0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

تحليل نص العلم والتقنية والسياسة 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل نص العلم والتقنية والسياسة 

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

تحليل نص : العلم والتّقنيّة والسّياسة

          لقد بلغنا اليوم عصر العلم الضخم ، والتقنيّة العلميّة التي كوّنت سلطات جبّارة . لكن علينا أن نلاحظ بأن العلماء مجرّدون تماما من هذه السلطات رغم أنها تصدر من مخابرهم ذاتها بعد أن تمركزت هذه السلطات من جديد بين أيدي مسيري المؤسسات وقوى الحكومات ، فثمة من الآن فصاعدا تفاعل لا مثيل له بين البحث والقوة . يعتقد الكثير من العلماء تجنّب المشاكل التي يثيرها هذا التفاعل باعتبار أنه يوجد انفصال بين العلم من جهة والتقنية من جهة والسياسة من جهة أخرى . يقول هؤلاء العلماء إن العلم حسن جدّا إنّه أخلاقي . أمّا التقنية فهي متعددة الأوجه ... أمّا السياسة فهي سيّئة وما حصل من تطورات سيئة في العلوم إنّما يرجع إلى السياسة . إنّ رؤية كهذه لا تجهل فحسب العدوى الفعليّة بين الميادين الثلاثة بل تجهل أيضا أمر أنّ العلماء هم فاعلون في مجالات السياسات العسكريّة والحكوميّة . وهكذا فإنّ أنشتاين أعظم علماء عصره هو الذي طلب من الرئيس روزفلت صنع القنبلة النوويّة الحراريّة . وينبغي أن نفكّر من جهة أخرى بأنّ تطور العلم الضخم يؤدّي إلى معرفة خفيّة الاسم ، لم تعد معدّة للانصياع للوظيفة التي كانت للمعرفة طيلة تاريخ الإنسانيّة وهي أن تتجسّد في الضمائر وفي العقول وفي حياة البشر . لقد أعدّت المعرفة العلميّة الجديدة لكي تودع في بنوك المعطيات وأن تستخدم وفق وسائل الأقوياء وقراراتهم . ثمّة تجريد فعلي لملكيّة المعرفة لا يشمل ( عامة ) المواطنين فحسب وإنّما العلماء الموغلين في التخصّص أنفسهم أيضا . حيث لا يقدر أيّ منهم على مراقبة مجمل المعرفة المنتجة اليوم ولا على التحقق منها . إضافة إلى ذلك .... ففي الوقت الذي دخل فيه البحث إلى المؤسّسات التيكنوبيروقراطية للمجتمع أدى على الفور اقتران الإدارة التكنوبيروقراطية في تخصّص العمل إلى اللامسؤوليّة المعمّمة . إنّنا نعيش عصر اللامسؤوليّة المعمّمة . ادقار موران " علم بضمير "

إشكالية النص : على من تلقى مسؤولية المخاطر التي أطلقها العلم الضخم ؟ هل تلقى على توظيفه السياسي السيئ أم على تواطئي العلماء مع رجال السياسة وعدم إصغائهم لضمائرهم ؟ وما هي سبل إعادة توجيه العلم نحو تحقيق " الخير العام لجميع الناس " ؟ 

التحليل : 1 – مظاهر العلم الضخم Big science 

 ينطلق موران من تسجيل أمر واقع اليوم هو : بلوغ المجتمعات المعاصرة إلى " العلم الضخم " أي وصولها إلى مستوى من التقدم العلمي والتكنولوجي أصبح مهيمنا ومؤثّرا على كلّ مجالات الحياة . فما هي المؤشرات الدالـــة على ذلك ؟ 

يمكن رصد أهم علامات العلم الضخم في المجتمعات المعاصرة 

           * نظريا في : 

 - الاعتراف الجماعي بأن لا شيء من المشاغل التي تطلقها الطبيعة أو الحياة أو المجتمع يفلت من طائلة المعرفة العلمية دراسة وتفسيرا . فالعلم هو المصدر الأساسي للمعرفة بالنسبة للإنسان المعاصر  

 - الثقة المتزايدة في العلم ، في منهجيته وأدائه وحقائقه وتعليق آمال الإنسان في السيادة على الطبيعة وتحقيق السعادة على نتائجه 

          * عمليا في : 

 - انتقال العلم من بحث يجريه العلماء لغايات معرفية إلى سلاح تراهن عليه الحكومات وصناع القرار من أجل الحصول على القوة اللازمة لتحقيق المصالح 

 - توفّر ترسانة متطورة باستمرار من التقنيات الميكانيكية والإلكترونية أصبحت مصدر القوة الأساسي للاستجابة لاحتياجات الإنسان الصحية والاقتصادية والاتصالية والسياسية ... 

