مسرحية (ابن الرومي في مدن الصفيح) لعبد الكريم برشيد سنة ثانية باك علوم إنسانية
ملخص تحضير وتحليل مسرحية (ابن الرومي في مدن الصفيح) لعبد الكريم برشيد
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //.مسرحية (ابن الرومي في مدن الصفيح) لعبد الكريم برشيد
الإجابة هي كالتالي
مسرحية (ابن الرومي في مدن الصفيح) لعبد الكريم برشيد
تــقــديــم:
الفن المسرحي نشاط إبداعي قديم النشأة. كانت بدايته الأساسية الأولى عند اليونان. يعتمد في المقام الأول على التشخيص، ولكنه فن أدبي من حيث أنه يستعمل اللغة إلى جانب الحركات والإرشادات. ويحتوي العرض المسرحي على مجموعة من العناصر الأساسية الأخرى الضرورية لاكتماله، وهي: الشخصيات والحيز المكاني والمشاهد المؤطرة التي تدخل في إطار الديكور إلى جانب الجمهور المشاهد. وتستخدم المسرحيات الإمكانات التعبيرية الأخرى كالغناء والإنشاد والإنارة وجميع المؤثرات الصوتية المناسبة. واشتهر الأدب اليوناني بأنواع محددة من المسرح من حيث الموضوعات أهمها: الملهاة والمأساة. ولكن موضوعات المسرح تنوعت في المراحل اللاحقة إذ تناولت مجموعة من القضايا الاجتماعية والمشاكل اليومية والمآسي الفردية المعاصرة.
لم يكن لدى العرب مسرح بالمفهوم الذي نشأ عند اليونان، لكن الحياة العربية سجلت لنا بعض المواقف والمشاهد والفنون التي لها علاقة قريبة بالفن المسرحي، ومنها: خيال الظل واحتفالات الأعياد والمواسم، علما بأن سجل تاريخ المجتمع العربي حافل بالمهرجانات والتقاليد والاحتفالات التي كان يستخدم فيها التشخيص بكل أنواعه ومظاهره. لكن الفن المسرحي المقعد دخل إلى العالم العربي مع المد الاستعماري، بكل ما رافق ذلك من مثاقفة وترجمة إلى جانب حلول بعض الفرق المسرحية الأوربية في الشام ومصرن وذلك في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20. ومنذ تلك الفترة بدأ التأليف المسرحي العربي مسيرته الخاصة.
أولا: الــقـــراءة الــتــوجــيــهــيــة.
1- الـــتــعــريــف بــالـــمــؤِّلـــف:
عبد الكريم برشيد: كاتب ومخرج مسرحي وناقد، ولد سنة1943م بمدينة بركان شرق المغرب. حصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من أكاديمية مونبولي بفرنسا. ودرس بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. وفي سنة 2003، حصل على الدكتوراه في موضوع: "تيارات المسرح العربي المعاصر من النشأة إلى الارتقاء"
تولى مناصب هامة وسامية مثل مندوب جهوي وإقليمي سابق لوزارة الشؤون الثقافية، ومستشار سابق لوزارة الشؤون الثقافية، و أمين عام لنقابة الأدباء والباحثين المغاربة، وعضو مؤسس لنقابة المسرحيين المغاربة
وقد كتب عبد الكريم برشيد الرواية والشعر والمسرحية والنقد والتنظير. وساهم في بلورة نظرية مسرحية في الوطن العربي تسمى بالنظرية الاحتفالية.
وله مؤلفات عديدة. من أعماله:
ـ عطيل والخيل والبارود 1975، وتعالج موضوع العلاقة بين الأسياد والعبيد.
ـ ابن الرومي في مدن الصفيح، (نشرن سنو 1978 بمجلة الآداب البيروتية)، وترسم علاقة القاهر بالمقهورين ووضعية المرأة.
ـ عنترة في المرايا المكسرة 1970، وتتناول نكسة حزيران 1967.
ـ لعبة الوجود والأقنعة 1976، وترسم العلاقة المتوترة بين قيم الخير والشر والوجه والقناع.
- سالف لونجة.
- جحا في الرحى
2- الــتـعـــريــف بــالــمــؤلَّـــف:
المسرح الاحتفالي:
يندرج المؤلَّف الذي نحن بصدد دراسته ضمن فن المسرح الاحتفالي، وهو تجربة من التجارب المسرحية المغربية التي دعت إلى التعامل مع التراث وإلى ضرورة تأسيس العمل الدرامي على الأصول والقواعد الاحتفالية التي تمثلها الطقوس والتجمعات والمظاهر الاجتماعية التي تزخر بها الذاكرة العربية والمغربية والإنسانية، وبالإضافة إلى هذا يتميز المسرح الاحتفالي بسمات التركيب، والتكثيف، حيث تذوب فيه عناصر متعددة ( تاريخية ـ عجائبية ـ واقعية ـ تخييلية )، كما أنه يقوم على مجموعة من التقنيات، كاللعب المسرحي ـ السخرية ـ الحركية ...
3- الـــعـــنـــوان:
يتضمن عنوان المسرحية مفارقة أخرى مثيرة للانتباه: ابن الرومي في مدن الصفيح، و هي مفارقة مؤسسة، كما نرى، على شقين:
ابن الرومي: شاعر عاش في العصر العباسي
ـ عرف بذكائه، شاعريته
ـ متشائم، يميل إلى التطير
ـ سليط اللسان
ـ عاش بئيسا قلقا متوترا سيئ الحظ.
