خطبة الجمعة بعنوان المداومة علي الأعمال الصالحة بعد رمضان مختصرة
خطبة المداومة علي الأعمال الصالحة بعد رمضان ملتقى الخطباء 1444 مختصرة
خطبة الجمعة الأولى بعد رمضان 2023
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان فضل المداومة علي الأعمال الصالحة بعد رمضان
الإجابة هي
خطبتي القادمة مختصرة إن شاء الله بعنوان
((المداومة علي الأعمال الصالحة بعد رمضان))
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلىَ اللهُ وَسَلَمَ عَلَيهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ ، أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله ، لقد انقضى شهر رمضان ، وتصرمت أيامه ولياليه ، واللهُ يعلم كم من صحائفَ بُيضت ، وكم من حسناتٍ كُتبت ، وكم من ذنوب غُفرت ، وكم من رقابٍ أُعتقت ، انقضى رمضان ، وخَفيت أنواره ، وبَليت أستاره ، وأفل نجمه بعد أن سطع ، وأظلم ليله بعد أن لمع ، فتفجرت المدامع ، وأظلمت المساجد والجوامع ، وإن القلب ليحزن ، وإن العين لتدمع ، وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون ، أيها المؤمنون عباد الله ، انقضى رمضان ولكن، ماذا بعد رمضان ، هل تخرجنا من مدرسةِ رمضانَ بشهادة التقوى ، هل اتخذنا من رمضانَ قاعدةً للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور، ومنطلقاً لترك المعاصي والذنوب ، ماذا بقي في قلوبنا من أثر هذا الشهر الكريم ، ما هي أحوالنا بعد رمضان ، لقد انقضى رمضان ، وانقسم الناس بعده إلى ثلاثة أقسام القسم الأول عباد الله ، قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم ، وجعلوا رمضان غنيمة ربانية ، و منحة إلهية ، استكثروا من الخيرات ، وتعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات ، فما انقضى رمضان إلا و قد علت رتبهم عند الرحمن ، وارتفعت درجاتهم في الجنات ، وابتعدت ذواتهم عن النيران ، والقسم الثاني عباد الله ، قوم كانوا قبل رمضان في إعراض وغفلة ، فلما أقبل رمضان ، أقبلوا على الطاعة والعبادة ، صاموا و قاموا ، قرؤوا القران و تصدقوا ، ودَمَعت عيونهم وخشعت قلوبهم ، ولكن ، ما إن ولى رمضان ، حتى عادوا إلى ما كانوا عليه ، عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم ، فلهؤلاء نقول لهم عباد الله ، من كان يعبد رمضان ، فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله ، فان الله حي لا يموت ، يا عبد الله ، يا من عدت إلى ذنوبك و معاصيك ، إن الذي أمرك بالعبادة في رمضان ، هو الذي أمرك بها في غير رمضان ، يا عبد الله ، كيف تعود إلى السيئات ، وقد طهرك الله منها ، كيف تعود إلى المعاصي ، وقد محاها الله من صحيفتك ، أيُعتِقُك الله من النار فتعودُ إليها ، أيبيضُ الله صحيفتك من الأوزار ، وأنت تسوِّدُها ، يا من اعتاد الصلاة مع جماعة المسلمين ، كيف تعود إلى سبيل المنافقين ، ويا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب ، واصل مسيرتك وجدّ في الطلب ، يا من صامت عينه في رمضان عن النظر المحرم ، غضَّ طرفك ما بقيت ، يورثِ الله قلبَك حلاوة الإيمان ما حييت ، ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع الحرام ، من غيبة أو نميمة أو غناء، اتق الله ولا تعد لمعصيته ، ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام ، إياك وأكل الربا ، فإن آكله محارب لله ولرسوله ، فهل تطيق ذلك ، يا من كنت تصوم مع الصائمين ، وتقوم مع القائمين ، إياك أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، وتذكر أخي﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ فغيِّر من حالك ، وتب من ذنوبك ، وأقبل على ربك ، فإنك والله لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر هذه الدنيا ، والقسم الثالث