0 تصويتات
في تصنيف تعليم بواسطة (627ألف نقاط)

درس المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي. ملخص بحث حول درس المذهب الوجودي البراغماتي

تحضير درس المذهب الوجودي البراغماتي

تلخيص درس المذهب الوجودي البراغماتي 

بحث حول المذهب الوجودي 

بحث حول المذهب البراغماتي

في الفلسفة 

شرح وحل ملخص مرحباً اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب 2023 شرح ملخص وحل تطبيقات دروس ونصوص مقترح كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب... درس المذهب البراغماتي والمذهب الوجودي. ملخص بحث حول درس المذهب الوجودي البراغماتي

الإجابة هي

درس المذهب الوجودي البراغماتي

المذهب البراغماتي  

إن أفعال الإنسان لا تكون خيرا أو شرا إلا إذا حققت أو توقع من ورائها نفعا ، فإن أدت إلى ضرر أو عطلت نفعا كانت شرا . هذا هو رأي مذهب المنفعة في الأخلاق . البراغماتية فلسفة علمية لها جذور ترجع إلى الفلسفة اليونانية عند ارستيب القورينائي نحو (435 / 355 ق م ) فالفرد هو مصدر القيم الأخلاقية بوحي من اللذة والألم فاللذة هي الخير الأعظم . 

ويرى الفيلسوف اليوناني ابيقور ( 341 ـ 271 ) أن اللذة هي الخير الاسمي دون الإفراط في الملذات أي اللذة التي لا يعقبها الم ، بل ويطلب الألم إذا كان يحقق له لذة أعظم منه . وقد نحتها أصحابها من وهي كلمة يونانية تعني العمل النافع أو المزاولة المجدية ، ويصبح المقصود منها هو المذهب العملي أو المذهب النفعي . 

ثم عادت إلى الظهور منبثقة من الروح المادية للقرن العشرين ومرتبطة بتطور مناهج البحث العلمية والاتجاهات الواقعية المعاصرة ، مع الفيلسوف الانجليزي جيرمي بنتام .

لكن المؤسس الحقيقي للبراغماتية هو الفيلسوف الأمريكي بيرس الذي ، يرى أن كل فكرة لا بد أن تكون تمهيدا لعمل ما ، ثم جاء بعده "وليام جيمس " ليقيم بناء المذهب و يؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة و دليل صدقها ، وظهر بعد ذلك " جون ديوي " ليتم بناء المذهب و يقرر أن العقل هو أداة العمل ووسيلة المنفعة .

أهم ممثلي البراغماتية 

1 ـ بيرس تشارلز (سانتياغو )ساندرس (1839 ـ 1914 م ) فيلسوف أمريكي له مساهمات في علم الفلك وله اهتمامات بالفيزياء والكيمياء ويعد مؤسس الذرائعية التي ظهرت في رسالته الصادرة سنة 1878 في مجلة العلم الشعبي ومن مؤلفاته دراسات في المنطق وما الذرائعية و نشأة الذرائعية .

2 ـ جيريمي بنتام : فيلسوف وفقيه قانوني أمريكي ولد في 1748 وتوفي في لندن 1832 م له اهتمامات بالكيمياء بالإضافة إلى تخصصه في الدراسات القانونية ساهم في تأسيس المذهب النفعي ، وأراد أن يكون نافعا حتى بعد وفاته فأوصى   

3 ـ وليام جيمس : فيلسوف أمريكي ولد في 1842 وتوفي في 1910 حصل على الدكتوراه في الطب من جامعة هارفارد وعين أستاذا للفيزيولوجيا والتشريح في نفس الجامعة وهذا يفسر اعتماده على المنهج التجريبي عندما تعرض للظواهر النفسية بالدراسة والتحليل ثم تحول إلى الفلسفة . من مؤلفاته الوجيز في علم النفس وإرادة الاعتقاد والصور المختلفة للتجربة الدينية وكتاب الذرائعية الذي فصل فيه المعيار الذرائعي كمقياس صحيح للأفكار .  

4 ـ جون ديوي : فيلسوف وعالم تربية أمريكي ولد في 1859 وتوفي في 1952 تلبست الذرائعية الأمريكية تعبيرا خاصا لدى ديوي فعلى حين أن مذهب وليام جيمس كان ذا نزوع ديني في المقام الأول تحول ديوي بكليته نحو علوم الطبيعة وتبنى سلوكية واطسن التى تقول أن الروح ما هو إلا ما يفعله الجسم.