 استخلاص : الثقة في العلم والتكنولوجيا معرفيا وعمليا ومراهنة الحكومات على القوة التي يوفرانها من أجل تحقيق المصالح هو ما جعل العصر الراهن عصر العلم الضخم . لكن هل يقتصر دور العلم الضخم على إنتاج الثروات والخيرات وعلى زيادة نفوذ الإنسان المعاصر على الطبيعة وعلى وجوده الاجتماعي ؟ هل يمكن تبرئة التقدم العلمي والتكنولوجي من التحول إلى مصدر تهديد للإنسان وتخريب للطبيعة ؟ ما هي أهم المخاطر التي أفرزها العلم الضخم ؟ 

2 – مخاطر العلم الضخم 

يمكن تصنيف المخاطر المتولدة عن العلم الضخم إلى : 

أ – مخاطر روحيّة تتعلق بالحياة الفكرية والروحية للإنسان المعاصر . تتلخص أهمها في :

 اقصاء أنماط المعرفة الأخرى وانتاج حالة من " الزهد في التفسير " بتعبير مونو بفرض تفسير واحد للواقع هو التفسير العلمي والنظر إلى أنماط التفسير الممكنة الأخرى بعين الريبة والتظنن والازدراء 

 " قطع رأس الفلسفة " بإقصاء المعرفة الميتافيزيقية واعتبار العلم المعرفة الوحيدة التي تضمن تحقيق الاحتياجات النظرية والروحية للإنسان حد التعصب والدغمائية " المعرفة التي ليست معرفة علمية ليست معرفة بل هي جهل " قوبلو 

 الفصل بين المعرفة والأخلاق واعتبار القيم ( الخير والسعادة والعدالة والحرية ) شأنا يخرج من دائرة اهتمام العلماء الذي ينصب على نظام الوسائل بينما تتعلق الأخلاق بنظام الغايات . وقبول ما ينجر عن ذلك من إفقار للحياة الروحية ومن قطيعة بين العلم والضمير . علما وأنّ " علما بلا ضمير هو خراب للروح " 

 تشييئ الإنسان والنظر إليه ككائن طبيعي محض يخضع إلى نفس نموذج المعقولية المطبق على الظواهر المادية دون اعتراف بالفوارق بينهما . 

ب – مخاطر مادية تخصّ الحياة العملية إن في مستوى علاقة الإنسان بالطبيعة أو في مستوى علاقة الإنسان بالإنسان تتجلى خاصة في : 

 تحول مشروع السيطرة على الطبيعة تدريجيا إلى مشروع تدمير للطبيعة  

                       وتخريب لمواردها ومكوناتها بالهدر والاستنزاف والتلوث ( الخطرالايكولوجي  

 إحكام السيطرة على الإنسان ف " لوغوس التقنية هو لوغوس العبودية المستديمة " كما يقول ماركيوز . فبدل توجه العلم نحو تحرير الإنسان استخدم لاستعباده اجتماعيا وسياسيا وبدل تحقيق السعادة استخدم العلم لتعميق شقاء الإنسان جراء التحكم الاعلامي والاشهاري والسياسي في مواقفه وأفكاره وجراء التلوث والتسلّح 

استخلاص : التقدم العلمي والتكنولوجي بقدر ما أنتج من منجزات ومكاسب تتخطى الحصر بقدر ما جعل من البشرية تعيش على شفا كارثة خصوصا بسبب الإفراط في التسلح والتلوّث . فمن يتحمل مسؤولية انحراف العلم الضخم نحو تهديد الإنسان وتخريب الطبيعة ؟ وما هو التبرير السائد لذلك ؟  

3 – في التبرير السائد لانحراف العلم والتقنية 

يشير موران إلى وجود رأي سائد لدى العلماء حول الطرف الذي تقع عليه مسؤولية الأخطار المحدقة بالبشرية جراء العلم الضخم ، رأي يقول : 