عباد الله ، قوم دخل رمضان وخرج رمضان ، وحالهم كحالهم ، لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل فيهم أمر ، بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت ذنوبهم ، واسودت صحائفهم ، روى الترمذي في سننه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ﴿َرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ﴾ أولئك هم الخاسرون حقا ، وليس أمامهم إلا التوبةُ إلى ربهم ، و تداركُ ما بقي من أعمارهم ، قال الحسن البصري ﴿إن الله جعل رمضان مِضماراً لخلقه ، يتسابقون فيه بطاعته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ، ويخسر المبطلون﴾ أيها المؤمنون عباد الله.. لكل شيء علامة ، وإن من علامات قبول العمل الصالح المواصلةَ فيه ، والاستمرارَ عليه ، وأن يكون حالُ العبد بعد العمل خيراً منه قبل العمل ، فاحكم أنت على صيامك ، هل هو مقبولٌ أم مردود ، ولئن انقضى رمضان ، فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى الموت ، قال تعالى ﴿واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ أي الموت ، فتنبهوا لأنفسكم رحمكم الله ، وانظروا حالكم بعد رمضان ، واعلموا أن باب التوبة مفتوح ٌدائماً في رمضان وفي كل زمان ، فمن فاتته التوبة في رمضان ، فلا يقنط من رحمة الله ، بل يبادر في أي وقت كان ، فإن الله يتوب على من تاب ، ويغفر الذنوب لمن رجع وأناب ، قال الله تعالي ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا.إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ﴾
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبُّ ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أَما بعد أيها المؤمنون عباد الله ، لئن كنا ودعنا موسماً عظيماً من مواسم الطاعة والعبادة ، فإن الله تعالى شرع لنا من النوافل والقربات ، ما تهنأ به نفوسنا ، وتقر به عيوننا ، ويزيد في أجورنا وقربنا من ربنا ، كصيام الست من شوال ، وقيام الليل وصلاة الوتر ، والمداومة على السنن الرواتب قبل الصلاة وبعدها ، وقراءة القرآن الكريم ، والمحافظة على الأوراد والأذكار ، روى الإمام مسلم في صحيحه ، من حديث أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ﴿مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ﴾ فصيام الست من شوال سنّة مستحبّة ، وفضله أنه يكمّل أجر صيام سنة كاملة ، والحكمة من صيام الست ، أنها كالصلوات النوافل مع الفرائض ، فهي ترقع ما شاب الصيام ، من نقص أو تقصير أو ذنب ، كما أن في صيامها شكراً لله على توفيقه لصيام رمضان ، وزيادةً في الخير ، ودليلاً على حب الله وطاعته ، وعلامةً على قبول صوم رمضان ، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد ، وفقه لعمل صالح بعده ، كما قال بعضهم ، ثواب الحسنة فعل الحسنة بعدها ، واعلموا عباد الله ، أن من كان عليه قضاء من رمضان ، فعليه أن يصومه أولاً ، ثم يصومَ الست من شوال ، لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال ﴿مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ﴾ والذي عليه قضاء من رمضان ، إنما صام بعض رمضان ولم يصم رمضان ، كما أفتى بذلك أهل العلم ، فاتقوا الله عباد الله ، فبادروا بصيام الست من شوال ولا تتهاونوا بها ، وحافظوا على ما كسبتم في رمضان من الحسنات ، ولا تفسدوه بالرجوع إلى المعاصي والسيئات ، فتهدموا ما بنيتم ، وتبطلوا ما قدمتم ، فإن السيئات إذا كثرت أهلكت الإنسان ، ورجحت بحسناته في الميزان ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ ﴾ اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وزكاتنا وصالح أعمالنا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم ، على نبيّنا محمّد ، وآله وصحبه أجمعين .