0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة استرشادية بعنوان

 الحج أخلاق وأرزاق وأشواق 

خطبة عن الحج 1444 مكتوبة 

خطبة الجمعة بعنوان الحج أخلاق وأرزاق وأشواق 

الحمد لله رب العالمين

الحمد لله الكريم الرزاق، أمرنا بمكارم الأخلاق،

أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأثني عليه بما هو أهله،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل في الجنة غرفا لمن حسن خلقه،

وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، أقرب الناس مجلسا منه في الجنة أحسنهم أخلاقا ، الذين يألفون ويؤلفون ،

فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الكرام الأطهار، وعلى أصحابه البررة الأخيار، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم القرار.

أما بعد:

يقول الله تعالى : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )

#عبادالله:

اعلموا جيدا ان الإسلام لم يشرع العبادات بكافة صورها طقوساً ولا شعائر مجردة من المعنى والمضمون،

◀بل إن كل عبادة تحمل في جوهرها قيمة أخلاقية يجب أن تنعكس على سلوك المسلم المؤدي لهذه العبادة، وأن تتضح جلياً في شخصيته وتعاملاته مع الغير،

◀ولو تأملنا جميع العبادات لوجدنا ان الهدف منها هو تهذيب الأخلاق وتزكيتها،

فهذه العبادات تلتقي كلها عند الغاية التي رسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)رواه أحمد وصححه ابن عبد البر

◀فالإسلام ينقسم الى عقيدة - وشريعة - واخلاق

وغاية العبادات هى اقرار الاخلاق وتهذيب السلوك

لان الأخلاق ثمرة الدِّين ، وجوهرُ الدِّين

سيّدنا جعفر حينما سأله النجاشي حدّثني عن الإسلام قال :

أيّها الملك كنّا قومًا أهل جاهليّة نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونسيء الجوار ، حتى بعث الله فينا رسولاً ؛ نعرفُ أمانته وصِدقه ، وحسبهُ ، ونسبهُ ، فدعانا إلى الله لِنَعبدهُ ، ونوحّدهُ ، ونهانا عمّا يعبدُ آباؤنا من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصِدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرّحم ، وحُسن الجوار ، وكفّ عن المحارم .

وبهذه القيَم الأخلاقيّة ارتقوا

◀والشعائر تتجلى في الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها مما أمر الله تعالى به،

ولا تستقيم الشعائر بدون حسن الخلق،

فجميع الشعائر تثمر الأخلاق الفاضلة،

◀فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال عز وجل:( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

◀والزكاة تطهر الإنسان وتزكيه، قال سبحانه:( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)

◀والصيام يهذب النفس، قال صلى الله عليه وسلم :« من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه ».

◀والحج يرتقي بأخلاق الإنسان، قال تعالى:( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)

◀والعبادة مهما كثرت لا تغني عن حسن الخلق،

فإن سوء الخلق يمحق ثواب الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« أتدرون ما المفلس؟ ». قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال:« إن المفلس من أمتي يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار».رواه مسلم.

◀وفي الحج أخلاق حسنة وقيم عالية وآداب رفيعة، حيث يتأدب الإنسان مع الكون من حوله، كيف؟

أدب مع الحجر فيقبل،

أدب مع الشجر فلا يقطع،

وأدب مع الطير فلا يروع،

وأدب مع الصيد فلا يقتل،

وأدب مع المكان فلا يلحد فيه أو يظلم،

وأدب مع الإنسان فلا يسب أو يشتم، ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ .

﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه . . . . فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ

◀والحج يثمر التقوى والتقوى القاسم المشترك مع كل العبادات وهي أعظم الأخلاق، وجماع مكارم الخير....

التقوى خير زاد: ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ ]..

وهي خير لباس: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ .

