0 تصويتات
في تصنيف ملخصات دروس بواسطة (627ألف نقاط)

درس المؤلفات قراءة في مسرحية "ابن الرومي في مدن الصفيح"

تحليل وتحضير نص المؤلفات لعبد الكريم برشيد

القراءة التوجيهية

تقديم

  الفن المسرحي نشاط إبداعي قديم، بدأ بشكل ناضج عند اليونان، يقوم على التشخيص، و يستثمر اللغة إلى جانب الحركات والإشارات، و يتأسس على جملة من المكونات كالشخصيات و الفضاء و الجمهور، وما يتعلق بالنص و عناصر تهم العرض و أخرى مرتبطة بالتلقي.

اشتهر المسرح اليوناني بنوعين من المسرح:المأساة (التراجيديا)، و الملهاة (الكوميديا)، لكن المسرح فيما بعد تطور و تداخلت موضوعاته لتشمل قضايا اجتماعية و مشاكل يومية و مآس فردية و جماعية فألغيت الحدود بين الملهاة و المأساة لتؤسس الدراما الحديثة.

لم يكن لدى العرب مسرح بالمفهوم الذي ظهر عند اليونان، لكن الحياة العربية سجلت مشاهد و فنون و مواقف مرتبطة بشكل من الأشكال المسرحية مثل:خيال الظل و احتفالات الأعياد والمواسم التي استخدم فيها التشخيص بكل أبعاده، لكن الفن المسرحي المقعد انتقل إلى العالم العربي في بداية النهضة العربية مع الاتصال بالغرب عبر البعثات أو الاستعمار، فظهرت فرق في مصر و بلاد الشام اعتمدت نصوصا مترجمة في الغالب تم تطور المسرح العربي تدريجيا على مستوى التأليف و التشخيص حتى أصبح اليوم متأصلا متنوعا تتجاذبه تيارات متعددة. و تعتبر مسرحية ابن الرمي في مدن الصفيح محاولة من محاولات المسرح العربي في المغرب لإثبات الخصوصية العربية في التأليف و العرض في آن واحد.

أبرز خاصية يتميز بها المسرح أنه خطاب يتشكل من دلائل و رموز و علامات يتداخل فيها ماهو لغوي بما هو غير لغوي، و ماهو معرفي بما هو فني و جمالي، إضافة إلى الارتباط بالوهم و التخيل و اللعب في الإنجاز التمثيلي، لذلك يتشكل الخطاب المسرحي من عدة نصوص مختلفة متداخلة و متكاملة هي:النص الدرامي و النص السينوغرافي والنص المعروض و نص الجمهور.

المسرح الاحتفالي

نستند هنا، إلى بيان مجموعة الاحتفالية في مراكش الصادر سنة 1979 ثم إلى الشروح التي قدمها عبد الكريم برشيد نفسه في بعض كتبه التطرية و النقدية. وقد حصر مبادئ الاحتفالية في ما يلي:

- تؤمن الاحتفالية، في المقام الأول، بأسبقية الحياة على الفكر. فالاحتفال فعل حيوي يحمل في ذاته إحساسه و فكره .

- الاحتفالية تعادي السكون و الثبات كما تخرج من دائرة الإتباع و الاتفاق إلى أفاق الإبداع و الاختلاف. 

- تلتزم الاحتفالية بكل فكر تقدمي ينادي . مبادئ الحرية و العدالة و كرامة الإنسان . 

- الإنسان هو مالك حق التعبير الحر عن الرأي الحر في مجتمع يفترض أيضا أن يكون حرا. 

- الاحتفالية تتجنب ، قدر الإمكان ، السقوط في الايدولوجيا لكنها تعادي المادة و الآلية التي هي ضد أنسنة الإنسان.

- تقبل الاحتفالية بالتجريب في الفن المسرحي و البحث و محاورة الذات و الثقافات الأخرى. 

- الاحتفالية هي لقاء حي مباشر، يقوم على الحوار و المشاركة بالإشارة و الحركة و الإيماء و الرقص و الغناء و التراتيل، لذلك فهي تحاول ل دائما إلغاء الحدود بين الجمهور و المنصة. 

