0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

العلاقة بين الأنا والآخر   ماطبيعة العلاقة القائمة بين الأنا والآخر

تحليل شامل حول العلاقة بين الأنا والآخر

كيف تتحد علاقة الأنا بالآخر ؟ وبعبارة أخرى : ماطبيعة العلاقة القائمة بين الأنا والآخر ؟ هل هي علاقة صراع أم تواصل

مرحباً اعزائي طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل ومناقشة نص فلسفي حول العلاقة بين الأنا والآخر

وهو كالتالي 

العلاقة بين الأنا والآخر 

.تتعدد أوجه العلاقة بالغير وتتخذ أبعادا مختلفة بين الأب والإبن ، والأم والأخ ، هذه العلاقة لا تتوقف عن التغير وتأخذ أشكالا متنوعة إن لم تكن متناقضة ، إنها التعبير الواضح عن طبيعة الوضع البشري الذي اتخذ صيغا مختلفة ، فالناس يقيمون فيما بينهم أشكالا مختلفة من العلاقات ويستعملون الكثير من أدوات التواصل ويكشف لنا هذا الوضع عن تعقد العلاقة التي تمتد إلى الأنانية المفرطة أو الإيثار المفرط ، وتتجلى هذه العلاقة في شكل تمظهرات مختلفة كالحب ، الكراهية، الصداقة ، الصراع ، العداوة ...، وهذا يحيلنا إلى صورتين للعلاقة مع الآخر ، فإما أن يكون الآخر صديقا وإما عدوا ، وبالتالي إذا كان الغير هو الذات الواعية المقابلة لذاتي أي الأنا الذي ليس أنا فكيف تتحدد علاقتي به؟ من هنا أمكننا التساؤل : كيف تتحد علاقة الأنا بالآخر ؟ وبعبارة أخرى : ماطبيعة العلاقة القائمة بين الأنا والآخر ؟ هل هي علاقة صراع أم تواصل ؟

      يذهب أنصار الموقف الأول إلى القول أن العلاقة التي تربط الذات بالغير هي علاقة صراع ، ومن بين اصحاب هذا الإتجاه نذكر الفيلسوف الألماني هيجل الذي إتخد من مفهوم الصراع أساسا لعلاقة الأنا بالآخر ، فاحتل بذلك مكانة متميزة في فكره ، إذ هو أساس الوعي والوجود والتاريخ ، ويعتبر هيجل أن شرف الإنسان يكمن في كونه وجود لذاته أي وجودا مغايرا ولحظة وعي الإنسان بأنه وجود لذاته يقطع صلته بالطبيعة وأشياءها ، وهذه الرغبة في القطع مع الطبيعة تأخذ شكل صراع ضد الغير من أجل الإعتراف ، فالإنسان يرغب في اعتراف الغير بما هو وجود لذاته ، وهذا الصراع يأخذ مظهرين : بما هو نشاط يقوم به الإنسان على ذاته ، أي إثباث الحرية للذات ، وهو إجراء نمارسه على الغير للدخول معه في الصراع من أجل الإعتراف يقول هيجل : " صحيح أن الفرد الذي لم يخاطر بحياته، قد يعترف به كشخص، ولكنه لا يبلغ حقيقة الاعتراف به كوعي لذاته مستقل. كذلك يكون على كل فرد عندما يخاطر بحياته الخاصة أن يسعى إلى موت الآخر؛ لأن الآخر لم يعد أسمى منه قيمة، وإنما تتجلى له ماهيته كآخر يوجد خارجا عن ذاته، وعليه أن يلغي وجوده الخارج عن ذاته" ، يقودنا هذا الصراع إلى جدلية العبد والسيد : موقف العبد الذي يتنازل عن الصراع خوفا من الموت ، والذي يعلن إيثاره البقاء على حياة الحرية ، في مقابل موقف السيد الذي كان مستعدا لمواصلة الصراع والتضحية بحياته ، فاختار الحرية على الحياة ، بحيث يرفض أن يكون غير ذاته ، فيختار الوجود على نمط الأشياء أي وجودا في ذاته ، وبهذا ينحذر السيد إلى أحط درجات الرغبة ويجعل التدمير شرط علاقته بالطبيعة ، وفي المقابل يدخل العبد في صراع جديد مع الطبيعة فيقوي تاريخيا إرادته وهكذا يستعيد إنسانيته التي فقدت في الصراع فيكون عبدا للسيد وسيدا على الطبيعة والسيد سيدا على العبد وعبدا للطبيعة يقول هيجل : " تتمثل عملية تقديم الذات لنفسها أمام الآخر بوصفها تجريدا خالصا لوعي الذات، في إظهارها أنها ليست متشبثة بالحياة. وهذه العملية مزدوجة: يقوم بها الآخر كما تقوم بها الذات. وأن يقوم بها الآخر معناه أن كلا منهما يسعى إلى موت الآخر. وأن تقوم بها الذات يعني أنها تخاطر بحياتها الخاصة بواسطة الصراع من أجل الحياة والموت. إنهما مجبران بالضرورة على الانخراط في هذا الصراع".

