تصحيح الواجب المنزلي : دافع عن الأطروحة إن نتائج العلوم التجريبية نسبية
استقصاء بالوضع
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... تصحيح الواجب المنزلي : دافع عن الأطروحة " إن نتائج العلوم التجريبية نسبية
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
تصحيح الواجب المنزلي : دافع عن الأطروحة " إن نتائج العلوم التجريبية نسبية "
طرح المشكلة
إن العلوم التجريبية هي العلوم التي تتخذ من الظواهر الطبيعية موضوعا لها ومن المنهج التجريبي أسلوبا لدراستها وتفسيرها ، ولقد شاع عند بعض الفلاسفة والعلماء أن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين ثابتة وصادقة صدقا مطلقا لكن هناك فكرة تناقضها عند البعض الآخر وهي أن نتائج العلوم التجريبية متغيرة ونسبية ، فإذا كان هذا الرأي الأخير صحيح وله ما يبرره ، كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ومنه إثباتها والأخذ برأي مناصريها ؟
محاولة حل المشكلة
عرض منطق الأطروحة
يرى بعض الفلاسفة والعلماء خاصة أنصار اللاحتمية أن نتائج العلوم التجريبية غير يقينية يقينا مطلقا وحججهم في ذلك أنه من المستحيل نظريا التنبؤ بحصول الظواهر في المستقبل مادام المنهج التجريبي يقوم على استقراء غير شامل لجميع الظواهر وبالتالي صدقها ترجيحي احتمالي مثل " رصد الأحوال الجوية وكذا الدراسات في علم الفلك كلها معرضة للخطأ ، كما أن قصور أدوات الباحث ونقص مؤهلاته وعدم مراعاة خصوصية العلم التجريبي وذلك بالاعتماد على التجربة بمفهومها الضيق على مختلف المواضيع ، كل ذلك يجعل من نتائج العلوم التجريبية نسبية وغير مطلقة لذلك يقول "زكي نجيد محمود " (العلوم الطبيعية كلها قائمة على الترجيح لا اليقين , لأن اليقين لا يكون إلا في القضايا التكرارية التي لا تقول شيئا جديدا كقضايا الرياضيات).
الدفاع عن الأطروحة
يمكن الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية ومذهبية أهمها أن الروح العلمية في الفترة المعاصرة تتنافى مع التفسيرات المطلقة في دراسة الأشياء وحتى الرياضيات التي كانت نموذجا للمطلقية أصبحت هي الأخرى نسبية فما بالك بالعلوم التجريبية ، ثم إن العديد من الدراسات كانت تعتبر صحيحة لكن تطور العلم والواقع أثبت بطلانها أي أن أحكامنا متغيرة بتغير الزمان والمكان ،ثم إن تغير عالم الأشياء المستمر يستدعي تغير نتائج العلوم التجريبية لأن الظواهر الطبيعية فريدة ووحيدة حتى و إن تشابهت وهو الأمر الذي ذهب إليه "هيراقيدس" قديما عندما شبه الحياة بالنهر الذي تراه من بعيد هادئا ولكنه أبدا متحرك نحو مصبه ، كما يؤكد علماء الفيزياء المعاصرة وعلى رأسهم "بلانك" أن بعض الظاهر مثل عالم الميكروفيزياء ينفلت من مبدأ الحتمية ويدخل في مجال اللاحتمية حيث بين أن الذرة المشعة لا تصدر طاقتها بصفة منتظمة أو متصلة ، وإنما تصدرها بصفة انفصالية أو بصدمات ويقول هيزنبرغ" مؤكدا على هذا المر " أن الضبط الحتمي لا يصح في مستوى الفيزياء الذرية " .
نقد خصوم الأطروحة
يعتقد بعض الفلاسفة والعلماء خصوم الأطروحة أن نتائج العلوم التجريبية دقيقة وقوانينها مطلقة لأنها تخضع لمبدأ الحتمية ، والقول بخلاف هذا هو إنكار للعلم وادعاء بأن العالم خاضع للصدفة والعشوائية . ودليل ذلك هو تمكن العلماء من استخلاص العديد من القوانين التي تحكم الظواهر ومنه التنبؤ بها حيث يقول " كلود برنار" ( لابد من التسليم كبديهة تجريبية بأن شروط كل ظاهرة – سواء تعلق الأمر بالكائنات الحية أو الجامدة – هي محددة تحديدا مطلقا )
لكن منطق هؤلاء الخصوم تعرض لانتقادات أهمها : أن المعرفة العلمية اليوم تقتضي الإيمان بالنسبية ، والقول بالنسبية لا يعني إنكار العلم وهدم نتائجه إنما هو إنكار للمطلقية التي يعتقدها البعض في حين أن الواقع يؤكد أن التغير الحاصل في العالم يستلزم تغير في نتائج العلوم ، كما أن علماء ميكانيكا الكم أثبتوا أن هذا المجال لا يخضع لمبدأ الحتمية بل إلى اللاحتمية وأن الدراسة فيه قائمة على الاحتمال والتقريب .
حل المشكلة
نستنتج في الأخير أن الواقع يؤكد على نسبية نتائج العلوم التجريبية نظرا لطبيعة الموضوع الذي يتعامل معه الفكر وهذا الموضوع هو الواقع الحسي التجريبي الذي لا يتوقف عن التغير على الرغم من اطراد نظامه لذلك يقول "جان فوراستيي" ( لن نبحث بعد اليوم عن حتمية موجودة مطلقة صالحة في كل الأقطار بل سنبحث عن حتمية نسبية نافعة لنا في عملنا نحن صغار المخلوقات على هذا الكوكب ).ومنه فالأطروحة صحيحة ويمكن الأخذ برأي مناصريها .