خطبة عن الاعتبار بشدة الحر خطبة مكتوبة ومؤثرة هل من معتبر حر الصيف اعتبروا يا اوللابصار ملتقى الخطباء
خطبة الاعتبار بشدة الحر
خطبة الجمعة القاديمة إن شاء الله
بعنون (( **الاعتبار بشدة الحر** ))
**إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، أَمَّا بَعْدُ معاشر المؤمنين عباد الله ، إننا نعيش أيامًا وفصلاً من فصول السنة ، إنما هو موعظة للمتقين ، وعبرة للمؤمنين الذين يتفكرون فيتذكرون ، وإلى ربهم يرجعون ويتوبون ويتقون ، هذا الصيف الذي نعيشه فيه بحره وسمومه ، وشمسه الحارقة ، ليذكرنا بتلك الدار ، التي هي دار الكافرين والفاسقين ، تلك الدار التي تتنوع فيها أصناف العذاب ، وأنواع العقاب ، طعامهم من زقوم ، وشرابهم الحميم ، وردغة الخبال ، وهي عصارة وصديد أهل النار ، إن شدة الحر التي نعيشه ، وهذا السموم الذي يمر بنا في هذه الأيام ، إنما هو من نَفَسِ جهنم لنتذكرها ، فنعمل علي الهرب منها من حديث أبي هريرة **t **عن النبي **r **أنه قال ﴿إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ﴾ ففي الصحيحين أيضا ، من حديث أبي هريرة **t **عن النبي **r **أنه قال ﴿اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ ، نَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، وَنَفَسٍ فِي الشِّتَاء﴾ قال **r **﴿فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ في الصيف من سموم جهنم ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ البرد في الشتاء مِن الزَّمْهَرِير جهنم﴾ أيها المؤمنين عباد الله ، خوف **الله **عز وجل عباده هذه النار** **، وأكثر من ذكرها في كتابه الكريم **، **فقال سبحانه على سبيل الإنذار* *﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى﴾ ودعا عباده إلى اتقائها ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ وأمرهم أن يجعلوا بينهم وأهليهم** **، وبين النار وقاية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ وبين جل وعلا في غير ما آية ما توعد به أعداءه من العذاب الأليم في النار ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾** **أيها المؤمنون عباد الله ، خاف السلف رحمهم الله هذه النار ، وأعدوا لها العدة بالاجتهاد في طاعة الله ، والبعد عن معاصيه **، **كان شداد بن أوس الأنصاري **t**إذا أوى إلى فراشه لم يستطع **ال**نوم ويقول **، **أذهب ذكر النار النوم عني **، **فيقوم ويصلي حتى يصبح** **، وصلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بالناس مرة ، فقرأ بهم ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ فلما بلغ قوله تعالى ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى﴾ خنقته العبرة فلم يتمها **، **أيها المؤمنين عباد الله ، وإذا كان الناس يتقون حر الدنيا بأنواع من الوسائل وصنوف من الأساليب **، **فاتقاء نار جهنم أولى وأحرى، أيها المؤمنين عباد الله، يتقي العبد نار جهنم بالخوف من **الله** تعالى** **وسؤاله **، **قال عز وجل ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنّ**َا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ** إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ وقد جاء في حديث صحيح أن النبي **r** قال ﴿إن المؤمن إذا قال في اليوم ثلاث مرات اللهم إني أسألك الجنة قالت الجنة يا رب عبدك سألك الجنة فأدخله إياها، وإذا قال اللهم إني أعوذ بك من النار قالت النار يا رب عبدك سألك النجاة من النار فنجيه منها﴾ فيكون المؤمن في كل أيامه يسأل الله عز وجل دخول الجنة والنجاة من النار ويأخذ بأسباب دخول الجنة وأسباب النجاة من النار, ويقي العبد نفسه من النار بأن يتصدق ، و يكثر من الصدقً ، في الصحيحين أن النبي **r** قال ﴿مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ﴾ ويقي العبد نفسه من النار بالصيام ، والإكثار منه جاء عند البخاري ومسلم أن النبي **r** ﴿مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا﴾ أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .**
الخطبة الثانية
**الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تعظيما لشأنه ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ ، الداعي إلى رضوانه ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابه وإخوانه ، وسلمَ تسليماً كثيراً ، أَمّا بَعدُ معاشر المؤمنين عباد الله ، إن الإيمان بالله والعمل الصالح ، له أثـرٌ عظيمٌ في تخفيف هذا الكرب الشديد يوم القيامة ، ومرور ذلك الوقت الطويل من غير عناء ولا مشقة ، فقد روى الحاكم ، عن أبي هريرة **t** عن النبي **r** أنه قال ﴿يوم القيامة على المؤمنين ، كقدر ما بين الظهر والعصر﴾ عباد الله.. إن رسولنا **r** قد بين لنا أشياء كثيرة من الطاعات ، تنجينا من شدة الحر يوم القيامة ، وقد جمع لنا سبعة أعمال فاضلة ، من عملها لله وأخلص فيها ، كان في ظل عرش الرحمن ، يوم لا ظل إلا ظله ، ففي الحديث المتفق على صحته ، عن أبي هريرة **t** عن النبي **r** قال ﴿سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ ، إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فَقَالَ إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها ، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ ، فحري بك أخي المسلم ، يا من تحرص على عدم التعرض إلى لهيب الشمس المحرقة في الدنيا ، وتوصي أبناءك بذلك ، أن تحرص كل الحرص ، على أن تقي نفسك وأهلك حر هذه الشمس يوم القيامة ، وحر النار بعد ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل** **، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ، وللمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،**