خطبة الجمعة عن شهر رجب مكتوبة خطبة بعنوان خطر البدع في شهر رجب 1445هـ
خطبة عن رجب ملتقى الخطباء مكتوبة
خطبة جمعة القادمة إن شاء الله
بعنوان((خطر البدع في شهر رجب ))
الإجابة هي كالتالي
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، أُمًّا بَعْد مَعَاشِرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عِبَادُ اَللَّهِ ، إن شهرَ رجبٍ ، الذي نعيش أيامه الآن ، هو أحد الأشهر الحرُمُ الأربعة ، وهي ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ثلاثة متوالية ورجب الفرد ، ولهذه الأربعة ، خصائصُ معلومةٌ تشترك فيها ، وقد سميت حُرُماً ، لزيادة حرمتها ، قال الله تعالى ﴿إنَّ عدَّةَ الشُّهورِ عند الله اثنَا عَشَرَ شهرًا في كتاب الله يومَ خَلَقَ السموات والأرض منها أربعةٌ حُرُمٌ﴾ عباد الله.. والواجب على كل مسلم اتجاه هذه الأشهر وغيرها ، أن يقوم فيها ، بما دلت عليه الشريعة ، وثبت في السنة ، دون تجاوز أو تعدٍّ لذلك ، إذ ليس لأحد من الناس ، أن يُخَصِّصَ شيئا من هذه الأشهر ، بشيء من العبادات والقربات ، دون أن يكون له مستندٌ على ذلك ، من أدلة الشريعة ، عباد الله.. وقد كان المشركون في الجاهلية ، يُعظِّمون شهر رجب ، ويخصونه بالصوم فيه ، قال شيخ الإسلام رحمه الله ، وأما صومُ رجب بخصوصه ، فأحاديثه كلُّها ضعيفة بل موضوعة ، لا يَعتَمِد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامَّتُها من الموضوعات المكذوبات ، إلى أن قال رحمه الله، صحَّ أن عمر بن الخطاب t كان يضرب أيديَ الناس ، ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب ، ويقول ﴿لا تُشَبِّهُوه برمضان﴾ ويقول ﴿إن رجب كان يعظمه أهل الجاهلية ، فلما كان الإسلام تُرِك﴾ ولهذا ليس لشهر رجب ، ميزة عن سواه من الأشهر الحرم ، ولا يخص لا بعمره ولا بصيام ولا بصلاة ولا بقراءة قرءان ، بل هو كغيره من الأشهر الحرم ، عبادَ الله..وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب ، يقيمُ بعض الناس ، احتفالا لذلك ، ويعتقدون أن تلك الليلة هي ليلةُ الإسراء والمعراج ، وفي ذلك الاحتفال تُلقَى الكلماتُ ، وتنشد القصائدُ وتتلى المدائح ، وهو أمر لم يكن معهودا ولا معروفا في القرون المفضلة ، خيرِ القرون وأفضلِها ، قال شيخ الإسلام رحمه الله ﴿ولا يُعرفُ عن أحد من المسلمين ، أنه جعل لليلة الإسراء ، فضيلةً على غيرها ، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها ، ولهذا لا يُعرف أيُّ ليلة كانت ، ولم يقُم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عَشرها ، ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعةٌ مختلفةٌ ، ليس فيها ما يُقطع به ، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيصُ الليلة ، التي يظن أنها ليلة الإسراء لا بقيام ولا بغيره﴾ انتهى كلامه رحمه الله ، عبادَ الله.. ولْيُعلَم أن حقيقة اتباع النبي r هي التمسك بسنته ، فعلاً فيما فعل ، وتركا فيما تَرك ، فمن زاد عليها أو نقص منها ، فقد نقصَ حظُّه من المتابعة بحسب ذلك ، لكن الزيادة أعظم ، لأنها تقدم بين يدي الله ورسوله r والله تعالى يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ عباد الله..ثبت عن النبي r في أحاديث كثيرةٍ ، الحثُ على لزوم السنة ، والتحذيرُ من البدعة بجميع أنواعها ، وكافّة صورها ، ومن تلكم الأحاديث العظيمة في هذا الباب ، ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه وغيُرهما ، عن العرباض ابن سارية t قال ﴿وعظَنَا رَسُولُ اللَّهِ r مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا ، فَقَالَ r أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ تَأْمَرْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، تَمَسَكُواْ بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ﴾ وتأملوا رعاكم الله ، قول النبي r في هذا الحديث ﴿فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ فهذا فيه إشارة إلى أن الاختلاف سيقع ، والتفرقَ سيوجد في الأمة ، وأرشد صلوات الله وسلامه عليه إلى المخرج من ذلك ، وأن المخرجَ من التفرقِ ، والسلامةَ من الاختلاف ، إنما يكون بأمرين عظيمين ، وأساسين متينين ، لابد منهما ، الأولُ التمسكُ بسنته r ولهذا قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، والثاني مجانبةُ البدع ، والحذرُ منها ، ولهذا قال وإياكم ومحدثاتِ الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، عباد الله.. ولعِظم هذا الأمر ، وجلالةِ قدره ، وشدة أهميته ، وضرورة الناس إلى فهمه وشدة العناية به، كان صلوات الله وسلامه عليه ، في كل جمعة ، إذا خطب الناس ، أكَّد على هذا الأمر العظيم ونوَّهَ به ، وذلك في قوله ﴿أما بعد ، فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ r وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ﴾ فالواجب علينا عبادَ الله ملازمة سنة النبي r والتمسك بهديه ، ولزوم غرزه ، واقتفاء أثره ، والحذرَ الحذرَ من كل البدع والضلالات ، بجميع أنواعها ، وكافَّةِ صورها ، وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يحيينا وإياكم على السنة ، وأن يميتنا عليها ، وأن يجنبنا الأهواءَ والبدَع ، إنه سميع الدعاء ، وهو أهل الرجاء ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
الخطبة الثانية
الحَمدُ لِلهِ عَظِيمِ الإحسِانِ ، وَاسِعِ والفَضلِ الجُودِ والامتِنَانِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلىَ اللهُ وَسَلَمَ عَلَيهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأصَحابِهِ أَجمَعِينَ ، َوسَلمَ تَسلِيماً كَثِيراً أُمًّا بَعْد مَعَاشِرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عِبَادُ اَللَّهِ ، يجب على كل مسلم ، إذا أراد أن يعمل عملا من الأعمال، أو قربة من القربات ، يتقرب بها إلى الله ، أن ينظر في السنة ، هل ثبت هذا الأمر عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أم لا ، فإن كان ثابتا عمل به ، وإن لم يكن عليه دليل من السنة ، فإن الواجب اطِّرَاحه مهما تشوقت النفس للعمل به ، وتشوقت للقيام به ، اللَّهُمَّ وَآتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ،اللَّهُمَّ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا ، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا ، أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا ، وَأَمْوَالِنَا وَأَوْقَاتِنَا ، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا ، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين