تحليل نص الشجرة الخضراء رحاب اللغة العربية جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية بكالوريا
ملخص شرح تحليل نص "الشجرة الخضراء
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. تحليل نص الشجرة الخضراء رحاب اللغة العربية جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية بكالوريا
الإجابة هي كالتالي
بقلم الأستاذة /هبة
تحليل نص "الشجرة الخضراء"
أولاـ تــمـهــيــد:
1) تعريف الحوار: الحوار شكل من أشكال التواصل، وطريقة من طرائق التعبير، يتبادل فيه الكلام شخصان أو أكثر، وهو من أهم الأساليب التعبيرية التي تحضر في مجموعة من الأجناس الأدبية، بالخصوص الفن المسرحي، وكذا القصة والرواية والمقامة والمناظرة...، غير أنه يعتبر أداة التخاطب الأساسية في المسرح، لذلك فهو يشكل الخاصية المميزة للمسرحية عن سائر الأنواع الأدبية الأخرى.
ويتميز الحوار بعدة خصائص منها: الاقتصاد في الكلام، الوضوح في المعاني، الطابع الذاتي للخطاب، التلقائية في الكلام، الإنشائية في الأسلوب.
2) أنواعه: ينقسم الحوار إلى نوعين أساسيين:
- حوار خارجي بين شخصيتين أو أكثر.
- حوار داخلي: بين الشخص وذاته.
3) أشكاله:
- حوار مباشر: ويتميز بحضور علامات طباعية كالعارضة ( - )، وعلامات التنصيص، والأفعال المعلِنة عن بداية الحوار أو استئنافه أو نهايته، مثل: قال، وأجاب، ورد...
- حوار غير مباشر: وهو الأكثر توظيفا في الكتابة القصصية، ويضطلع فيه السارد بنقل أقوال وتلخيصها وانتقائها.
4) وظائفه: للحوار عدة وظائف، نذكر منها:
الوظيفية الإخبارية والتفسيرية، الوظيفة الوصفية، الوظيفة الدرامية
5) بنية الحوار ونظامه: يتشكل النص الحواري ذو البنية البسيطة من ثلاثة مقاطع:
- مقاطع الافتتاح: وهي التبادلات الكلامية التي يستهل بها الحوار، وقد يكون الافتتاح بمقطع سردي قصير.
- مقاطع العرض: وهي التي تقدم موضوع الحوار وتعكس التفاعل في المواقف بين المتحاورين.
- مقاطع الاختتام: وهي الردود والأقوال التي يُختتم بها الحوار.
التعريف بالكاتب:
زكرياء تامر من ألمع رواد القصة العربية، نشأ فقيرا، وغادر الدراسة مبكرا سنة 1944، واشتغل حدادا، غير أن ذلك لم يمنعه من إشباع نهمه للقراءة، والانقياد لهوسه بالكتابة، فألف قصصا بوأته مكانا رفيعا بين المبدعين الكبار، من أشهر مجموعاته القصصية “صهيل الجواد الأبيض” “ربيع الرماد” “الرعد” ” النمور في اليوم العاشر” و”دمشق الحرائق” التي منها هذا النص.
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ- نوعية النص:
بناءً على مجموعة من المؤشّرات من قبيل: الحوار، والعوارض، وتعاقب الأسماء (طلال ورندا)، يتبين لنا أننا إزّاء نصّ حواري حكائي.
ب- بداية النص ونهايته:
تتأكد في بداية النص ونهايته من خلال المفارقة العجيبة بين دلالتي الصخرة في البداية والنهاية، فهي أولا مبعث للحياة وتفجير للأمل والحلم، وهي أخيرا محضن للموت ورمز للتلاشي والاضمحلال يعلن عن رؤية للحياة تصبح فيها الأرض والجسد الإنساني امتدادين لبعضهما البعض، معرضين للاغتصاب من الجلادين.