- يجب أن تختزل الاحتفالية ثقافة بكاملها، فهي سلوك و آداب و غناء و رقص و أزياء و حناء و عمران و عادات و أهازيج و معتقدات وحكايات و أمثال و حكم مختلفة.

ويرى حسن المنيعي أن الاحتفالية ظهرت في المغرب في بداية السبعينات.دون أن تكون منقطعة الصلة مع واقع الفرجة في التراث العربي ومع بعض النظيرات الغربية . أمام مفهوم الاحتفال ، فهو لقاء حي تتواصل فيه الذوات ، و هو ثورة ضد المألوف و العادي تؤدي إلى << الإدهاش >> أي إلى إدراك المعرفي الذي يؤدي بدوره إلى التجاوز، تجاوز التناقضات القائمة في المجتمع و العمل على تغييرها (...) وهو بالأساس تطلع إلى المستقبل و حركة مستمرة تبدد كل ثبات و سكونية.

و الاحتفالية تحقق هذا الغرض بعرض أفعال حيوية، تستلهم الحكايات و الأساطير و العادات و التقاليد و الاحتفالات الشعبية من أجل أن تعيد عيشها بطريقة جديدة، مخالفة بذلك صرامة المسرح الدرامي الذي << يحيي ما كان كأنه جلسة لتحضير الأرواح>>.

و الاحتفالية، بوصفها تجربة معرفية، هي بمثابة ثورة مسرحية، لأنها تحول المسرح إلى مجال لمحاسبة التجربة المسرحية نفسها أو خلق ما يسمى بالمسرح داخل المسرح أي تحويله إلى تمسرح (théatralité) . و قد عبر عبد الكريم برشيد أيضا عن حقيقة هذا التوجه الجديد الموسوم بإدراج الحس النقدي داخل الحركية المسرحية في تجاربه الخاصة.

و الأهم من ذلك كله هو ضرورة تمييز الاحتفالية عن المسرح التأصيلي القومي الذي دعا إليه يوسف إدريس و علي الراعي و توفيق الحكيم، فلا وجود للاحتفالية في رأي عبد الكريم برشيد إذا ما كان هناك تقديس للتراث و وعي خاطئ بحقيقة الشخصيات التاريخية أو انسياق مع ثنائية النحن و الأخر. ينبغي للاحتفالية أن تؤكد حضور الذات الإنسانية العامة و علاقات الذوات الفردية داخل هذا الحضور الكوني، مع تأكيد الحق في الوجود و الاختلاف، و تكوين رؤية للعالم و تطوير الإبداع و التجربة. الخ 

و على العموم، يمكن إعادة تلخيص ما أشرنا إليه بخصوص تحديد مفهوم الاحتفالية في ما يلي:

- الاعتماد على عفوية اللقاء و الحوار بين الممثلين، و على المبادرات الآنية التي تأتي عفو الخاطر.

- إبراز عنصر (الإدهاش) بابتكار أفكار و مواقف جديدة يكون لها دور في تقوية وغي الجمهور.

- إبراز التناقضات الاجتماعية و العمل على تجاوزها بتغيير الواقع و استشراف آفاقه. 

- استلهام الاحتفالات الشعبية و الوقائع التاريخية و الحكايات و الأساطير و التقاليد، و توظيفها بمنظورات جديدة.

- تجديد العرض المسرحي بخلق وعي الوعي داخل المسرح أي المسرح داخل المسرح.(مثال: ابن دنيال يمثل دور الحاكي بخيال الظل، لكنه فبل التمثيل يناقش و يعلق ما سيحدث فيه. و بعد اكتمال الأحداث يعود إلى التعليق من جديد).

- تحطيم الحدود التقليدية الموجودة بين الخشبة و الجمهور (يدخل ابن الرومي من جهة الجمهور يجر عربة خيال الظل مصحوبا بابنته دنيازارد)

القراءة التوجيهية: عتبات النص

- عتبة المؤلَّف ( المسرحية )

كتب "عبد الكريم برشيد" مسرحية" ابن الرومي في مدن الصفيح" في خريف 1975 بمدينة الخميسات ، وانتهى من كتابتها في متم نفس السنة بمدينة الدار البيضاء. نشرت لأول مرة على صفحات مجلة *الآداب البيروتية* في عددها الثالث سنة 1978.بعد ذلك في مجلة *الفنون المغربية* في عددها الأول من سنة 1979.لتظهر في حلة جديدة سنة 2006 حيث قامت دار النشر* اديسوفت البيضاء*بطبعها ونشرها. 

