0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

تحليل ومناقشة نص جان بول سارتر إشكال وجود الغير (منار الفلسفة)

ملخص تحليل نص إشكال"وجود الغير"

تحليل ومناقشة نص "جان بول سارتر"(منار الفلسفة)جذع مشترك 

بكالوريا 2022 2023 الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... تحليل ومناقشة نص جان بول سارتر إشكال وجود الغير (منار الفلسفة)

وتكون اجابتة الصحية هي التالي 

تحليل ومناقشة نص "جان بول سارتر"(منار الفلسفة)

مجزوءة الوضع البشري: إشكال"وجود الغير"

يتحدد الوضع البشري بمجموعة من الشروط اللازمة لوجود الإنسان، والتي تحدد سقف إمكانياته ضمن هذا الوجود. فكل شخص هو كيان ذاتي قائم بذاته، إلا أنه منفتح في نفس الآن على الأغيار في إطار نسيج معقد من العلاقات البين-ذاتية، قوامها التشابه والاختلاف، والقرابة والغرابة، والتفهم والتشييء... فإذا كان وعي الذات يشكل مقوما ماهويا من مقومات الشخص، وإذا كان الغير كيانا خارجيا مستقلا عن الذات وفي نفس الآن متواشج معها بالعديد من الوشائج، فهل تحقق الذات وعيها بحقيقة وجودها من خلال التأمل الداخلي الخالص، أم أن هذا الوعي متوقف على وساطة الغير؟ أو بعبارة أخرى، ما هي أهمية الغير الوجودية بالنسبة لوعي الشخص بذاته؟ هل وجوده ضروري أم انه ممكن وجائز فحسب؟

وما هي القيمة الحجاجية للنص؟ وما هي حدود أطروحته بالمقارنة مع المقاربات الأخرى التي انشغلت بنفس الاشكال؟

في سبيل الإجابة عن هذا الإشكال، بلور صاحب النص أطروحة فلسفية مضمونها أن الغير هو الوسيط الضروري بين الذات ووعيها، إذ بحضوره- المادي أو الرمزي- يصبح بمقدور الذات أن تصدر أحكاما على نفسها كما تصدرها على الموضوعات الخارجية, إذ أن أفعالها العفوية تبقى بدون دلالة، فلا يعطيها تحددها وتعينها إلا الاختيار الذاتي الاعتباطي، أو النظرة الخارجية التي يسلطها الغير عليها، مع أنها نظرة مشيئة تشل إمكانيات الذات وتحد من حريتها وتنزع منها سيطرتها على عالمها. ومن ثم فوعي الذات لا يتم بالتأمل الداخلي الخالص، إذ لا يمكن لهذا الأخير أن يحدس أية حقيقة. وقد اختار الفيلسوف تجربة الخجل، كنموذج لبناء أطروحته حول وعي الذات وأهمية حضور الغير في هذا الوعي، متوسلا في ذلك بقياس برهاني تتمثل مقدمته الأولى في أن الخجل شكل من أشكال الوعي بالذات، وتتمثل مقدمته الثانية في أن الخجل ليس تجربة تأملية خالصة، وإنما هو خجل أمام الغير، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن الوعي الذاتي رهين بحضور الغير. كما انه قدم تجربة ذاتية واقعية وصفها كالتالي:" أقوم بحركة غير لائقة، فأحياها في البدء كمعيش ذاتي حميمي، ولا أحكم عليها بوصفها غير لائقة، لكن فجأة أرفع رأسي تحت تأثير نظرة الغير، فأدرك عدم لياقة حركتي، فأستشعر الخجل"، ليستشف من هذه التجربة نفس النتيجة التي استنبطها من الاستدلال الأول. وليوضح دور الغير في تشكل وعي الذات شبهه بالمرآة التي تنعكس عليها صورة هذه الأخيرة. ومن ثمة تصب جميع أقوال النص التقريرية والحجاجية في اتجاه واحد هو التأكيد على دور الوسيط الذي يلعبه الغير بين الذات ووعيها بدلالة وجودها.

وما يضفي على هذا النص قيمة فلسفية وحجاجية هو من جهة، قوته الإقناعية التي لامست التجربة الإنسانية في عمقها وواقعيتها على مستوى المضمون، واعتمدت أقيسة برهانية متماسكة على مستوى الشكل، ومن جهة ثانية، عمق أطروحته الفلسفية التي تجاوزت كل الطروحات التقليدية حول وعي الذات. فإذا كانت الفلسفة الحديثة، وعلى الخصوص في شقها العقلاني(مع ديكارت مثلا) قد سيجت الأنا بنزعة وحدانية لا تعير أية أهمية لدور الغير في وعي الذات بحقيقة وجودها، فإن الفلسفة المعاصرة، وخاصة الاتجاه الوجودي(مع سارتر مثلا) الذي يتقاطع معه صاحب النص، قد جعل من الغير وسيطا ضروريا بين الأنا وبين وعيها بذاتها، فهو المرآة التي تعكس حقيقتها وتمكنها من إصدار الأحكام على نفسها. بل إن الفلسفة المعاصرة قد تجاوزت ذلك الطابع الاحتمالي الذي كانت تضفيه النزعة الأنا-وحدية على وجود الغير، فأضفت عليه طابعا ضروريا، إذ لا توجد الذات إلا في-العالم و مع- الآخرين، على حد تعبير الفلاسفة الوجوديين والفينومينولوجيين، شأن هوسرل الذي يقول:"توجد بداخلي تجربة العالم والآخرين، ليس كما لو كان ذلك عملا للنشاط التركيبي للعقل، بل كعالم هو في نفس الآن غريب بالنسبة لي، وموجود بشكل أولي وحدسي في وعيي".

