أبطل الأطروحة القائلة " الإنسان مجبر
مقالة استقصاء بالرفع الحرية و المسؤولية أبطل الأطروحة القائلة الإنسان مجبر
استقصاء بالرفع الحرية و المسؤولية
أبطل الأطروحة القائلة " الإنسان مجبر"
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .....مقالة استقصاء بالرفع الحرية و المسؤولية أبطل الأطروحة القائلة الإنسان مجبر
. وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
أبطل الأطروحة القائلة " الإنسان مجبر
*المقدمة
إذا كان الإنسان كائن عاقل و يتحمل مسؤولية النتائج أفعاله فهذا يعني أنه حر ،و لكنه في نفس الوقت يخضع لجملة من القوانين الطبيعية و النفسية و الإجتماعية و هذا يعني أنه مسير.
إن هذا التناقض بين القولين :الإنسان حر و الإنسان مجبر يدفعنا إلى الشك في الأطروحة القائلة :" الإنسان مجبر" ، و التساؤل كيف يمكننا إبطالها؟
العرض :
1- الموقف الإنسان مجبر:
إن النقاش عبر التاريخ حول مصدر سلوك الإنسان لا يخضع لإرادته بل تتحكم فيه جملة من العوامل الطبيعية و النفسية و الاجتماعية و الميتافيزيقية.
-العوامل الطبيعية أو الحتمية الفيزيائية : و تتمثل في جميع القوى الفيزيائية التي تحيط بالفرد و تؤثر في سلوكه مثل قوانين الجاذبية و الضغط الجوي و غيرها. ثم أن هذه العواكل الطبيعية تشمل أيضا الحتمية البيولوجية المتعلقة ببنيته الجسدية مثال إفرازات الغدد و انقسامك الخلايا و عمل الأجهزة الداخلية بكل أنواعها.
-- العوامل النفسية التي تشمل الحتمية النفسية تتمثل في مجموع الدوافع السيكولوجية للسلوك الإنسان كالرغبات و الغرائز التي تؤثر في سلوك الفرد بصورة مباشرة.
العوامل الإجتماعية: مجموع القيم التي تؤثر في سلوك الفرد ( العادات ـ التقاليد ...إلخ)
الحتمية الميتافيزيقية: و تتمثل في إرادة القدر كما تدعي الجبرية أي نفي الحرية باسم القضاء و القدر.
يقول الشهرستاني عن الجبرية:" الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد و إضافته إلى الرب تعالى. و الجبرية أصناف فالجبرية الخالصة: هي التي لا تثبت للعبد فعلا و لا قدرة على الفعل أصلا و الجبرية المتوسطة : هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا . فأما من اثبت للقدرة الحادثة أثرا ما في الفعل ،و سمى ذلك كسبا فليس بجبري"
2 - إبطال الأطروحة بحجج شخصية :
إن أطروحة الجبر مرفوضة لأنها لا تتناسب مع طبيعة الإنسان العاقلة و تحمله للمسؤولية ،و لقد رفضها أنصار المذهب العقلي مستدلين بمجموعة من الحجج منها.
أ ـ الدليل الأخلاقي : من الذين استعملوا هذا الدليل ، المعتزلة في الفكر الإسلامي، الذين يرون أن عدل الله يقتضي معاقبة المجرم ،و هذا يستلزم أن يكون المجرم حرا.
"كانط" الذي يقول :" إذا كان يجب عليك فأنت تستطيع" بمعنى إذا كان هناك واجب يقتضي القيام به، فإن ذلك يستلزم أن يكون الإنسان حرا، ولا معنى للواجب في ظل عدم توفر الحرية.
ب - الدليل النفسي : كل إنسان يشعر في قرارة نفسه أنه هو فاعل الفعل ،و لا أحد ينكر ذلك .يقول بهذا الدليل المعتزلة.
3 - عرض منطق المناصرين و نقده :
الأطروحة التي نناقشها يتبناها كل من علماء الطبيعة و علماء النفس الاجتماعي.
