تحليل قصيدة ذهب الفؤاد للعباس بن الأحنف جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية
تحضير وتلخيص وحل قصيدة ذهب الفؤاد للعباس بن الأحنف
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. تحليل قصيدة ذهب الفؤاد للعباس بن الأحنف جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية
الإجابة هي كالتالي
تحليل قصيدة "ذهب الفؤاد" للعباس بن الأحنف
أولاـ تــمـهــيــد:
تعريف الغزل :
ـ الغزل فن من فنون من فنون الشعر العربي وغرض من أغراضه، وهو شعر وجداني يعبر فيه الشاعر عن أحاسيسه وانفعالاته تجاه امرأة من خلال نقل نبضات القلوب وآهات النفوس وآمال العشاق وذكرياتهم، وحالات وجدانهم.
والشاعر في الغزل إما أن يصف المرأة وما يتعلق بها معجبًا مشببًا، وإما أن يصف نفسه شاكيًا حرقة الجوى وتباريح الهجر، وآلام الدلال والحرمان. ويسمى أيضا التشبيب والنسيب.
الغزل في العصر الجاهلي :
عُرف الغـزل منـذ العصر الجاهليّ، ويدلنا تراث هذا العصر من شعر الغزل على رقة مشاعرهم، كما يسجل لنا معاييرهم في جمال المرأة. وكانوا في مقدمات قصائدهم يبكون ديار أحبتهم في حنين جارف، كما كانوا مشغوفين بذكر رواحل محبوباتهم حين يرحلن من مكان مجدب إلى آخر خصيب، فالقصيدة العربية، في هذا العصر لا تستقل بغرض الغزل، وإنما كان الغزل يرد في مقدمتها فحسب.
وفي العصر الإسلامي، وجدنا كعب بن زهير يستهل لاميته في مدح رسول الله بذكر سعاد والتغزل بها، الشهيرة بقصيدة: بانت سعاد، إلا أن الإسلام كان له تأثيره في الغزل بحكم تأثيره الأخلاقي في المجتمع، وبخاصة في العلاقة بين المرأة والرجل، ومن هنا اتسم الغزل في العصر الإسلامي بالطهر والعفة، وشاعت في ثناياه بعض الأفكار الإسلامية.
وفي العصر الأموي ً، نجد الغزل يعرف تطورا ملحوظا، فلم يعد مجرد مطلع في قصيدة، بل استقلّت بالغزل قصائد تامة. وقد اشتهر بالغزل عمر بن أبي ربيعة ولم يتطرق إلى أغراضٍ سواه، حتى أوقف على الغزل ديوانه كاملاً.
وينقسم شعر الغزل إلى نوعين اثنين:
الغزل الصريح أو المادي (الماجن) :فهو الغزل الحسي الذي أساسه حب تمتزج به ميول شهوانية وعواطف خالية من التحرج وأوصاف ربما لا يرضى عنها إلا أنصار الأدب المكشوف. تقديم سمات المرأة الجسدية والروحية. من رواده عمر بن أبي ربيعة، امرؤ القيس، أبو نواس
الغزل العذري: فن شعري تشيع فيه حرارة العاطفة التي تصور خلجات النفس وفرحة اللقاء وآلام الفراق، ويحفل بوصف جاذبية المحبوبة وسحرها ونظرتها وقوة أسرها، ولا يتجاوز ذلك. ويقتصر فيه الشاعر على محبوبة واحدة ردحًا من حياته أو طوال حياته.وسُمِّي عُذْريًا لأن أول من اشتهر به من قبائل العرب هم بنو عُذْرة، ثم أصبح الغزل العذري بعد ذلك فنًا ينطبق على كل من نهج نهجهم وذهب مذهبهم، وعبَّر عن أحاسيسه وعاطفته تعبير الشعراء العذريين.
من خصائصه: العفة/ الصدق في المشاعر / بساطة المعاني/ خصوصية الحب/ اليأس/ الحرمان/ التعبير عن عاطفية نبيلة/ التعبير عن الروابط النفسية التي تجمع الرجل بالمرأة.
ومن أشهر شعراء هذا الفن: عروة بن حزام، وجميل بثينة، وكُثَيِّر عزة، وقيس مجنون ليلى،وقيس بن ذريح، العباس بن الأحنف.