ج- قراءة في العنوان:
تركيبيا:" العنوان مركب وصفي، يعرب مبتدأ لخبر محذوف، تقديره يوجد في النص.
دلاليا: ينفتح على أفق تأويلي شاسع تصبح فيه الشجرة معادلا موضوعيا للحياة والحلم والخصوبة والطهارة والثبات والتجذر والانتشار والحرية والعطاء، وتدل فيه الخضرة على كل ما يلتبس بإيحاءات الشجرة من يفاعة وسلم وجمال ودفء وأنس وأمان.
ج- فرضيّة النصّ:
انطلاقا من عنوان النص، وبدايته، ونهايته، نفترِضُ أننا أمام نص حكائي حواري، سيتحدث عن عالم البراءة والحلم الجميل الذي انخرطا فيه الطفلان.
ثالثا: فـــهــم الــنــــص
تحليل نص "الشجرة الخضراء
1- الفكرة العامة:
يقدم النص حوارا بين شخصيتي طلال ورندا، يشخصان ما يتعرضان له من أنماط القهر والاضطهاد، وما يفارقها من أجزاء الحلم المشكل لمخيلة اللعب الذهني، المعيد لصياغة واقع مختلف يدحر العنف والبؤس والحرمان.
تحليل نص "الشجرة الخضراء2- أفكار النص الجزئية:
- بكاء الطفلة بسبب ضرب أمها لها، لأنها رفضت شراء ثوب أحمر لها؛ لأن شراء الخبز أولى وأهم.
- خروج طفل صغير أسود الشعر من صخرة تفتتت اسمه طلال، حيث انبثق منها كانبثاق الحياة، فكفت الطفلة عن البكاء.
- دعوة الطفل المتولد من الأرض الطفلة إلى اللعب.
- صنعهما عوالم البراءة والحلم والطفولة المرحة، حيث تصورا الحياة لعبا وحكايات، واختارا شجرة خضراء منطلقا لأحلامهما الجميلة.
- العوالم الحالمة التي خلقاها مليئة بالتناقضات والمفارقات والإيحاءات الرمزية يحضر فيها الواقع بوجهين القبيح والجميل.
- ارتعاب طلال ورندا من رؤية منظر الدم والرصاص المنطلق دفعة واحدة من بنادق الجنود صوب رجل اعزل مدمي مقيد إلى الشجرة الخضراء.
- خوف رندا وبكاؤها، وضم طلال لها.
- تحول طلال ورندا إلى صخرة لأنه يستحيل أن يتعايش الذين يحلمون بالسلام والحرية مع الذين يدمرون كل جميل وإنساني، إيذانا بانتشار القسوة ما جعل الأرض تمتص تلك البراءة.
رابــعــا: تحليل نص "الشجرة الخضراء:
• عناصر النص وبناؤه:
1- شخصيات النص:
- رندا: طفلة، خائفة مفزوعة، تبكي، تحب اللعب، بريئة، تقمصت الكثير من الأدوار، حالمة بعالم يخلو من الصراعات والحروب، راغبة في العيش بأمن وسلام.
- طلال: طفل اسود الشعر، انبثق من صخرة تفتت، تمكن من مساعدة الطفلة رندا، وكفها عن البكاء، بريء، تقمص كثيرا من الأدوار، حالم بعالم يخلو من الصراعات والحروب، راغبة في العيش بأمن وسلام.
الهدف من الحوار: تطوير الحدث الكشف عن الشخصيات من حيث الجانب الفكري والأحاسيس والتصورات والطموحات.
تحليل نص "الشجرة الخضراء2- نوع الحوار:
حوار ثنائي خارجي بين شخصيتي: رندا وطلال.
3- الفضاء:
- الفضاء الزماني: غير محدد
- الفضاء المكاني: جرى هذا الحوار بين رندا وطلال في مكان مفتوح هو تحت الشجرة الخضراء، حيث نسجا أحلامهما الوردية التي تم وأدها في آخر النص.