"لومبروزو" : سلوك الإنسان يخضع لعوامل بيولوجية ، فالإجرام مثلا يعود إلى عوامل وراثية.
فيري: الإجرام يعود إلى عوامل نفسية واجتماعية مثل سوء الظروف الاقتصادية.
& النقد:
العلم يعتمد على التسليم بمبدأ الحتمية لتبرير قوانينه المؤسسة على الاستقراء لقد امكن الإنسان أن يسخر جملة من القوانين لصالحه مثل القوانين البيولوجية و الطبيعية ، كما أمكنه أن يجاوز ضغط المجتمع .فالمصلحون مثلا يخرجون عن عادات المجتمع و تقاليده.
نفي الحرية باسم القضاء و القدر ناتج عن سوء فهم القضاء و القدر.يقول الإمام النووي : " وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء و القدر إجبار الله سبحانهو تعالى العبد و قهره على ما قدره و قضاه ، و ليس الأمر كما يتوهمون ، و إنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه و تعالى بما يكون من إكساب العبد ،و صدورها عن تقدير منه" و يقول ابن حجر الهيثمي:" و القضاء علم الله أولاً بالأشياء على ما هي عليه ، و القدر إيجاده إياه على ما يطابق العلم".
الخاتمة :
تأسيسا على ما سبق يتضح لنا أن الإنسان حر لأنه مسؤول ،و أن نفي الحرية يقلل من أهمية التكاليف الشرعية الثابتة عقلا و نقلا ، و لذلك فالأطروحة القائلة : الإنسان مجبر أطروحة ليس لها من الأدلة الكافية فهي غير مؤسسة ،و لذلك لا يمكن تبنيها و لا الدفاع عنها.
الجدلية الفلسفة الإسلامية
هل تعتقد بأن الفلسفة تنسجم مع الشرع؟ حلل و ناقش
المقــــــدمـــة:
ليس هناك شك في أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان ، إذ تناولو بالدراسة وتأمل موضوعات النفس و الألوهية و العالم...لهذا فالفلسفة اليونانية هي الصورة الكاملة للتفكير الفلسفي الإنساني و تعتبر منهلا لكل الفلسفات اللاحقة و من بينها الفلسفة الإسلامية التي لم يعش أبناؤها منعزلين عما كان موجودا في بقية الحضارات الأخرى و هي عوامل خارجية أما العوامل الداخلية التي ساهمت في نشأتها فتتمثل في القرآن و السنة و هذا ما أدى إلى ظهور مسائل فلسفية أصلية في الفكر الإسلامي خاصة مشكلة التوفيق بين الفلسفة و الدين، لهذا نتسائل هل يجب عقلنة الدين أم ديننة العقل؟
الــــــــــعرض:
الــــموقف (1):
يرى أبو حامد الغازالي بأن الفلسفة تعارض الدين لأنها تتنافى صراحة مع أصول الإسلام و قد انتقد في كتابه" تهافت الفلاسفة" الفكر الفلسفي اليوناني .و بعض الفلاسفة المسلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية خاصة " الفرابي" و "ابن سينا" في قوله:" يجب القول بكفرهم، ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم...و يجب تكفيرهم في ثلاث مسائل: في قولهم بقدم العالم،و انكارهم علم الله بالجزيئات ،و القول بحشر الأرواح ( يوم القيامة) دون أجساد".بالتالي فإنه عارض الفلاسفة في قوله بقدم العالم وهذه مسألة تناقض مبدأ خلق العالم في القرآن الكريم كما عارضهم في قولهم أن العلم الإلهي يشمل الكليات فقط لأنه يشمل الكليات و الجزئيات معا، كما عارضهم في قولهم بحشر النفوس دون الأبدان يوم القيامة وهذا يتناقض مع ما جاء به الإسلام بصريح الكتاب و السنة حيث يقول في كتابه السابق" ونحن لم نلزم في هذا الكتاب إلا تكفير مذهبهم، و التغيير في وجوه أدلتهم، بما يبين تهافتهم". لهذا فالغزالي يرى بأن الدراسات الفلسفية في أغلب جوابنبها الإلهية ، الميتافيزيقية، و أصولها الإغريقية ( اليونانية) مرفوضة عقلا ودينا لأن العقل قاصر عن إدراك هذه الحقائق، إذن فالحكمة اليونانية تتناقض مع الشريعة الإسلامية.
