خطبة عن غزة مكتوبة - ملتقى الخطباء
يا أهل غزة الله نعم المولى ونعم النصير
خطبة عن غزة - ملتقى الخطباء 2023
خطبة عن حرب غزة
خطبة عن شهداء فلسطين
خطبة نارية عن الأقصى
خطب بعنوان صبرا يا أهل غزة
خطبة عن المقاومة
أهلاً بكم زوارنا خطباء وعلماء منابر المساجد يسرنا بزيارتكم في موقعنا باك نت أن نقدم لكم خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة خطبة عن غزة مكتوبة - ملتقى الخطباء
الإجابة هي كالتالي
خطبة جمعة بعنوان
يا أهل غزة الله نعم المولى ونعم النصير
الله نعم المولى ونعم النصير
الخطبة الاولى
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد، المبديء المعيد الفعال لما يريد ,
المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد،
المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد ..
فسبحان من قسم خلقه قسمين وجعلهم فريقين فمنهم شقي وسعيد من عمل صالحا فلنفسه , ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ...
أحمده وهو أهل للحمد والثناء والتمجيد وأشكره ونعمه بالشكر تدوم وتزيد ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا كفو ولا ضد ولا نديد ...
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى التوحيد الساعي بالنصح للقريب والبعيد المحذر للعصاة والمنافقين من نار تلظى بدوام الوقيد المبشر للمؤمنين والمجاهدين بدار لا ينفد نعيمها ولا يَبيد ،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعد :
معاشر المؤمنين:
ما أكثر مشاكل المسلمين وحروبهم ودمائهم التي تنزف وثرواتهم التي تبدد,
ومع كثرتها وتنوعها في أكثر من بلد عربي واسلامي,
لكن !!
تضل قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين وغزة حاضرة في الأذهان لارتباطها بأولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول صل الله عليه وسلم ومعراجه،
وما حدث ويحدث من اقتحامات وتدنيس للمسجد الأقصى، وما يحدث من هجوم على غزة وقتل أبنائها أمام العالم وضربها بكل الأسلحة من قبل أحفاد القردة والخنازير، من قال الله فيهم: ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ...)
كل ما يحدث على أرض فلسطين ما هو إلا حلقة من حلقات التآمر الممنهج لتركيع الأمة ووأد بقايا الخير والعزة والكرامة فيها ..
وإن اشغال المسلمين بقضاياهم ومشاكلهم عن قضية القدس والمسجد الأقصى وغزة ما هو الا حلقة من حلقات هذا الصراع ..
لكن الله موجود يدبر الأمر, ويهيئ الأسباب وله جنود السماوات والأرض وأمره بين الكاف والنون،
متى ما وجد العمل الإخلاص , حرك الأسباب التي لم تكن تخطر على ذي بال وأنزل النصر لعباده.
فيا أهل غزة و يا أهل القدس .. يا أهل فلسطين اذا تخلى عن نصرتكم القريب والبعيد فأن الله نعم المولى ونعم النصير ،
فالجؤ اليه وتمسكوا به ولوذوا بجانبه وسيجعل لكم فرجا ومخرجا..
قال تبارك وتعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) [الحج: 78]
وقال عز وجل -: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) [الفرقان: 31].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزى، قال: ( اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ) (صحيح الترمذي:3584).
وفي رواية: ( اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ) (صحيح أبي داود: 2632).
و "النصير" : هو الذي ينصر المؤمنين على أعدائهم، ويثبت أقدامهم عند لقاء عدوهم، ويلقي الرعب في قلوب عدوهم.
وقيل بأن "النصير" : هو الموثوق منه بأن لا يسلم وليه ولا يخذله ، وهو المعين والمؤيد سبحانه لأوليائه وعباده الصالحين.
قال الطبري: (وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا)[النساء:45] : "
وحسبكم بالله ناصرا لكم على أعدائكم وأعداء دينكم، وعلى من بغاكم الغوائل، وبغى دينكم العوج" .
قال ابن القيم رحمه الله :-
فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفيٌّ، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرًا وباطنًا" .
يـــا ربِ أنــتَ ســميــــــعٌ ***
مجيــبُ عبـــد دعـــــــاكا
أنـا الضــعـــيف وصــوتي ***
قــد انتــهــى لعــــلاكــــا
مــا دُمــتَ أنــت نصــيري ***
فــقــوتــي من قِــــواكـــا
أرجــوكَ يــا ربِ عــزمــًا ***
يــطــوي طـــريقَ هـداكا
وانـــشر علــيَّ سحـــابـــًا ***
مــظـلــلًا مـــن رضــــاكا
أُغنــــى بـــه يـــا إلــهـــي ***
عـــن كــــُلِ شيءٍ سـِواكا
عباد الله:
الله هو "النصير" الذي ينصر عباده وأولياءه بصور مختلفة وطرق متعددة،
وقد وعد الله تعالى بذلك فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]،
وقال تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم:6]،
فالوعد في هذه الآية بالنصر والتمكين للمؤمنين متحقق لا محالة.
فمن نصرته لعباده المؤمنين: توفيقهم إلى الطاعة وحفظهم من الانحراف والمعصية حتى يخلصوا لوجهه الكريم، ويتطهروا من كل آفة وخلق ذميم ، وتثبيتهم عند اللقاء ومواجهة الأعداء وعند الشدائد والمحن ،
كل ذلك من صور نصر الله لعباده ،
قال تعالى عن الفئة المؤمنة مع طالوت (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) [لبقرة :250]
وتكون نصرته لهم بحفظهم من أعدائهم وممن أراد بهم سوءًا، كما في الحديث القدسي الصحيح: (مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ).(البخاري).
