تحضير نص وصف قصر البديع جذع مشترك ملخص تحضير درس وصف قصر البديع
ملخص تحضير وتحليل وصف قصر البديع
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //.تحضير نص وصف قصر البديع جذع مشترك ملخص تحضير درس وصف قصر البديع
الإجابة هي كالتالي
وصف قصر البديع
أولاـ تــمـهــيــد:
الشِّـعـْـرُ فنُّ العربية الأول، وأكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصًا في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله. ويُعدُّ الشعر وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم. والشعر لغة الخيال والعواطف، وهو تعبير إنساني ذاتي يبرز من خلاله الشاعر عاطفته الجياشة، ويتغنى بذاته مصورا لنا أحاسيسه ومشاعره من خلال المواقف التي تثيره
-الشعر العمودي هو الذي ينظم كله على بحر واحد، ويتنتهي كل أبياته بقافية وروي موحدين. وهي تتضمن شتى الموضوعات : من مدح وهجاء ورثاء وغزل ...
تعريف الوصف :وصف قصر البديع
الوصف غرض من أغراض الشعر العربي المشهورة التي برع فيها العرب، كالمديح والهجاء، والرثاء ... فكان مسايرا لتطور الحياة العربية. بدأ بالعصر الجاهلي ( وصف الطبيعة الصحراوية والأطلال)، مرورا بالعصر الأموي والعباسي ( وصف المظاهر الحضارية الجديدة، القصور، البرك، التماثيل مجالس اللهو )، والأندلسي (البراعة في وصف الطبيعة).
ـ والوصف الأدبي يتناول الطبيعة، والإنسان، والآثار القائمة، والمنشآت الجميلة، يعتمد الخيال وصدق التعبير
الوصف ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات، ولما كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعاني، كان أحسنهم وصفاً من أتى في شعره بأكثر المعاني التي الموصوف مركب منها، ثم بأظهرها فيه وأولاها، حتى يحكيه بشعره، ويمثله للحس بنعته.
صاحب النص :
عبد العزيز الفشتالي(957هـ / 1032هـ) أحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى فشتالة قبيلة بالمغرب، طلب العلم في كل من مدينة فاس ومراكش فأخذ عن علمائها، ليتبوأ فيما بعدُ مكانة رفيعة عند المنصور ويُقدَّرُ تقيرا كبيرا عن سائر كتابه بالبلاط.
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ. شكل النص :
قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الراء)، والمطلع المصرع.
ب. العنوان:
تركيبيا: جاء العنوان على شكل جملة اسمية مكونة من خبرٍ مرفوعٍ (وصف) ومضاف إليه (قصرِ)، وهو مضاف، و(البديعِ)، مضاف إليه. والمبتدإٍ محذوفٍ تقديرهُ "هذا"
دلاليا: وصف: رسم وتصوير
قصر البديع: معلمة تاريخية توجد بمدينة مراكش، بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي نهاية القرن 16 م
يدل العنوان على استعمال الشاعر لغرض الوصف في نقل جمال "قصر البديع" وبهائه.
ج. البيت الخامس:
يشيرُ البيت الخامس إلى تباهي الشاعر بجمال القصر وقربه في الشبه من الخورنق والسدير.
د. فرضية النص :
من خلال المشيرات الدلالية، نفترض أن النص قصيدة شعرية عمودية غرضها الوصف، سيصف من خلالها الشاعر "عبد العزيز الفشتالي" بهاء قصر البديع، وعظمته، وجماله الأخاذ.
ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة العامة:وصف قصر البديع
يصف الشاعر عبد العزيز الفشتالي، من خلال قصيدته، قصر البديع الذي يعد رائعة من روائع الهندسة بالمغرب، مفصلا في معالم جماله الآسر لعيون الناظرين، من نقش ساحر وتماثيل مصفوفة تخرج ماء عذبا بجانب البركتين، متأثرًا بأزهار الرياض التي زادت القصر بهجة وبهاءً.
وحدات النص:
يمكن تقسيم النص إلى ثلاث وحدات دلالية، وهي :
• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت السادس.
وصفُ الشاعر لجمال بهوِ قصر البديع وما يزينه من نقوش فاخرة تبهر الناظرين بتموجها وتطريزها، ومقارنته بقصري خورنق وسدير بالكوفة.
• الوحدة الدلالية الثانية : من البيت السابع إلى البيت العاشر.
انتقال الشاعر إلى الكشف عن إعجابه بجوانب القصر الساحرة وبركتيْه اللتين زينتا بتماثيل فضية مصفوفة بعناية وإتقان تخرج ماء عذبا يبعث السرور في النفس.
• الوحدة الدلالية الثانية : من البيت الحادي عشر إلى البيت الرابع عشر
انتهاء الشاعر إلى رسم جمال الرياض بقصر البديع الذي يغدو للناظر أكثر بهاء بفضل أزهار منثورة كأنها كواكب وبدور تملأ المكان سحرا وجمالا.
رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:وصف قصر البديع
1- عناصر النص وبناؤه:
أ- الحقول الدلالية المهيمنة في النص :
يتألف النص الشعري من حقلين دلاليين؛ هما :
* الطبيعة: الروض، تربها كافور، دبور،التبر، موج البركتين، الزلال، الأنهار، أرض زجاجة، حصبائها، اللؤلؤ المنثور، زهر الرياض..
* فن العمران: بهو، نقوش، رصف قلائد، القصور، خورنق، سدير، تماثل، مصنع، البركتين..
نلاحظ من خلال ما سبق، أن الحقل الدال على الطبيعة أكثر هيمنة على النص من الحقل الدال على "فن العمران"، دلالة على سحرها الطبيعي الذي ناسق العمران وتفوق عليه حتى بدا القصر أكثر بهاء وجمالا.
ب- الموصوفات في القصيدة:
وصف الشاعر موصوفاته وصفا دقيقا كما هي في الواقع. من أمثلة ذلك:
رصفت بنقوش، موج البركتين حركات سجف، اساد يهيج زئيرها، صفت بضفتها تماثل فضة...
دلالة الوصف: وصف بهاء قصر البديع، وعظمته، وجماله الأخاذ، الذي لا يضاهي جمال وعظمته أي قصر في الدنيا.
ج- نوعية الوصف في القصيدة
يهيمن الوصف الذاتي في القصيدة، فالشاعر متأثر أيما تأثر بجمال قصر البديع، فهو سلب لبه، وأراد للقارئ مشاركته هذا الشعور. من العبارات الدالة على تأثر الشاعر بجمال القصر وعظمته (لله بهو عز منه نظير/ إذا أجلت اللحظ في جنباته يرتد وهو بحسنه مسحور...)
2- لغة النص وبلاغته:
أ- الصور الشعرية:
استعمل الشاعر مجموعة من الصور الشعرية لوصف قصر البديع، من بينها :
التشبيه (مرسل / مفصل): "للهِ بهوٌ عز منه نظيرُ::::: لمَّا زَها كالروضِ وهو نضيرُ"
التشبيه (مرسل/مجمل):"فكأنها والتبر سال خلالها:::وشيٌ" التشبيه (مؤكد / مجمل) : وفضة تربها كافور"
التشبيه (مرسل/ مجمل):"كأن موجَ البركتين أمامه ::::: حركات سجف صافحته دبور
التشبيه (مرسل / مجمل): "كأنما زهر الرياض بجنبه :::::: حيث التفت كواكب وبدور"
الاستعارة (مكنية) : "نورٌ به ممطور"
الاستعارة (مكنية) :"حركات سجف صافحتهُ دبورُ"
الاستعارة (مكنية) : "يطفُو عليها اللؤلؤ المنثور"
الملاحظ أن الشاعر قد أكثر من التشبيه في وصف قصر البديع نظرا لحاجته إلى تقريب الصورة للمتلقي وإقناعه بعظمة الموصوف وجماله عن طريق التشاكل والتناظر في الصورة.