في ربيع 1979 قدمت مسرحية" ابن الرومي في مدن الصفيح" في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمراكش ،حيث حازت على جائزة أحسن نص مسرحي، وقد تزامن هذا التقديم مع تأسيس جماعة المسرح الاحتفالي وصدورها بيانها الأول. يقول برشيد في هذا الصدد " لقد كتبت هذه المسرحية قبل ظهور البيان الأول للمسرح الاحتفالي سنة76. وبالرغم من ذلك فقد جاءت تحمل كل إرهاصات المسرح الاحتفالي.." 

إن النص المسرحي" ابن الرومي في مدن الصفيح" عبارة عن سلسلة من اللوحات تعكس كل واحدة منها حدثا من الأحداث، كل لوحة تجسد عملا فنيا متكامل الأجزاء، فهي ورشة بحث في عناصر الصراع التاريخي والطبقي بين شرائح المجتمع العربي انطلاقا من عصر ابن الرومي وانتهاء بعصر مدن الصفيح.

- عتبة المؤلِّف ( عبد الكريم برشيد )

ولد عبد الكريم برشيد بمدينة بركان سنة1943م. أتم دراسته الثانوية والجامعية بمدينة فاس حتى حصوله على الإجازة في الأدب العربي ببحث يهتم بتأصيل المسرح العربي. وفي عام 1971م، أسس فرقة مسرحية في مدينة الخميسات لاقت عروضها الاحتفالية صدى طيبا لدى الجمهور المغربي والعربي أيضا. وقد حصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من أكاديمية مونبولي بفرنسا. ودرس بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. وفي 2003م، حصل على الدكتوراه في المسرح من جامعة المولى إسماعيل بمكناس. كما تولى مناصب هامة وسامية مثل مندوب جهوي وإقليمي سابق لوزارة الشؤون الثقافية، ومستشار سابق لوزارة الشؤون الثقافية، و أمين عام لنقابة الأدباء والباحثين المغاربة، وعضو مؤسس لنقابة المسرحيين المغاربة. وقد كتب عبد الكريم برشيد الرواية والشعر والمسرحية والنقد والتنظير. وساهم في بلورة نظرية مسرحية في الوطن العربي تسمى بالنظرية الاحتفالية.

ومن إصداراته:

1. عطيل والخيل والبارود وسالف لونجة، احتفالان مسرحيان، منشورات الثقافة الجديدة سنة 1976؛ 

2. امرؤ القيس في باريس، منشورات الستوكي ووزارة الشبيبة والرياضة 1982؛ 

3. حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي، دار الثقافة بالدار البيضاء سنة 1983؛ 

4. المسرح الاحتفالي، دار الجماهيرية بطرابلس ليبيا1989-1990؛ 

5. اسمع ياعبد السميع، دار الثقافة بالدار البيضاء سنة 1985؛ 

6. الاحتفالية: مواقف ومواقف مضادة، مطبعة تانسيفت بمراكش سنة1993؛ 

7. الاحتفالية في أفق التسعينات، اتحاد كتاب العرب، دمشق سوريا سنة1993؛ 

8. مرافعات الولد الفصيح، اتحاد كتاب العرب، دمشق سوريا؛ 

9. الدجال والقيامة، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة بمصر؛ 

10. المؤذنون في مالطة، منشورات الزمن؛ 

11. غابة الإشارات، رواية، مطبعة تريفة ببركان سنة1999؛ 

12. ابن الرومي في مدن الصفيح، مسرحية احتفالية يتقاطع فيها ما هو اجتماعي معاصر مع ماهو تراثي وأدبي تاريخي، النجاح الجديدة بالدار البيضاء سنة 2005؛ 