4- الأساليب الحكائية المصاحبة للحوار
- جمل سردية: وقفت الطفلة بالقرب من صخرة، صممت رندا على العودة إلى البكاء،
ضحكت رندا ساخرة
- جمل وصفية: الغيمة البيضاء، طفل أسود، عصفور صغير.
5- وضعية السارد/ الرؤية السردية:
الراوي سارد مبهم ليس شخصية في القصة ويدل عليه ضمير الغائب، موظفا الرؤية من الخلف لأنه يعرف أكثر مما تعرفه الشخصيات ويتحكم في السرد.. ويقوم السرد في النص على الموضوعية التي تقتضي أن يكون الراوي مطلعا على كل شيء، حتى على الأفكار السرية لشخصيات سرده.
• لغة النص وبلاغته:
1- طبيعة لغة النص:
لغة النص مفعمة بالحدة والتوتر تنقل للمتلقي أنماط القهر والاضطهاد، تعكس نفسية الأبطال المقهورين والممزقين أمام المجتمع والذات والوجود في عالم قائم على القتل والجوع والكبت. كما ينطبع بلغة شعرية تمزج حالات الشعور وتنوعاته الرمزية والحدسية والتصويرية الإيحائية التي تجعل القصة القصيرة التي بين أيدينا وسطا بين القصة والشعر عبر توليد جمل شعرية ذات كثافة عالية وخصوبة بيانية تخلط بين الفكرة والإحساس، وتستند إلى التكرار، وتوظف الكلمات توظيفا جديدا.
2- الأساليب اللغوية:
والملاحظ أن النص قد عرف مزاوجة بين الأسلوب الخبري الذي يتمظهر من خلال مجموعة من الجملة الخبرية الفعلية والاسمية المقتضبة كما نجد في المقاطع السردية. والأسلوب الإنشائي الذي عرف حضورا كبير في النص، ومن الجمل الإنشائية التي وردت في النص:
- الاستفهام: لماذا ضربتك؟ لماذا كنت تبكين؟
- التعجب: ما أجملها
– الأمر: انظر، اعلم أيها الشحاذ...
• مقاصد النص وأبعاده:
يسعى النص بشكل أساسي إلى إظهار ما يعشيه عالمنا من أشكال القهر والاضطهاد والاستبداد، ووجود قائم على القتل والجوع والكبت (الخبز أهم من الثوب الأحمر، فباتا مخلوقا واحدا يرتجف راغبا في الفرار)، ورغبة الطفولة في البحث عن واقع مختلف يدحر العنف والبؤس والحرمان، ويشيد عالما من الطمأنينة المادية والروحية.
خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص
نستنتج مما سبق أن أمام نص حكائي حواري، تدور أحداثه بين شخصيتين أساسيتين، هما طلال ورندا، يشخصان ما يتعرضان له من أنماط القهر والاضطهاد، وما يفارقها من أجزاء الحلم المشكل لمخيلة اللعب الذهني، المعيد لصياغة واقع مختلف يدحر العنف والبؤس والحرمان.. وقد وظف الكاتب من أجل ذلك فضاء زمانيا ومكانيا محددا، ومنوعا في الأساليب الحكائية كالسرد والوصف والحوار؛ مع هيمنة أسلوب الحوار، كما استعان بالعديد من علامات الترقيم التي ساعدته على تنظيم الحوار بين الشخصيات، بالإضافة إلى اعتماده على الأسلوبين الخبري والإنشائي من أجل إيصال أفكار الشخصيات ومشاعرها إلى المتلقي. ولعل الرسالة التي أوصلها لنا النص، هو ما يعشيه عالمنا من أشكال القهر والاضطهاد والاستبداد، ورغبة الطفولة في البحث عن واقع مختلف يدحر العنف والبؤس والحرمان، ويشيد عالما من الطمأنينة المادية والروحية.