نخلص إلى أن تاريخ مشكلة الوعي الذاتي هو تاريخ الانتقال من الفلسفة الحديثة التي كانت تهيمن عليها النزعة الذاتية كرد فعل ضد كل أنواع الوصاية التي كانت تمارس على الأفراد في العصور الوسطى، إلى الفلسفة المعاصرة التي تجاوزت هذه النزعة لتسلط الضوء على الطابع البين-الذاتي للوجود البشري. لكن لا بد لنا الآن من أن نتساءل: إذا كان الغير يشكل المرآة التي تنعكس عليها حقيقة الذات، فهل من سبيل لتدرك الذات حقيقة هذا الغير؟

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
تحليل ومناقشة نص جان بول سارتر إشكال وجود الغير (منار الفلسفة)
بواسطة (627ألف نقاط)
تحليل نص جون بول سارتر نظرة الغير

الإجابة هي كالتالي

النص الثاني :نظرة الغير

إذا كان الغير موجودا، مهما يكن هذا الوجود أو أينما يوجد، و أيا كانت علاقته معي، و دون أن يؤثر في ذاتي إلا بمجرد انبثاق وجوده، فإن لي مظهرا خارجا ، و لي طبيعة، و سقوطي الأصلي هو وجود الغير. إن الخجل – مثله مثل الكبرياء- هو إدراك ذاتي بوصفها طبيعة، و إن كانت هذه الطبيعة نفسها تفلت مني، و غير قابلة لأن تعرف. ليس هذا الأمر شعورا مني بفقدان حريتي لأصير شيئا، لكن هذه الحرية توجد هناك، خارج حريتي المعيشة، باعتبارها صفة معطاة لهذا الوجود الذي أكونه بالنسبة إلى الغير. إنني أتملك نظرة الغير في صميم فعلي، بوصفها تجميدا لممكناتي الخاصة و استلابا لها ( ... ) إن الغير بوصفه نظرة ليس غير تعالي أنا المعلو عليه (Transcendance transcendé) . (...) أقدم نفسي لتقديرات الغير و أحكامه من حيث إني موضوع زماني أو مكاني في العالم ( ... ) [ فكوني أنظر هو كوني] موضوعا مجهولا لتقديرات لا يمكن معرفتها، خصوصا التقديرات المرتبطة بأحكام القيمة: لكن، و بدقة، في نفس الوقت الذي أتعرف فيه، بواسطة الخجل أو الكبرياء، أساس تلك التقديرات، فإني لا أكف عن اعتبارها كما هي، أعني إحداث تجاوز حر للمعطى تجاه عالم الممكنات. إن الحكم ( القيمي ) هو الفعل المتعالي للموجود الحر. و هكذا فإن كوني مرئيا ( من طرف الغير ) يشكلني بوصفي موجودا بدون دفاع عن حرية ليست هي حريتي. بهذا المعنى نظهر للغير، بحيث نستطيع اعتبار أنفسنا " عبيدا "، لكن هذه العبودية ليست النتيجة التاريخية و الممكن تجاوزها، لحياة ذات شكل مجرد للشعور. فأنا عبد بالقدر الذي يرتبط فيه وجودي بحرية ليست حريتي، لكنها الشرط الأساسي في وجودي

 جان بول سارتر، الوجود و العدم، بحث في الانطولوجيا الظاهراتية، ترجمة عبد الرحمان بدوي، منشورات دار الآداب، بيروت 1966،ص: 441-448 ( بتصرف ).

- تــأطـيـر الــنـص: النص عبارة عن مقاربة فلسفية مقتبس من كتاب" الوجود و العدم "، و فيه يروم الكتاب إلى إبراز طبيعة الموقف الوجودي بصدد العلاقة الوجودية بين الأنا و الغير.