دواعي تأليف المسرحية

غالبا ما تترك دواعي تأليف الأعمال الأدبية لتقديرات القراء أو لمضامين النص، حيث يمكن أن تستخرج منها إما بشكل مباشر أو ضمني. و الحال أن عبد الكريم برشيد لم يحدثنا مباشرة عن دواعي تأليف المسرحية، لكن الظروف التاريخية التي نشرت فيها أول مرة (سنة1978) كانت طافحة بالمعاني و الدلالات. ففي أواخر السبعينات من القرن الماضي كانت الحاجة إلى تغيير الواقع العربي المأزوم سياسيا و اجتماعيا تدعو كثيرا من التيارات الفكرية والاديولوجية إلى المناداة بضرورة إصلاح المجتمعات العربية، لما كان يلاحظ فيها من تفاوت اجتماعي بين الطبقات، و ما كانت تعانيه الفئات الفقيرة على الخصوص من مشاكل و ضغوط و استغلال؛ ولذلك فاهتمام مسرحية ابن الرومي بمدن القصدير له دلالة واضحة. على أن أسباب تأليفها هو معالجة قضية الفقراء و المهمشين في المدن العربية؛ غير أن اختيار الشكل المسرحي بالذات لمعالجة هذا الموضوع المركزي كانت له دوافع فنية و ثقافية عبر عنها الكاتب في حديثه عن الاحتفالية، و هو ما بيناه سابقا عند التعريف بها. فقد كانت الغاية هي تجديد المسرح العربي و جعله يتسم بالطابع المحلي. و هذا ما يفسر اللجوء إلى التراث العربي، و إلى الشخصيات المرموقة فيه، و توظيفها من أجل أداء دور ايجابي في الواقع، بالإضافة إلى الاستفادة من العادات و مظاهر الاحتفال في الحياة العربية. لذا فدواعي التأليف كما نرى هي:

ـ أولا: اجتماعية و سياسية، غايتها إثارة الانتباه إلى الوضع المزري للطبقات الفقيرة في المجتمع، و الدعوة إلى تغيير واقعها المأساوي.

ـ ثانيا: إبداعية و فنية، غايتها تحويل المسرح إلى نوع أدبي مطبوع بالخصوصيات العربية. وذلك من خلال توظيف التراث بجميع مظاهره و مكوناته الاحتفالية.

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
عتبة العنوان :

يتضمن عنوان المسرحية مفارقة أخرى مثيرة للانتباه: ابن الرومي في مدن الصفيح، و هي مفارقة مؤسسة، كما نرى، على شقين:

ابن الرومي: الشاعر المعروف الذي عاش في العصر العباسي بين سنتي(836 -896 م ) ،وهو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج أو جورجيس الرومي. شاعر كبير من طبقة بشار و المتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، وقيل مات مسموما على يد أحد وزراء الدولة العباسية، وكان تعرض له بالهجاء. قال عنه المرزباني:<لاأعلم أنه مدح أحدا من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلت فائدته من قول الشعر و تحاماه الرؤساء و كان سببا لوفاته>. و من أشهر الخصال النفسية التي طبعت شخصية الشاعر نزعة التشاؤم و التطير، ولذلك عاش بئيسا قلقا متوترا سيئ الحظ.

مدن الصفيح: وهي عبارة متداولة، على الخصوص في المغرب، للدلالة في وقتنا الحالي على أحياء قصديرية تكونت في العصر الحديث مع بداية الاستعمار الفرنسي بسبب هجرة أهل البوادي إلى المدن من أجل العمل في المراكز الصناعية، لكنها توسعت كثيرا فيما بعد بعوامل أخرى كالجفاف و فقدان الأراضي الزراعية و سوء توزيع الثروات بين الطبقات الاجتماعية إلى أن أصبحت مدنا حقيقية تتراكم فيها المشاكل الاجتماعية و الصحية

يحمل العنوان، إذن، دلالة مفارقة تقوم بدور الإغراء من أجل معرفة كيف ستكون عليه شخصية تاريخية معروفة استقدمت من التاريخ القديم لتعيش في مدن الصفيح في عصرنا الحالي.

