خطبة الجمعة الثالثة من رمضان مختصرة خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ الموافق 7 أبريل 2023م
خطبة الجمعة الثالثة من رمضان ملتقى الخطباء
خطبة الجمعة الثالثة من رمضان مع الدعاء
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان خطبة الجمعة الثالثة من رمضان مختصرة خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ الموافق 7 أبريل 2023م
الإجابة هي كالتالي
خطبة الجمعة الثالثة من رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 16 رمضان 1444هـ الموافق 7 أبريل 2023م
الخطبة الأولى :
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْفَضْلِ وَالْإِنْعَامِ، الحمد لله ذي الجلال والإكرام ، الحمد الذي وفقنا في هذا الشهر الكريم للصيام والقيام والجهاد والبر والإحسان ونسأله عز وجل أن يأخذ بأيدينا إلى الكمال والتمام ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل رمضان ميدانا لجليل الطاعات وجميل القربات وأعظم الأعطيات ونيل الدرجات وبابا لاستدراك الفائتات ،(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من جّد وقام وصَلَّى وَصَامَ ، وَخَيْرُ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَ رَبَّهِ وجاهد في سبيله َواسْتَقَامَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ البَرَرَةِ الْكِرَامِ، وَسَلَّمَ تَسْليِماً كَثِيراً. أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله وطاعته، واغتنام ما تبقى من هذا الشهر المبارك في مرضاته والتعرض لنفحاته ورحماته والمنافسة على الجائزة الكبرى التي أعدها الله لعباده (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ونحن على مقربة من الليالي التي ترجا فيها ، والمسارعة إلى الخيرات والصلوات والنفقات والجهاد (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) أما بعد : فيا أيها المؤمنون يتصور البعض أن شهر رمضان شهر النوم والكسل وشهر العطلة عن الجهاد والعمل ، وينسى هؤلاء أن أعظم المعارك الفاصلة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وعبر التاريخ الإسلامي كانت في رمضان ، وإن من خصائص شهر رمضان المبارك أنه شهر الجهاد والانتصارات والمعارك الكبرى ، نعم أيها المسلمون هو شهر الجهاد لأن أول خروج للمسلمين لقتال مشركي قريش كان في رمضان، وليس المقصود هنا غزوة بدر، بل قبل ذلك وبعد نزول الإذن بالقتال خرجت فرقة من جند الإسلام لأول مرة لقتال المشركين في رمضان في السنة الأولى للهجرة النبوية بقيادة حمزة بن عبد المطلب عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتجهت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الساحل فأدخلت الرعب في قلوب المشركين ، وأدركوا أن طريق تجارتهم مهدد من قبل المسلمين ، شهر الجهاد لأن فيه وقعت غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان من السّنة الثّانية للهجرة النبوية الشريفة ، بقيادة سيد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وسما ها الله يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، أمد الله فيها المسلمين وأيدهم بجند من عنده ، نصرهم على عدوهم بالرغم من قلة العدد والعدة ، خلد الله نصرها بقوله (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، وهو شهر فتح مكّة المكرمة في العشرين من رمضان من السّنة الثّامنة للهجرة بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد خلد الله ذكره بقوله (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) ،هو شهر الجهاد لأن فيه وقعت معركة البويب قرب الكوفة :والتي أذل الله فيها الفرس مع كثرة عددهم وعدتهم ، وأنزل المسلمون بهم الهزيمة الساحقة الماحقة بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان ذلك في شهر رمضان المعظَّم في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وفيها قتل مهران قائد الفرس وانهزم جيشه وقتل منهم عشرات الآلاف ، هو شهر الجهاد لأن فيه فتحت الأندلس وعلت عليها راية الإسلام وتوغل الإسلام في أسبانيا على يد المجاهد البطل طارق بن زياد ، وهو شهر الجهاد والانتصارات لأن فيه وقعت معركة بلاط الشّهداء في الثاني من رمضان 114هـ بقيادة عبد الرّحمان الغافقي اليماني أمير بلاد الأندلس ، وبهذه المعركة فتحت بلاد الإفرنج بمشاركة المجاهدين من اليمن والشّام ومصر وإفريقيّة وغيرها ، وهو شهر الجهاد لأن فيه فتحت عمّوريّة في السابع عشر من رمضان 223 هـ بقيادة المعتصم العباسي بعد أن بلغه أنّ امرأة عربيّة صاحت وهي أسيرة عند الرّوم: «وا معتصماه !» فأجابها وهو جالس على كرسي ملكه: لبَّيْكِ ! لبَّيْكِ ! ونهض من ساعته وصاح في قصره: النّفير ! النّفير !