العلاقة بين الأنا والآخر أقوال الفلاسفة حول علاقة الأنا والغير
العلاقة بين الأنا والآخر العلاقة بين الأنا والآخر
مقالة حول العلاقة بين الأنا والآخر الغير
أقوال الفلاسفة عن العلاقة بين الأنا والآخر
تحليل نص العلاقة بين الأنا والآخر
بكالوريا 2022 2023
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... ما العلاقة بين الأنا والآخر
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
العلاقة بين الأنا والآخر
تتعدد أوجه العلاقة بالغير وتتخذ أبعادا مختلفة بين الأب والإبن ، والأم والأخ ، هذه العلاقة لا تتوقف عن التغير وتأخذ أشكالا متنوعة إن لم تكن متناقضة ، إنها التعبير الواضح عن طبيعة الوضع البشري الذي اتخذ صيغا مختلفة ، فالناس يقيمون فيما بينهم أشكالا مختلفة من العلاقات ويستعملون الكثير من أدوات التواصل ويكشف لنا هذا الوضع عن تعقد العلاقة التي تمتد إلى الأنانية المفرطة أو الإيثار المفرط ، وتتجلى هذه العلاقة في شكل تمظهرات مختلفة كالحب ، الكراهية، الصداقة ، الصراع ، العداوة ...، وهذا يحيلنا إلى صورتين للعلاقة مع الآخر ، فإما أن يكون الآخر صديقا وإما عدوا ، وبالتالي إذا كان الغير هو الذات الواعية المقابلة لذاتي أي الأنا الذي ليس أنا فكيف تتحدد علاقتي به؟ من هنا أمكننا التساؤل : كيف تتحد علاقة الأنا بالآخر ؟ وبعبارة أخرى : ماطبيعة العلاقة القائمة بين الأنا والآخر ؟ هل هي علاقة صراع أم تواصل ؟
يذهب أنصار الموقف الأول إلى القول أن العلاقة التي تربط الذات بالغير هي علاقة صراع ، ومن بين اصحاب هذا الإتجاه نذكر الفيلسوف الألماني هيجل الذي إتخد من مفهوم الصراع أساسا لعلاقة الأنا بالآخر ، فاحتل بذلك مكانة متميزة في فكره ، إذ هو أساس الوعي والوجود والتاريخ ، ويعتبر هيجل أن شرف الإنسان يكمن في كونه وجود لذاته أي وجودا مغايرا ولحظة وعي الإنسان بأنه وجود لذاته يقطع صلته بالطبيعة وأشياءها ، وهذه الرغبة في القطع مع الطبيعة تأخذ شكل صراع ضد الغير من أجل الإعتراف ، فالإنسان يرغب في اعتراف الغير بما هو وجود لذاته ، وهذا الصراع يأخذ مظهرين : بما هو نشاط يقوم به الإنسان على ذاته ، أي إثباث الحرية للذات ، وهو إجراء نمارسه على الغير للدخول معه في الصراع من أجل الإعتراف يقول هيجل : " صحيح أن الفرد الذي لم يخاطر بحياته، قد يعترف به كشخص، ولكنه لا يبلغ حقيقة الاعتراف به كوعي لذاته مستقل. كذلك يكون على كل فرد عندما يخاطر بحياته الخاصة أن يسعى إلى موت الآخر؛ لأن الآخر لم يعد أسمى منه قيمة، وإنما تتجلى له ماهيته كآخر يوجد خارجا عن ذاته، وعليه أن يلغي وجوده الخارج عن ذاته" ، يقودنا هذا الصراع إلى جدلية العبد والسيد : موقف العبد الذي يتنازل عن الصراع خوفا من الموت ، والذي يعلن إيثاره البقاء على حياة الحرية ، في مقابل موقف السيد الذي كان مستعدا لمواصلة الصراع والتضحية بحياته ، فاختار الحرية على الحياة ، بحيث يرفض أن يكون غير ذاته ، فيختار الوجود على نمط الأشياء أي وجودا في ذاته ، وبهذا ينحذر السيد إلى أحط درجات الرغبة ويجعل التدمير شرط علاقته بالطبيعة ، وفي المقابل يدخل العبد في صراع جديد مع الطبيعة فيقوي تاريخيا إرادته وهكذا يستعيد إنسانيته التي فقدت في الصراع فيكون عبدا للسيد وسيدا على الطبيعة والسيد سيدا على العبد وعبدا للطبيعة يقول هيجل : " تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام الآخر بوصفها تجريدا خالصا لوعي الذات، في إظهارها أنها ليست متشبثة بالحياة. وهذه العملية مزدوجة: يقوم بها الآخر كما تقوم بها الذات. وأن يقوم بها الآخر معناه أن كلا منهما يسعى إلى موت الآخر. وأن تقوم بها الذات يعني أنها تخاطر بحياتها الخاصة بواسطة الصراع من أجل الحياة والموت. إنهما مجبران بالضرورة على الانخراط في هذا الصراع".
