نص نظري فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة ل"أحمد المديني"
تحليل وتلخيص نص نظري فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة ل"أحمد المديني سنة ثانية باك
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......نص نظري فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة ل"أحمد المديني
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
نص نظري
(فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة) ل"أحمد المديني"
لقد عرف الأدب العربي نهاية القرن التاسع عشر ظهور مجموعة من الأجناس النثرية الحديثة؛ كالقصة والمسرحية وفن المقالة، نظرا للتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي شهدها الواقع العربي آنذاك. حيث ازدهر العمل الثقافي وتم تشجيعه؛ بإنشاء الجامعات والمكتبات ودور النشر، إضافة إلى الدور البارز الذي لعبته الصحافة في التعريف بهذه الأجناس، كما لا ننسى عاملا مهما، هو عامل الانفتاح على الغرب الذي أتاح للمبدعين والمثقفين العرب تعرف هذه الأشكال النثرية، وتعد القصة القصيرة أبرز هذه الأشكال، فهي تعتبر أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر، تكتفي بتصوير جانب واحد من حياة الفرد، أو خلجة واحدة من خلجاته تصويرا مكثفا خاطفا. تكاثر فيها الكتاب والمبدعون بداية القرن العشرين. من أبرزهم؛ نذكر يحيى حقي، محمود تيمور، محمد تيمور، يوسف إدريس، زكرياء تامر، عبد المجيد بن جلون، أحمد بوزفور، محمد زفزاف، محمد إبراهيم بوعلو، نجيب محفوظ. ولا ننسى الدور الذي لعبته الكتابات النظرية والنقدية في التعريف بهذا الفن المستحدث. كعمر الدسوقي في كتابه "نشأة النثر الحديث وتطوره"، وحميد لحمداني في كتابه "نحو نظرية منفتحة للقصة القصيرة جداً"، ومحمد يوسف نجم في كتابه "القصة في الأدب العربي الحديث "، وأنيس المقدسي في كتابه (الفنون الأدبية وأعلامها في النهضة العربية الحديثة)، والكاتب أحمد المديني في كتابه "فن القصة القصيرة بالمغرب في النشأة والتطور والاتجاهات"، الذي اقتطف منه هذا النص النظري الذي بين أيدينا (فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة)، فمن خلال عنوانه والفقرة الأولى منه، نفترض أن الكاتب سيحاول أن يرصد لنا أهم المميزات والمكونات التي تميز الشكل الفني والمضموني لفن القصة القصيرة. إذن فما هي القضية الأدبية التي يطرحها النص وعناصرها؟وما هي الطريقة المنهجية والأساليب الحجاجية التي اعتمدها الكاتب لمعالجة هذه القضية؟
لقد حاول الكاتب في نصه تقديم إطار نظري عام لفن القصة القصيرة، بدءا من تاريخ ظهورها عند العرب، ومرورا بالتعريف بعناصرها وقواعدها الكلاسيكية، وانتهاء بما عرفته هذا المقاييس والقواعد من تبدلات وتغيرات.
ويمكن رصد أهم المضامين والأفكار التي طرحها الكاتب في نصه للنقاش، كما يلي:
• بوادر ظهور القصة في العالم العربي وازدهارها على يد الرواد الأوائل نهاية القرن التاسع عشر.
• التعريف بالمقاييس الكلاسيكية التي وضعها النقاد لحصر مفهوم القصة، وهي:
• القصة خبر من خصائصه وحدة الأثر، واتصال تفاصيل الخبر وأجزائه، وأن يكون ذا بداية ووسط أو عقدة ونهاية.
• عناصر العمل القصصي، هي: الشخصية أو الفاعل، والمغزى منها أو المعنى، ولحظة التنوير أو إجلاء الموقف، وأسلوبها أو نسيجها من لغة وحوار ووصف وسرد.
• الإشارة إلى الخصائص التي أضافها محمود تيمور في تعريفه لفن القصة، وهي الوحدة الفنية، واعتماد التلميح، وأن تكون أفعال وأقوال الشخصيات من صميم الواقع، وأن تتصرف بكل حرية، وأن يكون للقصة مغزى ورسالة، والابتعاد ما أمكن عن جانب الموعظة والحكمة، واعتماد عنصر التشويق، وتوظيف أسلوب لغوي مباشر.
• التعريف بالتبدلات والتغيرات التي طرأت على البناء القصصي والتجديد الذي طاله، وهو نتيجة سببية مباشرة لتغير المجتمع، وما طرأت عليه من تحولات اجتماعية واقتصادية. ويمكن اجمال هذه التغيرات فيما يلي:
• تحطيم الأقانيم الثلاثة (البداية والوسط والعقدة)، واختلال تسلسلها، واختفاء مفهوم العقدة والنهاية.
• غياب الحدث بفعل تحول القصة إلى سرد لتجربة نفسية أو شعورية، واستخدام لتيار الوعي والحوار الداخلي.
• ارتباك التسلسل الزمني، وتداخلها أقطابه تدخلا عجيبا، والإغراق في الزمن النفسي.
• اقتراب لغة القصة من اللغة الشعرية الإيحائية الرمزية.