الفلسفة البراغماتية

1 ـ مبحث المعرفة

عندما تعرض بيرس لبحث مشكلة المعرفة . قرر انه توجد في عقولنا أفكار متعددة لها مقابلات مادية في العالم الخارجي ، ومعيار صدق هذه الأفكار أو كذبها يكون في مدى تطابقها أو عدم تطابقها مع ما يقابلها في الخارج . لكن يوجد في نفس الوقت نوع آخر من الأفكار داخل عقولنا ليس لها مقابل مادي خارجي ، إذن ما هو معيار الحكم عليها بالصدق أو الكذب ؟ أجاب بيرس بان تلك الأفكار إذا كانت تمهد للقيام بسلوك عملي وتهدف إلى تحقيق منفعة فعلية ، فإنها حينئذ صادقة ، وبدون ذلك تكون كاذبة .

مثلا فكرة وجود الله ، هل هي صادقة أم كاذبة ؟ لا يمكن البحث عن مدلول مادي خارجي يمكننا بواسطته أن نحكم على مدى مطابقتها له لنتأكد من صدقها ، وإنما يكون حكمنا على صدق أو كذب هذه الفكرة من الآثار المترتبة عليها ، ومما يمكن أن تؤدي إليه من سلوك عملي نافع لدى الإفراد والمجتمع ، وحيث أن إيمان الأفراد بفكرة وجود الله ، يدفعهم للإصلاح والتقوى والمعاملة الحسنة إلى جانب الاستقامة وعمل الخير والتعاون ، إذن ستكون فكرة وجود الله صحيحة وليست خاطئة في هذه الحالة .

ونفس الشيء نجده عند وليام جيمس الذي انتقد أتباع المذهب المثالي الذين يقررون وجود صور عقلية للأشياء في أدهاننا ويرى أن وجود هذه الصور أو عدم وجودها لا يقدم ولا يؤخر في الحقيقة الواقعية ، وإنما من الواجب السعي لامتلاك الحقيقة الفعلية والاستفادة منها عمليا . وهنا قرر وليام جيمس أن معيار الحقيقة ليس الحكم العقلي ، وإنما السلوك العملي النافع المترتب عليها ، مثلا وجود صورة عقلية للنار في أذهننا لا يمكنها أن تحرق الخشب أو الورق ، وكذلك وجود صورة عقلية للماء لا يمكنها أن تطفئ حريقا مشتعلا ، مثل هذه الصور لا قيمة لبحثها في ذاتها لأنها لن تؤثر عمليا في حياتنا ، ولن تترتب عليها نتائج فعلية . نقلا عن كتاب مذاهب فلسفية معاصرة ، بتصرف . تأليف سماح رافع محمد  

ولأجل هذا أيضا يرفض وليام جيمس مناقشة القضايا الميتافيزيقية مثل : هل العالم واحد أم كثير ؟ وهل هو مادي أم روحي ؟ وهل الإنسان حر أم مقيد ؟ وغير ذلك من القضايا الغيبية المشابهة التي لا تؤدي إلى نتائج نافعة ، لذلك فهي ليست صحيحة ، وهكذا انتهى وليام جيمس إلى تأكيد أن الحقيقة هي كل ما يقودنا إلى النجاح في الحياة .

2 ـ مبحث الأخلاق

يكون الفعل خير إذا كانت نتيجة لذة أو منفعة ويمكن التعرف على درجة خيرية الأفعال عن طريق ما يعرف بحساب اللذات الذي وضعه بنتام وهو مجموعة من المقاييس و هي : الشدة ، المدة ، اليقين ، القرب الامتداد ، الخصب والنقاء . هذه المقاييس وان كانت تخص الأفراد فإنها في نظر بنتام لا تلغي تماما المنفعة العامة ، حتى لو كان أساسها المنفعة الشخصية ، لأن اللذة قيمتها في الامتداد يقول : " إن الفضيلة الاجتماعية وقوامها أن يخدم الإنسان مصلحة غيره ما هي إلا تضحية المرء بلذته الخاصة ابتغاء الحصول على قدر من اللذة أعظم " 

إن بنتام غير مبدأ اللذة بمبدأ المنفعة فقط ، وهو الأمر الذي عارضه الفيلسوف الانجليزي جون ستوارت مل ، فأساس القيمة الأخلاقية عنده ليس هو اللذة . إن اللذة عنده تثير الاشمئزاز ، وإذا كان بنتام يجعل من المنفعة الخاصة هي أساس المنفعة ، فالأمر على نقيض ذلك عند مل ، فالمنفعة ينبغي أن تشمل اكبر عدد من الناس .

