تحليل نص العلم والتقنية والسياسة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل نص العلم والتقنية والسياسة
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
تحليل نص : العلم والتّقنيّة والسّياسة
لقد بلغنا اليوم عصر العلم الضخم ، والتقنيّة العلميّة التي كوّنت سلطات جبّارة . لكن علينا أن نلاحظ بأن العلماء مجرّدون تماما من هذه السلطات رغم أنها تصدر من مخابرهم ذاتها بعد أن تمركزت هذه السلطات من جديد بين أيدي مسيري المؤسسات وقوى الحكومات ، فثمة من الآن فصاعدا تفاعل لا مثيل له بين البحث والقوة . يعتقد الكثير من العلماء تجنّب المشاكل التي يثيرها هذا التفاعل باعتبار أنه يوجد انفصال بين العلم من جهة والتقنية من جهة والسياسة من جهة أخرى . يقول هؤلاء العلماء إن العلم حسن جدّا إنّه أخلاقي . أمّا التقنية فهي متعددة الأوجه ... أمّا السياسة فهي سيّئة وما حصل من تطورات سيئة في العلوم إنّما يرجع إلى السياسة . إنّ رؤية كهذه لا تجهل فحسب العدوى الفعليّة بين الميادين الثلاثة بل تجهل أيضا أمر أنّ العلماء هم فاعلون في مجالات السياسات العسكريّة والحكوميّة . وهكذا فإنّ أنشتاين أعظم علماء عصره هو الذي طلب من الرئيس روزفلت صنع القنبلة النوويّة الحراريّة . وينبغي أن نفكّر من جهة أخرى بأنّ تطور العلم الضخم يؤدّي إلى معرفة خفيّة الاسم ، لم تعد معدّة للانصياع للوظيفة التي كانت للمعرفة طيلة تاريخ الإنسانيّة وهي أن تتجسّد في الضمائر وفي العقول وفي حياة البشر . لقد أعدّت المعرفة العلميّة الجديدة لكي تودع في بنوك المعطيات وأن تستخدم وفق وسائل الأقوياء وقراراتهم . ثمّة تجريد فعلي لملكيّة المعرفة لا يشمل ( عامة ) المواطنين فحسب وإنّما العلماء الموغلين في التخصّص أنفسهم أيضا . حيث لا يقدر أيّ منهم على مراقبة مجمل المعرفة المنتجة اليوم ولا على التحقق منها . إضافة إلى ذلك .... ففي الوقت الذي دخل فيه البحث إلى المؤسّسات التيكنوبيروقراطية للمجتمع أدى على الفور اقتران الإدارة التكنوبيروقراطية في تخصّص العمل إلى اللامسؤوليّة المعمّمة . إنّنا نعيش عصر اللامسؤوليّة المعمّمة . ادقار موران " علم بضمير "
إشكالية النص : على من تلقى مسؤولية المخاطر التي أطلقها العلم الضخم ؟ هل تلقى على توظيفه السياسي السيئ أم على تواطئي العلماء مع رجال السياسة وعدم إصغائهم لضمائرهم ؟ وما هي سبل إعادة توجيه العلم نحو تحقيق " الخير العام لجميع الناس " ؟
التحليل : 1 – مظاهر العلم الضخم Big science
ينطلق موران من تسجيل أمر واقع اليوم هو : بلوغ المجتمعات المعاصرة إلى " العلم الضخم " أي وصولها إلى مستوى من التقدم العلمي والتكنولوجي أصبح مهيمنا ومؤثّرا على كلّ مجالات الحياة . فما هي المؤشرات الدالـــة على ذلك ؟
يمكن رصد أهم علامات العلم الضخم في المجتمعات المعاصرة
* نظريا في :
- الاعتراف الجماعي بأن لا شيء من المشاغل التي تطلقها الطبيعة أو الحياة أو المجتمع يفلت من طائلة المعرفة العلمية دراسة وتفسيرا . فالعلم هو المصدر الأساسي للمعرفة بالنسبة للإنسان المعاصر
- الثقة المتزايدة في العلم ، في منهجيته وأدائه وحقائقه وتعليق آمال الإنسان في السيادة على الطبيعة وتحقيق السعادة على نتائجه
* عمليا في :
- انتقال العلم من بحث يجريه العلماء لغايات معرفية إلى سلاح تراهن عليه الحكومات وصناع القرار من أجل الحصول على القوة اللازمة لتحقيق المصالح
- توفّر ترسانة متطورة باستمرار من التقنيات الميكانيكية والإلكترونية أصبحت مصدر القوة الأساسي للاستجابة لاحتياجات الإنسان الصحية والاقتصادية والاتصالية والسياسية ...
