تحليل نص حفل استقبال جذع مشترك شرح تحضير نص حفل استقبال لاحمد التوفيق
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. تحليل نص حفل استقبال جذع مشترك شرح تحضير نص حفل استقبال لاحمد التوفيق
الإجابة هي كالتالي
تحليل نص (حفل استقبال)
تحضير نص حفل استقبال جدع مشترك أولاـ تــمـهــيــد:
1) مقدمة المجزوءة: حول الحكي:
مصدر من حكى يحكي حكيا وحكاية، إذا روى الخبر ونقله إلى غيره. والحكي رواية حدث أو سلسلة من الأحداث ووقائع حقيقية ومتخيلة عاشتها شخصيات في فضاءات مكانية وزمنية. وهو فن قديم قدم الإنسان ممتدة جذوره في عمق هويات وكينونات ثقافية مختلفة. إنه كوني وفي كونيته تتعدد أشكاله بين الخرافة والسيرة الشعبية والحكاية والقصة والسيرة الذاتية أو الغيرية،الرحلة، الرواية القصة القصيرة، الحكاية العجائبية...
ـ السرد هو الطريقة التي تروى بها القصة، ذلك أن الحكاية الواحدة يمكن أن تروى بطرق متعددة. ويحتاجُ السّرد علاوةً على الوقائع والأحداث، إلى شخصيّات فاعلة تضطلعُ بتحريك عجلة هذه الوقائع، في سياقٍ زمني ومكاني محدّد، بغرضِ تحقيق مجموعة من المقاصد والأهداف التي قد تكون معلنةً أو مُضمرة.
ـ للسرد وظائف متعددة لعل أهمها: الوظيفة السردية، الوظيفة التفسيرية، الوظيفة التقييمية.
2) التعريف بالكاتب حفل استقبال
احمد التوفيق ولد بمراكش سنة 1943 اشتغل أستاذا بشعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط وعين وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، قدم رسالته الجامعية بعنوان "التاريخ الاجتماعي للبادية المغربية في القرن 19" سنة 1976 وانصب اهتمامه بدراسة قضايا العصر الوسيط والتصوف فنشر أبحاثا في التاريخ الاجتماعي وصنف في أدب المناقب والفتاوى وله أربع روايات أهمها جارات أبي موسى التي أخذ منها هذا النص وله أيضا: شجيرة، حناء وقمر، رواية، 1998. السيل، رواية: 1998. غريبة الحسين"، رواية، 2000.
تحضير نص حفل استقبال جدع مشترك ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ- نوعية النص:
بناءً على مجموعة من المؤشّرات من قبيل: المقاطع السردية، يتبين لنا أننا إزّاء نصّ سردي.
ب- قراءة في العنوان:
العنوان مركب إضافي يحيل فيه المضاف "حفل" على عوالم المرح والابتهاج والفرجة ويحيل المضاف إليه "استقبال" إلى جو التشريف و التعظيم والمراسيم والمجاملة بقدر منزلة المستقبل وموقعه في المجتمع و في نفوس مستقبليه.
ج- فرضيّة النصّ:
من خلال المشيرات السابقة نفترض أن نص الذي بين أيدينا نص سردي، سيدور حول حدث الاستقبال، خاصة إذا علمنا أن الشخصية موضوع الاستقبال مبعوث سلطاني، وأن من سيستقبله شخصية ذات وزن كبير في هرم الدولة المخزنية؛ لذلك نفترض أن يدور الحكي حول مراسيم الاستقبال والاستضافة.
تحضير نص حفل استقبال جدع مشترك ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- المضمون العام :
يدور موضوع النص حول حدث الاستقبال الذي خص به المبعوث المخزني من طرف قاضي سلا وعاملها.
2- مضامين النص :
يتشكل النص من جملة من الوحدات السردية وهي كالآتي:
- وصول الخبير رسول الجوارئي قاضي القضاة ومشاور السلطان إلى مدينة سلا يوم الجمعة قادما من تامسنا إلى دار ابن الحفيد قاضي قضاة سلا لإخباره بنزول موكب المستشار السلطاني ضيفا عليه قبل أن يتوجه إلى فاس حاضرة السلطان.