النقد والمناقشة : 

إذا أخذنا المنفعة سواء كانت بمعنى اللذة الجسمية أو اللذة العقلية أو كانت بمعنى خاص بأفراد أو منفعة عامة ، ففي كل هذه الحالات نلاحظ إهمال للعقل . ومن الصعوبة أيضا أن يتفق جميع الناس على منفعة معينة لأنه إي منفعة قد تضر بالآخرين. بالإضافة إلى اختلاف المجتمعات فيما هو نافع وان اتفقوا فلا يتجاوز اتفاقهم وجود الخير العام ولكن أي خير ؟

تابع قراءة بحث حول المذهب الوجودي اسفل الصفحة على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
درس المذهب الوجودي البراغماتي

المذهب الوجودي

الوجودية مشتقة من الفعل وجد يوجد والفعل يوجد مشتق من الفعل اللاتيني ويعني يبرز أو ينبثق ، واستعمال كلمة يوجد يختلف حسب الموجود ، فعند قولك القلم موجود ، فمعنى الوجود هنا يختلف عن قولك العالم موجود والله موجود ، رغم أن الكلمة واحدة .

إن الفلسفة الوجودية تتميز بميلها إلى الوجود ، فهي لا تبالي بماهيات الأشياء وجواهرها، كما لا تبالي بما يسمى بالوجود الممكن والصور الذهنية المجردة. إن غرضها الأساسي هو كل موجود، أو بتعبير آخر هو كل ما هو موجود في الواقع والحقيقة. ويعتقد الوجوديون تجاهل المنهج الوجودي في البحث يعزلنا عن فهم ذواتنا فهماً صحيحاً .

أهم ممثلي الوجودية

1 ـ كيركيغارد سورين آبي ولد في 1813بكوبنهاغن ومات في 1855 في نفس المدينة . ينظر عادة إلى كيركيغارد على انه أبو الوجودية الحديثة .

2 ـ غابريال مرسيل l فيلسوف و كاتب مسرحي فرنسي ولد 1889 و توفي 1973 في باريس تأثر بهيجل وروحانية برغسون وعقلانية برنشفيك ، تنسب إليه الوجودية المسيحية . اهتم بمسألة الموت لاسيما وانه فقد أمه وهو في الرابعة من عمره وكلف في الحرب العالمية الأولى بالبحث عن المفقودين . راوده يقين بان الأخوة بين البشر كافة هي وحدها الخليقة بإنقاذ العالم ، من كتبه يوميات ميتافزيقية ، سر الوجود ، الإنسان المرتحل ، الحضور والخلود على الأرض .

3 ـ مارتن هايدغر : ولد في بادن في 1889 ومات في 1976 فيلسوف ألماني ، انصب مجهوده على تفكيك المأثور الميتافزيقي الغربي مركزا على فلسفة الوجود .

4 ـ جون بول سارتر : : ولد في 1905 وتعلم سارتر بمدرسة سان روشيل ، ثم في المدرسة الثانوية. والتحق عام 1924 بمدرسة المعلمين العليا ثم مدرساً في كل من ليون والهافر. وقد طلب في التعبئة العسكرية عام 1939. حيث أرسل إلى خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية. وخدم كجندي في الوحدة الطبية، ووقع في الأسر وبقي فيه مدة تقارب السنة وبعدها أفرج عنه.

5 ـ ألبير كامي ـ كامو روائي وفيلسوف فرنسي 1913 ـ 1960 ولد ونشأ في الجزائر من أعماله رواية الغريب وأسطورة سيزيف كانت علاقته بالوجوديين متوترة إذ يرى في مشكلة أسبقية الوجود على الماهية سكولائية جديدة.