يبين هيجل في جدلية العبد والسيد أن العلاقة بين الأنا والآخر قائمة على الصراع الذي يؤدي في النهاية إلى تفاعل الذوات الإنسانية ودخولها في علاقات جدلية ، فالذات لن تأخذ مكانها في الوجود إلا باعتبارها السيد أو العبد وهذا الصراع يكون مستمرا في الزمان والمكان بما أن كل ذات تسعى إلى انتزاع الإعتراف بشكل دائم أي أن العلاقة هي علاقة صراع وقوة وهيمنة وهي جوهر الوجود البشري العلائقي والتفاعلي. 

ومن من منظور هيجلي نجد ألكسندر كوجيف يؤكد هو الآخر على أن العلاقة مع الغير هي دائما علاقة صراع، لأنها تقوم على مبدأ الهيمنة، فكل منهما يسعى إلى موت الآخر، أو انتزاع الاعتراف مع الآخر، فيصبح أحدهما سيدا والآخر عبدا، إن الوجود البشري في نظره لا يتحقق كواقع اجتماعي إلا عبر الصراع بين سيد مسيطر وعبد خاضع وفي هذا يقول : « التاريخ ينبغي أن يكون تاريخ تفاعل السيادة والعبودية « . فكل من السيد والعبد يحاول كينونيا واجتماعيا وميتافيزيقيا أن يحقق وجوده وحياته وحريته عن طريق الصراع الجدلي والمخاطرة لتفادي الموت والاندثار. فالسيد لا يمكن أن يحافظ على مكانته الاجتماعية والمصيرية إلاَّ بالصراع مع العبد والانتصار عليه. وينطبق هذا على العبد الذي لا يمكن أن يحقق ذاته إلاَّ بالصراع مع السيد من أجل أن يفرض ذاته. والمقصود من هذا أن الصراع الجدلي هو السبيل الوحيد لتحقيق: الوعي والوجود الحقيقي للذات. ولا يتأتى هذا الوجود إلاَّ عبر الصراع مع الآخر. وبالتالي، فوجود العبد مقترن بوجود السيد، ووجود السيد أيضا مرتبط بوجود العبد.

        ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن الأنا هي الأساس في المعرفة، وهي تستغني كامل الاستغناء عن الآخر ،ويعني هذا أن الذات المفكرة تستطيع أن تصل إلى الحقيقة واليقين عن طريق التفكير والشك من أجل البلوغ إلى الهدف المعرفي المنشود لذا يطرح ديكارت مفهوم الكوجيتو: (أنا أفكر إذن أنا موجود، أو أنا أشك إذن أنا موجود)، إذ أن الأنا الديكارتي هنا يعيش عزلة أنطولوجية عن الغير حينما يضع نفسه كأنا مفكر لا شك في وجوده مقابل الآخر ( الله والعالم والإنسان ) القابل للشك بل والمشكوك في وجوده أصلا . ومن هنا يكون " الأنا أفكر " هو الحقيقة الوجودية اليقينية الوحيدة والتي لا يسع العقل السليم إلا أن يؤمن بها بكل بداهة ووضوح في حين أن وجود الغير ( الآخر) - حسب هذه الذاتية العقلانية الديكارتية – يظل متوقفا على حكم العقل واستدلالاته . ومن هذا نستنتج بأن "الأنا أفكر" الديكارتي أنا وحدوي موجود، أنا موجود ليسر فقط قبل وجود الآخر بل و في استغناء عنه بل أكثر من ذلك إن هذا الغير هو الذي في حاجة إلى الأنا لوجوده ، وفى هذا يقول ديكارت : " كيف أجد في ذاتي أنا الحجج والأدلة على وجود الغير والحال أن إدراك وعي آخر من طرف وعيي أنا ينافي معنى الوعي بوصفه حضورا للذات إزاء نفسها ؟" .

