تحليل نص باب المدينة ليوسف القعيد جذع مشترك شرح تحضير نص باب المدينة باك
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. تحليل نص باب المدينة ليوسف القعيد جذع مشترك شرح تحضير نص باب المدينة باك
الإجابة هي كالتالي
تحليل نص (باب المدينة) ليوسف القعيد
أولاـ تــمـهــيــد:
1) تعريف الوصف:
يعد الوصف شكلا من أشكال الخطاب الحكائي ووسيلةً تعبيرية تتخذ من الشخوص والأمكنة والأزمنة والأشياء والحالات والمواقف موضوعا لها، وبهذا يمكن التمييز بين نصوص تصف:
- الشخوص: يرك الواصف في وصف الشخوص على عدة جوانب، منها: الجانب الخِلقي (الهيئة الجسمية)، الجانب الشكلي(الجانب المرتبط باللباس ونحوه)، الجانب المعنوي(ويشمل الحالة النفسية والفكرية والاجتماعية والدينية للموصوف)، الجانب المرتبط بالأفعال والحركات...
- الأمكنة والأزمنة والأشياء: والأمكنة قسمان: مفتوحة (منظر طبيعي، سوق، مدينة، زقاق ...)، ومغلقة (مدرسة، قسم، معمل، مؤسسة ...)، وترتبط هذه الأمكنة عادة بأزمنة يتم وصفها( صباح، ليل...)
2) أنواعه: ينقسم الوصف إلى:
- وصف موضوعي يحرص على وصف العناصر بدقة وأمانة
- وصف ذاتي وجداني ينقل أحاسيس الواصف
3) وظائفه: للوصف عدة وظائف، منها: الوظيفة الإخبارية، التفسيرية، البرهانية، الإيهامية.
* التعريف بالكاتب: نص باب المدينة
يوسف القعيد: روائي وقاص مصري ولد سنة 1945 كانت بداية إنتاجه في منتصف سنة 1964 وساهمت في تكوينه مجموعة من المؤثرات الفكرية والسياسية المعاصرة وتأثر بنجيب محفوظ ويوسف إدريس له مؤلفات منها القصصية:"حكايات الزمن الجريح" و"قصص من بلاد الفقراء" أما أعماله الروائية فأبرزها "الحداد" و"أخبار عزبة المنيسي" و"الحرب في بر مصر" و"شكاوى المصري الفصيح"
تحضير نص باب المدينة باك ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ- نوعية النص:
بناءً على مجموعة من المؤشّرات من قبيل: العنوان، وبعض الموصوفات في السطر الأول من النص يجوز لنا القول إننا إزّاء نصّ وصفي.
ب- قراءة في العنوان:
تركيبيا: "باب" خبر لمبتدإ محذوف تقديره "هذا" وهو مضاف، و"المدينة" مضاف إليه.
دلاليا: قد يعني حاجزا أو عازلا بين المدينة والقرية، وفاصلا بين عالمين.
ج- فرضيّة النصّ:
من خلال مجموعة من المؤشرات(العنوان بداية النص مصدر النص...) نفترض أنه يدور حول معاناة امرأة فلاحة قادمة من القرية تقف في باب المدينة منتظرة الإذن بالدخول.
تحضير نص باب المدينة باك ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة المحورية:
يتناول النص موضوعا اجتماعيا يصور مرارة الحياة التي تعيشها امرأة قادمة من القرية إلى المدينة المطوقة بكل أنواع المراقبة والتفتيش باحثة عن لقمة العيش والأمان.
2- الأفكار الجزئية:
- وصول المرأة القروية إلى المدينة تحمل طفلها، ووقوفها عند بابها الضخم مستأذنة العسكري في الدخول.
- سؤال الحارس المرأة القروية عن هويتها والمكان الذي قدمت منه، وسبب هجرتها والمكان الذي تقصده.
- إجابات الفلاحة المشبعة باليأس والإحباط، فهي تهاجر بحثا عن لقمة العيش، والأمان.
- اشتراط الحارس على المرأة الانتظار حتى قدوم امرأة التفتيش والضابط المختص بذلك.