• بالانفصال التام بين العلم والتقنية والسياسة كميادين متباينة المشاغل والرهانات 

• بالتثمين الأخلاقي للعلم : أي النظر إلى العلم على أنه بحث نظري " حسن جدّا أخلاقيا " إذ يعبر عن عراقة العلاقة بين الحقيقة والخير ويعكس سعي الإنسان الدءوب للفوز بهما 

• بالتحييد الأخلاقي للتقنية : أي النظر إلى التقنية على أنها في حدّ ذاتها محايدة أخلاقيا وقابلة للاستعمال من أجل الخير أو من أجل الشر ، لصالح الإنسان أو ضده فهي منظومة وسائل تسخدم لتحقيق غايات ليس من شأنها أن تشرعها أو تصوغها . 

• بالتجريم الأخلاقي للسياسة : أي اتهام الحكومات وصناع القرار بإساءة استخدام العلم والتكنولوجيا . فالسياسة التي يحكمها منطق القوة والمصلحة هي الطرف الذي تلقى عليه مسؤولية المخاطر المترتبة عن العلم الضخم . وحدها السياسة من جعل العلم ينحط إلى نظام الوسائل ويتبرأ من التزاماته الأخلاقية

استخلاص : تفرّد السياسة ورجالها برسم الأهداف وتشريع الغايات ووضع أيديهم على بحوث العلماء والتقنيين ومنجزاتهم هو سبب المخاطر المحدقة بالبشرية جراء العلم الضخم . فما هي حدود هذا التصور ؟ هل يجوز حقا إعفاء العلماء من المسؤولية عما يهدّد البشرية اليوم ؟ 

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
تحليل نص العلم والتقنية والسياسة

4- في حدود التبرير السائد  

يؤكّد موران أنّ التصور السائد القائم على تبرئة العلماء والتقنيين أخلاقيّا وتجريم السياسيين تصور ضعيف ومناقض للواقع لأسباب عديدة :

- أولا : بسبب وجود تفاعل واقعي ، في المجتمعات المعاصرة ، بين العلم والتقنية والسياسة . ففرضية الانفصال التام بين هذه الميادين الثلاث لا يؤيّدها ما يوجد فعليا بينها من تفاعل تعبر عنه سياسات الدول والحكومات في البحث العلمي تمويلا وتوجيها وتفعيلا .

- ثانيا : بسبب أنّ العلماء لا يعيشون خارج التاريخ ولا في مخابر مغلقة بل هم أيضا فاعلون في السياسة وشركاء في صناعة القرار السياسي والعسكري

• بصورة مباشرة : مثل تورط أنشتاين في اقتراح صنع القنبلة النووية الحرارية على روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1939 قصد تحقيق توازن الرعب مع الألمان وقد استعملت القنبلة بعد ذلك في الحرب على اليابان

• بصورة غير مباشرة : فتخلي العلماء عن مسؤوليتهم تجاه بحوثهم ورضاهم بأن تفلت معارفهم ونتائج بحوثهم من أيديهم لتودع في بنوك المعطيات الخاصة بالحكومات وقبولهم بوضعية التكنوقراط أي اقتصارهم على شغل مواقع ادارية تنفيذية دون أن تكون لهم سلطة تشريعية تتعلق بغايات بحوثهم ولا قدرة على مراقبة استعمال هذه البحوث وعلى محاسبة من يسيء استعمالها هو شكل من التواطئ السياسي وسبب تعميق حالة " اللامسؤولية المعممة " الانفلات الاخلاقي السائد في المجتمعات المعاصرة . بتعبير آخر ادعاء العلماء الحياد و" الوقوف على الربوة " إزاء الأخطار التي يفرزها استعمال بحوثهم من قبل السياسيين بذريعة التخصص في البحث لا غير هو تواطؤ أخلاقي يجعلهم شركاء في الجرم ويعكس ما أطلق عليه أنشتاين " الوضع التراجيدي للعلماء " إذ تحولوا طوعيا إلى تكنوقراط مجندين للحكومات من أجل التحطيم والتدمير وإنتاج المعاناة وهم قادرون على إسعاد البشر والتخفيف من معاناتهم لو تحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية

استخلاص : لا مبرر لتبرئة العلماء مما افرزه العلم الضخم اليوم من أخطار بذريعة حياد التخصص العلمي أو حيلولة الجهاز البيروقراطي للدول دونهم ودون مراقبة استعمال نتائج بحوثهم . فالمتعلل بالحياد والتخصص أو بالعجز عن المراقبة والمحاسبة متواطئ ومتورط مع رجال السياسة فهو مثل " الشيطان الأخرس " . فما هو إذن واجب العلماء ؟ ما السبيل للتحرر من حالة اللامسؤولية المعممة تجاه ما يمثله العلم الضخم من تهديد محدق بالإنسانية ؟ كيف يمكن استرجاع التحالف بين العلم والأخلاق بين الحقيقة والخير بين الوسائل والغايات ؟  

5 – في سبل استرجاع المسؤولية الأخلاقية للعلماء

تقتضي استعادة التحالف بين العلم والايتيقا وتوجيه التقدم العلمي والتكنولوجي نحو " توفير الخير العام لجميع الناس " وتحقيق غايات إنسانية تنأى عن المخاطر المترتبة عن سوء توجيه واستعمال العلم الضخم من قبل رجال السياسة :

• تخلي العلماء عن حالة اللامسؤولية التي وضعوا فيها قسرا أو طوعا وقطع صمتهم حول كلّ مشاكل العصر

• استعادة العلماء لاستقلاليتهم الفكرية عبر الاضطلاع بوظائف التشريع والنقد والمراقبة إلى جانب البحوث المتخصصة

• الضغط على رجال السياسة ومشاركتهم في صناعة القرارات ورسم الغايات والسياسات وعدم الرضا بوضعية التكنوقراط المسخرين لخدمة الحكومات

• إحياء العلاقة العريقة بين الحقيقة والخير ووصل ما انفصل بين العلم والأخلاق عبر الاهتداء بمقتضيات الضمير الإنساني

إذن : إنتاج علم بضمير وعدم الاستسلام لمنطق السياسة الذي لا يعدو أن يكون منطق المصالح والوسائل هو سبيل العلماء لتجسيد مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه أنفسهم وتجاه البشرية وسبيل هذه الأخيرة لتجاوز عصر اللامسؤولية المعممة

المناقشة : المكاسب :

- التأكيد على أن العصر الراهن هو عصر العلم الضخم الذي يستجيب تقريبا لكل احتياجات الإنسان

- التنبيه إلى حالة اللامسؤولية المعممة تجاه المخاطر التي اطلقها التقدم العلمي تجاه البشرية

- التأكيد أيضا على أن العلماء مثلما ساهموا بحيادهم وصمتهم وتواطئهم مع السياسيين بدعوى التخصص في تعزيز المخاطر المتربصة بالبشرية اليوم هم أيضا طلائع مقاومة هذه المخاطر شرط استرجاع إحساسهم بالمسؤولية والاحتكام إلى ضمائرهم .

الحدود :

هل يقتصر استرجاع التحالف بين العلم والأخلاق على الإصلاح الأخلاقي للعلماء فحسب ؟ ألا يقتضي التحرّر من حالة اللامسؤولية المعمّمة التي تلازم العلم الضخم اليوم إصلاحا أشمل من ذلك ؟

 يفترض التحرّر من الأزمة المهددة للمجتمعات المعاصرة إصلاحات :

 + تشمل السياسة : بتغليب منطق المصلحة الإنسانية العامة على منطق القوة والسيطرة والاستنزاف المفرط للموارد الطبيعية والبشرية في مجال إدارة الدول ووضع سياساتها وتوجهاتها واستعادة التفاعل بين السياسة والأخلاق

 + يشمل العلم وعقلانيته بصورة جذرية : عبر

• إعادة النظر في رهان السيطرة على الطبيعة واستبداله برهان تحرير الإنسان كأولوية تعلو على كلّ اعتبار

• فتح نوافذ الحوار بين العلم والفن والدين والفلسفة باعتبارها تعكس أبعاد أخرى للوجود الإنسان المركب وتحقق احتياجات إنسانية لا تقلّ قيمة عن الاحتياجات التي يشبعها العلم .

• الانتقال من الفكر التبسيطي الذي يفترض التخصّص إلى الفكر المركّب الذي يفترض تداخل الاختصاصات وتكاملها من أجل بناء معرفة دامجة ومندمجة .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...