وهي خير ميراث: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً ﴾

وهي خير تركة لمن بعدك: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً ﴾

◀وفى الحج ارزاق لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ

نعم الحج سعة في الأرزاق؟

كيف؟

◀الحج ينفي الفقر كما يمحو الذنب، وكذلك العمرة.

ولذلك وصى الحبيب صلى الله عليه وسلم بالمتابعة فقال: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني عن بن مسعود، والمتابعة أي اجعلوا أحدهما تابعاً للآخر واقعاً على عقبه.

◀والتوكل ثم الأخذ بالأسباب

الذي يتعلمه الحاج من هاجر عليها السلام في السعي ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾ ، هاجر عليها السلام أخذت بالأسباب عندما سعت بين الصفا والمروة، وأيقنت في رب الأسباب عندما قالت لزوجها إبراهيم عليه السلام: [إذن لن يضيعنا] فرزقت زمزم وحفظ الله لها إسماعيل ورزقت الأمة من نسلهما أعظم خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام وسجل القران موقف هاجر يتعبد به الناس الى يوم القيامة ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ

◀ومن اخلاق الحج (ذرونى ما تركتكم، ..كما جاء فى صحيح مسلم - والمعنى لا تكثروا من الاستفصال عن المواضع خشية أن تقع الإجابة بأمر يستثقل ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ،

◀والاستغفار والتوبة - وكلها من أعمال الحج - من الأسباب التي تجلب الرزق....!!

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: يا بلال أنصت لي الناس، فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنصت الناس، فقال: معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة

فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب، كثر خير الله وطاب، كثر خير الله وطاب.. صحيح الترغيب والترهيب.

إنها مشاعر لا توصف، وأحاسيس لا تكتب،

إنما يستطعمها الذي يؤديها،

ويحسها الذي يلبي نداءها،

ويستشعرها الذي يحضرها،

فينظر الكعبة،

ويعانق الحجر،

ويصلي عند المقام،

يسعى كما سعت هاجر عليها السلام،

ويضحي كما ضحى إبراهيم عليه السلام،

ويطيع كما أطاع إسماعيل عليه السلام،

ويطوف كما طاف محمد عليه الصلاة والسلام،

ويقبل الحجر كما قبل عمر رضي الله عنه،

فقط عن حب وشوق وإخلاص، لعل قدم تأتي مكان قدم، وطواف يأتي مكان طواف، وسعي يأتي مكان سعي، فيزداد الإيمان ويكون الغفران، وينتشر الأمن ويأتي الأمان.

◀من هنا تأتى الاشواق

إنّ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتمنون إتيان هذا البيت في كلّ لحظةٍ من ليل أو نهار، فليس معنى فرضية الحج والعمرة أنهم يأتونه مكرهين! كيف؟ والفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير الكلّ يودّ أن لو ثاب إلى البيت كل عام بل وفي خلال العام!

شوقي إلى خير الخلق متصل ** يا ليت شعري هل أدنو وهل أصل

وهل أزور ثراه وهو خير ثرى ** استنشق المسك منه ثم أكتحل

وهل أرى روضة حل الكمال بها ** من كل أرض إليها تجهد الإبل

فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم... استجيبت الدعوة، وتضاعف شوق القلوب نحو المكان، وازداد حنين الأفئدة كلما هلَّ موسم الحج، ففي كل عام مع دخول ذي الحجة يشتد الشوق لبيت الله الحرام، وتزداد دقات القلب حباً في المكان وشوقاً للزمان، ويتردد النشيد الثائر: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.

تتردد أصداؤه عبر الزمان وتتعدد نغماته عبر المكان، وتتجدد خواطره عبر القلوب، لبيك اللهم لبيك..!! تنادي الملائكة من السماء: لبيك وسعديك، زادُك حلال وراحلتُك حلال؟!

