0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة عن التكافل في الإسلام بواعثه وصوره وثمراته خطبة مكتوبة عن التكافل 

ملتقى الخطباء خطبة الجمعة التكافل الاجتماعي في الإسلام 

مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة عن التكافلُ في الإسلام بواعثه وصوره وثمراته

الإجابة هي كالتالي 

بسم الله الرحمن الرحيم 

عنوان خطبة الجمعة القادمة .

*( التكافلُ في الإسلام : بواعثه وصوره وثمراته )*

.......................................

الْحَمْدَ لِلَّهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، نحمده ونستعينه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة حق تنجينا من عذاب أليم ، عليها نحيا وعليها نموت ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أكرم اللهُ تعالى العالمين بكتابه المبين الذي جعله هدى للناس، يهدي للتي هي أقوم، وقد أمر تبارك وتعالى المسلمَ بأن يستشعر معاني الأخوة الإنسانية التي هي أثر من آثار رحمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم للعالمين، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [ الانبياء: 107]، هذه الرحمة التي تجمع المسلمين مع غيرهم من الخلق، وقد أثنى الله تعالى على الأخوة بين المؤمنين التي هي شعار التكافل، قال الله تعالى:﴿إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾[ الحجرات : 10]، إن هذا التعاون هو الركن الركين في التكافل الاجتماعي بين المسلمين في هذه الحياة الدنيا التي تعد قنطرة للآخرة، فأمرنا الله تبارك وتعالى بالتعاون على البر والتقوى بالسراء والضراء، قال الله تعالى:﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة:2 ].

ومن أخلاق المسلم أنه يتفاعل إيمانياً وإنسانياً مع أخيه الإنسان إذا وقع في مصيبة أو بلاء؛ فيسارع لإغاثته ونجدته، استجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى، ولدينه دين الإسلام العظيم، دين الرحمة والمواساة، والمحبة والوئام، ومقيماً لنفسه مقام أخيه الذي قام على مساعدته وتفريج كربه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رواه البخاري. 

لقد كان العرب قبل نزول القرآن الكريم متفرقين متشاحنين، وعندما دخلوا في دين الإسلام أصبحوا متعاونين متآلفين يسعى بذمتهم أدناهم، يتكافلون في الطعام والشراب، وفي الحضر والسفر، وفي كل شؤون حياتهم فأضحوا إخوة متحابين، حالهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاونهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم .

ومما لاريب فيه أن بواعث التكافل في الإسلام انطلقت من التنزيل الحكيم، وكلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فقد حفظ المسلمون القرآن الكريم، وتجلت آياته في أخلاقهم، مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، قال الله تعالى: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ الْآخِر وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب – 21] .

 وقد فسر صلى الله عليه وسلم القرآن العظيم بأعماله ليراها أصحابه رضي الله عنهم بأبصارهم وبصائرهم، لأن إيمانهم بالقرآن الكريم، وتصديقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل بواعث التكافل عندهم ربانية؛ فصار التكافل أحد أسس حياتهم في السراء والضراء ، فأصبح تعاونهم وتكافلهم منارات هاديات في المجتمع لا ينكره إلا جاحد أو متكبر.

وما دامت بواعث التكافل إيمانية فإن صورَه صورةٌ طبق الأصل عن معينه ومصدره، فقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم في مكة المكرمة قبل الهجرة أروع الأمثلة في ثباتهم على الحق مما جعلهم كالبنيان المرصوص، وحينما هاجروا إلى المدينة المنورة تجلت صور التكافل بين الصحابة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم فتقاسموا الطعام والشراب، والمسكن والملبس وكل ما له علاقة بالعيش المشترك، فأصبحت المدينة المنورة منارة التكافل والإيثار، قال الله تعالى:﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾[ الحشر :9 ]

إن صور التكافل في الإسلام كثيرة يصعب حصرها وأعظم ما يكون التكافل عندما تقع بالأمة نازلة يتأثر بها عموم أفرادها، خاصة في حال وجود الأوبئة والأمراض والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية التي تأتي فجأة ويصعب التنبؤ بها، لأن دين الإسلام هو دين التعاون في كل شأن من شؤونه، وتكافل الجيل المثالي من الصحابة رضي الله عنهم برهان ساطع على هذا الجانب المشرق المضيء في تاريخنا الإسلامي.

  ومن الخير لنا أن نجدد اليقين بما عند الله تعالى، وبما قدّر سبحانه ولا نتعجل بتداول الإشاعات لما لها من أثر سلبي على المجتمع، فحريٌّ بنا في مجتمعنا المتماسك أن نأخذ المعلومات من مصدرها، ونبتعد عن الخوض بالكلام بلا علم ولا معرفة.

وأما ثمرات التكافل والتعاون فكثير، منها: تحقيق الأمن والتراحم بين أبناء المجتمع الواحد ونيل الاجر والمثوبة من الله تعالى، فإن هذه الثمرات المباركات صنعت أمة عظيمة، جعلها أمة العدل، قال الله تعالى:﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة 143]، فقد شهد لها رب العزة بالوسطية التي هي ثمرة يانعة من ثمرات التكافل في الإسلام.

إن ثمرات التكافل جعلت الأمم الأخرى تقتطف من بواعث التكافل في الإسلام وصوره وتنص عليها في دساتيرها ، وما يتعلق بحياة أفرادها، وما نرآه في المجتمعات اليوم من صور التكافل وثمراته إنما هي مأخوذة من تكافل مجتمعاتنا عبر العصور الزاهية، ولذا يجب على المجتمعات التعاون والتكاتف في الازمات والملمات التي تحصل كلّ زمان ومكان، وبذل كل ما تستطيع لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين، والمحتاجين وعدم استغلال الازمات والكوارث الطبيعية في التعدي على حقوق الغير وحرماتهم واحتكار حاجاتهم من باب الجشع والطمع، قال صلى الله عليه وسلم: "من احتكر فهو خاطئ" رواه مسلم

ولا ننسى أن الدعاء والاستغفار من أهم أسباب رفع البلاء فالدعاء يرد البلاء والاستغفار سبب من أسباب الأمان، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال 33]

*الخطبة الثانية*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران:102. 

*عباد الله* لا تنسوا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أُبي بن كعب رضي الله عنه: (أنّ من واظبَ عليها يكفى همه ويُغفر ذنبه)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"، وصلاة الله على المؤمن تخرجه من الظلمات الى النور، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ ﴾الأحزاب :43، ومن دعا بدعاء سيدنا يونس عليه السلام: ﴿ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ استجاب الله له، ومن قالها أربعين مرة فإن كان في مرض فمات منه فهو شهيد وإن برأ برأ وغفر له جميع ذنوبه، ومن قال: "سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَد البحر".

ومن قال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتِبَتْ له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي"، وعليكم أيضاً بــ ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن وهما سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) قدر المستطاع.

*سائلين الله تعالى أن يحفظ ولي أمرنا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين الحسين بن عبد الله، وأن يوفقهما لما فيه خير البلاد والعباد، إنه قريب مجيب.*

*والحمد لله ربّ العالمين*

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة عن التكافل في الإسلام بواعثه وصوره وثمراته خطبة مكتوبة عن التكافل

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...