الــــــنقد:
لكن هذا الاعتراض الذي وجهه الغزالي لا يقلل أبدا من شأن و فضل الفلسفة الإغريقية على العرب و الإنسانية جمعاء فليس المهم في تاريخ الفلسفة أن تقبل آراء "أفلاطون" مثلا بل المهم هو أن ننقد هذه الفلسفة، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات إيمانية تنسجم مع الشريعة الإسلامية .
المــــوقف(2):
.إذن سلبيات هذا الموقف هي التي أت إلى ظهور موقف آخر يناقضه وهوالموقف النقيض الذي يتزعمه الفيلسوف أبو الوليد بن رشد الذي يرى بأن الفلسفة ( العقل) لا تناقض الدين (النقل) لأنه كان جريئا عندما ألف كتاب تهافت التهافت" يدافع فيه عن الفلسفة في بيئة ناقمة على كل فيلسوف ، أي أن الفلسفة تدعم الدين و تنسجم معه في قوله: " فعل الفلسفة ليس أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها من جهة دلالتها على الصانع و انه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم انت المعرفة بالصانع أتم"، و بهذا اجعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد الدين كما بين في عدة آيات قرآنية كقوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" و قوله أيضا : " أولم ينظرو في ملكوت السموات و الأرض وما خلق الله من شيء" وهذا نص يحث على النظر في جميع الموجودات لمعرفة الخالق عن طريق العقل( التأمل العقلي) ، أي أن الشرع نفسه يأمر بدراسة الفلسفة و يرى بأن هذه الآيات نصوص على استعمال القياس، و ينتهي ابن الرشد في كتابه"فصل المقال" إلى أن الشريعة الإسلامية إذا كانت حقا وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق، فإنها حق أي إن الشريعة تتفق مع العقل ( الحكمة) لأن الحق لا يضاد بالحق في قوله:" فإن معشر المسلمين نعلم على يقين أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع فإن الحق لا يضاد بالحق ، بل يوافقه و يشهدله".لقد أصاب ابن الرشد في تأكيده إمكانية الجمع بين التفلسف الصادق و التدين العميق أي في تقريب الدين من الفلسفة
الـــــــــنقد:
لكن من جهة أخرى فإننا لا يمكن إنكار الفروق الواضحة بين الفلسفة و الدين من حيث الطبيعة و الوسيلة و الغاية، لأن الشريعة تعالج أمورا لا تتعرض لها الفلسفة و العكس صحيح ، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات تتعارض مع الشريعة لأنها ملحدة.
الـــــــــــــتركيب:
إن الانتقادات الموجهة للموقفين السابقين هي التي أدت إلى ظهور موقف آخر يوفق بينهما وهو: الموقف التركيبي الذي يرى أنصاره بأن الفلسفة تتعارض مع الدين أحيانا و احيانا اخرى تنسجم معه: فهي تتناقض معه إذا عالجت قضايا لا تتفق مع الشرع و تتكامل معه إذا درست مسائل يدعو إليها.( الرأي الشخصي) إلاأن الرأي الصحيح هو الذي يرى بأن هناك تكامل بين الفلسفة و الدين أي يجب عقلنة الدين و ديننة العقل في نفس الوقت.
الــــــــــــخاتمة:
و في الأخير نستنتج بأن الفلسفة لا تعارض الشرع دائما بل قد تنسجم ممعه لأن الفلسفة الإسلامية جزء من التراث الفكري العالمي استوعبت الفلسفة اليونانية من جهةو العقيدة الإسلامية من جهة أخرى و حاولت التوفيق بينهما.