تحليل نص بول موي في العلوم الإنسانية كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص :
لتلاميذ شعبة التسيير والاقتصاد والتقني رياضي و شعبةالعلوم التجريبية و الرياضيات و الآداب و الفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......تحليل نص بول موي في العلوم الإنسانية كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
تحليل نص بول موي " في العلوم الإنسانية
بول موي
المطلوب : أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص .
تحليل نص بول موي " في العلوم الإنسانية "
كتابة مقالة فلسفية حول مضمون النص :
أ /طرح المشكلة:
إذا كانت العلوم الإنسانية هي مجموع الاختصاصات التي تهتم بالإنسان وبواقعه، لتتعرف على ما هو ثابت فيه، بعد تحليله والكشف عن نمطه وقوانينه، وهي من هذه الناحية لا تختلف عن العلوم الطبيعية، ما دامت تمتلك واقعا و موضوعا معينا، لكن الحديث عن العلمية يقتضي بالضرورة الحديث عن القوانين التي تتحكم في الظواهر وتعبر عنها، على اعتبار أن القانون هو محصلة العلم، والدال على قيمته. من هنا جاء نص "بول موي" لإثارة مشكلة القانون في العلوم الإنسانية، وإمكانية خضوع ظواهرها لشروط حتمية محددة، يمكن ضبطها سببيا وصياغتها في علاقات قانونية وهنا نتساءل: هل يمكن للعلوم الإنسانية أن تصل إلى مستوى التعبير عن ظواهرها في صيغ قانونية؟ وهل تستطيع أن تستوفي شروط العلمية كما هو الحال في العلوم الطبيعية؟
ب/ محاولة حل المشكلة:
يرى صاحب النص "بول موي" بإمكانية قيام علوم إنسانية مستوفية الشروط العلمية، ومفسرة لظواهرها وفق علاقات سببية وقانونية، لأنها تمتلك واقعا وموضوعا تدرسه وتحاول الكشف عن نظامه وقوانينه، وبالتالي فهي لا تختلف عن العلوم الطبيعية.وقد دل على ذلك قوله في النص:" الحق ، أن إمكانية قيام العلوم الانسانية رهن بهذا الشرط كما هو الحال في سائر العلوم . والواقع أن من الممكن أن يكون الانسان موضوعا لعلم وضعي"
و يؤكد، صاحب النص على هذا الموقف من خلال الاستناد الى جملة من الحجج جاءت على النحو التالي:
1/ وضح صاحب النص ان مختلف الظواهر الإنسانية كموضوعات قابلة للدراسة العلمية المنهجية، وإمكانية تفسيرها سبيا وفق شروطها التي تحكمها، فسلوك الإنسان مثلا يعد موضوعا قابلا للملاحظة والتجريب و التفسير الوضعي والموضوعي، لهذا يقول "جون واطسون": "إن علم النفس كما يرى السلوكي، فرع موضوعي وتجريبي محض، من فروع العلوم الطبيعية، هدفه النظري التنبؤ عن السلوك وضبطه". وهذا ما جاء في عبارة صاحب النص: "لأن سلو که ولو كان فرديا يتم عن إطرادات منتظمة، وعن صور إجمالية تشهد بوجود طبيعة بشرية يمكن تعميمها"
2/ كما يؤكد صاحب النص أن البعد الاجتماعي لسلوك الإنسان يعتبر موضوعا علميا قابلا للدراسة والملاحظة والتفسير الموضوعي له. لأنه يؤسس لبناء اجتماعي، يمكن دراسة وظائفه التي يؤديها، في أجزائه و كلياته. وهذا ما يبينه علم الاجتماع أو الفيزياء الاجتماعية كما يسميه "أوغست کونت".وقد جاء ذلك في النص حين قال صاحبه:" ولأن سلوكه ليس فرديا فحسب بل إجتماعي أيضا ، ومن تمّ يمكن تحديده موضوعيا على نحو ما ينبئنا علم الاجتماع".
3/ ومن ناحية أخرى يرد "بول موي" على الاعتقاد الذي يرى أن مبدأ الحتمية العلمية يتنافى ويتعارض مع مبدأ الاختيار الإنساني وتغيراته ويبين أن مختلف الشروط المطردة التي تحكم الظواهر الإنسانية والتي تسعى العلوم الإنسانية لكشفها وضبطها لتفسير الظواهر وتقنينها، لا يلغي الحرية، بل ينظر إليها كبعد مكون للإنسان ومحرك له. وهذا ما يدعمه "برغسون" بقوله: "إن عدم إمكان تطبيق الحتمية على الظواهر النفسية مثلا لا يعني بطلان مبدأ الحتمية". وقد جاء ذلك في النص حين ذكر صاحبه:" وأخيرا ، لأن الحرية إن كانت مضادة لعبودية الاهواء من الوجهة الاخلاقية والقدر المحتوم من الوجهة الميتافيزيقية ، فإنها لا تتنافى مطلقا مع الحتمية التي تحاول علوم الانسان الكشف عنها"
*أما الصورة المنطقية للحجة فهي:
إذا كانت العلوم الإنسانية تتحدد بموضوع معين، فإنه يمكن التعبير عنها في شكل قوانين.
لكنها تتحدد بموضوع معين.
إذن: يمكن التعبير عنها في شكل قوانين.
النقد : رغم ما في النص من حقائق حول العلوم الاسانية، وقيامها بالفعل وامتلاكها واقعا تدرسه، ومناهج تعتمدها، إلا أنها لا تزال تعاني الكثير من العوائق والصعوبات المنهجية التي تقف امام تحقيق الموضوعية فهي ما تزال تغلب عليها اللغة الوصفية وتوجهها الكثير من القيم المعيارية، يقول جان بياجيه مؤكدا ذلك"إن وضعية العلوم الإنسانية لأشد تعقيدا, لكون الذات التي تلاحظ أو تجرب على نفسها أو على الذوات الأخرى المماثلة لها قد يلحقها تغيير مصدره الظواهر التي تتم ملاحظتها من جهة, كما يمكن أن تكون الذات من جهة أخرى مصدر تغييرات في مجرى هذه الظواهر بل حتى في طبيعتها" ، كما أنها أمام علميتها، والتعبير عنها في صيغ قانونية كمية لا زالت تعاني من اختلاف النتائج، وتعدد التفاسير لظاهرة واحدة، مما يفقدها الدقة والموضوعية. فمثلا في علم النفس لا نجد علم نفس واحد بل علوم نفس.وهذا واضح في تعدد المدارس واختلاف سبل دراسة الحالات.
ج/ حل المشكلة:لا يمكن إنكار قيمة النتائج المحصل عليها في دراسة العلوم الإنسانية كما لا يمكن إنكار قیمتها العلمية الا أنها لا تزال تئن تحت رحمة الكثير من العوائق، لذلك رغم ما وصلت إليه من قوانين و تفسيرات فهي لا ترقى ولاتضاهي ما وصلت اليه العلوم الطبيعية من درجة الدقة واليقين على مستوى النتائج.حتى قيل:"العلوم الانسانية كثيرة المناهج قليلة النتائج".