الفلسفة الوجودية

1 ـ الوجود و الماهية

العلاقة بين الوجود والماهية ومشكلة أسبقية احدهما على الأخر قديمة ولكن تم الفصل لفائدة الماهية على حساب الوجود ، ومن المعروف أن الوجودية تُعتبر ثورةً عنيفة ضد الفلسفات التقليدية، وخاصة منها الحركة العقلية والمثالية . ومن ذلك أن افلاطون يعلي من شان الماهية ونظر إلى الوجود بعين الريبة ، لأنه متغير، إما الماهيات فثابتة ، والمعرفة الحقيقية تكون بمعرفة الماهيات ، وبشكل عام فان الفلسفة التقليدية ، كأنها كانت تريد أن تصبِّ جميع الناس في قوالبَ معينةً تذوب فيها العواطفُ والاعتقادات وأساليب الحياة ومناهج التفكير، وهي قوالب تنحصر في معنىً مجردٍ وكلي صالح لكل الأزمان ، وهنا تكون أضرت بفهم حقيقته التي تتمثل في حضور الشعور ودوامه . لكن سارتر يقابل بين وجود الشئ الفعلي وبين ماهيته ويتساءل أيهما اسبق من الأخر ؟ هل يوجد الشئ ثم تتحدد ماهيته ؟ أم أن ما هيته وصفاته اسبق من وجوده ؟

يرى سارتر أن الأشياء الجامدة و المصنوعة تكون ماهيتها اسبق من وجودها ، إذن الماهية اسبق من الوجود هنا ، لكن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي سبق وجوده ماهيته ، والإنسان بعد وجوده يصنع نفسه ويقرر ماذا يكون ، يقول سارتر نقلا عن كتاب الوجودية مذهب إنساني : " والآن ماذا نعني عندما نقول الوجود سابق على الماهية ؟ إننا نعني أن الإنسان يوجد أولا ، ثم يتعرف إلى نفسه ، ويحتك بالعالم الخارجي فتكون له صفاته و يختار أشياء هي التي تحدده ، فإذا لم يكن للإنسان في بداية حياته صفات محددة ، فذلك لأنه قد بدأ من الصفر ، بدأ ولم يكن شيئا ، وهو لن يكون شيئا إلا بعد ذلك ، ولن يكون سوى ما قدره لنفسه . وهكذا لا يكون للإنسانية شيء اسمه الطبيعة البشرية ، ... إن الإنسان يوجد ثم يريد أن يكون ، ويكون ما يريد أن يكونه بعد القفزة التي يقفزها إلى الوجود . والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه . هذا هو المبدأ الأول من مبادئ الوجودية ، وهذا هو ما يسميه الناس ذاتيتها مستخدمين هذه الكلمة ليوجهوا بها النقد إلينا ، لكننا لا نعني بها سوى إن للإنسان كرامة اكبر مما للحجارة أو المنضدة    

ومنه القول بان شيئ موجود يشير إلى واقعة تتسم بالعينية فالقلم على الطاولة موجود بوصفه احد أشياء العالم ولن استطيع أن ألغيه ، وقد أغير شكله ، والحديث عن الشكل يجرنا إلى الحديث عن الماهية ، إن الكلام عن وجود الشئ غير الكلام عن ماهيته .

إن الماهية تتعلق في حالة القلم بشكله ولونه و وزنه ، والماهية يمكن تناولها على مستوى العقل فتضيف وتحذف ، لكن وجوده يظل واقعة واحدة وبذلك وجود الإنسان يسبق ماهيته .