و من ذلك تحقيق آمالهم ومقاصدهم الصحيحة التي سعوا فيها وبذلوا الجهد في تحصيل أسبابها،
كما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ.." . الآيات [النصر:1-3] ،
فقد تعبدهم ببذل السبب واستفراغ الوسع، ووعدهم بالنجاح والفتح، والتوفيق وتذليل العقبات.
ومن نصرته لعباده : اهلاك عدوهم ودفع شره وكف آذاه ،
قال تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت:40].
عباد الله:
لا تغرنكم انتفاشة الباطل ، ولا غطرسة اليهود المحتلين الغاصبين ومن معهم ، ولا سكوت منافقي العرب وعملاءهم، فالله غالب على أمره...
وانظروا إلى قوم نوح الذين طغوا وكذبوا وعصوا، وحاول نوح أن يردهم إلى الله، بالدعوة سرًا وجهارًا، ليلًا ونهارًا، فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارًا،
فما كان منه إلا أن قال: ( رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [الشعراء: 117-118]..
يقول الله ( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [العنكبوت: 14-15]،
السماء كانت تمطر، وعيون الأرض تفيض، حتى أهلكهم الله بهذا الطوفان.. ونجى الله المؤمنين وجعل عدوهم بعد هلاكه آية لمن يعتبر إلى قيام الساعة .
أيها المؤمنون عباد الله:
لقد رأينا رجال غزة ونساء غزة وأطفال غزة،
بل حتى رأينا الرجل الكبير والمرأة العجوز، والمقعد على الكرسي المتحرك ، والمبتورة قدماء والمشلول ..!!
رأيناهم وهم يحيون القضية ويشاركون في مسيرات العودة ويلتحمون مع العدو على حدود غزة وعند الحواجز ويتلقون الرصاص الحي في رؤوسهم وأجسادهم وهم صابرون ثابتون قد باعوا نفوسهم لله,
ورأيناهم ثابتون على الثغور يواجهون أسلحة اليهود الحديثة ويلقنوهم دروس في التضحية والشجاعة,
ورأيناهم في هذه الايام وهم يتعرضون للقتل والدمار والعدوان الصهيوني والحصار المطبق وهم ثابتون كالجبال لا يضرهم من خذلهم أو تآمر عليهم،
ولقد رأينا هذه المناظر الخالدة فعادت بنا ذاكرة التاريخ الى ذلك الجيل المسلم الذي كان يقوم كل فرد من أفراد المجتمع بدوره وواجبه تحت أي ظروف ..!!
ولننظر إلى الصحابي عبدالله بن أم مكتوم وقد عذره الله فهو رجل كبير السن وهو أعمى ومع ذلك لم يعذر نفسه ولم يخلد إلى الراحة والدعة ،
ولم يتنصل عن قضايا الأمة ،
فلم يرى أنه يسعه أن يدع فرصة يخدم فيها الدين تفلت منه،
حتى ولو كانت هناك في مواقع القتال وقعقعة السيوف وطعن الرماح وإراقة الدماء،
ليكن له موقع فقرر أن يخرج مع كتائب المسلمين لملاقاة الفرس ،
قالوا قد عذرك الله.
قال : اكثر سوادكم.
وعندما خرج طلب أن توكل إليه المهمة التي تناسبه وتليق به فقال : (إني رجل أعمى لا أفر، فادفعوا إلى الراية أمسك بها)..
يأبى إلا أن يشارك بنفسه على أي صورة كانت هذه المشاركة ممكنة ،
حتى إذا كان يوم القادسية كان هو حامل الراية للمسلمين، الممسك بها أعمى ضرير يرى أن في عماه مؤهل لحمل الراية: (إني رجل أعمى لا أفر)...
تحمل كتب التاريخ أنباء عبد الله أبن أم مكتوم وأنه كان أحد شهداء القادسية يوم غشيته الرماح؛
فلم تصادف فرارا ولا موليا ولا معطي دبره في قتال ،
ومات تحت قدمه رضي الله عنه وأرضاه ،،،
وهكذا هم أهل فلسطين في القدس وغزة اليوم.
فهل رأيتم على مدار التاريخ شجاعة كهذه.
ورأيناهم وهم يمطرون المستوطنات الصهيونية بصواريخهم ويقذفون في قلوبهم الرعب والخوف رغم امكانياتهم البسطة،
وإنهم لمنصورون بأذن الله مهما كانت الجراحات والتضحيات،
قال تعالى ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51) ..
وإنه لشموخ في زمن الانكسار ؛
من كان يصدق أن فئة أو جماعة من الناس تقف أمام أقوى وأعتى جيش دولة وأكثرها تسليحاً !
وقد كانت من قبل تهزم الجيوش العربية المسلحة مجتمعة في بضع ساعات أو أقل أمام هذا الجيش ..
ما سبب ذلك ؟
إنه الإيمان والثبات وقد قال تعالى مبيناً سنته في خلقه وقدره في طغيان اليهود وتجبرهم( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الاسراء:5)..
وإنه للتلذذ بالموت في سبيل الله ودفاعاً عن المقدسات أعظم من تلذذ أصحاب الدنيا والمترفون والمتجبرون والظلمة بطعامهم وشرابهم وشهواتهم؛
بل هو أعظم من تلذذ العُبّاد في صوامعهم ومساجدهم بصلواتهم وأذكارهم ..
شعارهم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة:38) ..
وعلينا أن نقوم بواجبنا تجاههم حكاما ومحكومين ونخب سياسية واعلاميين ...
اللهم عليك باليهود ومن ناصرهم ومن آزرهم ومن سكت عن ظلمهم،
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ،
اللهك انصر عبادك المجاهدين على أرض غزة وفي كل مكان ،
وثبت أقدامهم وسدد رميهم واشف صدورنا بنصر الإسلام والمسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين ...
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..
يتبع في الأسفل