ب- الأساليب اللغوية:
زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية، ومن أمثلة الأسلوب الخبري: استعمل الشاعر أساليب خبرية متنوعة في وصفه للقصر، من بينها :
لله بهو عز منه نظير رصفت نقوش بناه رصف قلائد..
فكأنها والتبر سال خلالها وشي.. ...
غلب على القصيدة الأسلوب الخبري، نظرا لغرض الشاعر في وصف قصر البديع والإخبار عن معالمه الجميلة حتى يبهر القارئ بسحره وبهائه.
ومن أمثلة الجمل الإنشائية:
أسلوب النداء :" يا حسنهُ من مصنعٍ فبهاؤه"
ج- الجمل الفعلية في القصيدة:
وظف الشاعر في قصيدته الجمل الفعلية بكثرة. من أمثلة ذلك "يطفُو عليها اللؤلؤ المنثور"... صفت بضفتها تماثل فضة... إذا أجلت اللحظ في جنباته يرتد وهو بحسنه مسحور رصفت بنقوش"
دلالة ذلك: تقديم صورة حية على قصر البديع، وكأن القارئ يشاهده حقيقة
د- المحسنات البديعية:
استعمل الشاعر محسنات بديعية، من بينها الجناس، ومثاله قول الشاعر:
نَـضِـيرُ / نَـظِـيرُ (جناس غير تام)النُّحُورِ/ الحُورُ (جناس غير تام)
نَوْءًا / نُـورُ (جناس غير تام)
ه- البنية الإيقاعية (بشكل سطحي) :
اعتمد الشاعر على عناصر إيقاعية كـ "الروي" و"القافية" و"الوزن"...
الروي: الحرف المتكرر في نهاية كل بيتٍ شعري، وهو حرف صحيحٌ تُبنى عليه القصيدة العربية العمودية.. لذلك نجد الشاعر اختار حرف "الراء" رويا لقصيدته.
الوزن: الذي نظم عليه الشاعر قصيدته هو البحر الكامل "((متفاعلن× 3)× 2)"
رصفت نقوش بناه رصف قلائد ::::: قد نضدتها في النحور الحور
رصفت نقوش بناه رصف قلائدن::::: قد نضضدتها في ننحورِلحورو
متفاعلن / متفاعلن / متفاعلن متفاعلن/ متفاعلن / متفاعل
3- مقاصد النص وغاياته:
يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها الثقافي والتاريخي، والفني فالشاعر من خلال وصفه لقصر أحمد المنصور السعدي يريد:
- ابراز جمال العمارة في العصر السعدي، وما وصلت إليه من رقي وازدهار.
- اهتمام الخلفاء بقصورهم، والإبداع في تزيينها، وزخرفتها، فهي مكان إقامتهم، وفيها يستقبلون ملوك وسلاطين الدول وسفراءها.
- إبراز مهارة الصانع المغربي، ومدى إتقانه لعمله.
- ابراز قيمة الهندسة المعمارية المغربية، وعراقتها.
كما تبرز القصيدة بعدا فنيا، من خلال التزامها بخصائص الشعر العمودي في غرض الوصف.
خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:وصف قصر البديع
نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "وصف قصر البديع" هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر عبد العزيز الفشتالي، والذي يعد من أبرز شعراء الوصف في عهد الدولة السعدية، وقصيدته هذه تجسيد حي لهذا الغرض، حيث نجح في رسم لوحة جميلة لمعالم قصر البديع ومظاهر جماله الطبيعية والمعمارية التي يشتهر بها..ولقد حافظ في بنائها على خصائص القصيدة العمودية التقليدية في شعر الوصف، من خلال لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، يتقاسمها حقلان دلاليان، العمران والطبيعة، للدلالة على سحر المكان بجوار سحر البناء، واعتمد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب كالنداء والأمر والاستفهام والتمني، كما لم تخل قصيدته من المحسنات البديعية من قبيل الجناس والطباق، قاصدا بذلك رسم لوحة فنية جذابة للعمران في العصر السعدي.