خطبة الجمعة عن العشر الاواخر بما فيها ليلة القدر وزكاة الفطر خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان 1444 2023
خطبة الجمعة بعنوان العشر الاواخر بما فيها ليلة القدر وزكاة الفطر
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان العشر الاواخر بما فيها ليلة القدر وزكاة الفطر
الإجابة هي كالتالي
خطبة الجمعة وللعشر الأواخر المثلُ الأكرم والأغنم
تقول أمّنا عائشةُ - رضي اللهُ عنها - : (( كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل العَشْرُ أحْيَا اللَّيلَ، وأيْقظَ أهلَه، وجَدَّ، وشَدَّ المئزَرَ ))
( شدّ المئز ) كناية عن الجد والاجتهاد ومن جد وجد ومن زرع حصد وكناية عن الهمّة العالية ، وكذلك اعتزالُ فراش الزوجية ، لا مجال في هذه الأوقات إلا لمعالي الأمور ...*
( وأحيا ليله ) صار ليلُه نهارا من الجِدّ والعمل ،والطاعة، كان ليله كلُه قيامُ وقراءةٌ للقرآن ، ركوعٌ وسجودٌ ، دعاءٌ وإخباتٌ وبكاء ، صدقات وبذل وعطاء...*
عباد الله! لقد نزل القرآن على أمتنا فصارت خيرَ الأمم، ونزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فصار خيرَ الخلق، ونزل في رمضان فصار خيرَ شهر، ونزل في ليلة القدر فصارت خيرَ ليلة في العُمر فقال{حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا ليلة تقدر فيها مقاير الخلائق على مدى السنة كلها فيكتب فيها الاحياء والاخوان والناجون والهالكون والسعداء والاشقياء وكل ما اراده الله في تلك السنة، ليلة وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها خير من الف شهر فقال انا انزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلةُ القدر خيرٌ من ألف شهر . تنزّل الملائكة والروح "أي جبريل عليهم السلام" فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}*
يقول عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ,مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا وفضلها فَقَدْ حُرِمَ ) قُل لي: مَن المحروم إذا لم يكن ذاك الذي لا يظفر بليلة هي أقل من ١٢ ساعة ؛ ثوابَ أكثرِ من ٨٣ سنة ؟!*
لو كانت ليلةُ القدر مجهولة في السّنة لكان أحرى باللبيب أن يتلمسها طوال العام، فكيف وهي الآن مخبأمخبأ فقط في عشرة أيام؟!*
*كل مرة تدركها تضاف إلى عمرك ٨٣ سنة من الطاعة، صافية لا نوم فيها ولا غفلة! وبها سبقنا الأمم السابقة.
يقول فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه )) دعوةٌ لكل المقصرين -والمفرطين من قصّر في الليالي الماضية فلا مجال للتقصير في الليالي القادمة...
أخرج الشيخان عَنْ أمّنا عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ : (( قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ))، ايها الاخوة الكرام اجتهدوا فيها بالخيرات والطاعات والصدقات، (( كان صلى الله عليه وآله وسلم أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ... أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ! ))*
اجتهدوا فيها بالدعاء، ولا سيّما في الثلث الأخير من الليل، فإنه وقت نزول الله تعالى، لحظة تحقيق الأمنيات وبلوغ الغايات (( هل مِن داعٍ فأستجيبَ له؟ هل مِن سائل فأعطيَه؟ هل مِن مستغفر فأغفر له؟ )) يقول أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه وهو يحدّث عن علامة ليلة القدر : (( أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها )) وسبب ذلك كما قال الشراح: لكثرة أعداد الملائكة الصاعدة والنازلة بالرحمات ليلتها! وكأن أجنحتها غطّت شعاع الشمس فصار بدرا باردًا مِن كثرتها وفقني الله وإياكم لإدراكها والقبول فيها.
فلنجتهد عباد الله حتى ننال المغفرة الكريمة العظيمة ، والرحمةَ الواسعة الجليلة ، وقد تخرّجنا من مدرسة رمضان بتحقيقِ التقوى للمولى جلّ وعلا { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم والمسلمين اجمعين
الخطبة الثانيه
ايها الاخوة الكرام إن هذا الشهر المبارك تتنوع فيه الطاعات، فقد شرع الله تعالى لنا فيه الصيام، والقيام، وصور شتى من العبادات، ومما شرع الله سبحانه وتعالى فعله في آخر هذا الشهر: زكاة الفطر، وهذا من فضل الله تعالى علينا
فشرع الله لنا ما يَطهر به صومنا مما قد يشوبه من اللغو أو الرفث؛وذلك أن الصائم في الغالب لا يخلو من اللغو واللهو والكلام الفاحش، والكلام مما لا فائدة فيه ونحو ذلك، فتكون هذه الصدقة تطهيراً للصائم مما وقع فيه من هذه الألفاظ المحرمة أو المكروهة، التي تنقص ثواب الأعمال وتخرق الصيام. وما ينجبر به النقص أو التفريط أو التقصير؛ ليجزي سبحانه عليه عظيم الجزاء.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاس إِلَى الصَّلَاة. متفق عليه.
فتجب زكاة الفطر على كل مسلم كبير وصغير، وذكر وأنثى، وحر وعبد؛ ويجب أن يُخرجها المسلم عن نفسه، وعمن تلزمه نفقته، من زوجة أو قريب، ويستحب إخراجها عن الجنين.
وتجب زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأول ليلة من شوال (ليلة عيد الفطر)، ولا بأس أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين.
والقصد من زكاة الفطر التوسعة على الفقراء المساكين، والمحتاجين والمعوزين، وإغناؤهم يوم العيد عن السؤال والتطوف، الذي فيه ذل وهوان في يوم العيد الذي هو فرح وسرور؛ ليشاركوا بقية الناس فرحتهم بالعيد، ولهذا ورد في بعض الأحاديث:( أغنوهم عن السؤال والطواف في هذا اليوم )
(المقدار الواجب في زكاة الفطر)
والواجب في زكاة الفطر صاع من غالب قوت، أهل البلد من بر (قمح)، أو شعير، أو تمر، أو زبيب، أو أرز، أو غير ذلك؛ لثبوت ذلك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث الصحيحة. وصاع النبي صلى الله عليه وهو اربعة امداد بمده صلى الله عليه وسلم والحمد ملء كفي الرجل المتوسط اليدين من البر الجيد وينبغي للإنسان ان يخرج ما عنده اطيب له والناس وهو كيلوغرامان ونصف 2,5 من القمح او الدقيق ويجوز إخراجُهَا نقدا وهو ما قد تم تحديد القيمة نقدا لهذه السنة في مبلغ خمسة عشر درهما (15) درهما فمن تطوع خيرا فهو خير له
واكتفي بهذا القدر وفيما ذكرناه فيه خير وبركه لمن وفقه الله لما يحبه ويرضاه