ويوضح سارتر هذا الأمر بمثال يقول : " لو تناولنا أياً من الأشياء المصنوعة، مثلاً هذا الكتاب أو سكينة من السكاكين، نجد إن السكينة قد صنعها حرفي، وأن هذا الحرفي قد صاغها طبقاً لفكرة لديه عن السكاكين، وطبقاُ لتجربة سابقة في صنع السكاكين، وأن هذه التجربة أكسبته معرفة هي جزء لا يتجزأ من الفكرة المسبقة التي لديه عن السكاكيين، والتي لديه عن السكينة التي يصنعها. وأن الصانع كان يعرف لأي شئ ستستخدم السكين وأنه صنعها طبقاً للغاية المرجوة منها. وأذن فماهية السكين، مجموعة صفاتها وشكلها وتركيبها والصفات الداخلة في تركيبها وتعريفها، كلها سبقت وجودها، وبذلك يكون لهذا النوع من السكاكين وجوداً معيناً خاصاً بها، وأنه وجود تكنيكي، بمعنى أن السكين بالنسبة لي هي مجموعة من التركيبات والفوائد، ونظرتي لكل الأشياء بهذه الطريقة تكون نظرة تكنيكية يسبق فيها الإنتاج على وجود الشيء وجوداً محققاً، أي أنه قبل أن يوجد الشيء لابد أن يمر على مراحل عدة في الإنتاج. ونحن عندما نفكر في الله كخالق، نفكر فيه طوال الوقت على أنه صانع أعظم، ومهما كان اعتقادنا، سواء كنا من أشياع (ديكارت) أو من أنصار ( ليبنتز ) فإننا لابد أن نؤمن بأن إرادة الله تولد أساساً، أو على الأقل تسير جنباً إلى جنب مع عملية الخلق، بمعنى أنه عندما يخلق فهو يعرف تمام المعرفة ما يخلقه، فإذا فكر في خلق الإنسان، فأن فكرة الإنسان تترسب لدى الله، كما تترسب فكرة السكين في عقل الصانع الذي يصنعها، بحيث يأتي خلقها طبقاً لمواصفات خاصة وشكل معين. وهكذا الله فأنه يخلق كل فرد طبقاً لفكرة مسبقة عن هذا الفرد  

إن سارتر لا يعترض على أسبقية الماهية عن الوجود في الكائنات الحية والجامدة ، لكنه يرفض ذلك في الإنسان ، إن الكائنات الأخرى أجسام ، ماهيتها تسبق وجودها أي موجودات في ذاتها ، و الموجود في ذاته عند سارتر يمثل عالم الأشياء، وهذه الأشياءُ هي ظواهرُ خارجيةٌ قابلة للدراسة العلمية تخضع للتجربة ويفهمها العقلُ، وهي موضوعات ثابتة ، لأنها تستجيب لنظام مُطَّرد من قوانين الكون . أما الإنسان فيمثل حالة خاصة .انه موجود لذاته ، المقصود بالوجود لذاته ، هو الوجود الإنساني الذي يشعر به كل واحد منا في عالمه الداخلي، ويحياه بكل جوارحه. ومن مميزاته أنه ليس وضعا نهائيا ولا ساكنا، وإنما هو تجاوزٌ مستمر لما هو عليه كل واحد منا.

 إن الإنسان ـ فيما يقول سارتر ـ "هو قبل ذاته أو بعدها، ولكنه ليس ذاتَه البتة". انه يأتي إلى هذا العالم غير محدد المعالم والهوية . انه يوجد ثم يريد أن يكون ما يريد أن يكونه والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه .  

وبالطبع هذا التصور يتصادم مع السائد ولهذا وقعت المواجهة بين الوجوديين والمؤسسات الدينية والفكرية فتمردوا على اللاهوت والأخلاق والسياسة وناضلوا ضد السلطات والشرائع. ويمكن فهم أسباب هذا الصراع من خلال هذا النص لسارتر يقول فيه : : "نجد فكرة الإنسان في التاريخ أسبق على حقيقته… أي إن الماهية تسبق الوجود مرة أخرى. لكن الوجودية الملحدة، التي أنا أمثلها، تعلن في وضوح وجلاء تامين، إنه إذا لم يكن الله موجوداً، فأنه يوجد مخلوق واحد على الأقل قد تواجد قبل أن تتحدد معالمه وتبيّن. وهذا المخلوق هو الإنسان أو أنه كما يسميه هيدجر الإنساني، بمعنى أن وجوده كان سابقاً على ماهيته.…أن الإنسان يوجد ثم يريد أن يكون، ويكون ما يريد أن يكونه بعد القفزة التي يقفزها إلى الوجود، والإنسان ليس سوى ما يصنعه هو بنفسه ". نقلا عن محمد حسين في كتابه ،الفلسفة الوجودية

