تحليل نص لجون بول سارتر كتاب منار الفلسفة لتلاميذ سنة الثانية بكالوريا ص 24 سنة ثانية ثانوي نموذج رقم 2 :
إلى تلاميذ السنة الثانية بكالوريا/
تحليل نص لجون بول سارتر كتاب منار الفلسفة لتلاميذ سنة الثانية بكالوريا ص 24 سنة ثانية ثانوي
نموذج رقم 2 : منهجية تحليل ومناقشة نص فلسفي
مجزوءة الوضع البشري : مفهوم الشخص
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل نص لجون بول سارتر كتاب منار الفلسفة لتلاميذ سنة الثانية بكالوريا ص 24 سنة ثانية ثانوي نموذج رقم 2 :
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
الموضوع : نص للتحليل والمناقشة
--نص لجون بول سارتر – كتاب منار الفلسفة لتلاميذ سنة الثانية بكالوريا - ص 24-
النص :
------
هناك على الأقل كائن يسبق وُجودُهُ ماهيَتَه ، كائن يوجد قبل أن يكون من الممكن تعريفه بهذا المفهوم أو ذاك ، وأن هذا الكائن هو الإنسان ...لكن مالذي نعنيه هنا بالقول أن الوجود سابق على الماهية ؟
إن معنى ذلك هو أن الإنسان يوجد أولا ، ويلاقي ذاته وينبثق في العالم ، ثم يتحدد يعد ذلك . فإن لم يكن الإنسان ، وفق ما تتصوره الوجودية ، قابلا للتحديد ، فذلك لكونه في البداية عبارة عن لاشيء. إنه لن يكون إلا فيما بعد ، ولن يكون إلا وفق ما سيصنع بنفسه...إن الإنسان موجود لا كما يتصور ذاته فقط ، بل كما يريد أن يكون ، وكما يتصور ذاته بعد الوجود ، وكما يريد أن يكون بعد هذه الوثبة تجاه الوجود . إنه ليس شيئا آخر غير ما يصنع بذاته...إن الإنسان يوجد أولا ، أي أن الإنسان في البدأ هو من يقفز نحو المستقبل ، وهو من يعي كونه يقذف بنفسه نحو ذلك المستقبل . إنه أولا وقبل كل شيء مشروع يُعاش بكيفية ذاتية...ولا شيء يكون في وجوده سابق على هذا المشروع.
---------------------------------------------------------------------------------
المرجع : نص لجون بول سارتر – كتاب منار الفلسفة لتلاميذ سنة الثانية بكالوريا - ص 24
----------------------
مرحلة الفهم : 04 نقط
----------------------
تقديم :
------
من المعلوم أن الوجود البشري هو وجود يطبعه التعقيد ؛ فهو خاضع لشروط متداخلة ومتباينة ، منها ما هو ذاتي وماهو موضوعي ؛ تارخي ، تفاعلي والإجتماعي ، فضلا عن البعد البيولوجي الذي لاينفك يشرط هذا الوجود ويَحدُّه . وإذا مانحن انطلقنا من هذا التحديد الجزئي لطبيعة هذا الوضع وماهيته ، فإننا نجده يحيل من ناحية على لشروط تضفي عليه طابع الحتمية و الضرورة و الخضوع ، فتجعل من الكائن البشري موضوعا أو شيئا كباقي أشياء العالم ، و من ناحية أخرى نجده يحيل على بُعد خاص بالإنسان ، يتمثل في قدرته على المبادرة والفاعلية والإبداع ، عن طريق تفاعل حر مع الآخر ومع المحيط ، ما يجعل منه ذاتا حرة مستقلة ومسؤولة , أخلاقيا واجتماعيا وسياسيا . ذاتا لاتنفك تُثبتُ في كل حين ولحظة ، قدرتها على والإختيار والتميز والإنفلات من قبضة الحتميات المُكبِّلة لإرادتها ، الشارطة لحريتها واستقلاليتها. ذات واعية لاتَأسرها ماهية ثابتة مُقفلة أو هوية نهائية مُغلقة . وبالنظر إلى هذه الإزدواجية التي تطبع ماهية الذات البشرية ، من حيث هي شخص حامل لجوهر وهوية تجعله مطابقا لذاته ومختلفا عن غيره في ذات الوقت ، نجد أنفسنا أمام مفارقة حقيقية ، مُفارقة تقع بين ُثنائية المطابقة والتغير ، الوحدة والتعدد ، التحول والثبات ، ما يدفعنا إلى التساؤل : ما الشخص ؟ وعلى ماترتكز هويته ؟ وهل هي رهينة الوحدة والمُطابقة أم التعدد والإختلاف ؟ مادية ملموسة أم صُورية مجردة ؟ وبأي معنى يمكن للهوية أن تكون مشروعا مفتوحا على كل الإحتمالات ؟ مشروعا غير قابل للتحديد والإنغلاق ؟ بمعنى آخر مالذي يعنيه القول بأسبقية الماهية على الوجود ؟ هل معنى ذلك أن القول بالعكس أسر لهذه الهوية وضرب في مبدأ حرية وإرادة الشخص؟ وفي المقابل ألم يلعب الفكر الصوري المجرد دورا حاسما في التأسيس لهذه الهوية ؟ ألا يتحدد الشخص بكونه شيئا مفكرا ؟ لكن هل يمكن التفكير دون إحساس وشعور ؟ وهل يستقيم وعي أو فكر دون ذاكرة تضمن استمراريته في الزمن؟