صاحب النص :
أبو الفضل العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي النجدي, شاعر عربي عباسي وُلِد في اليمامة بِنجد سنة 750 م وعِندما مات والده انتقل من نجد إلى بغداد ونشأ بِها وعاش مُتنقلاً ما بين بغداد وخراسان
أحب فتاة سماها فوز لأنها كانت كثيرة الفوز بالسباقات والمنافسات لكي لا يصرح باسمها الحقيقي. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يتكسب بالشعر، وكان أكثر شعره بالغزل (شعر) والنسيب والوصف، ولم يتجاوزه إلى المديح والهجاء
توفي ببغداد سنة 808 م
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ. شكل النص :
قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الدال)، والمطلع المصرع.
ب. العنوان:
تركيبيا: جاء العنوان على شكل جملة فعلية، تتألف من فعل: "ذهب"، والفاعل "الفؤاد"
دلاليا: يدل العنوان على أن الشاعر يعش معاناة وآلاما أذهبت قلبه وحطمت فؤاده.
ج. البيتان الأول، والأخير:
+البيت الأول: وصف الشاعر ما يلقاه من حبيبته من صدود وهجران.
+البيت الأخير: تأكيد على الشاعر على مدى حبه لحبيبته، وتعلقه بها.
بالنظر إلى البيتين الأول والأخير نستنتج أن غرض القصيدة هو الغزل العذري أو العفيف.
د. فرضية النص:،
من خلال المشيرات الدلالية، نفترض أن النص قصيدة شعرية عمودية غرضها الغزل، سيصف من خلالها الشاعر "العباس بن الأحنف" معاناته جراء بعد محبوبته عنه، وهجرها له.
ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة العامة:
يصف الشاعر في قصيدته مدى معاناته وآلامه جراء هجر حبيبته له، متمنيا وصالها والرفق لحاله.
وحدات النص:
يمكن تقسيم النص إلى أربع وحدات دلالية، وهي:
• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت الرابع.
- وصف الشاعر صدود حبيبته، ونفورها منه، فكلما أراد وصالها إلا وزادت في الهجر والتمنع.
• الوحدة الدلالية الثانية: من البيت الخامس إلى البيت الثامن.
- طلب الشاعر وصال حبيته، واستعطافه منها الرفق لحاله.
. الوحدة الدلالية الثالثة: من البيت التاسع إلى البيت الثاني عشر.
- وصف الشاعر لمظاهر معاناته النفسية وآلامه جراء ما يلقاه من هجر وصدود.
• الوحدة الدلالية الرابعة: من البيت الثالث عشر إلى البيت الأخير.
- تأكيد الشاعر على حبه لحبيبته، فهي تسكن فؤاده فلا يبغي سواها حبيبة.
رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
1- عناصر النص وبناؤه:
أ- الحقول الدلالية المهيمنة في النص :
يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين:
حقل الوصال: قصدت إليه، أجود، ِارجع، أنت مواصل محمود، أكثر ذكركم، مردود، اعنيْ بأمري، وصالكم.
حقل الصدود:صدود، نأى، معرضا، متغضبا، فهو يحيد، يضن عني، مصارما، أحاذر صده، فراقه، أدبر ظالما، لسخطكِ، الجفاء، إنني مجهود، برى جسمي هواك، فؤادي المفقود...
نلاحظ أن العلاقة التي تجمع بينهما هي علاقة تضاد وتنافر، لأنهما يصوران الحالة القاسية التي صار عليها الشاعر بسبب صدود محببته، دون أن يفقد لأمل في الوصال مرة أخرى.
وقد هيمن على معجم النص الحقل الدال على الصدود، لأن الشاعر يركز على تصوير تجربته الوجدانية القاسية التي نالت من جسمه ونفسه بسبب الهجران.
ب- المعجم الدالة على الشاعر والحبيبة:
وظف الشاعر في قصيدته معجما توزعت ألفاظه وعباراته بين ما يدل عليه، وبين ما يدل على حبيبته. ومن أمثلة ذلك:
- الألفاظ والعبارات الدالة على الشاعر: قصدت إليه، أجود، اعنيْ بأمري، أحاذر، إنني مجهود، برى جسمي هواك، فؤادي المفقود...
- الألفاظ والعبارات الدالة على الحبيبة: صدود، نأى، معرضا، متغضبا، فهو يحيد، يضن عني، مصارما، صده، فراقه، أدبر ظالما، لسخطكِ، الجفاء...
بالنظر إلى طبيعة المعجم الموظف في القصيدة، نستنتج أن غرض القصيدة هو الغزل العذري أو العفيف.