            2- صــاحــب الــنــص: جون بول سارتر (1905-1980) فيلسوف و كاتب فرنسي. اشتغل في البداية كأستاذ للفلسفة في التعليم الثانوي، قبل أن يعتزل التدريس و يتفرغ للفكر و الكتابة.و قد بدأ نشاطه الثقافي بتأسيس مجلة " الأزمنة الحديثة ".أم في المجال الفلسفي فقد تأثر بفلسفة هوسرل – المعروفة باسم الفينومينولوجيا – كما أسس نزعة فلسفية جديدة تحت اسم "الوجودية" ليتكفل احد تلامذة سارتر المخلصين له ألا و هو فرانسيس جانسون على توضيح وجودية سارتر و ذلك بالقول في كتابه «sartre par lui-même» إلى أن سارتر عمد على تفسير الظواهر البشرية تفسيرا ذاتيا، بحيث كان يريد للوجودية أن تواصل الحملات التي بدأها كيركجارد ضد أولئك الذين كانوا يفسرون الموقف البشري تفسيرا موضوعيا. هذا و اهتم سارتر بتحليل مفهوم " الطبقة الإجتماعية " في مقالة نشرها بمجلته المسماة باسم " العصور الحديثة " سنة 1952. و خلاصة رأيه في هذا الصدد هي أن الطبقة لا يمكن أن تكون مجرد واقعة سليبة متقبلة من الخارج، كما أنها في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون مجرد ناتج تلقائي محض. كما اهتم بتحليل الوعي العمالي و ذلك بدراسة الظروف التاريخية التي أحاطت بنشأة الحركة العمالية. وليس من شك في أن كل هذه الدراسات تشهد بأن سارتر قد وجد نفسه مضطرا إلى تأكيد الطابع الالتزامي للحرية و ضم صوته إلى صوت الأحرار في كل بقاع العالم من أجل إعلاء صوت الانسان ضد شتى مظاهر العبودية و الطغيان.

و من مؤلفاته الفلسفية ندكر: الوجود و العدم - الوجودية مذهب انساني- نقد العقل الجدلي   

            3- إشكال النص: هل و جود الغير ضروري من أجل إدراكي كذات ؟

            4- مفاهيم النص:

التعالي: يدل لفظ التعالي على الخاصية الأساسية للذات و التي لا تنفصل عن حريتها، فما هو لذاته يمضي أبعد مما هو معطى في مشروع يصممه لذاته. فالانسان بطبيعته يتجاوز الانسان، و هذا التجاوز تجاوز باطني في دائرة العالم. كما يخلق الانسان مما هو عرضي شيئا ضروريا ، كما يخلق مما هو اقتصادي شيئا عقليا.

الحرية : استقلال الذات فكريا و سلوكيا، و عدم خضوعها لاكراهات خارجية.

الاستلاب : سيرورة لا واعية، يعيش الفرد داخلها حالة من التبعية إما للغير او لقوى خارجية أخرى. فقد يعني الاستلاب لحظة انغماس الفكر في الطبيعة، حيث يفقد الفكر كل حرية. وقد يعني الاستلاب عملية اسقاط الانسان نشاطه الخاص.

            5- أطروحة النص: إن الوجود مع الغير هو وجود يشوبه نوع من الصراع، فكل ذات تحاول أن تشيء الآخر لتشل من إمكاناتها من خلال النظرة. لكن هذا الصراع هو صراع ضروري من أجل أن تحقق الأنا وعيا بذاتها بوصفها ذات حرة و متعالية.

            6- أفكار النص:

- وجود الغير في علاقته بالأنا ضروري فقدانا لحرية الفرد و إنما هي إدراك الذات لذاتها

- نظرة الغير بالنسبة للأنا هي استلاب لحرية الفرد و تجميد لممكانته الخاصة.

- العبودية هي نتيجة العلاقة الوجودية مع الغير، رغم أن وجودي رهين بوجوده

            7- حجاج النص:

- أسلوب الاستدلال :" إذا كان الغير موجودا ...فإن لي مظهرا خارجا ."

- حجة التعريف :" إن الخجل هو إدراك ذاتي..."

- حجة التقابل :" ... لكن هذه الحرية توجد هناك، خارج حريتي المعيشة "

- حجة العرض و التفسير : " إن الغير بوصفه نظرة ليس غير تعالي..."

- حجة الاثبات : " بهذا المعنى نظهر للغير ... "

            8- خلاصة تركيبية : إن حضور الغير بالنسبة للأنا هو سلب للذات و قتل لعفويتها و ذلك بوصف الأنا موضوعا، فكل محاولة لادراك الغير هي مجاوزة للذات في فهم الآخر. فادراك الغير بوصفه أنا آخر مخالف لأناي هي علاقة بين أشياء لا علاقة بينهما.

             9- قــيـمـة الــنــصإن قيمة النص السارتري يتجلى في ما يراهن عليه الفيلسوف في فعل النظرة، ذلك أن فعل النظرة هو فعل مزدوج، فهو ضروري من أجل إدراكي كوعي و كذات. و في الوقت نفسه يصبح هذا الفعل بمثابة قيد يحد من حرية الذات ليصبح الانسان عبدا أمام فعل هذا الأخير. لكن رغم عبوديته، فالفيلسوف يراهن على حرية الفرد و استقلالية الذات من تبعية هذا الأخير

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...