يبين هيجل في جدلية العبد والسيد أن العلاقة بين الأنا والآخر قائمة على الصراع الذي يؤدي في النهاية إلى تفاعل الذوات الإنسانية ودخولها في علاقات جدلية ، فالذات لن تأخذ مكانها في الوجود إلا باعتبارها السيد أو العبد وهذا الصراع يكون مستمرا في الزمان والمكان بما أن كل ذات تسعى إلى انتزاع الإعتراف بشكل دائم أي أن العلاقة هي علاقة صراع وقوة وهيمنة وهي جوهر الوجود البشري العلائقي والتفاعلي.
ومن من منظور هيجلي نجد ألكسندر كوجيف يؤكد هو الآخر على أن العلاقة مع الغير هي دائما علاقة صراع، لأنها تقوم على مبدأ الهيمنة، فكل منهما يسعى إلى موت الآخر، أو انتزاع الاعتراف مع الآخر، فيصبح أحدهما سيدا والآخر عبدا، إن الوجود البشري في نظره لا يتحقق كواقع اجتماعي إلا عبر الصراع بين سيد مسيطر وعبد خاضع وفي هذا يقول : « التاريخ ينبغي أن يكون تاريخ تفاعل السيادة والعبودية « . فكل من السيد والعبد يحاول كينونيا واجتماعيا وميتافيزيقيا أن يحقق وجوده وحياته وحريته عن طريق الصراع الجدلي والمخاطرة لتفادي الموت والاندثار. فالسيد لا يمكن أن يحافظ على مكانته الاجتماعية والمصيرية إلاَّ بالصراع مع العبد والانتصار عليه. وينطبق هذا على العبد الذي لا يمكن أن يحقق ذاته إلاَّ بالصراع مع السيد من أجل أن يفرض ذاته. والمقصود من هذا أن الصراع الجدلي هو السبيل الوحيد لتحقيق: الوعي والوجود الحقيقي للذات. ولا يتأتى هذا الوجود إلاَّ عبر الصراع مع الآخر. وبالتالي، فوجود العبد مقترن بوجود السيد، ووجود السيد أيضا مرتبط بوجود العبد.
ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن الأنا هي الأساس في المعرفة، وهي تستغني كامل الاستغناء عن الآخر ،ويعني هذا أن الذات المفكرة تستطيع أن تصل إلى الحقيقة واليقين عن طريق التفكير والشك من أجل البلوغ إلى الهدف المعرفي المنشود لذا يطرح ديكارت مفهوم الكوجيتو: (أنا أفكر إذن أنا موجود، أو أنا أشك إذن أنا موجود)، إذ أن الأنا الديكارتي هنا يعيش عزلة أنطولوجية عن الغير حينما يضع نفسه كأنا مفكر لا شك في وجوده مقابل الآخر ( الله والعالم والإنسان ) القابل للشك بل والمشكوك في وجوده أصلا . ومن هنا يكون " الأنا أفكر " هو الحقيقة الوجودية اليقينية الوحيدة والتي لا يسع العقل السليم إلا أن يؤمن بها بكل بداهة ووضوح في حين أن وجود الغير ( الآخر) - حسب هذه الذاتية العقلانية الديكارتية – يظل متوقفا على حكم العقل واستدلالاته . ومن هذا نستنتج بأن "الأنا أفكر" الديكارتي أنا وحدوي موجود، أنا موجود ليسر فقط قبل وجود الآخر بل و في استغناء عنه بل أكثر من ذلك إن هذا الغير هو الذي في حاجة إلى الأنا لوجوده ، وفى هذا يقول ديكارت : " كيف أجد في ذاتي أنا الحجج والأدلة على وجود الغير والحال أن إدراك وعي آخر من طرف وعيي أنا ينافي معنى الوعي بوصفه حضورا للذات إزاء نفسها ؟" .
تابع قراءة في مربع الاجابة اسفل الصفحة