2- لغة النص وبلاغته:
أ- الصور الشعرية:
استعمل الشاعر مجموعة من الصور الشعرية والمحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، وما يلقاه من صدود من طرفها، من بينها:
التشبيه: ففي البيت السادس شبه الشاعر إكثاره من ذكر حبيبته وكأنه معقود بلسانه. فهو يلهج بذكرها صباح مساء
وفي البيت الثالث عشر شبه حب الناس، والمقصود هنا الحبيبة، بالساكن في قلبه لا يبرحه أبدا.
الاستعارة المكنية: حبك في فؤادي ساكن، ذهب الفؤاد، لا الحب يصرفه فؤادي ساعة.
فالشاعر استعار صفات وأفعالا إنسانية (ساكن، يصرفه، ذهب)، وأسندها للفؤاد على سبيل الاستعارة المكنية. دلالة على تعلق فؤاد بمحبوبته، فهي نبض قلبه، فلا يستطيع العيش دونها
ب- المحسنات البديعية:
استعمل الشاعر أيضا مجموعة من المحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، من بينها:
+ الطباق: يمسي ≠ يصبح - يضن ≠ أجود - يلين ≠ يشتد - ذهب ≠ يعود - دعاني ≠ أدبر
+ الترادف: مضى= فات – طورا = تارة ..
+ الجناس غير التام: برى – ترى / سيعود – عود.
==== غايته من ذلك تقريب حالته النفسية، ومظاهر معاناته من الهجر والصدود.
ج- الأساليب اللغوية:
زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية.
وقد توسل في الأساليب الخبرية بمجموعة من الروابط اللغوية من توكيد ونفي:
أسلوب التوكيد: إني لأكثر ذكركم
أسلوب النفي : لا الحب يصرفه فؤادي
أسلوب التوكيد:إني أحاذر صده و فراقه – إن الفراق على المحب شديد – إني لأكثر ذكركم .
أسلوب النفي: لا الحب يصرفه فؤادي ساعة – لا هو ما بقيت يبيد – ما أحس حسيسه - لا أبغي سواك حبيبة.
=== الغاية من توظيف هذه الأساليب هو بيان معاناة الشاعر أمام صدود محبوبته، وشدة تعلقه بها، ورغبته القوية في وصالها.
ومن أمثلة الجمل الإنشائية:
النداء: يا من دعاني .
الأمر: ارجع و أنت مواصل – اعني بأمري .
النهي: لا تقتليني بالجفاء .
التمني: يا ليت ما قد فات لي مردود.
الاستفهام: أين فؤادي المفقود؟.
القسم: والله لا ابغي سواك حبيبة.
د- الضمير المهيمن:
تردد ضمير المتكلم بكثرة في القصيدة( لم أك – أريد – قصدت – عني – مهجتي – أجود – إني – أحاذر – دعاني – أكثر – لساني – أبكي – أذكر – تقتليني – أمري فؤادي – تنفسي – جوانحي – جسمي – بقيت – عندي – أحس – أظن – أبغي ) مما يؤشر على غلبة حضور ذات الشاعر، وتركيزه على نقل كل أشكال معاناته الناتجة عن هجر المحبوبة له، وتمنعها.
1- مقاصد النص وغاياته:
يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها النفسي، والفني:
البعد النفسي: يعبر الشاعر عن حالتين وجدانيتين متنافرتين: رغبته الجامحة في وصال محبوبته، وما يلقاه من معاناة جراء صدودها.
البعد الفني: يتمثل هذا البعد في كون القصيدة نموذجا من الشعر العربي العمودي بخصائصه الهندسية والمعجمية والدلالية، وبانتمائه لغرض الغزل العذري العفيف.
خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "ذهب الفؤاد" هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر العباس بن الأحنف، وقصيدته هذه تجسيد حي لغرض الغزل، يعبر فيها عن تجربته الوجدانية القاسية جراء هجر محبوبته له ونفورها منه، متألما لفراقها الذي خلف آثار الحزن والكآبة على نفسه بسبب تعلقه وحبه العميق لها. ولينقل الشاعر إلينا هذه التركيبة المعقدة من الأحاسيس والعواطف، اعتمد قالبا شعريا متميزا استثمر فيه مقومات الشعر العربي القديم، من خلال توظيف لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، يهيمن عليها حقل الصدود والحرمان، للدلالة على ما آلت إليه حاله من معاناة، في الوقت الذي تواجه حبيبته حبه بالصدود والهجران، واعتمد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب الخبرية والإنشائية، كما لم تخل قصيدته من المحسنات البديعية، للتعبير عما يخالج النفس من حب مجنون وتعلق قوي بالمحبوبة رغم الهجران و الصدود.