- قبول المرأة القروية التفتيش الذاتي من قبل العسكري تجنبا لانتظار قد يطول.
- وصف الطفل النائم الحالم، وأمه القروية وهي تتحسس صدرها تتوق أن تروي الزهرة البيضاء بلبنها.
- حزن المرأة لاضطرارها الانتظار خارج الباب بسبب تعنت العسكري وصرامته في تطبيق الأوامر خوفا من المحاكمة.
تحضير نص باب المدينة باك رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
1) موضوع الوصف في النص:
ركز الواصف في نصه على الحالة الاجتماعية والنفسية التي تعيشها المرأة القادمة من القرية، وعلى المدينة المطوقة بكل أنواع المراقبة والتفتيش.
2)مظاهر الوصف في النص:
- انصب وصف السارد في نصه على ما هو مادي ونفسي واجتماعي. نوضح ذلك على الشكل الآتي:
* المظاهر المادية: قرية بعيدة، المدينة لها سور، وفي السور أبواب، وعليها حراس في أياديهم السلاح، وفي جباخاناتهم الذخيرة، وعلى رؤوسهم الخوذات، وعلى أذرعهم الدروع...
* المظاهر المعنوية: الأحاسيس والخواطر والرؤى والقيم التي تبثها الشخصية ويوحي بها الفضاء والزمن (المدن أماكن السعادة، بهجة المحزون، أمان الخائف...)
* المظاهر الاجتماعية: الفقر الذي تفر منها المرأة من القرية باحثة عن لقمة العيش، والدار التي تأويها....
يغلب على النص الاهتمام بالجانب المعنوي الداخلي في وصف الشخصية، حتى أن بعض ما يشير إلى سمات خارجية مظهرية أو تفاعلات اجتماعية لا يعدو أن يكون تشكيلا لفضاء الهواجس الداخلية والمشاعر المتضاربة.
3) نوع الوصف والحواس المعتمدة فيه:
يتداخل في النص نوعان من الوصف، وصف موضوعي، وأخر ذاتي.
وصف موضوعي: قرية بعيدة، المدينة لها سور، وفي السور أبواب، وعليها حراس في أياديهم السلاح، وفي جباخاناتهم الذخيرة، وعلى رؤوسهم الخوذات، وعلى أذرعهم الدروع، باب المدينة قطعة من الحديد على شكل عيدان مثل قضبان السجون..
وصف ذاتي: باب المدينة يبدأ في الأرض ولا ينتهي سوى في السماء، يسد عين الشمس ونور النهار وظلام الليل/ القلب الحنو الذي تشرب من نبعه، الجدار الذي تستند إليه/ المدن أماكن السعادة، بهجة المحزون، أمان الخائف...
والملاحظ أن الوصف زاوج بين المدرك بالحواس والمدرك بالإحساس، وأن الوصف المهيمن في النص وصف ذاتي فالواصف يتدخل بتعليقاته لإبداء رأيه الخاص في الموضوع الموصوف.
4) زاوية النظر:
الملاحظ أن الرؤية السردية في النص هي الرؤية من خلف، حيث إن الواصف / السارد عالم بكل دقائق الشخصيات التي يصفها (المرأة، العسكري، الطفل الرضيع...)، ومكنوناتها النفسية، والفضاء الذي تتحرك داخله (باب المدينة، القرية ...)، مطلعا على خصوصيات لا تتأتى لسارد محايد، كمعرفة هموم المرأة الفقيرة، وأحلام الطفل الرضيع، وهواجس العسكري، ونمط التفكير والشعور المصاحب لأفعال هذه الشخصيات.
5) شخصيات القصة، وأوصافها
المرأة: فلاحة قادمة من القرية البعيدة، معها طفلها، يمتلئ صدرها باللبن الأبيض البكر، همومها ثقيلة، تبحث عن لقمة العيش، ودارا تأويها،حزينة، منكسرة...
الحارس: حارس باب المدينة، عسكري يحمل سلاحا، فوق رأسه خوذة كباقي الحراس، مكلف بتفتيش الناس الذي يودون دخول المدينة، صارم، يقوم بتطبيق الأوامر دون رحمة أو شفقة.
