تحليل قصيدة أغنية للقاهرة لصلاح عبد الصبور سنة ثانية باك /تحضير نص اغنية القاهرة
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. تحليل قصيدة أغنية للقاهرة لصلاح عبد الصبور سنة ثانية باك /تحضير نص اغنية القاهرة
الإجابة هي كالتالي
تحليل قصيدة (أغنية للقاهرة) لصلاح عبد الصبور
أولاـ تــمـهــيــد:
1ـ التعريف بشعر التفعيلة: نظام وزني جديد، كسر نظام البيت القائم على نظام الشطرين ... واستبدله بنظام السطر الشعري، مع الحفاظ على التفعيلة، باعتبارها النواة الأساسية للعروض العربي.
وقد ظهر شعر التفعيلة في الخمسينات من القرن العشرين بالعراق على يد بدر شاكر السياب في قصيدته (هل كان حبا؟)، ونازك الملائكة قصيدة: (الكوليرا)، وقد انتشرت هذه القصيدة بعد ذلك في جميع البلاد العربية كمصر والمغرب ...
وتتميز قصيدة التفعيلة بمجموعة من الخصائص الفنية:
ـ خروجه على نظام الشعر العمودي القائم على نظام الشطرين.
ـ خروجه على وحدة البيت.
ـ خروجه على القافية الموحدة
ـ توظيف الأسطورة والرمز
ـ استعمال اللغة بشكل جديد.
موضوعات الشعر الحديث: المدينة، الاغتراب، النضال والمقاومة.
2 ـ التعريف بشعر المدينة: الشعر الذي يصف المدينة وصفا مباشرا، أو يصف الساكنة الذين تتأثر حياتهم بالمدينة تأثرا واضحا، والشعر عندما يقترن بالمدينة يعطيها زخما خاصا يسبر أغوارها ويفشي أسرارها، وتكون بذلك المدينة موطنا للخير والجمال، كما تكون مصدرا للضياع والغربة.
وقد ثار الشاعر المعاصر على عالم المدينة وعلى أنماط العيش فيها، هذا العالم الذي تنعدم فيه القيم بحيث ينتشر الفساد والظلم، مما يجعل الشاعر يحس بالوحدة والضياع. فيعكس في قصائده مشاعر الحزن والسام والقلق الوجودي، والأمل الضائع، وانهيار الأحلام.
صاحب النص : تحضير نص اغنية القاهرة
صلاح الدين عبد الصبور، ولد سنة 1931 بمدينة الزقازق. من أعلام الشعر العربي الحديث في مصر، تولى رئاسة مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب من 1979 حتى وفاته سنة 1981. له دواوينه شعرية متعددة: الناس في بلادي، تأملات في زمن جريح، أحلام الفارس القديم، شجر الليل. كما كتب خمس مسرحيات شعرية: الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج.
تحضير نص اغنية القاهرة ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ. شكل النص :
تقوم القصيدة على نظام الأسطر الشعرية المتفاوتة الطول مع تنويع في القافية والروي (الدال، الفاء، الحاء، الراء، اللام...)
ب. العنوان:
يتكون عنوان النص من لفظتين:
- أغنية: وهي الموسيقى والألحان، وكل كلام يتغنى به شعرا كان أو زجلا. تختلف دلالاتها من سياق لآخر، فقد توحي بالأفراح، وقد توحي بالأحزان.
- القاهرة: وهي عاصمة مصر، مما يحيل إلى أن الشاعر سيتغنى في قصيدته بمدينة القاهرة.
ج- السطران الأول، والأخير:
+السطر الأول: يشير إلى عودة الشاعر إلى مدينته معتبرا إياها حجه ومبكاه.
+السطر الأخير: حزن الشاعر في مدينته، فرغم حبه لها فهو لا يخفي عذاباته فيها.
د. فرضية النص:
- انطلاقا من العنوان والسطر الأول والأخير نفترض أن الشاعر سيتغنى بعودته إلى مدينته القاهرة، مشتاقا لها رغم الحزن والعذاب الذي سيعيشه فيها من جديد.
تحضير نص اغنية القاهرة ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة العامة:
تغني الشاعر بمدينته القاهرة بعد عودته إليها، واصفا حبه وشوقها لها، ومعتبرا إياها مصدر إلهامه، رغم يقينه أنها سيعيش الحزن والعذاب فيها.
2- مقاطع النص:
بعد قراءتنا للقصيدة، واستنطاق معانيها، يمكننا تقسيمها إلى مقطعين شعريين كالآتي:
• المقطع الشعري الأول:
من بداية النص إلى "جميز مصر".
عودة الشاعر إلى مدينته القاهرة، وتغنيه بشوقه للقائها، معتبرا إياها مصدر إلهام له.
• المقطع الشعري الثاني:
من "أهواك يا مدينتي الهوى" إلى آخر النص.
تغني الشاعر بحبه لمدينته، رغم قسوتها عليه، والعذاب الذي سيعيشه فيها مجددا.
تحضير نص اغنية القاهرة رابــعــا: تــــــحــلــيــل الــنــص:
1- عناصر النص وبناؤه:
أ- الحقول الدلالية المهيمنة في النص :
يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين:
- حقل دال على الحب والشوق: (أذوب آخر الزمان فيك - أهواك يا مدينتي -رؤية المحبوب - الهوى ...)
- وحقل دال على المعاناة والحزن: (مبكابا - أسايا - جرحي النامي - يشرق بالبكاء - أشرب من عذابك ...)
نلاحظ هيمنة الحق الدال على الحزن والعذاب وذلك كون علاقة الشاعر بالمدينة يشوبها التوتر والحزن رغم عشقه لها.