ومن هنا، فالذات المفكرة هي جوهر الكينونة الأنطولوجية للإنسان، وهي المعيار الاستدلالي على وجود الأنا الواحدية ، وبتعبير آخر، فالأنا هي التي تثبت وجودها بدون أن تحتاج إلى الغير، والغير بدوره في حاجة ماسة ليثبت وجوده عن طريق العقل والاستدلال والبرهان المنطقي. ويصل ديكارت إلى أن الأنا مستقلة عن الآخر ويمكن أن تعيش بمفردها مستغنية عن وجود الآخر الذي هو في حاجة إلى الاستدلال على وجوده الكينوني والمنطقي، ويترتب عن هذا أن الغير غير ضروري بالنسبة للذات والأنا. ويقول ديكارت عن الآخر أنه من الضروري أن يبرهن على نفسه بالمنطق الاستدلالي والتفلسف الأنطولوجي: "...أنظر من النافذة فأشاهد بالمصادفة رجالا يسيرون في الشارع، فلا يفوتني أن أقول عند رؤيتهم إني أرى رجالا بعينهم، مع أني لا أرى من النافذة غير قبعات ومعاطف قد تكون غطاء لآلات صناعية تحركها لوالب، لكني أحكم بأنهم ناس: وإذا، فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني " .

ونستنتج من هذا أن ديكارت يشك في الآخر، ويعتبر وجوده الافتراضي خاضعا للاحتمال والشك الاستدلالي، ومن ثم يؤمن ديكارت بالفلسفة الواحدية أو فلسفة الأنا على حساب الغير، باعتبار أن الأنا هي الموجودة يقينيا، وهي الضرورية أنطولوجيا. وبالتالي، يمكن للذات أو الأنا أن تعيش منفصلة عن الغير وفي غنى عنه كونه خاضع للشك والاحتمال.

النقد:

           في مقابل هذا الطرح نجد الموقف الطبيعي الذي يتجاوز التصور الذي ينظر إلى العلاقة بين الذات والغير علاقة صراع وعداء ، والذي يتخذ من الآخر المخالف للذات ليس موقف النبذ والإقصاء بل أساسا للتواصل ، ومن بين المتبنين لهذا الطرح نجد ميرلوبونتي حيث ينظر إلى الغير كذات مماثلة تتمتع بكامل وعيها وحريتها وإنسانيتها وبالتالي يدعو إلى قيام علاقة التبادل بينهما على أساس التعاطف والتعاون والمشاركة الوجدانية ، إذ يجب اعتبار الآخر حالة خاصة لها حياتها ، إذ يمكن مثلا من خلال الصداقة أن أشاركه الحزن ، وبمجرد ماتدخل الذات في تواصل مع الغير تتحطم فكرة التعالي عن الأنا الآخر .لكن هذا الغير ليس مجرد سلوك أو تصرفات يكفي أن نتواصل معه لمعرفته لأن هناك باطنا نفسيا خاصا بها لا يمكن النفاذ إليه فكل ماأقوم به هو التعبير عن شعوري بالتأثر ، حيث يدخل الأنا والغير في علاقة الإعتراف المتبادل مع الحفاظ على فردية كل واحد منهما . 

