دافع عن الأطروحة القائلة: "الحقيقة وكل الأفعال تقاس بمعيار العمل المنتج والنافع"
مقالة استقصاء بالوضع حول مقياس الحقيقة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ......دافع عن الأطروحة القائلة: "الحقيقة وكل الأفعال تقاس بمعيار العمل المنتج والنافع
. وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
دافع عن الأطروحة القائلة: "الحقيقة وكل الأفعال تقاس بمعيار العمل المنتج والنافع
مقدمة: تعتبر المعرفة الطريق الوحيدة التي تقود إلى الحقيقة، وهذه المعرفة تحصل بعدة طرق، وتقاس صحتها بمعايير وقد ساد الاعتقاد لدى بعض الفلاسفة العقل هو المعيار الأساسي للمعرفة، لكن هناك فكرة تناقضها وهي أن الأخلاق والحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج والنافع، ومن هذا المنطلق نطرح المشكلة التالية: كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة القائلة بالمعيار النفعي؟
العرض {محاولة حل المشكلة}
عرض منطق الأطروحة: يدور منطق الأطروحة حول الفكرة التي يتبناها أنصار المذهب البراغماتي الذي ظهر في (الوم أ) باعتباره مذهب فلسفي، يقرر أن الأفكار والأفعال مرتبطة بالنتائج الحاصلة والعملية أن الحقيقة لا تطلب لذاتها، بل الحقيقة تبحث لأجل بلوغ منافع مادية، وهذا ما تبناه وليام جيمس، حيث يقول في ذلك:" إن القيمة العملية للأفكار الصحيحة تشتق بصفة أولية من الأهمية العملية لموضوعاتها بالنسبة لنا". فالحكم يكون صادقا متى دلت التجربة على أنه مفيد عمليا، فالمنفعة هي المقياس الوحيد لتمييز صدق الأحكام من باطلها فجيمس يقول "إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي وإن كل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا بأي حال من الأحوال فهو حقيقي" معنى ذلك أن الأفكار الصحيحة تقاس بما لها من أهمية في الحياة العملية. كما يرى البرغماتيين أن أساس القيم الأخلاقية مرتبطة بالمنافع ونتائج الفعل، فكل ما لا يحقق منفعة فهو شر، وحجتهم في ذلك أن الأفكار بمثابة وسائل لحل المشكلات العملية، والأفكار إذا لم تكن كحل لمشكلة معينة تصبح لا معنى لها، كما أن المنفعة مبدأ فطري في الإنسان. ويقول ويليام جيمس: " إن الإنسان يجب أن يشاهد صحة رأيه أو خطأه في تجربته العملية، فإن جاءت هذه العملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة الصحيحة وإلا فهي باطلة"
(عرض منطق الخصوم) لهذه الأطروحة خصوم هم أنصار المذهب العقلي يرون مصدر المعرفة الصحيحة هو العقل، لأن العقل هو ملكة مشتركة لدى جميع الناس فهو المصدر الأساسي للمعرفة وتقاس المعرفة بهذا المقياس، ذلك ما يذهب إليه)ديكارت( أن العقل عنده يحتوي على مجموعة الأفكار، والمبادئ الفطرية الأولية السابقة الواضحة لا يشوبها الخطأ وعنها تنشأ المعرفة الصحيحة، مثال مبدأ الهوية ومبدأ عدم التناقض. لذلك اعتبر "العقل أحسن الأشياء توزيعا بين الناس''
نقدهم:إن ما ذهب إليه المذهب العقلي قد كان بعيدا عن مراد الإنسان الذي يتطلع إلى النفع العاجل، فما معنى أن أعرف شيئا ما لم أستفد منه، لذلك فالمعرفة الحقة التي تنفع الإنسان يجب أن يكون معيارها النفع الخالص، فحقيقة العقل قد تكون بعيدة عن الواقع، أي لأجل المعرفة فقط وهذا يتنافى مع حب الإنسان للحقيقة النافعة، والتاريخ يؤكد أن ما توصل إليه عقل ما أنه صحيح ثبت فيما بعد أنه خطأ. ومثال ذلك الحقائق الرياضية التي ثبت أنها نسبية رغم أنها عقلية.
تدعيم الأطروحة: العبرة في النتائج: من خلال النقد الموجه لخصوم أطروحتنا يمكن أن نبحث عن حجج أخرى تثبتها، فحتى تكون الأفعال صادقة لابد أن تحقق منافع، أما الأفكار التي لا تحقق منافع فهي مجرد خرافة، بمعنى أن كل التجارب والأفكار والمعتقدات يمكن قبولها بشرط أن تكون عملية وتترتب عنها آثار مفيدة للحياة وواقع الإنسان، يقول تشارلز ساندرس بيرس" إن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج" أي أن الفكرة خطة للعمل أو مشروع له، وليست حقيقة في ذاتها". فيرى بيرس أن ''إن كل فكرة أو اعتقاد لا ينتهي إلى سلوك عملي في دنيا الواقع تعتبر فكرة باطلة وأن العبرة في ذلك هي العمل المنتج بدلا من التخمينات الفارغة.
إن العبرة من الحياة والأعمال هو الوصول إلى تحقيق نتائج مفيدة ونافعة، فما قيمة عمل لا يتوج بالنجاح، وما قيمة فكرة لا يمكن اختبارها والاستفادة منها، أي أن المشروع لابد أن يحقق النجاح، فحسب جون ديوي: الفكرة مشروع عمل والحقيقة تعرف من خلال نتائجها والأفكار الحقيقة أدوات ناجحة لمواجهة مشكلات الحياة فالفكرة الدينية حقيقية إذا كانت تحقق للنفس الإنسانية منفعة كالطمأنينة والسعادة والفكرة الاقتصادية حقيقية إذا كانت تحقق بالفعل الرفاهية المادية فالأشياء تكون حقيقة حسب المنفعة التي تستهدفها وتحققها إذن معيار الحقيقة حسب البراغماتية هو الغايات والنتائج وليس المبادئ لا بنتائجه وهكذا تعرف البراغماتية الحقيقة وتحولها من حقيقة الفكر إلى حقيقة العمل. فالصدق إذن هو النفع، والخطأ هو الفشل والضرر.
خاتمة: إلى هنا وبالاعتماد على لك ما سبق وكمخرج للتساؤل المطروح نستنتج أن الأطروحة القائلة: {الحقيقة وكل الأفعال تقاس بمعيار العمل المنتج} هي أطروحة صحيحة في سياقها ومنطقها وهذا بالنظر إلى الواقع ويمكن الدفاع نها والرد على خصومها.