2 ـ نظرية المعرفة عند الوجوديين

إن الوجوديين لا يضيعون وقتا طويلا في مناقشة مشكلة المعرفة في صورتها التقليدية ، ولا يرجع ذلك كما ظن البعض فيما يبدو إلى أن الوجوديين جميعا يرفضون النزعة العقلية وأنهم ذوي اتجاهات عاطفية تهتم بالوجدان والاندفاع ، ومن ثم لا تبالي بالمعرفة أو الفهم الدقيق أو الحقيقة  

فلم يكن الوجوديون قط على هذا النحو من الإهمال ونفاذ الصبر بالنسبة للمشكلة الابستمولوجية بل إن نفاذ صبرهم يرجع إلى اقتناعهم بان الطريقة المألوفة في تناول مشكلة المعرفة هي طريقة خاطئة تثير مشكلة مزيفة .ويكمن الخطأ في أن يبدأ المرء بكيانين يفترض أنهما منفصلان تماما ، ثم يقوم بمحاولة الجمع بينهما .

إن أول خطوة خطاها ديكارت في استدلاله ، قد نُظر إليها عادة على أنها أقوى الحجج في الفلسفة ، و هي قوله : " انا أفكر إذن أنا موجود " فارتيابي وشكي العميق هو نفسه ضرب من التفكير يبرهن على وجودي . غير أن الفيلسوف الوجودي ينتقد هذه الحجة الكلاسيكية ويصفها بأنها مجردة ، فانا أولا وقبل كل شيء موجود ، والوجود هو شيء أوسع بكثير من التفكير و اسبق منه .

فيميل الفيلسوف الوجودي إذن إلى قلب هذه الحجة رأسا على عقب بحيث يقول : أنا موجود إذن أنا مفكر . ولم يكن كيركجارد يستطيع أن يتصور حقيقة تظل خارجة عنه، حقيقة لا تكون إلا مشاهدة لروحه. من كتاب ـ الوجودية ـ تأليف جون ماكوري ـ سلسلة عالم المعرفة  

أهم مسائل الوجودية

1- الحرية

إن الحرية تعتبر من أهم القضايا التي تبحثها الفلسفة الوجودية، وتهتم بها. وهي عند الوجوديين عامةً ، إنها تعتبر الوجود الإنساني نفسه. وهي ضرورة، لكي يحقق الإنسان وجوده. وهي من أهم المرتكزات عند سارتر، فهو يرى إن الإنسان حر، والإنسان بما هو إنسان لا طبيعة له ، وليست له ماهية محددة ، بل أن ماهية هي الحرية نفسها . فالموجود الحر فقط هو الذي يختار . وبدون هذه الحرية ينعدم معنى الاختيار. ان الحرية عند سارتر ليست صفة مضافة أو خاصية من خصائص طبيعة الإنسان ، إنها تماماً نسيج وجوده . ( الإنسان = الحرية )

2 ـ القلق

وهو نتيجة حتمية لحرية الإنسان الذي يكون بصدد صنع نفسه بنفسه وفي هذه الحالة تكون أمامه اختيارات عديدة وهو المسئول عن اختياره ونتائج هذا الاختيار فيكون هذا باعث على القلق و حتى الغثيان .

خاتمة

ربما حكمت الأجيال القادمة بأن أعظم إسهامات الفلسفة الوجودية تألقاً وأكثرها دواماً إنما يوجد في دراستها لموضوع آخر لا يزال يتكرر وجوده في كتابات أصحابها وهو الحياة العاطفية للإنسان، وهو موضوع أهمله الفلاسفة، وأسلموه إلى علم النفس فكلما سيطرت على الفلسفة الأنماط الضيقة من العقلانية. اعتبرت العواطف المتقلبة، والأمزجة والمشاعر التي تظهر في الذهن البشري، شيئاً لا يناسب مهام الفيلسوف، بل حتى بدت عقبة في طريق المثل الأعلى للمعرفة الموضوعية. غير أن الوجوديين يذهبون إلى أن هذه هي بعينها الموضوعات التي تجعلنا نندمج بكياننا كله في العالم وتتيح لنا أن نتعلم عنه أشياء يتعذر علينا تعلمها عن طريق الملاحظة الموضوعية وحدها، ولقد زودنا الوجوديون من كيركجارد إلى هيدجر وسارتر. بتحليلات مشوقة لحالات وجدانية كالقلق، والملل، والغثيان، وحاولوا أن يبينوا إن مثل هذه الحالات لها مغزى فلسفي.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...