بهذه الأطروحة ترفع تلك الهوة التي أقامها الفلاسفة بين الأنا والغير ليضع مكانها روابط تربط بينهما وتحقق نوعا من التواصل الوجداني والعاطفي ، إنه يؤكد على ضرورة الحفاظ على خصوصياته كغير مختلف مع احتضانه والتعايش معه وعدم اعتباره موضوعا للإقصاء ويؤكد على ضرورة فتح الحوار مع الغير والتواصل معه .

ويرى ماكس شيلر أن وجود الغير ضروري بالنسبة للأنا ، ذلك أن الغير هو الذي يعرفنا بخبايا النفس والذات شعوريا ولاشعوريا ، فالطبيب النفساني هو الذي يساعد المريض على فهم نفسيته وتفسيرها على ضوء أسبابها الذاتية والموضوعية ومن ثم فالغير وسيط ضروري للذات لتعرف موضوعها القابل للإدراك.  

ويذهب ماكس شيلر إلى أن العلاقة الموجودة بين الذات والغير هي علاقة إيجابية ممكنة أساسها التعاطف لا التنافر، أي لابد للغير أن يقيم علاقات نفسية وجدانية مع الذات الأخرى المقابلة أساسها التعاطف الوجداني الداخلي المتين، ومشاركة الأنا في أفراحها وأحزانها ضمن كلية لاتتجزأ فيه الذات إلى جسم ونفس، وظاهر وباطن، وعقل ومادة، أي أنه من الضروري أن نعايش الآخر في مشاعره وانفعالاته وأحاسيسه كيفما كان نوعها باهتة أو عميقة عن طريق المماثلة التي تعني أن الآخر مماثل لنا.

ومن هنا، يرفض ماكس شيلر العلاقات القائمة على النبذ والكراهية والحقد والتنافر والتغريب والإقصاء، ويدعو في المقابل إلى علاقات وجدانية باطنية إيجابية أساسها التعاطف البناء والعطاء الوجداني المثمر والمشاركة الفعالة، إضافة إلى أنه يرفض بشكل مطلق تقسيم الذات إلى أجزاء ثنائية منفصلة أثناء الإدراك المعرفي، بل علينا أن ننظر إلى الغير الآخر نظرة محترمة كلية موحدة يلتحم فيها الداخل والخارج، والظاهر والباطن، والجسم والروح في بوتقة وجدانية لا تخضع بشكل من الأشكال لأي نوع من التقسيم أو التجزيء المصطنع ، يقول ماكس شيلر في هذا السياق: (إن أول ما ندركه من الناس الذين نعيش وإياهم، ليس هو أجسادهم ، ولا أفكارهم ونفوسهم، بل إن أول ما ندركه منهم هو مجموعات لا تنقسم ولا تتجزأ، ولا نسارع إلى تجزئتها إلى شطرين، أحدهما مخصص للإدراك الداخلي، والآخر للإدراك الخارجي، بوسعنا أن نتوجه بكيفية فرعية نحو الإدراك الخارجي أو نحو الإدراك الداخلي ، ولكن هذه الوحدة الفردية والجسدية (المعطاة) لنا في المقام الأول تمثل، قبل كل شيء، موضوعا يكون في ذات الوقت في متناول الإدراك الخارجي والإدراك الداخلي: الواقع أن هذين المحتويين يتعلق أحدهما بالآخر ويترابطان برباط جوهري يستمر ويبقى حتى حين أحاول أن أدرك نفسي. ويستقل عن كل ملاحظة وعن كل استقراء). ومن هنا فماكس شيلر يرى أن العلاقة الموجودة بين الأنا والغير هي علاقة إيجابية ممكنة يتحكم فيها التعاطف الوجداني الكلي.

ونجد أيضا أوغست كونت الذي يذهب إلى القول بضرورة إختزال العلاقات الإنسانية في فكرة واحدة هي أن يحيا الإنسان من أجل غيره إنطلاقا من دوافع التعاطف الإنساني التي تجعل كل فرد من أفراد المجتمع يتلقى المساعدة من طرف الآخرين .

