الكاتب في تقديم تصوراته تصميما منهجيا محكما، تجسّد في تناسق وحدات موضوعه وتسلسل أفكاره،متبعا منهجا استنباطيا من خلال الانطلاق من العام وصولا إلى الخاص، وربط المقدمات بالنتائج عبر تحليل منطقي رصين، ووظف معجما نقديا يتوزع بين حقلين، الانغلاق والانفتاح، كما توسل بمجموعة من الأساليب الحجاجية كالتعريف والمقارنة والتوكيد والاستنتاج من أجل البرهنة والاستدلال على صحة موقفه، كما اعتمد لغة تقريرية تنحو نحو الإخبار، والسهولة في تناول الفكرة، والسلاسة والدقة في الألفاظ.
وأرى أن الكاتب كان صائبا ومحقا في طرحه. فالعولمة هي حتمية تاريخية، وحركة حضارية كاسحة يجب التعامل معها بإيجابية؛ من خلال الاستفادة من منجزاتها الإيجابية، والانخراط في عصر الثقافة والعلم، والحفاظ في الوقت نفسه على هويتنا الحضارية والثقافية.