ب- علاقة الشاعر بالمدينة:
تبدو علاقة الشاعر بالمدينة علاقة توتر قائمة على الثنائيات والمفارقات. فهو مشتاق إليها لا يستطيع البعد عنها، رغم الحزن والعذاب الذي يعيشه فيها. فهو متوحد معها، إلى حد الذوبان فيها. من العبارات التي تبرز هذه العلاقة بجلاء (أذوب اخر الزمان فيك، أن يضم النيل والجزائر التي تشقه والزيت والأوشاب والحجر عظامي المفتتة، حين يلم شملها تابوتي المنحوت من جميز مصر...)
ج- الضمير المهيمن:
تردد ضمير المتكلم بكثرة في القصيدة ( مدينتي، حجي، مبكايا، أسايا، غللت، لي، جرحي...)
دلالة ذلك: توحد الذات الشاعر مع واقع مدينته، فهو ينقل مشاعره نحوها، وهو عائد إليها بعد غيبة طويلة، فيصف اشتياقه لها.
2- لغة النص وبلاغته:
أ- الصور الشعرية:
اعتمد الشاعر صلاح عبد الصبور في بناء قصيدته على مجموعة من الصور الشعرية والأساليب الانزياحية والرموز. يمكن توضيح ذلك على الشكل الآتي:
الاستعارة المكنية: استعار الشاعر في عبارة (روحي الظامي) الظمأ من الإنسان (المشبه به) وأسنده لروحه(المشبه) تشبيها لها بالإنسان الذي يظمأ إلى شربة ماء، وكأنه في أرض قاحلة فيعاني ويتعذب، وكذلك روح الشاعر فهي معذبة. كما أن الماء أصل الحياة، ودونه لا حياة على الوجود، وروحه كذلك ظمأى لا حياة فيها.
وفي عبارة "ظلمة المطار". نجد الشاعر يستعير الظلمة من الظلام الحالك (المستعار منه) للمطار (المستعار له). فهو في شوقه لمدينته ينتظر الخروج من المطار ليعانقها، يخرج من ظلمات المطار إلى نور مدينته.
التشبيه: في عبارة (ما قدرت للقلب من عذاب ينبوع إلهامي) يشبه الشاعر عذابه في مدينته بينبوع إلهامه. فرغم العذاب الذي يعيشه فيها، فهو يعشقها، فالعذاب فيها سر إبداعه، وملهم شعره.
الانزياحات: ويقصد به خرق المألوف في اللغة العادية، ومن أمثلته في النص: ( تموت في وقدتها خضرة أيامي، أشرب من عذابك، خضرة أيامي...)
الرموز: تحضر الرموز بكثرة في القصيدة. منها:
- حجي ومبكايا: مكان مقدس عنده كالحج عند المسلمين، وحائط المبكى لدى اليهود.
- عظامي المفتتة: صار الشاعر حطاما بفعل الحزن والأسى الذي يسكنه.
ب- الأساليب اللغوية:
نلاحظ غلبة الأسلوب الخبري على النص، وذلك لكون الشاعر يخبرنا عن رؤيته لمدينته القاهرة بعد عودته إليها، باثا مشاعر الحزن والعذاب تجاهها، ومتغنيا أيضا بحبه وشوقه لها، واعتبارها مصدر إلهام بالنسبة له.
كما نجده يوظف الأسلوب الإنشائي النداء بشكل متكرر في مناداته لمدينته، مستعملا أداة النداء "يا" والتي تختص بالبعيد، رغم أنه في المدينة، مما يدل على علاقة غير مثالية بينهما.
ج- الإيقاع الداخلي في النص:
عمد الشاعر إلى تكرار مجموعة من الألفاظ والعبارات وغيرها في قصيدته (لقاك يا مدينتي، الشوارع المسفلتة، أهواك يا مدينتي، أعود كي...)
==== غايته من ذلك تأكيد الشاعر عن وشوقه لمدينته القاهرة، واعتبارها مصدر إلهام بالنسبة له، كما أضفت على القصيدة إيقاعا داخليا متميزا.
3- مقاصد النص وغاياته:
يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها النفسي، والاجتماعي:
- البعد النفسي: توتر علاقة الشاعر بالمدينة، فرغم الحزن والعذاب الذي يعيشه فيها، فهو يهواها ويشتاق إليها كلما غاب عنها، فهي ملهمته.
- البعد الاجتماعي: أضحت مدينة الشاعر غريبة تنصلت من صورتها القديمة، وتقاليدها وعاداتها، وتعيش على وقع تفكك العلاقات الإنسانية.
تحضير نص اغنية القاهرة خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "أغنية للقاهرة" هي قصيدة تنتمي لشعر التفعيلة للشاعر صلاح عبد الصبور، يتغني فيها بمدينته القاهرة بعد عودته إليها، وحبه وشوقها لها، واعتبارها مصدر إلهام بالنسبة له، رغم يقينه أنها سيعيش الحزن والعذاب فيها. ولينقل الشاعر إلينا هذه التركيبة المعقدة من الأحاسيس والعواطف، اعتمد قالبا شعريا متميزا خرق فيه مقومات الشعر العربي القديم، من خلال توظيف لغة بسيطة سهلة، تهيمن عليها جملة من الألفاظ والتعابير المنتمية لحقلي الحب والحزن، للدلالة على توتر علاقته بمدينته، واعتمد نظام الأسطر الشعرية، مع التنويع في القافية والروي. كما استعان بمجموعة من الصور الشعرية الحديثة كالانزياح والرمز. كل ذلك لنقل واقع المدينة المعاصرة، وكيف أضحت مدينة غريبة تنصلت من صورتها القديمة، وتقاليدها وعاداتها، لتعيش على وقع تفكك العلاقات الإنسانية.