ضف إلى ذلك ماذهب إليه مارتن هيدغر في نظره إلى علاقة الأنا بالغير باعتبارها علاقة اشتراك بين الذوات تتجاوز مستوى التحاور الانطولوجي الى مستوى الالتقاء والاشتراك في بناء التجربة الوجودية الانسانية الحيوية المشتركة وهكذا نجد "هيدجر" يقول : " ان الانا يوجد في الوجود هنا أي يوجد في العالم وهو وجود يتحدد من خلال الوجود مع والوجود من اجل ، فالوجود مع هو اشتراك الأنا مع باقي الموجودات في الوجود ". لأن العالم الذي أوجد فيه الأنا هو دائما العالم الذي يتقاسمه مع الآخرين وهذا الإشتراك يدل على وضعية الإنسان في العالم من خلال تجربته في الحياة ، ويذهب هيدغر إلى القول بأنه ينبغي إدراك الغير على أنه ضروري لأنه يقوم الفكر ، وهذا يتطلب وعي بالذات والمطالبة بقاعدة من قواعد اللعب كحد أدنى لكي يتاح لكل واحد في نهاية التحليل أن يفكر فيما يريد على حد تعبير هيدغر ، أي أن العلاقة هي علاقة إشتغال أو تجربة مع الآخرين ، كما يلعب التواصل في نظره والحوار عنصران إيجابيان في هدم تلك الهوة القائمة بين الأنا والآخر .

    يتبع في الأسفل تحليل وخاتمة العلاقة بين الأنا والآخر

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
العلاقة بين الأنا والآخر

 إضافة إلى هذا نجد جيل دولوز الذي يرى أن الغير ضروري بالنسبة للأنا، فبنظره ثمة العديد من الأغيار المقابلة لعنصر الأنا ولكن العلاقة القائمة بين الأنا والغير إيجابية قائمة على التكامل الإدراكي، أي إن الأنا لا يمكن أن تدرك كل العناصر المحيطة بالشيء المرغوب إدراكه، فلابد من الاستعانة بالغير على مستوى المعرفة والإدراك. فإذا أخذنا على سبيل المثال الشجرة، فالذات لا يمكن أن تدرك منها سوى زاوية معينة، بينما الزوايا الأخرى من الموضوع المدرك موجودة، ولا يمكن القول بعدمها واستحالة وجودها مادمنا لا ندركها من زاوية معينة ، ومن هنا، يتدخل الغير الآخر ليدركها من منظوره الخاص. أي أن الغير يساعد الذات في المعرفة والإدراك والتحصيل الموضوعي وبالتالي فالغير يكمل الذات في الجانب المعرفي الإدراكي. ومن هنا، نتحدث عن مدرك فعلي وهو الأنا، ومدرك ممكن هامشي هو الغير الوسيط والمكمل وهكذا، فإن الغير على حد تعبير جيل دولوز " بوصفه بنية هو تعبير عن عالم ممكن، إنه هو الشيء المعبر عنه مدركا بوصفه لم يوجد بعد خارج ما يعبر عنه ."وعليه، فوجود الغير ضروري للأنا عند جيل دولوز من خلال تصوره النسقي البنيوي، كما أن العلاقة بين الأنا والغير إيجابية قائمة على التكامل الإدراكي.

       

في الأخير يمكن القول أن العلاقة التي ينبغي أن تجمع بين الأنا والغير ليست الصراع بل الإنصات إلى الحوار والتسامح والاحترام المتبادل، لأن الآخر يماثلنا في الكينونة البشرية كما أن الوجود الفردي والبشري والاجتماعي والثقافي والعلمي فيه نقص لذلك يستلزم حضور الغير لتحقيق التكامل بحيث يمكن للانا أن ينفتح على الآخر ليتعرف عليه ويؤسس معه علاقة ايجابية يمكن أن تتحول إلى علاقة تعايش وتطابق وتماهي وبالتالي فهي تتجاوز كونها مجرد علاقة تحاور وجودي ،وهكذا يرتبط مبدأ الشعور بالنقص بالضرورة القصوى لوجود الغير.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...