مقالة جدلية حول المذهب العقلاني والمذهب التجريبي سنة 2 اداب
سنة ثانية : أداب وفلسفة
الموضوع : المذهب العقلاني والمذهب التجريبي :طريقة جدلية ..
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... مقالة جدلية حول المذهب العقلاني والمذهب التجريبي
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
سنة ثانية : أداب وفلسفة
الموضوع : المذهب العقلاني والمذهب التجريبي :طريقة جدلية ..
المقدمة(طرح مشكلة):
اذا كان الإنسان
يتميز عن غيره من الكائنات الأخری بالعقل فإنه في سعي دائم للوصول إلی
المعرفة ولتحقيق هذا الهدف لابد من وسائل ومصادر يصطلح عليها بطرق المعرفة وأداوتها وأهم هذه الوسائل والمصادر : العقل والحواس وهنا نجد أن الفلاسفة والمفكرين قد إختلفوا حول المصدر الحقيقي الذي تبنی وتتأسس عليه المعرفة الإنسانية إذ أن هناك من اعتقد ان مصدر المعرفة عقلي أي أن العقل هو أساس المعرفة الإنسانية وهناك من إعتقد عكس ذلك حيث أقر وأكد أن التجربة الحسية هي أساس ومصدر المعرفة وبالتالي فالمعرفة مكتسبة وبعدية وهنا يحق لناالتساؤل : هل المعرفة أساسها عقلي وبالتالي فهي فطرية قبلية أم أساسها تجريبي وبالتالي فهي بعدية مكتسبة!
محاولة حل مشكلة:
الموقف1: يری أنصار هذا الموقف وخاصة ديكارت أن العقل هو المصدر اول للمعرفة وبالتالي أصل المعرفة عقلي خالص .
الحجج والبراهين: ولقد إعتمد الفلاسفة العقلانيون في تبرير موقفهم
علی حجج والتي من أهمها : أن المعرفة الحقيقية تعود إلی ما يميز انسان عن الحيوان والذي هو العقل لا الحواس لأن العقل هو ملكة ذهنية يستطيع الإنسان بواسطتها إدراك المعرفة وإصدار الأحكام أي أن العقل هو مصدر جميع الأفكار والمعارف وهو قوة فطرية يشترك فيها جميع الناس .يقول ديكارت في هذا الصدد :< إن العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس > أما الحواس فلا دور لها لأن موضوعها هو عالم الأشياء ومعطياتها نسبية متغيرة وليست مطلقة لهذا فكثيرا ما تخدعنا حيث يقول ديكارت:( كل ما تلقيته حتی الأن علی أنه أصدق الأمور وأوثقها قد إكتسبته بالحواس غير أنني إختبرتها فوجدتها خادعة ومن الحكمة أن لا نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة واحدة ) ضف إلی ذلك فإن المعارف والحقائق العقلية التي يتوصل إليها العقل تتصف بأنها كلية وصادقة ،فهي كلية لأنها تشمل جميع العقول البشرية وصادقة لأنها يقينية لا يمكن الشك فيها ولا يمكن أن تصدق أحيانا وتكذب أحيانا أخری علی إعتبار أنها أفكار بسيطة وواضحة وبديهية مثل قولنا الكل أكبر من الجزء.
نقد ومناقشة: لقد بالغ العقليون في قولهم بأن مصدر المعرفة هو العقل وأهملوا دور الحواس في تحصيل المعرفة لأن العقل وحده عاجز وقاصر عن إدراك المعارف خاصة المعارف الروحية كالنفس والله ..إلخ .إضافة إلی هذا فإن المعرفة العقلية قد تخطأ وقد تصيب فهي نسبية بدليل المعارف الرياضية كمفاهيم عقلية عبر العصور التاريخية ( تطور الرياضيات من هندسة إقليدية كلاسيكية إلی هندسات لا إقليدية معاصرة( فضائية)
الموقف 2: يعتقد أنصار هذا الإتجاه وخاصة فرونسس بيكون ،جون لوك ،دافيد هيوم وجون ستيوارت ميل أن التجربة الحسية هي أساس المعرفة وبالتالي فهي المنبع والمصدر التي ترجع إليه كل معارفنا .