الطفل الصغير: رضيع الفلاحة الفقيرة، مستغرق في النوم، حالم بالاب والدفء والأمان والأيام القادمة...
العلاقة بين الشخصيات: علاقة تحكم واستبداد ومصادرة للحريات والحقوق، خاصة حرية التنقل والعيش الكريم.
6) لغة النص:
زاوج الواصف في النص بين لغتين:
* لغةٍ تقريرية: تتسم بنوع من المباشرة في نقل الأوصاف وتسعى إلى الإخبار والإفهام، وهي لغة لا تحتاج إلى تأويل (المدينة لها سور، في السور أبواب، على الأبواب حراس...)
* لغة إيحائية: ذات وظيفة جمالية بالدرجة الأولى وتأثيرية وإخبارية في الدرجة الثانية، لتلوين الفضاء وتشخيص الهواجس والانفعالات بما يعكسه الموقف وتفرخه اللحظة من وعي وشعور بقلق الذات ورغباتها وإحباطاتها.
(يسد عين الشمس، أبعد نقطة عند حافة الأفق، هناك في البعيد في حضن السماء، القلب الحنون الذي تشرب منه، هدمهم التعب، جبال الهموم فوق الصدر معلقة في رموش العين، الهم النائم فوق حبة القلب، الهموم مثل موج البحر البعيد...)
6) مقاصد النص وأبعاده:
نستشف من خلال النص مجموعة من المقاصد والأبعاد الاجتماعية والفكرية والجمالية التي يرمي الكاتب إيصالها للقارئ
- اجتماعيا وفكريا يؤشر على نوع من الانتقال في العالم العربي بعد الفترة الكولونيالية نحو تغيير راكم الكثير من الأزمات والمآسي وخيبات الأمل التي قادت إلى كثير من التفاوت الطبقي والحكم الاستبدادي ومصادرة الحريات والحقوق، فكثر الفقراء والمعتقلون والمنفيون والساخطون على الأوضاع، وارتمت البلدان العربية في أحضان الاضطراب الاقتصادي والفكري والاجتماعي.
- فنيا وجماليا يؤسس النص لخطاب سردي عربي ناضج على مستوى الشكل والمضمون تبدو فيه هذه القصة القصيرة عميقة الدلالة على الواقع بكل أبعاده الموصوفة والمسرودة بلغة صافية كثيفة المعنى، تصور اللحظة الموصوفة بشكل مقنع ومؤثر، بعري الأزمة ويفضح المأزق الحضاري للمجتمع والفكر العربيين.
تحضير نص باب المدينة باك خامسا: تركيب وتقويم:
أخيرا يمكن القول بجلاء إن نص " باب المدينة " للكاتب المصري يوسف القعيد يمثل بحق نموذجا حقيقيا من نماذج النصوص الحكائية الوصفية، يتناول موضوعا اجتماعيا يصور مرارة الحياة في ظل الهجرة من القرية المحطمة إلى المدينة المطوقة بكل أنواع المراقبة والتفتيش من خلال شخصية الفلاّحة القروية التي هاجرت إلى المدينة تحمل طفلها، ومنعت من دخولها. وقد اعتمد الكاتب في بناء نصه على مقومات الوصف بما اشتمل عليه من وصف مختلف جهات الشخصيات (الجانب الاجتماعي، والمادي والمعنوي)، معتمدا في ذلك مبدأ التفصيل في جرد الموصوفات وتعيينها، ومزاوجا بين الوصف الذاتي والموضوعي. ليقدم بذلك صورة على نوع الانتقال الذي حصل في العالم العربي بعد الفترة الكولونيالية نحو تراكم الكثير من الأزمات والمآسي وخيبات الأمل التي قادت إلى كثير من التفاوت الطبقي والحكم الاستبدادي ومصادرة الحريات والحقوق، فكثر الفقراء والمعتقلون والمنفيون والساخطون على الأوضاع، وارتمت البلدان العربية في أحضان الاضطراب الاقتصادي والفكري والاجتماعي.