فيعود المخلص بحج مبرور وذنب مغفور،

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
يتبع خطبة عن الحج

#ايهاالاخوة:

يقول الإمام أبو حنيفة – رحمه الله-:

جعلت أفاضل بين العبادات؛ كلما تتبعت عبادة وجدت لها أفضلية؛

فأقول: هي الأفضل؛

فلما تتبعت الحج وجدته أفضلهم لاشتماله على جميع العبادات كلها.

لأنك حينما تتكلم عن فضل الصلاة تتكلم عنها منفردة؛ وكذلك الصيام؛ والزكاة؛

أما الحج

فهو موسم تجتمع فيه العبادات كلها؛

وبذلك اجتمعت فيه فضائل العبادات كلها؛ وهذا لا يتأتى في عبادة غير الحج؛

يكفيه ان فيه كلمة حيرت اعداء الاسلام

انها كلمة ا ســـتـــو و ا

قال الامام ( إستوووا ) ... فتوحدت الأرض والسماء ..

مساحه شاسعه وأناس من شتى أنحاء الأرض ..

يتكلمون كل لغات العالم ولايعرف بعضهم بعضا ...

هؤلاء إلى اليمين وهؤلاء إلى اليسار وهؤلاء صاخبون والبعض صامتون ..

أصوات من كل إتجاه لاتتستطيع أن تميزها لاختلاف اللغات ..

.. وفجأه ... يقول الإمام .. (إستوووا )..

... فى عشر ثوانى لاغير يصطف 2 مليون إنسان فى صفوف دائريه غايه فى الإنتظام

ويعم الحرم صمت رهيب ...

لاتسمع صوت رجل ولاامرأه ولا طفل ...

يصلون لإله واحد متمثلين ركوع وسجود وقيام الملائكه فى لحظة توحد بين الأرض والسماء .

والسؤال

أين برامج التوعيه فى العالم من إستوووا ؟

أين كل منظمى التجمعات فى العالم وتدريباتهم التى تستغرق عامين ليستطيعوا تنظيم ألف إنسان فقط ؟؟

أين برامجهم من إستوووا ؟؟

ماأحوجنا إلى هذا البرنامج القصير العملاق فى حياتنا ..

إستووا... ليست كلمه بل منهج نظام وطاعه وانتاج كامل ...

إستووا ... هى كل الحلول للفوضى والتسيب والفساد والإختلاف فى كلمة واحده .

.. الطاعه لله عز وجل يمكن أن نتمثلها بالطاعه فى الأسره والمجتمع ونستوى بلا صخب فى اتجاه كل قبلة للفضائل والاخلاق والقيم دينيه كانت أو إجتماعيه

#ايهاالاخوة:

إن العبادات لا يمكن أن تؤتى ثمرتها المرجُوّة إلا إذا ظهر أثرها في سلوك المرء وأخلاقه وتعامله مع الآخرين، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، ومن لم ينهه حجه وصومه عن اللغو والرفث والفسوق فما انتفع بحج ولا بصيام …..وهكذا

فإذا لم يستفد المرء من عبادته ما يزكي قلبه وينقي لبه، ويهذب بالله وبالناس صلته فقد هوى.

◀ويؤكد ما نقول حول الصلة الوثيقة بين العبادة والسلوك ما جاء في الحديث النبوي الشريف، إذ روي عن أبي هريرة -رضي الله- عنه أن رجلاً قال: » يا رسول الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال - صلى الله عليه وسلم -: هي في النار).

قالوا يا رسول الله: إن فلانة تذكر من قلة صيامها وصلاتها، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها، قال: هي في الجنة « رواه أحمد والحاكم قال: صحيح الإسناد

تؤكد هذه الأحاديث على عدم جدوى العبادة إذا فقدت روحها وفاعليتها في تهذيب نفس صاحبها.

◀و الأخلاق في الإسلام تكليف رباني قبل كل شيء،

قال - تعالى -: {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ} فإذا كان الصدق تكليفاً ربانياً، والأمانة تكليفاً ربانياً، و الوفاء بالوعد تكليفاً ربانياً...