وخرج بجيشه حتى حاصر عمورية 12 يوما إلى أن سقطت ودخلها المسلمون ووقع حاكمها في قبضة المسلمين ، هو شهر الانتصارات لأن فيه وقعت معركة حطّين في السادس والعشرين من رمضـــان 584 هـ وهي معركة فاصلة بين الصّليبيّين والمسلمين بقيادة صلاح الدّين الأيُّوبي رحمه الله ، تم فيها تحرير بيت المقدس وما حوله بعد قتال استمر ما يقارب ستة أشهر وانتهى بنصر المسلمين وهزيمة الصليبيين بعد أن بسط المحتل نفوذه عليها أكثر من 80 عاما ، هو شهر معركة عين جالوت والتي وقعت في الخامس والعشرين من رمضان 658 هـ وهي إحدى المعارك الفاصلة والتي تمكن فيها سلطان مصر وحاكمها سيف الدّين قُطُز من إلحاق هزيمة قاسية بجيش المغول والتتار بعد أن عاثوا فسادا في العالم الإسلامي وأسقطوا عاصمة الخلافة بغداد وقتلوا الخليفة المعتصم باللّه ، وأسقطوا جميع مدن الشّام وفلسطين ثم كانت الغلبــــة للمسلمين في هذه المعركة وسحق فيها جيش المغول بفضل الله وتأييده ، وفي شهر رمضان استرجعت أنطاكيّة من يد الصّليـــبيّـين في الرابع من رمضـــان 666 هـ بعد احتلالها من قبل الصليبيين لمدة 170 عاما حيث نجح السّلطان المملوكي الظّاهر بيبرس في استردادها وإعادتها إلى الحكم الإسلاميّ. هو شهر الجهاد والانتصارات لأن المسلمين كسروا فيه شوكة المغول والتتار في معركة تاريخية عظمى على أسوار دمشق في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة 702 هـ بقيادة المجاهد شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، هذا أيها المؤمنون هو تاريخنا وهؤلاء آباؤنا صدق فيهم قول الشاعر
من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك... فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالا في الجبال وربما ...صرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان أذاننا ...قبل الكتائب يفتح الأمصارا
لم تنس "إفريقيا"ولا صحراؤها ... سجداتنا والأرض تقذف نارا
كنا نقدم للسيوف صدورنا ... لم نخش يوماً غاشمًا جبارا
لم نخش طاغوتا يحاربنا ولو ... نصب المنايا حولنا أسوارا
ندعو جهاراً لا إله سوى الذي ... خلق الوجود وقدر الأقدارا
ورؤوسنا يا رب فوق أكفنا ... نرجوا ثوابك مغنما وجوارا
هو شهر الجهاد فعلا لأنه شهر خاض فيه جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية ورجال الأمن البواسل والقبائل المجاهدة معارك ضارية وشرسة وفاصلة مع عصابة الحوثي الإرهابية السلالية في كل الجبهات عموما وفي مواقع مارب على وجه الخصوص في كل السنوات الماضية وإلى يومنا هذا ، قدموا أعظم البطولات وأكرم التضحيات وأكبر الانتصارات وأعادوا إلى الأذهان معارك بدر والقادسية واليرموك وعين جالوت وغيرها من الذكريات .
ومن هؤلاء نتعلم أن شهر رمضان شهر الجهاد والانتصارات والمجاهدة والصبر والمصابرة والجد والمثابرة والعمل والنشاط والحيوية وليس شهر الكسل والنوم والخمول والراحة والتخمة ولذلك سماه الله شهر الصبر فقال (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) ، قال بعض السلف بأن الصبر المراد به الصوم ، وحثنا على الصبر والمصابرة والرباط والمجاهدة فقال : (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله) ومنهم كذلك نتعلم أن أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم هو الجهاد فهو ذروة سنام الإسلام والتجارة الرابحة وأقرب الطرق إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار ، وهو طريق العزة والكرامة والسؤدد والمجد لهذه الأمة ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية : الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أما بعد : فإذا كان الناس يتلمسون مواطن الفضل في هذا الشهر الكريم وفي العشر الأواخر التي نحن على مقربة منها على وجه الخصوص فيصومون النهار ويقومون الليل ويتلمسون فضل ليلة القدر ، ويسعى بعضهم للعمرة والصلاة في المسجد الحرام ليحظى بأعظم الأجر والثواب ، فإن منزلة الجهاد والمجاهدين وهم في متارسهم ومواقعهم ونقاطهم الأمنية في هذا الشهر الكريم مجاهدين مرابطين قد سبقوا بالفضل كله ، ولنسمع إلى من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن فضل الجهاد مقارنة بغيره من الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم ، فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله : دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: "لا أجده" ثم قال: "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر"؟ قال: ومن يستطيع ذلك ؟! ، وفي صحيح الترغيب والترهيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأس، فانصرف الناس وأبو هريرة واقف، فمر به إنسان، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود”. فهذه فضائل الجهاد والرباط ، أما التخاذل عن الجهاد فنتيجته العذاب الأليم والذل والهوان في الدنيا والآخرة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، ونتعلم من هذا الدرس أن الانتصارات والفتوحات ملازمة للمجاهدين في هذا الشهر الكريم ، وهاهم أبطالنا في تاريخنا الحالي وفي كل الجبهات والمواقع يتصدون لغدرات الحوثي وفجراته ويحرزون مزيدا من النصر والصبر والثبات والبسالة في مواجهة عصابة الحوثي الإيرانية الرافضية الحاقدة الذين يتخذون من الهدن والمفاوضات والمشاورات والحوارات فرصة للغدر ونقض العهود ، لكن جيشنا وأمننا لهم بالمرصاد لا يغفلون عن متارسهم ومواقعهم وسلاحهم ، وتزداد بسالتهم وهم يشعرون بأهمية المعركة وقداستها وأنها مستمرة حتى تتحرر البلاد كلها من شمالها إلى جنوبها أرضا ولإنسانا وثروات ومقدسات وإننا اليوم ندعوا إلى مزيد من وحدة الصف وجمع الكلمة وتوحيد الهدف لكسر شوكة العدو الصائل موقنين بنصر الله القائل : (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) والقائل: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلبِينَ ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) فلنكن مع جيشنا الوطني وأمننا البواسل ومقاومتنا الشعبية بأموالنا وأنفسنا ومواقفنا وعواطفنا وهمومنا داعمين مجاهدين باذلين حتى يأتي نصرالله
تابع قراءة الخطبة على مربع الاجابة اسفل الصفحة