الحجج والبراهين: ولقد إعتمد هؤلاء علی حجج منها: رفض الفلاسفة التجريبيون الأفكار والمبادئ العقلية الفطرية لأنه لو كانت هذه الأفكار فطرية أي موجودة قبليا في ذهن الإنسان نتساوی في العلم بها في كل زمان ومكان لكن هذا ليس صحيحا لأن المبادئ الفطرية والأساسية للعقل الإنساني مثل مبدأ عدم التناقض لا يعرفه إلا خاصة الناس ضف إلی ذلك فإن التجريبيون قد أكدوا أن أساس المعرفة هو التجربة الحسية لأن الإنسان قبل التجربة صفحة بيضاء لا يعرف شيئا ويبدأ في إكتشاف العالم الخارجي عن طريق الحواس مثل إدراك البرتقالة ومعرفتها لا يتم بالعقل بل بالحواس فالبصر ينقل الشكل واللمس ينقل الحجم والملمس والشم ينقل الرائحة والذوق ينقل الطعم إلخ،فتتكون للإنسان إنطباعات حسية تترجم عبر السيالة العصبية يقول جون لوك :( إن العقل صفحة بيضاء والتجربة هي التي تخط خطوطها عليه) ويقول أيضا:< إذا سألت الإنسان متی بدأ يعرف لأجابك متی بدأ يحس) معنی هذا أن الفلاسفة التجريبين يؤكدون أنه لا يوجد شيء في العقل مالم يكن موجودا من قبل في التجربة الحسية وهنا يصبح العقل مجرد مستودع للمعرفة وأداة مقدمة لها وليس مصدرا لها .
نقد ومناقشة: لقد بالغ أنصار هذا الموقف في تأكيدهم علی دور التجربة الحسية للوصول إلی المعرفة وإهمالهم لدور العقل لأن الحواس خادعة بطبيعتها ولا تعطينا سوی معارف مشتتة وجزئية والعقل هو الذي يقوم بتنظيمها.
الموقف التركيبي: إن الصراع والجدل الفلسفي بين الإتجاهين العقلي والتجريبي أدی إلی ظهور موقف فلسفي توفيقي نقدي قام بنقد دور الحواس والعقل وبين حدود كل منهما ويتبنی هذا الإتجاه النقدي كانط زعيم الفلسفة النقدية،حيث يری أن المعرفة عملية تبدأ من التجربة المتمثلة في الإنطباعات التي تنقلها لنا الحواس عن الأشياء والظواهر ( عالم الفينومين) ولكن هذه المعرفة لا يكون لها معنی إلا إذا تذخل العقل فيها ورتبها ونظمها وفق تصوراته أو مقولاته الفلسفية إذن فالمعرفة في نظر كانط هي عملية مركبة يساهم فيها كل من العقل والحواس وفي هذا الصدد يقول كانط :( إن الحدوس الحسية دون مفاهيم عقليةعمياء والمفاهيم العقلية دون حدوس جوفاء) ولهذا فمن الصعب جدا إلغاء أي واحد من المذهبين رغم إختلافهما مما دفع إلی وجود إتجاه جديد.
خاتمة
( حل مشكلة):
إن المذهب العقلاني والمذهب التجريبي برغم الإختلاف الموجود بين المسلمات التي إنبنی عليها كل مذهب في التعبير مضمونه ونسقه المعرفي فإنه من الصعب رفض أي واحد منهما بل أكثر من هذا نجد هما أنتجا إتجاها جديدا عبرت عنه الفلسفة النقدية الكانطية مما يجعلنا نقول أن كل مذهب صحيح في ما ذهب إليه أنصاره مادام لا يتناقض مع مبادئه الأولية ومسلماته.