فهل تدخل هذه التكاليف في العبادة أم تعتبر خارجة عنها زائدة عليها؟ !.

وكيف تكون خارجة عنها أو زائدة عليها، والله - سبحانه وتعالى - يقرر أنه لم يكلف البشر إلا أن يعبدوه: {وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ}

ويؤكد هذا الحديث النبوي الشريف: ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ) الجامع الصحيح.

فإذا خرجت هذه الأخلاق من دائرة العبادة لن تصبح في حس الناس لازمة،

وإنما تصبح شيئاً جميلاً إن وجد، فإن لم يوجد فلا بأس.

ومن هنا صار لدى الناس إسلام بلا أخلاق..

إسلام لم ينزله الله - تعالى -، ولم يأمر به، وإنما هو أمر مضاد تماماً..

ومع ذلك يمارسه الناس على أنه: (غاية المراد من رب العباد).

فهذه النصوص

توضح لنا مدى اهتمام الإسلام بتهذيب النفس المؤمنة وتخليصها من أدرانها، خلال قيامها بالشعائر التعبدية، ومن ثم توجيه السلوك ضمن هذه القيم.

حُسْن الخُلُق لابد وان يكون مطلبا ملحا للأمة تعود به إلى محاسن الإسلام ،

وتظهر به مكارم أخلاقه ، وتسترجع به سالف عزها وسابق مجدها،

فقد ملك المسلمون في قرونهم الأولى ـ قرون الخير أعلى مستوى من التربية الأخلاقية ، وكان الناس يدخلون في دين الله أفواجا لما يرون من حسن المعاملة ، وجميل الأخلاق ،

و حين بدأ الانحراف عن هذا المنهج القويم وساءت أخلاق الناس ؛ فُقدت القدوة وضاعت القيم ، وتبدلت المفاهيم ، ولقد صدق الإمام مالك ـ رحمه الله ـ حين قال : ( ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).

عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم

قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:

حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ،

وحسن الخلق مع عباد الله ،

◀فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.

◀أما حسن الخلق مع الناس:

فهو طلاقةُ الوجه،

وبذل المعروف،

وكفُّ الأذى،

وطيبُ الكلام،

وقلة الغضب،

واحتمال الأذى..

وتحضرنى قصة واقعيه قرأتها مؤخرا عن احدهم ذهب الى المسجد فرن هاتفه بنغمة اثناء الصلاة.. فقاموا بتهزئته وتوبيخه ونهره..فأقسم الا يعود

ثم ذهب الى احد القهاوى فاوقع نار احدى الشيش وكسرها فأتى له صاحب القهوة قائلا له لا عليك المهم سلامتك.فأصبح من رواد القهاوى..

◀فما احوجنا الى حسن الخلق الذى يحبب فينا وفى اسلامنا وديننا

اسأل الله ان يصلحنى واياكم ظاهرا وباطنا

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له........!

=======================

 الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا كما امر

والصلاة والسلام على محمد سيد البشر

الشفيع المشفع فى المحشر

صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر

فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...

وبعد:

═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث العظيم الذى أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن-عن أبي ذرٍّ - رضِي الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم : ((اتَّقِ الله حيثما كنت، وأَتْبِع السيِّئة الحسنة تَمحُها، وخالِقِ الناسَ بخلقٍ حسن)).

تنظيم لعلاقتك مع الله ومع نفسك ومع الناس

أخلاق

لان الاخلاق الفاضله تعصم المجتمعات من الانحلال وتصونها من الفوضى والضياع لان قوة الامة فى اخلاقها وسقوط الاخلاق هو سقوط للامه

انما الامم الاخلاق ما بقيت - فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا

قال احد السلف

ﻻ يبقي مع حسن الخلق معصية

كما ﻻ يبقي مع سوء الخلق طاعه

وكلنا نعلم ان حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات،

كما أن سوء الخلق يغطي كثيراً من الحسنات.

⬅ اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...