-----------------------
مرحلة التحليل:05 نقط
1- أطروحة النص :
----------------------
إن قراءة أولية للنص الماثل أمامنا ، تضعنا أمام تصور فلسفي يرى أن هوية الشخص تابعة لوجوده الحُر في هذا العالم . فهي شيء بَعْدِيّ يتشكل بَعدَ -ما أسماه صاحب النص- "قفزة أو وثبة" تجاه الوجود أو تجاه المستقبل الذي سيقذف الشخص بنفسه تجاهه ، متحملا كامل المسؤولية في اختياراته - حالا ومستقبلا - والتي هو المسؤول المباشر والوحيد عنها ، مادام قد وُجد في البداية وهو عبارة عن " مادة خام" إن صح التعبير ، أو وهو عبارة عن "لاشيء" بتعبير صاحب النص . ووفق هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن شروط قَبلية ، مادية فزيائية أو ميتافيزيائية مجردة ، تؤطر الذات وتأسر هويتها داخل إسم أو رسم . ولعل هذه الحرية الوجودية التي يحوزها الشخص – دون سواه - هي ما تجعله قادرا على تغيير ذاته وتحويل واقعه سلبا أو إيجابا ، بصورة تتيح له أن يخرج من ذاته ويناقض سريرته ويغير نمط كينونته وفكره وهويته في كل حين ومرة ، مادام عبارة عن مشروع مفتوح على كل الإحتمالات . مشروع لايعرف الإكتمال أو التوقف .
------------------------
2- : البنية المفاهيمية :
------------------------
إن الأطروحة التي عرض لها صاحب النص ، توقفت بالأساس على مفاهيم مركزية ، ذات بعد دلالي يتناغم وأفكار النص ، ولعل من أبرز هذه المفاهيم مفهوم الشخص الذي يمكن تعريفه بالجسد كبعد بيولوجي وفيزيولوجي مادي ، أما من الناحية المعنوية فهو ذات أو كيان حر واعي مفكر قادر على التمييز بين الخير والشر ، والخطأ والصواب والصدق والكذب ...متحمل لمسؤولية أفعاله واختياراته التي تنبع منها ماهيته أو هويته من حيث هي خصائص جوهرية ثابتة , تجعل الذات متميزة عن غيرها ومطابقة لذاتها في نفس الوقت رغم كل التغيرات العرضية التي يمكن أن تمس سيرورة بنائها ، مادامت عبارة عن مشروع ذاتي مفتوح على كل الإحتمالات ، فالمشروع - كما هو معروف - مفهوم ينتمي للحقل الإقتصادي ، ويحيل على التصور الأولي عن فعل استثماري ما ، خاضع لمنطق الربح والخسارة . لكن استعارة الفلسفة الوجودية لهذا المفهوم وإسقاطه على البعد الماهوي للشخص ، كان بهدف وضع الإنسان أمام كينونته وتحميله كامل المسؤولية عما يمكن أن يؤول إليه وضعه الوجودي في المستقبل ، باعتباره - أي الشخص- المحدد الأول والأخير لماهيته ونمط وجوده . وبحديثنا عن مفهوم الوجود لا بد أن نميز بين نمطين من الوجود ، نمط الوجود في الذات ، وهو خاص بالأشياء وباقي الكائنات الغير العاقلة والغير الحرة ، ونمط الوجود للذات ، وهو نمط خاص بوجود الإنسان . إذ الأول ثابت قار مغلق ، أما الثاني فمفتوح ترتسم عبره ملامح هوية كل فرد كما أراد هو.
-----------------------
3- البنية الحجاجية :
-----------------------
إن كانت المفاهيم التي وظفها صاحب النص ، قد ساهمت بشكل كبير في تقريب المعنى الثاوي خلف السطور ، فإن بنيته الحجاجية جاءت لتعزيز وتقوية هذا التصور مستندة في بدايتها على حجة العرض والتفسير والتي تجلَّت في تصريح صاحب النص ، في مستهل نصه بالمصادرة القائلة أن الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته هو الإنسان ، ولن تتوقف هذه الحجة عند هذا الحد ، بل سترافق مضمون النص إلى غاية منتهاه تقريبا . إلا أن صاحب النص سيلجأ لإستخدام أسلوب الإستفهام قصد لفت انتباه القارئ للسؤال عن معنى أسبقية الماهية على الوجود ، ومن تمة العمل على تقديم تفسير وتوضيح لتلك المصادرة السالفة. وباستدعائه لحجة التفسير أو التوضيح تلك ، وبعد إجلاء الغموض عن الفكرة ووضعه للذات الإنسانية أمام حريتها المطلقة التي لا تقبل الإشراط أو التحديد المسبق ، سيعاود التأكيد في غير ما مرة على المسؤولية التي تنجم عن تلك الحرية أمام الذات والجماعة والمستقبل ، ليستنتج في الأخير أن الإنسان ماهو إلا مشروع يعاش بكيفية ذاتية نافيا وجود أي شيء سابق على هذا المشروع.
-------------------------
تابع قراءة في الأسفل صيغة المناقشة للنص