-إعداد ابن الحفيد الترتيبات اللازمة لاستقبال ممثل السلطان بما يليق بمكانته وبما يجعل ابن الحفيد أهلا للتشريف والتعظيم الذي خص به من دون عامل المدينة ومن ضمن هذه الترتيبات:
+ تكليف القاضي زوجته طميمة بتدبير ضيافة المبعوث السلطاني لانتمائها إلى دار كبيرة لها استئناس بمثل هذه المناسبات، ولخبرتها ومهارتها في إدارة شؤون ضيافة الكبار بما تقتضيه الأعراف والتقاليد العريقة وأصول الخدمة الراقية.
+ إخبار العامل جرمون بخبر قدوم ممثل السلطان وحاشيته ونزولهم عند القاضي وما يستلزم ذلك من تهييء للاستقبال بحشد خاصة الناس و عامتهم وتوفير وسائل الزينة والترفيه وتحضير الموكب المستقبل للوافد الكبير.
- خروج المرحبين بالقاضي والعامل، ووقوف الأعيان والعلماء والأدباء والتجار وأهل الشرف والصلاح وغيرهم من الخاصة كل في مكانه لانتظار وصول موكب الجورائي عند ضفة نهر أبي رقراق.
- عبور موكب الجورائي النهر عند مغرب الشمس في فلكة عظيمة أحاطت بها زوارق مزينة تكشف عن بالغ الحفاوة بالضيف المرموق
-تقدم الموكب العام إلى المدينة مع صلاة العشاء وسط حشود المستقبلين
تحضير نص حفل استقبال جدع مشترك رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
• عناصر النص وبناؤه:
1- شخصيات النص:
+ الشخصية الرئيسية:القاضي ابن الحفيد الذي ينفذ الحدث ( حدث الاستقبال و الاستضافة) ومن سماتها أنها (متزنة، لها وزن كبير في هرم السلطة، ، لها دار كبيرة بمداخل كثيرة، وخدم و أتباع متزوج من أكثر من واحدة، وله ولد نابغ في الشعر والفروسية، تعيش في رفاهية ولها بقدر كبير من السلطة.
+ العامل جرمون
شخصية لها حضور قوي في النص، تمثل سلطة المخزن في إدارة شؤون المدينة من سماتها:(شخصية انتهازية تطمح إلى المزيد من السلطة، منعوتة بخيانة القبيلة وممقوتة من لدن القاضي ابن الحفيد، يطغى على نفسيتها الحسد والشراسة في المنافسة على التموقع في سلم السلطة، مهتمة بالاستقبال مصرة على عدم تفويت شرف التنظيم إلى القاضي
+ المبعوث السلطاني ابن الجورائي، مشاور السلطان، ممثل السياسة المخزنية العامة، يطوف في البلاد يستقصي أخبارها – موضوع حفل الاستقبال في مدينة سلا، قاضي قضاة المخزن، ضيف ابن الحفيد.
+ باقي الشخصيات ثانوية كالخبير وطميمة، أو عرضية عابرة كالحراس ومرافقي ابن الجوارئي والشخصيات المستقبلة
وإذا أمعنا النظر في وظائف الشخصيات باعتبارها عوامل وجدناها لا تخرج عن كونها مساعدة للشخصية الرئيسية كابن الجورائي و طميمة، أو معاكسة لها كالعامل جرمون، ولا يطرأ في الغالب أي تحول على وظائفها، على الأقل في هذا النص الذي نحن بصدده، مما يجعلها شخصيات جاهزة ومسطحة ينمو الحدث بجوارها بينما تحافظ على معظم سماتها داخل سيرورته، وهذا ما يطبع المحكي التاريخي السلطاني بشكل عام باعتباره محكوما بأنماط من السلوك الصارم و البروتوكول الثابت الذي يصنع نوعا من الوعي الجاهز الذي لا تخرقه سوى أشكال التنافس و الدسائس التي تسم فضاءات السياسة لدى خاصة الحاكم، وتشكل جملة الدوافع التي تحرك المشاركين في الحدث
3- الزمان
تحكم النص بنية زمنية ماضية مرتبطة بحدث تاريخي، وهي بنية بسيطة مقترنة بالإخبار ونسق الزمن في النص خطي تسلسلي يبدا بوصول الخبير إلى سلا، وينتهي بتقدم الموكب إلى وسط المدينة، تتخلله استرجاعات بسيطة في ذاكرة الرواي، لها وظيفة تفسيرية:
(طميمة بنت قاضي سلجماسة، جرمون خان قبيلته المتمردة وجر عليها هزيمة نكراء كانت سببا في تعيينه عاملا على مدينة سلا).
