تحليل نص فند العادة والإرادة الأطروحة القائلة : (كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حرية و استقلالية)
تحليل نص فلسفي
مرحباً زوارنا طلاب وطالبات الباك bac 2024 في موقعنا التعليمي المتميز في منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالة فلسفية مختصرة وتحليل دروس الباك لجميع المستويات كما يسرنا في مقالنا هذا أن نطرح لكم الإجابة الصحيحة والنموذجية في موقع <<باك نت >> إجابة السؤال القائل ....تحليل نص فند العادة والإرادة الأطروحة القائلة : (كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حرية و استقلالية)
الإجابة الصحيحة والنموذجية هي
فند الأطروحة القائلة : (كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حرية و استقلالية)
طرح المشكلة :
تعرف العادة عامة بانها جملة الأفعال التي نقوم بها يوميا في حياتنا، اما لغة فهي مأخوذة من الفعل تعود بمعنى ألفا اما من الناحية الاصطلاحية فقد عرفت بعدة تعاريف فقد عرفها ابن سينا بقوله: وأعني بالعادة تكرار فعل الشئ الواحد مرارا كثيرة زمنا طويلا في أوقات متقاربة وعرفها صليبا بقوله : العادة سلوك
مكتسب على أداء عمل بطريقة الية مع السرعة والدقة والاقتصاد في الجهد تحصل بفعل التكرار او استمرار التغير هذا من جهة تعريفه اما من جهة تحديد حقيقته فقد شاع ان العادة ايجابية لكن هناك فكرة اخرى تناقضها أي ان العادة سلبية الا ان هذه الفكرة لها مايبطلها مما يدفعنا لطرح السؤال التالي :الى أي حد يمكننا دحض هذه الأطروحة ؟أو بعبارة أخرى الا أي مدى يمكننا إبطالها وعدم الأخذ برأي مناصريها ؟.
محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة :العادة سلبية
يرى جملة من الفلاسفة من أمثال جون جاك روسو،برودوم،كونت،كانط...ان العادة سلوك سلبي وقد اعتمدو على مسلمة ودعموها بحجج متمثلة في ان العادة تسبب الركود وتقضي على المبادرات الفردية وتستبد بها فيصبح الفرد عبدا لما لا يستطيع التخلص منها بسهولة فالعادة تقضي على الحساسية الانفعالية فتقوي الفعالية العفوية على حساب الفعالية الفكرية .فالطالب في كلية الطب عندما يألف القيام بعمليات التشريح فيصبح بعد ذلك لا ينفعل ولا يتأثر بما يقوم به لذا قال روسو:(ان العادة تقسي القلوب) وهذا مااكده برودوم بقوله :(ان الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات اذاً العادة تجعل الانسان شبيها بالآلة فاقدا للإحساس ) حتى أنها تؤدي الى القضاء على الروح النقدية فنجد تاريخيا الكثير من العلماء اصطدمت الحقائق التي اكتشفوها بأفكار سائدة فرفضت بسب ان العادة عملت على ترسيخ افكار بالية منعتهم من تمحيصها وقبول ما يناقضها فمثلا غاليلي :اكتشف ان الأرض تدور فرفضت فكرته هذه من قبل المجتمع الكنسي رغم صحتها لانهم اعتادوا الايمان بفكرة ان الأرض ثابتة
عرض منطق المناصرين :
لقد اكد ذلك فلاسفة آخرين من أمثال ايفان بافلوف ... حيث يقول أن العادة تؤدي إلى تشوهات جسمانية فالحداد الذي تعود العمل بيده اليمنى يصبح مع مرور الزمن كتفه الأيمن اعلى من كتفه الأيسر ويده اليمنى اقوى من يده اليسرى ،كما انها تؤدي الى قتل روح المبادرة والإبداع فتستبد بالفرد وتجعله عبدا لها فسائق السيارة الذي اعتاد قيادة سيارته من جهة اليمين ودفعته الضرورة الى قيادتها من جهة اليسار فانه يجد صعوبة في ذلك ويمكن ان تقع له حوادث تؤدي إلى الهلاك فالعادات القديمة تتعارض مع العادات الجديدة فتعرقل التكيف والتعود على كل ماهو جديد كما ان تؤدي إلى الموت فمن اعتادى تعاطي المخذرات وشرب الخمر فان نهايته لا محالة هي الموت
نقد منطق المناصرين :
من جملة الانتقادات التي نوجهها لأصحاب هذا الرأي أنهم بالغوا فيما ذهبو اليه ذلك ان للعادة ايجابيات أيضا فلا يمكن ان نقضي على العادة بموجب هذه المساوئ فمثلا عادة الإحسان للفقراء والمحتاجين تجعل من المجتمعات أكثر تماسكا
رفع الأطروحة بحجج شخصية:
يرى كل من دوركايم،ارسطو،طاليس،لايبنتز،مين دي بران...ان العادة سلوك ايجابي تترتب عليه العديد من منافع تتمثل في أنها توفر الجهد فتحقق السهولة والسرعة واكتساب والمهارة والدقة كما أنها تمكن الإنسان من اكتساب عادات ومعارف جديدة وهذا الاعتماد على المعارف السابقة لذا يقول يوسف مراد: ففائدتها عظيمة لا من حيث قيمتها في تهيئة الشخص لمواجهة مواقف جديدة بالاعتماد على المهارات
والمعلومات المكتسبة وبالتالي لاكتساب مهارات ومعلومات جديدة ،كما أنها تقوي الحساسية فتساعد الإنسان على تذوق الفنون مثلا وتساعد أيضا على الشعور بالانتماء الواحد بين أفراد المجتمع قال دوركايم :ان الأخلاق تقتضي أن يكون عند الإنسان استعداد لتكرار الأفعال نفسها في الظروف نفسها
حل المشكلة :
و في الختام يمكن القول انه بإمكاننا تفنيد الأطروحة السابقة وعدم الأخذ برأي مناصريها ذلك ان للعادة وجهين وجه سلبي وآخر ايجابي فهي تؤدي إلى مضار ومنافع ومن العادات النافعة عادة إفشاء السلام وعادة الإحسان ومن العادات الضارة عادة تناول المخدرات وشرب الخمر ...