استخلاص : الثقة في العلم والتكنولوجيا معرفيا وعمليا ومراهنة الحكومات على القوة التي يوفرانها من أجل تحقيق المصالح هو ما جعل العصر الراهن عصر العلم الضخم . لكن هل يقتصر دور العلم الضخم على إنتاج الثروات والخيرات وعلى زيادة نفوذ الإنسان المعاصر على الطبيعة وعلى وجوده الاجتماعي ؟ هل يمكن تبرئة التقدم العلمي والتكنولوجي من التحول إلى مصدر تهديد للإنسان وتخريب للطبيعة ؟ ما هي أهم المخاطر التي أفرزها العلم الضخم ؟
2 – مخاطر العلم الضخم
يمكن تصنيف المخاطر المتولدة عن العلم الضخم إلى :
أ – مخاطر روحيّة تتعلق بالحياة الفكرية والروحية للإنسان المعاصر . تتلخص أهمها في :
اقصاء أنماط المعرفة الأخرى وانتاج حالة من " الزهد في التفسير " بتعبير مونو بفرض تفسير واحد للواقع هو التفسير العلمي والنظر إلى أنماط التفسير الممكنة الأخرى بعين الريبة والتظنن والازدراء
" قطع رأس الفلسفة " بإقصاء المعرفة الميتافيزيقية واعتبار العلم المعرفة الوحيدة التي تضمن تحقيق الاحتياجات النظرية والروحية للإنسان حد التعصب والدغمائية " المعرفة التي ليست معرفة علمية ليست معرفة بل هي جهل " قوبلو
الفصل بين المعرفة والأخلاق واعتبار القيم ( الخير والسعادة والعدالة والحرية ) شأنا يخرج من دائرة اهتمام العلماء الذي ينصب على نظام الوسائل بينما تتعلق الأخلاق بنظام الغايات . وقبول ما ينجر عن ذلك من إفقار للحياة الروحية ومن قطيعة بين العلم والضمير . علما وأنّ " علما بلا ضمير هو خراب للروح "
تشييئ الإنسان والنظر إليه ككائن طبيعي محض يخضع إلى نفس نموذج المعقولية المطبق على الظواهر المادية دون اعتراف بالفوارق بينهما .
ب – مخاطر مادية تخصّ الحياة العملية إن في مستوى علاقة الإنسان بالطبيعة أو في مستوى علاقة الإنسان بالإنسان تتجلى خاصة في :
تحول مشروع السيطرة على الطبيعة تدريجيا إلى مشروع تدمير للطبيعة
وتخريب لمواردها ومكوناتها بالهدر والاستنزاف والتلوث ( الخطرالايكولوجي
إحكام السيطرة على الإنسان ف " لوغوس التقنية هو لوغوس العبودية المستديمة " كما يقول ماركيوز . فبدل توجه العلم نحو تحرير الإنسان استخدم لاستعباده اجتماعيا وسياسيا وبدل تحقيق السعادة استخدم العلم لتعميق شقاء الإنسان جراء التحكم الاعلامي والاشهاري والسياسي في مواقفه وأفكاره وجراء التلوث والتسلّح
استخلاص : التقدم العلمي والتكنولوجي بقدر ما أنتج من منجزات ومكاسب تتخطى الحصر بقدر ما جعل من البشرية تعيش على شفا كارثة خصوصا بسبب الإفراط في التسلح والتلوّث . فمن يتحمل مسؤولية انحراف العلم الضخم نحو تهديد الإنسان وتخريب الطبيعة ؟ وما هو التبرير السائد لذلك ؟
3 – في التبرير السائد لانحراف العلم والتقنية
يشير موران إلى وجود رأي سائد لدى العلماء حول الطرف الذي تقع عليه مسؤولية الأخطار المحدقة بالبشرية جراء العلم الضخم ، رأي يقول :
• بالانفصال التام بين العلم والتقنية والسياسة كميادين متباينة المشاغل والرهانات
• بالتثمين الأخلاقي للعلم : أي النظر إلى العلم على أنه بحث نظري " حسن جدّا أخلاقيا " إذ يعبر عن عراقة العلاقة بين الحقيقة والخير ويعكس سعي الإنسان الدءوب للفوز بهما
• بالتحييد الأخلاقي للتقنية : أي النظر إلى التقنية على أنها في حدّ ذاتها محايدة أخلاقيا وقابلة للاستعمال من أجل الخير أو من أجل الشر ، لصالح الإنسان أو ضده فهي منظومة وسائل تسخدم لتحقيق غايات ليس من شأنها أن تشرعها أو تصوغها .
• بالتجريم الأخلاقي للسياسة : أي اتهام الحكومات وصناع القرار بإساءة استخدام العلم والتكنولوجيا . فالسياسة التي يحكمها منطق القوة والمصلحة هي الطرف الذي تلقى عليه مسؤولية المخاطر المترتبة عن العلم الضخم . وحدها السياسة من جعل العلم ينحط إلى نظام الوسائل ويتبرأ من التزاماته الأخلاقية
استخلاص : تفرّد السياسة ورجالها برسم الأهداف وتشريع الغايات ووضع أيديهم على بحوث العلماء والتقنيين ومنجزاتهم هو سبب المخاطر المحدقة بالبشرية جراء العلم الضخم . فما هي حدود هذا التصور ؟ هل يجوز حقا إعفاء العلماء من المسؤولية عما يهدّد البشرية اليوم ؟
يتبع في الأسفل