زمن السرد:يركز على زمن وصول الخبير، وزمن الاستقبال. أما زمن الأفعال: فيتأرجح بين الماضي والحاضر والمستقبل
الماضي للسرد والمضارع منفيا أو مقترنا بالسين ولام التعليل (لتوسيم الشخصية المتنافسة على ما تفعله أو ستفعله بخصوص إبراز قدراتها في ترتيب استقبال بهيج للضيف الكبير)، وتعمل المؤشرات الزمنية الأخرى على مزيد من التاطير الواقعي للحدث (الجمعة- مغرب الشمس- صلاة العشاء)
4- المكان:
يحفل النص بمجموعة من الأمكنة خاصة الاستقبال والاستضافة والإخبار عن مكان بداية السفر ونهايته، ولها حمولات تاريخية وجغرافية واقعية ( بلاد تامسنا، فاس حاضرة السلطان، نهر أبي رقراق، مدينة سلا، باب المريسة، دار قاضي القضاة، سلجماسة مدينة التجارة القائمة على تبر السودان…)، وهي مؤثثة بمؤثثات ذات دلالة تاريخية واجتماعية وثقافية للمحكي (أعلام ترفرف على الصوامع، حراس باب المريسة، دكة ظليلة، المدخل الأول لرياض القاضي، الماء البارد وبعض القرى، أخبار فاس وتامسنا، دار العيال، القبة الصغيرة بالمدخل الثالث، الحشود المستقبلة، الفلك الصغيرة المزينة...) وطالما أن الفضاء فضاء الحفل والابتهاج والفرجة فانه يبدو حميميا للشخصيات الرئيسية في النص رغم انه لا يخلو من تنافر وتحاسد بين ابن الحفيد والعامل جرمون؛ مما يضفي على دلالته غموضا يجعله فضاء للبهجة من جهة، والمجاملة والنفاق والمنافسة على النفوذ والسلطة والظهور من جهة أخرى
5- وضعية السارد في النص:
يروي الحكاية في النص سارد متمظهر بضمير الغائب، متخذ وضعية السارد المتخفي المحايد الذي يتابع الحدث بتجرد وموضوعية، ويصف الشخصيات والفضاءات وصفا واقعيا في الغالب مركزا على الدوافع النفسية التي تجعل الشخصية تقدم على فعل ما، أو القيمة الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تؤثت فضاء معينا بمؤثثات ترمز إليها.
و السارد يقود رؤية مصاحبة في الغالب، يتابع الشخصية، ويعرض أفعالها، ويكشف عما تعلن عنه من دواخلها، لا يتحكم في مجرى الحدث، ويقتصر دوره على نقل الخبر ووصف الواقع.
6- أبعاد النص ومقاصده
يزخر النص بأبعاد اجتماعية وإنسانية، كتصوير المحكي بكل واقعية لظاهرة الاستقبال المخزني والمجاملة والنفاق والمنافسة على النفوذ والسلطة والظهور من جهة أخرى. كما يستضمر خطابا سياسيا مفاده أن الدولة المخزنية والشعب المغربي عاشا في توافق وانسجام وتراض ضمن ثقافة الولاء من قبل العامة، ومراعاة مصالح الناس تبعا لولائهم وخدمتهم من قبل السلطان وأعوانه.
تحضير نص حفل استقبال جدع مشترك خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص
نصل أخيرا إلى إن النص المدروس آنفا للكاتب المغربي أحمد التوفيق يمثل نموذجا من نماذج النصوص السردية بما احتوى عليه من مقومات فنية وأسلوبية وإبداعية صور حدث الاستقبال الذي خص به المبعوث المخزني من طرف قاضي سلا وعاملها. وقد حافظ فيه الكاتب على مقومات الكتابة السردية من تنويع للشخصيات وحضور للزمان والمكان، واعتماد تقنية الاسترجاع والمزواجة بين الماضي والحاضر في السرد، والاختزال وهيمنة الوصف والدلالة الاحتفالية وصرامة اللغة التاريخية الدقيقة الحبلى بمصطلحات التاريخ والجغرافيا ومعجم السياسة والمجتمع والأدب، والتعابير التراثية الجزلة. كل ذلك ساهم في تقديم صورة عن مغرب الأمس، وعبرها رسالة إلى المتلقي تستضمر خطابا سياسيا مفاده أن الدولة المخزنية والشعب المغربي عاشا في توافق وانسجام وتراض ضمن ثقافة الولاء من قبل العامة، ومراعاة مصالح الناس تبعا لولائهم وخدمتهم من قبل السلطان وأعوانه