كيف نفهم العلاقة بين العادة والإرادة في الفلسفة ؟
تحضير وحل اسئلة درس العادة والارادة في الفلسفة من المقرر 2022 2023
موقع bac "نت
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم إجابة السؤال //
كيف نفهم العلاقة بين العادة والإرادة في الفلسفة ؟
كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل...
كيف نفهم العلاقة بين العادة والإرادة في الفلسفة ؟
.
وتكون على النحو التالي
كيف نفهم العلاقة بين العادة والإرادة في الفلسفة ؟
الإجابة هي
قد أدركنا في بداية تعاملنا مع هذه المشكلة أن العادة فعل آلي أساسه التكرار وتعرفنا بعد ذلك على أن الفعل الإرادي فعل قصدي واع يتميز بالجدة والمرونة، فهل معنى هذا أن الإرادة لا تتفق مع العادة وأنهما متعارضان ولا علاقة بينهما؟
إن الحقيقة التي يجب التأكيد عليها هي أن العادة والإرادة وبرغم الاختلاف والتمايز بينهما، فإن كليهما أداة لتحقيق التكيف والتوافق بين الإنسان وبيئته، مما يدفع للبحث عن إمكانية قيام علاقة تأثير وتأثر بينهما من حيث:
1ـ أثر الإرادة في تكوين العادات:
إن احتياج العادة إلى الإرادة في تكوينها واكتسابها شديد الأهمية والأثر، ذلك أن عملية اكتساب العادات وتحصيلها تحتاج إلى التعلم أولا، وهذا التعلم لا يتم ولا يبرز أثره إلا بالإدراك والانتباه والإرادة والاهتمام، مما يجعل من الإرادة هي (حارسة) العادات، لأن الإنسان عند تكراره للأفعال قصد ترسيخها، يصحح الأخطاء ويحذف ما هو غير صالح ولا نافع، وهذا لا يكون إلا بفعل الإرادة وتوجيهها، كما أن آلية العادة ليست آلية خالصة، وإنما تحمل بعض المرونة من حيث التغيير في التكيف والانتخاب لما هو صالح من الماضي للحفاظ عليه، كاستعدادات في الإجابة عن المواقف والاستغناء عن كثير من الحركات والتحرر منها، وهذا لا يكون إلا تحت تأثير العقل وقرار الإرادة. مما يعني أن اكتساب العادات ملازم للإرادة ومقاصدها، سواء في ترسيخ عادات جديدة أو تغيير أوضاع قديمة.
2ـ أثر العادة في الفعل الإرادي:
إن الإرادة في جوهرها وعي وقرار، وهذه الخصائص لا تولد جاهزة مع الإنسان، بل هي تنمو وتنضج وتتطور بمرحلية عن طريق التدرب والممارسة والتكرار والاعتياد على المواقف، لإنضاج وبناء إرادة قوية وعزم لا يقهر، وهكذا نفهم أنه لا يوجد إنسان ولد بإرادة قوية وآخر بإرادة ضعيفة كما يشاع، لأن نموذج الإرادة يكتسب بالتعود، والتمرس على العزم والتكرار، لترويض الإرادة على القرارات الصائبة، والتنفيذ الناجح، ويظهر هذا المعنى بوضوح، في عمل المجتمع وما يدربنا ويعودنا عليه من تربية وقيم وأخلاق، وعادات وقوانين، لتحدد ضوابط التوافق الاجتماعي السليم، وتهيئ إرادة قوية لأفرادها لمواجهة مصائب الحياة وظروف العالم الخارجي.
وهذا يعني أن العادات الحسنة تخدم الفعل الإرادي، وتعزز مكانته، وأثره في الذات وفي مواجهة المواقف، وأن العادات السيئة، تفسد أحكام الإرادة، وتضعفها وتفقدها قيمتها.
.