دافع عن الأطروحة القائلة: رغم حتمية الشغل فهو السبيل للتحرر.
استقصاء بالوضع
دافع عن الأطروحة القائلة: رغم حتمية الشغل فهو السبيل للتحرر
مقالة فلسفية استقصاء بالوضع
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... دافع عن الأطروحة القائلة: رغم حتمية الشغل فهو السبيل للتحرر
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
دافع عن الأطروحة القائلة: رغم حتمية الشغل فهو السبيل للتحرر
مقدمة:
يعتبر الشغل تلك الفعالية الانسانية الالزامية قصد انتاج أثر نافع للفرد والمجتمع.من مضامين هذا التعريف فكرة الالزام، لذلك فقد شاع عند الكثير من الناس وحتى بعض الفلاسفة قديما وحديثا ان العمل هو مجرد ضرورة والزام يوجد بوجودها ويغيب بغيابها، لكن عند البعض الآخر يعتبر العمل عملية تحرر وسبيل لتحقيق حرية الانسان، وهذا الطرح الأخير هو الذي نراه عين الصواب لذا نريد تبنيه والدفاع عنه. فما هي الأدلة التي تثبت صحة هذه الاطروحة؟ وما هي حججنا التي نبرر بها صحة تبنينا لهذا الرأي وإبطال نقيضه؟
١)عرض منطق الأطروحة:
ان الشغل ظاهرة لازمت الإنسان منذ وجوده كظرورة ارتبطت بحياته لكن عندما اوجد الانسان الشغل اوجد ذاته وانسانيته،وفي آن واحد أنسن الطبيعة ومحيطه، لذلك يذهب كثير من الفلاسفة الى ان الشغل هو((تحرر وحرية)) كما أنه خاصية((إنسانية))،وبالتالي تجاوز الضرورة والحتمية البيولوجية والحاجة الغريزية.
هذا ما يذهب اليه على سبيل المثال كل من(( كارل ماركس)) حيث يقول عنه(انه يحررنا من الطبيعة.
وهيغل من خلال جدلية( السيد والعبد) اعتبره وسيلة للتحرر. ويقول: بالعمل الفرد يكسب اعتراف الآخرين".
اذن رغم الحتمية الا انه حرية وخاصية انسانية.
الحجة:
-بالعمل سيطرة الانسان على الطبيعة وأخضعها له بعد أن كان خاضعا لها وعابدالظواهرها نتيجة جهله بها،مثلا التحكم في الظواهر والامراض
-عندما غير محيطه غير من ذاته كالتحرر الفكري مثل التحرر من الاساطير والخرافة
- بالعمل لا يصبح الفرد عالة على المجتمع ولا على اسرته
- الشغل ليس مجرد إلزام خارجي و إنما هو إلزام اخلاقي يفرضه الضمير وواجب إجتماعي لما فيه من تكافل وتكامل.
ان فرويد يجعل من العمل وسيلة تصعيد وتنفيس وهذا نوع من التحرر النفسي.
اذن كل من نتائج الشغل و قيمه تجسد فكرة الحرية. لذلك قال عنه(دولاكروا): ان العمل يخلق شيئا وإنسانا"
٢)الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية:
ان ما ذهب إليه الكثير من الفلاسفة ورجال الأخلاق وغيرهم من المفكرين حول أهمية الشغل في قيمه ونتائجه حقيقة نلمسها على عدة مستويات ، ولذلك يمكننا القول" ان العمل هو عين الوجود".و لتأكيد هذه الأهمية والقيمة،و هذا البعد التحرري ، نقدم جملة من الحجج التي نؤكد بها صدق هذه الاطروحة.
-اولا ان الشغل بفعاليته الذهنية و اليدوية كان وراء تقدم الشعوب وارتقائها وبدونه يكون التخلف والتبعية.
- وثانياان الشغل يجسد الثروة والثورة لقدرته على التغيير من واقع الانسانية.
- وثالثا انه يعكس قدرات الانسان ويفجرها كالذكتء والخيال المبدع
-كما انه يضفي على الطبيعة الجمال فهو فن وتقنية.
-كما انه يحقق كرامة الفرد ويشعره بوجوده من خلال حاجة الغير اليه.
لذلك قال عنه (فولتار):" ان الشغل يبعد ثلاث افات الحاجة والرذيلةو القلق".
فهو ليس ضرور حتمية او استعباد او عقاب وانتقام اذا توفرت فيه العدالة والرغبة والاختيار هذا على مستوى الافراد،اما على مستوى المجتمعات فبالشغل نتحرر من مختلف التبعيات وبدونه نكون تابعين فاقدين لحريتنا وقراراتنا
وخامسا فإن الدين الاسلامي يعتبره عبادة وليس عقابا او تكفيرا عن الخطيئة كما تعتقد الكاثوليكية
٣) عرض منطق الخصوم ونقدهم :
عمس الطرح السابق يعتقد بعض الفلاسفة أمثال(( ميشال فوكو، هوبز، الداروينية..)) ان الشغل تحتمه حتمية بيولوجية والصراع الطبيعي من أجل البقاء. ففوكو يصرح "بأن الانسان محتوم على العمل خوفا من الموت"، وكأن العمل يحضر بحضور الحاجة ويغيب بغيابها، وحجتهم الاخرى ان الشغل قديما كان خاص بالعبيد لا بالأسياد، ولو الطبيعة وفرت للانسان كل الحاجيات لما اشتغل.
نقدهم:
ان نظرة هؤلاء نظرة جزئية حين حصرت الشغل في بعد واحد وتجاهلت باقي الابعاد والقيم، والجزئي لا يفسر الكلي.
فلو كان الشغل يعبر فقط على الحاجة البيولوجية وتجسيدا للصراع فقط لكان كل تلبية للهده الضرورة هو شغل بينما الامر ليس كذلك فمثلا الاعمال اللاأخلاقية و الاتجار بالمخدرات والاعمال المخالفة للقانون ليست شغلا رغم انها تلبي هذه الحاجات.
لو كان الشغل الدافع اليه هو حب البقاء فكيف نفسر حبنا للعمل رغم تحقيقنا للضروريات وتجاوزها للكماليات والتفنن فيها؟
اما قولهم بان الشغل لم يكن يشمل الجميع قديما فهذاراجع الى حصر مفهومه في الجهد اليدوي والعضلي،بينما العمل أشمل من ذلك. اذن هذا الاتجاه في هذه الحالة سوى بين نشاط الانسان ونشاط الحيوان بينما الامر ليس كذلك.
وعليه فرغم وجود فكرة الضرورة الا ان هذا لا ينفي عنه انه وسيلة للتطور والتحرر.
وهذا ما أشار اليه الفيلسوف الوجودي(( جون بول سارتر)) عندما اشار الى طبيعة الشغل الثنائية((كوسيلة للاستعباد والتبعية لكنه طريق لرسم الحرية))
وحتى يكون كذلك فيجب ان تتحقق العدالة فيه والرغبة والحب، والمتعة والرضاء بما نشتغل.
الخاتمة:
نستخلص في الاخير ان للأطروحة منطق سليم ، حيث العمل فعلا هو الوسيلة التي تحرر الفرد والمجتمعات، وان وجود الضرورة فيه لا يلا من قيمه المتعددة ونتائجه الايجابية، ولهذا كله تبنينا هذا الرأي لوجاهته وعمقه الفلسفي لذلك يصح القول في الاخير((انا أعمل اذن أنا موجود)) وصدق ديكارت عندما قال: بالعمل أصبح الانسان سيدا للطبيعة.