تحديد الجنس الأدبي:

يتضمن الغلاف أيضا عبارة تحدد نوعية النص، كتبت تحت عنوان المسرحية مباشرة إلى اليسار: <نص مسرحي > و بذلك تتأسس العلاقة التعاقدية بين الكاتب و القراء على الوضوح التام. فالعمل ليس رواية ولا نصا شعريا بل هو مسرحية تعتمد التشخيص و الحوار مادتين أساسيتين في بنائها، وفي نفس الوقت تؤطر تلك العبارة النص في نطاق الأعمال الأدبية التخييلية، وقد قدمنا تعريفا بفن المسرح في بداية هذا الفصل.

عتبة الـغـلاف :

أ‌) الواجهة الأمامية لغلاف المسرحية

يتآزر التصريح بنوعية العمل، مع الصورة الفوتوغرافية الملونة التي توجد في القسم الأسفل من الغلاف، وهي بالفعل تمثل لقطة مسرحية يتفاعل فيها خمسة ممثلين: ثلاثة رجال و امرأتان في وضعية حركية تشخيصية وتجاوبية تدل على وجود حوار و انفعالات جارية بينهم. وفي الخلفية تبرز معالم الديكور، و هي تمثل مبان عتيقة تطل من ورائها صومعة مضاءة، لكن هذه المباني ليست من الصفيح كما ورد في العنوان. واللون الغالب على وجه الغلاف هو اللون الأسود، فهل لذلك علاقة بتشاؤم ابن الرومي؟ هذه مجرد قراءة افتراضية لصورة الغلاف لا تلزم بالضرورة القراء جميعهم. و تحت الصورة نقرأ العبارة التالية الني تتكلف بتحديد نوعية الاتجاه المسرحي الذي ينضوي تحته النص: احتفال مسرحي في سبع عشرة لوحة، و هذا يقودنا إلى مزيد من التدقيق في هوية المسرحية، فهي من النوع الاحتفالي الذي دعا إليه الكاتب عبد الكريم برشيد و غيره من رواد المسرح المغربي مند أواسط السبعينات من القرن الماضي.

ب‌) الواجهة الخلفية لغلاف المسرحية

يحتوي الغلاف الخلفي على صورة ملونة للكاتب عبد الكريم برشيد، تقوم بشبه تعريف لمعالم وجه هذه الشخصية لمن لم يسبق لهم أن تعرفوا عليها أو لتأكيد مطابقة الاسم على الشخصية بالنسبة لمن يعرفونه. أما الكتابة التعريفية فهي تؤكد المؤهلات العلمية والمناصب الإدارية لا غير. أما المساهمات الإبداعية و العلمية فيشار إليها أسفل الواجهة الخلفية. و هذا يعني أن التعريف بالمكانة الاجتماعية و العلمية تبوأ منزلة بارزة على حساب التعريف بالمكانة الأدبية. وتحت عنوان هذا المؤلَّف، يثبت المؤلف فقرة من ثمانية أسطر موقعة باسمه تمثل خطايا تقويميا واصفا يقدم في الواقع تحديدا دقيقا لموضوع المسرحية قائم على ثنائيات تفاعلية متعددة هي ما يكوّن عالم الإنسان. و تأتي هذه الثنائيات على الشكل التالي:

الماضي و الحاضر/ الشرق و الغرب/ الفقراء و الأغنياء/ الرجل و المرأة/ الكائن و الممكن/ الأضواء و الظلال/ الأجساد و الأشباح/ الأحلام و الأوهام/ المسرح و ما وراء المسرح/ الوجوه و الأقنعة.

هذه الفقرة التعريفية بالمسرحية تمثل قراءة ذاتية، لأنها صادرة عن كاتب المسرحية نفسه، و هي نوع من الاستباق غير المرغوب فيه عادة من قبل القراء و النقاد على السواء، لأنها تحد، و لو افتراضيا، من حرية التمثل و التفاعل الحر مع النص، على أنها قد تقدم خدمة مجانية لمن ليس لهم صبر على قراءة كاملة للكتاب ما دامت تضع أمامهم خلاصة مركزة عن طبيعة تركيب المسرحية، و أنماط الصراع فيها و أهدافها الإنسانية

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...