• اعتماد كثير من الرواد القصصيين المتأخرين العرب والغربيين على هذه الخصائص.
المنهج المعتمد في بناء النص، وعرض أفكاره:
اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا في بناء نصه وعرض أفكاره؛ حيث انطلق من مبدإ عام يتلخص في إبرازه لبوادر ظهور القصة وفترة نشأتها، وتكاثر المبدعين والكتاب فيها، ثم انتقل بعد ذلك لاستعراض أهم السمات والخصائص الفنية والمضمونية التي تميزها بين القديم والحديث.
الأساليب الحجاجية
وحتى يضفي الكاتب على أفكاره طابع الوضوح والإقناع، وظف مجموعة من الأساليب الحجاجية. أهمها:
التعريف: عرف الكاتب كثيرا من عناصر القصة الفنية، ك "الشخصية" بقوله: (وهنا لا مجال للتفرقة بينها وبين الحدث: "لأن الحدث هو الشخصية وهي تعمل، أو الفاعل وهو يفعل...)، و"المعنى": (فلكي تكون القصة مكتملة لابد أن تتوفر على معنى معين، وإلا أصبحت اقرب إلى التاريخ...)
التمثيل: فمثل لعناصر القصة الفنية (الشخصية، الحدث، المعنى، لحظة التنوير، نسيج القصة، العقدة، اللغة، الحوار، الوصف...)، وأسماء كتابها (خناتة بنونة، مجيد طوبيا، الطيب صالح، محمد زفزاف...)
المقارنة: وهي تهيمن على أفكار النص، حيث يقارن الكاتب بين مقاييس القصة الكلاسيكية، ومقاييسها الحديثة (لم تعد هناك ضرورة لتوفر القصة على الحدث أو أن الحدث تحول عن معناه المعروف...)، (لم تبق لقصة نهاية معروفة تقدم الحل الذي يكون متوقعا...لم أصبحنا أمام كتابة تترك كل شيء للبحث والتخمين...)
السرد: حيث يسرد بوادر ظهور القصة وتاريخ نشأتها (أصبحت القصة القصيرة منذ أوائل القرن الماضي فنا له أصوله وقواعده وعناصره الفنية والمضمونية وطرق التعبير التي تميزه..)
الاستشهاد: حيث استشهد بكلام الغير في تعريف الشخصية (لأن الحدث هو الشخصية وهي تعمل، أو الفاعل وهو يفعل...ووحدة الحدث لا تتحقق إلا بتصوير الشخصية وهي تعمل)
هذه الأساليب لعبت دورا كبيرا في إضفاء طابع الوضوح والانسجام على أفكار النص؛ من خلال شرح وتفسير مجمل الأسس الفنية التي تميز فن القصة عن غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى.
الأساليب اللغوية:
ولا ننسى الأساليب الحجاجية اللغوية التي حافظت على تماسك أفكار النص وانسجامها، وجمل النص وفقراته، وذلك من خلال مجموعة من مظاهر الاتساق؛ كالإحالة بأنواعها المختلفة، سواء بواسطة الضمائر(هو،ها،هم،ـه...)، أو بواسطة أسماء الإشارة(هذا، تلك، هؤلاء، هذه، ذلك، هنا...)، أو بواسطة الأسماء الموصولة(الذين، من). ثم هناك الوصل، سواء ما يقوم منه على الربط التماثلي(الواو، الفاء، أو، نعني) أو ما يقوم منه على الربط السببي(لذلك، ومن هنا، لكي، إن، أن...)، أو ما يقوم منه على الربط الزمني(قبل). ثم هناك كذلك الاتساق المعجمي القائم على التكرار.
تركيب خلاصة:
نستنتج مما سبق أن الكاتب أحمد المديني قد توفق في دراسته لخصائص وسمات القصة القصيرة، والمكانة التي تحتلها بين الأجناس الأدبية الأخرى، مقارنا في هذا الصدد بين مقاييسها القديمة والحديثة؛ فاعتمد المنهج الاستنباطي الذي يسر له الانتقال من فكرة لأخرى، ومن المبدإ العام إلى الأفكار الجزئية. كما اعتمد أساليب حجاجية متنوعة كالتعريف والتمثيل والمقارنة والوصف، استطاع من خلالها شرح أهم الأسس الفنية التي تكسب فن القصة القصيرة خصوصيتها وفرادتها. ولزيادة البعد التفسيري والحجاجي وضوحا، وظف الكاتب لغة تقريرية مباشرة تعتمد اللفظ البسيط والمعنى الواضح. كما حرص على إضفاء طابع الانسجام والتماسك على أفكار النص وجمله وفقراته؛ من خلال توظيفه مجموعة من الروابط الحجاجية ووسائل الاتساق المتنوعة؛ كالإحالة والوصل والاتساق المعجمي. وعلى العموم فإن الكاتب قد نجح في تقديم تصور نظري شامل وموسع حول فن القصة القصيرة كجنس فني تفوقت كثيرا على غيرها من الأجناس الحكائية النثرية الأخرى في التعبير عن الواقع، وكشف خباياه، والغوص في أعماق الشخصية الإنسانية واستبطان مشاعرها...