الموضوع : هل الإدراك تجربة ذاتية نابع من الشعور أم من محصلة نظام الأشياء ؟
الطريقة : جدلية ( بين الظواهرية و الجش طالت )
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... هل الإدراك تجربة ذاتية نابع من الشعور أم من محصلة نظام الأشياء
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
الموضوع : هل الإدراك تجربة ذاتية نابع من الشعور أم من محصلة نظام الأشياء ؟
الطريقة : جدلية ( بين الظواهرية و الجش طالت )
الإدراك عملية نفسية تتم بواسطتها الإتصال بيننا وبين العالم الخارجي و معرفة الأشياء في هذا العالم وهو التابع لاهتماماتنا و لقدرتنا العقلية و على هذا الأساس حدث إختلاف حول طبيعة الإدراك بين كل من الظواهرية التي تربط الإدراك بالشعور وبين الجشطالت الي تربطه بنظام الأشياء و من هنا نتساءل : هل أساس الإدراك الشعور أم نظام الأشياء ؟
يعتقد أصحاب هذه النظرية ومن بينهم هسرل ، سارتر ، مير وبونتي الذي يبني المدركات وينظمها ولذلك فهو يدعونا إلى ضرورة الإكتفاء بوصف ما يظهر للشعور قصد الكشف عن المعطى دون أي اعتماد على فروض أو نظريات سابقة مثل فكرة الجوهر عند ديكارت وفكرة المكان عند كانط وغيرهما ، و هكذا فالإدراك عندهم هو امتلاك المعنى الداخلي لشيء المحسوس بمعنى أن الإدراك هو علاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك فالذات من غير موضوع لا تدرك والموضوع من دون ذات لا معنى له وفي هذا يقول مير بونتي : لا يحق لنا أن نتساءل فيما إذا كنا ندرك العالم حقا ، بل يجب أن نقول بأن العالم هو ما ندركه ،
وبهذا إدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب حالتنا النفسية ففي الحزن نرى العالم كئيبا وفي الفرح نراه جميلا وكذلك يقول مير بونتي ليس العالم من أفكر فيه بل ما أعيشه و أحياه
النقد : اعتبر الظواهرين الإدراك عملية بسيطة لا تحليل فيها ولا تفسير ، ورغم أن هذه النظرية شفت عن الكيفيات التي تتجلى فيها الأشياء للشعور إلا أنه لا يجب القول بهذا فقط لأن الأحوال النفسية ليست التي تتغير بل الأشياء الخارجية أيضا في تغير مستمر غير أن نتائج التحليل النفسي أثبت معطيات الشعور ناقصة جدا ، والكثير من الأفعال ترد إلى مصدر آخر هو اللاشعور الذي يؤثر بلا شك في عملية الإدراك أن العاطفة تخفي عنا الحقيقة
· يرى أنصار هذه النظرية ومن بينهم كهلر 1881/1967 كوفكا ، بوهلر بأن الإدراك يعود إلى الموضوع الخارجي وليس بالاستعدادات العقلية فالشكل الخارجي وبناءه العام هو الذي يحدد الإدراك ، وبالتالي فالعالم الخارجي نظم بفعل قوانين موضوعية وهي التي تؤثر على ادراكنا وتقوم هذه النظرية على مبادئ منها :
نفي دور العقل في عملية الإدراك لأنه فكرة غامضة وعلى هذا الأساس وجدة نظرية الجش طالت حلا لإشكالية الإدراك وكشفت قوانين ( الشروط الذي ينتظم بها العالم الخارجي و تعرف بقوانين تنظيم الإدراك) ومنها :
قانون التقارب والتجاوز : إن الموضوعات المتقاربة في الزمان والمكان تكون سهلة الإدراك
قانون التشابه : الأشياء المتشابهة في الشكل والحجم أو اللون تذكرها كصيغ متميزة عن غيرها
قانون الإغلاق : الأشياء الناقصة نميل إلى إدراكها كأشياء كاملة أي نميل إلى سد الفجوات الموجود بينها
قانون الشمول: الإنسان بإمكانه أن يدرك الموضوع كاملا رغم وجود بعض النقص فيه فمثلا نستطيع قراءة كلمة رغم أن هناك حرف ناقص
النقد: أهملت هذه النظرية دور العوامل الذاتية وجعلت من عقل الإنسان مجرد جهاز استقبال سلبي و إذا كانت الذات لا تتدخل في عملية الإدراك فكيف نفسر ا اختلاف الناس في ادراك الشيء الواحد ؟ وكيف نفسر الخلل الذي يطرأ على الأدراك إذا أصيب الجهاز العصبي للإنسان بإصابة ما ، ولماذا لا ندرك الأشياء التي تنتبه إليها ؟ وكيف يمكن للإنسان أن يدرك شيئا إذا يكن قادرا على التمييز بين ذاته التي تدرك والموضوع المدرك .
التركيب : إن الظواهرية لا تحل لنا إشكالية لأن تركيز على الشعور هو تركيز على جانب واحد من الشخصية والحديث على بنية الأشياء يجعلنا نهمل دور العوامل الذاتية وخاصة الحدس لذلك قال باسكال إننا ندرك بالقلب أكثر مما ندرك بالعقل
وكحل الإشكالية نقول الإدراك محصلة لتفاعل وتكامل العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية فمن جهة يتكامل العقل مع التجربة الحسية كما قال كانط ومن جهة أخرى يتكامل الشعور مع بنية الأشياء.
الخاتمة :
وخلاصة القول ، أن الإحساس بوصفه علاقة أولية بالعالم الخارجي ، والإدراك باعتباره معرفة مجردة بهذا العالم ، إن هما إلا تصوران فلسفيان ا فتراضيان مذهبية وذاتية . ولكن واقع الحال ، علاوة على نتائج الأبحاث العلمية الباهرة في علوم الحياة والإنسان ، أثبت استحالة هذا الفصل ، سيما من جهة اعتبار الإحساس مسبوقا بشيء من فعاليات العقل العليا التي تستنده و تبرر له التوحد توحدا تاما مع المعرفة الإدراكية التي يخلص إلى تحصيلها ، ذلك أن حواسنا تنفعل لمداركنا وتشكل لها معينا لا ينفذ من المعلومات و المعطيات ، وفي نفس الوقت تتفاعل مداركنا معها قبل و أثناء وبعد الإتصال الأولي بالعالم الخارجي ، وهنا تكمن خصوصية المعرفة الحسية – الإدراكية التي ينفرد بها الإنسان على سائر المخلوقات الأخرى .