خطبة وداع رمضان مكتوبة 2024 خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان
خطبة مختصرة كيف نودع رمضان
خطبة عن وداع رمضان ملتقى الخطباء
الإجابة هي كالتالي
خطبة بعنوان
" وداع رمضان واستراتيجية المسلم ..
الحمد لله اللطيف الرؤوف المنان،
الغني القوي السلطان، الحليم الكريم الرحيم الرحمن،
الأول فلا شيء قبله، الآخر فلا شيء بعده،
الظاهر فلا شيء فوقه، الباطن فلا شيء دُونَه،
المحيط عِلْمَاً بما يكونُ وما كان.
يُعِزُّ وَيُذِلُ، ويُفْقِرُ ويُغْنِي، ويفعلُ ما يشاء بحكْمتِهِ،
كلَّ يَوْم هُو في شأن؛
أرسى الأرضَ بالجبالِ في نَوَاحِيها،
وأرسَلَ السَّحاب الثِّقالَ بماءٍ يُحْييْها،
وقَضَى بالفناءِ على جميع سَاكِنِيها؛
لِيَجزِيَ الذين أساؤوا بِمَا عَمِلوا ويَجْزِي المُحْسنين بالإِحسان...
أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَان، وأشكرُه على نِعَمِهِ السَّابغةِ، وبَالشُّكرِ يزيد العطاء والامْتِنَان...
وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان،
وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعينَ لهم بإحسان، ما توالت الأزمان، وسلَّم تسليماً كثيراً...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعـــــــد:-
عباد الله:
ما أسرعَ ما تنقضِي الليالي والأيّام!
وما أعجلَ ما تنصرِم الشهور والأعوام!
وهذه سُنّة الحيَاة؛ أيّامٌ تمرّ، وأعوَام تكرّ، وفي تقلّب الدّهر عِبر، وفي تغيُّر الأحوال مُدّكَر،
قال -تعالى-:(( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ))[فاطر:37].
فهذا شهرُ رَمضانَ تقوَّضَت خِيامه،
وتصرَّمت لياليه وأيّامُه،
قرُب رَحيلُه، وأزِف تحويلُه،
انتصَب مودِّعا، وسَار مسرعا ،
ولله الحمد على ما قضَى وأبرَم، وله الشّكر على ما أعطى وأنعم...
فاستدركِوا -رحمكم الله- بقيّتَه بالمسارعة إلى المكارم والخيرات، واغتنامِ الفضائل والقرُبات، ومَن أحسن فعليه بالتمام، ومن فرَّط فليختم بالحسنى؛ فالعمل بالخِتام،
قال -تعالى-:(( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))[يونس:26]...
وإنه ينبغي لنا أن نودع رمضان بإعداد خطةٍ استراتيجيةٍ، وبرنامجٍ عمليٍّ يستمر المسلم في أدائه والقيام به طوال العام؛ وبذلك يكون ممن استفاد من رمضان، وممن تعرضوا لنفحات الرحمن، وممن قَبِلَهم الواحد الدَّيَّان...
فيعزم المسلم على المحافظة على الصلوات، والتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات، وأن يكون له وردٌ من القرآن يقرؤه، أو يسمعه، ويتدبر آياته كل يوم...
وعلى المسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأن يكثر من ذكر الله على كل حال، وعليه تربية نفسه على إتقان الأعمال، وإخلاص النية، ومراقبة الله، والخوف منه...
ومن ذلك : أن يزكي نفسه بالأخلاق الفاضلة التي تعلم الكثير منها في شهر رمضان، كالصدق، والصبر، والحلم، والعفو، والتسامح، وسلامة المنطق، والبعد عن الفحش والبذاءة والسباب، فتكون زاداً له طَوَال العام، يتخلق بها في المجتمع؛ فيحبه الله، ويحبه الناس...
ومن خطة المسلم وبرنامجه في وداع رمضان أن يعزم على القيام بحسن رعاية أهله وتربية أولاده، والإحسان لجيرانه، وصلة أرحامه،
وأن يحفظ جوارحه عن المعاصي والآثام،
وأن يكون عضواً فاعلاً وصالحاً وإيجابياً في مجتمعه، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، حسب قدرته واستطاعته، ومسارعاً إلى كل خير، وداعياً إلى كل فضيلة، يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويبغض لهم ما يبغض لنفسه...
فمن لم يقم بذلك، ولم يعزم على ذلك، ولم يُحدِّث نفسه بذلك؛ فإنه لم يستفد من رمضان، ولم يتعرض لنفحات الرحمن في هذا الشهر،
ونعوذ بالله أن يكون ممن كتب الله عليهم الشقاء والحرمان بسبب سوء أعمالهم، وجرأتهم وتقصيرهم وتسويفهم وإهمالهم..