مدن الصفيح: وهي عبارة متداولة، على الخصوص في المغرب، للدلالة في وقتنا الحالي على أحياء قصديرية تكونت في العصر الحديث مع بداية الاستعمار الفرنسي بسبب هجرة أهل البوادي إلى المدن من أجل العمل في المراكز الصناعية، لكنها توسعت كثيرا فيما بعد بعوامل أخرى كالجفاف، وفقدان الأراضي الزراعية، وسوء توزيع الثروات بين الطبقات الاجتماعية إلى أن أصبحت مدنا حقيقية تتراكم فيها المشاكل الاجتماعية والصحية؛ حيث يتسم بالعشوائية، وانعدام شروط الحياة الكريمة
يحمل العنوان، إذن، دلالة مفارقة؛ حيث جمع الكاتب بين عنصرين متباعدين ومتنافرين ( شخصية أدبية تراثية/ وفضاء معاصر)
ولهذا الجمع وظيفتان:
وظيفة جمالية: المتعة الناتجة عن الجمع بين متباعدين.
وظيفة دلالية: تناول قضية معاصرة/ معاناة سكان الأحياء القصديرية من خلال توظيف عنصر شخصية تراثية (الشاعر ابن الرومي)
4- صـــورة الــغـــلاف:
الواجهة الأمامية للغلاف:
أ- اسم الكاتب و العنوان:
- كتب اسم الكاتب في أعلى ووسط الواجهة الأمامية العلوية لغلاف النص المسرحي بخط نحيف أسود، بخلاف عنوان المسرحية "ابن الرومي في مدن الصفيح" الذي كتب مباشرة تحت اسم الكاتب، واستحوذ على معظم مساحة الجزء الأعلى للغلاف، مما جعله واضحا ولافتا للنظر.
ب- صورة الغلاف:
- توجد تحت العنوان صورة فوتوغرافية سيطرت على الجزء الأكبر للنصف الأسفل للغلاف، وهي تمثل لقطة مسرحية يتفاعل فيها أربعة ممثلين: رجلان وامرأتان في وضعية حركية تشخيصية و تجاوبية، تدل على وجود حوار وانفعالات جارية بينهم. وفي خلفية الصورة تبرز معالم الديكور التي تمثل مباني عتيقة لكنها ليست من الصفيح كما ورد في العنوان. وتحت الصورة نقرأ عنوانا مائلا ميلا متوازيا مع ميل الصورة، ليدل على انسجامه وترابطه وتكامله معها، بحيث يحدد نوعية الاتجاه المسرحي الذي ينتمي إليه النص، وهو المسرح الاحتفالي.
- الواجهة الخلفية للغلاف
- يتوسط أعلى الغلاف عنوان المسرحية، كتبت تحته فقرة من سبعة أسطر، يحدد فيها الكاتب موضوع المسرحية القائم على ثنائيات متعددة تتمثل فيما يلي: الماضي الحاضر/ الشرق والغرب/ الفقراء والأغنياء/ الرجل والمرأة/ الكائن والممكن/ الأضواء والظلال/ الأجساد والأشباح/ الأحلام والأوهام/ المسرح وما وراء المسرح/ الوجوه والأقنعة.
- ويحتوي الغلاف الخلفي أيضا على صورة ملونة للكاتب عبد الكريم برشيد، تقوم بتعريف شبه مباشر لوجهه لمن لم يسبق لهم التعرف عليه، وإلى جانب الصورة الأيسر، كتب تعريف بالكاتب، يتضمن مؤهلاته العلمية ومناصبه الإدارية، أما مؤلفاته فأشير إليها أسفل الواجهة الخلفية.
5- كـــلــمـة ظــهــر الــغـــلاف:
- كلمة الناشر
- يتصدر بداية النص، بعد البسملة الواردة بخط عربي مدور، تقديم خاص بالناشر، يوضح فيه أن المسرح ضرورة فنية وثقافية تهدف إلى تهذيب حياة المتعلم وتنمية قدراته العقلية والجمالية والثقافية.
- تقديم المسرحية،:
- بعد كلمة الناشر، يقدم كاتب المسرحية جردا كاملا بأسماء شخصياتها، وذلك ضمن إطار مرسوم يمثل ستارة مفتوحة. عدد هذه الشخصيات خمس وعشرون بالإضافة إلى طفلين آخرين. بعض الأسماء المذكورة هي شخصيات معروفة في تاريخ الثقافة و الحضارة العربيتين، و من أهمها: ابن الرومي الشاعر/ دعبل الأحدب/ أشعب المغفل/ عريب الجارية/ الرباب بائعة الجواري/ ابن دنيال...
بعد ذلك تتوالى لوحات المسرحية و عددها سبع عشرة لوحة، وهذا العدد ورد أيضا في أسفل الغلاف الأمامي، في عبارة "احتفال مسرحي في سبع عشرة لوحة".
6- دواعي تأليف المسرحية
- لم يحدثنا الكاتب بشكل مباشر عن دواعي تأليف هذه المسرحية، لكن الظروف التاريخية التي نشرت فيها أول مرة (سنة 1978)، كانت طافحة بالمعاني و الدلالات، فالواقع العربي في تلك الفترة كان متأزما سياسيا و اجتماعيا، مما دفع الكثير من التيارات الفكرية إلى المناداة بإصلاح المجتمعات العربية لما كان يلاحظ فيها من تفاوت اجتماعي بين الطبقات، وما كانت تعانيه الفئات الفقيرة من مشاكل وضغوط و استغلال. ولذلك فاهتمام الكاتب بمدن الصفيح في مسرحيته هذه، يدل على أن أهم أسباب تأليفها هو معالجة قضية الفقراء والمهمشين في المدن المغربية.
