خطبة الجمعة عن: فتن آخر الزمان والثبات على الحق خطبة مختصرة ملتقى الخطباء حول الفتن
خطبة عن الفتن ما ظهر منها وما بطن
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومختصرة حول الفتن وهي خطبة الجمعة عن: فتن آخر الزمان والثبات على الحق خطبة مختصرة ملتقى الخطباء حول الفتن
الإجابة هي كالتالي
خطبة الجمعة عن: *(فتن آخر الزمان والثبات على الحق)* .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد،
*فيا عباد الله:* فنحن في آخر الزمان، وقد حذرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- من فتن كقطع الظلام، وقال لنا: "بادروا بالأعمال فتنا" وأخبرنا عن اضطراب أحوال الناس في آخر الزمان، وأن منهم من يغير دينه والعياذ بالله، ومنهم من يزيغ عن العقيدة الصحيحة، ويخرج من الإسلام إلى الكفر، وقال لنا: "يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا" وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويُلقَى الشّحُّ ويكثر الهرجُ، قالوا: وما الهرج؟ قال: 'القتل'.
*عباد الله* : إن العاقل من يأخذ من أحداث الأيام عبرةً، فقد أرسل الله جبريل بالنقمة على قوم، فقال جبريل: يارب! إن فيها عبدا صالحا، فقال الله لجبريل: يا جبريل به فابدأ، فإنه رأى المنكر فلم يتغير وجهُه من أجلي.
*عباد الله* : إذا فشى المنكر فأصبح معروفا وضاع المعروف فأصبح منكرا وأضحى الناس لا يتناهون عن منكر فعلوه وباتوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف أنتم إذا طغا شبابكم وفسدتْ فتياتكم؟ قالوا: أوَ كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، وأشدّ من ذلك سيكون.. كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر؟ قالوا: أوَ كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، وأشدّ من ذلك سيكون، كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قالوا: أوَ كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، وأشدّ من ذلك سيكون، والذي نفسي بيده لتكوننّ فتنةٌ يصير الحليمُ فيها حيرانَ، وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا فعلتْ أمتي خمسَ عشرة خصلةً حلَّ بها البلاء، قيل: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: إذا كان المَغنم دُوَلا، والأمانة مَغنما، والزكاة مُغرَما، وأطاع الرجل زوجتَه، وعقَّ أُمّه، وبرَّ صديقَه، وجفا أباه، وارتُفعتِ الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلَهم، وأُكرمَ الرجل مخافةَ شرّه، وشُربتِ الخمور، ولُبس الحرير، واتُخذتِ القيناتُ والمعازفِ، ولعن آخرُ هذه الأُمة أوّلَها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً ومسخاّ".
*عباد الله* : إن الإسلام أكّد التسامحَ في نفوس المسلمين، فهذا عَلية بن يزيد -رضي الله عنه- لا يقوي على الجهاد، فيقوم من الليل يصلي، ثم يتوجّه إلى رافع السماء بلا عَمد، ودُموع الاعتذار تفيض على خدّيه، قائلا: "اللهم إنك قد أمرتَ بالجهاد ورغبتُ فيه، وأنت تعلم أنني لا أملك ما أتقوّى به على الجهاد وليس عند رسولك ما يحملني عليه، فاللهم أُشهدُك أنني قد تصدُقتُ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ بكل مَظلمة ظلمني بها في نفسي أو مالي أو عِرضي، وفي الصباح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أين المتصدق الليلةَ الماضيةَ؟ فيسكت عليةُ فيكرر الرسول -صلى الله عليه وسلم- النداء، فيقول عليةُ: أنا يا رسول الله، فيقول الرسول: أبشر فقد كتبت صدقتُك في الزكاة المقبولة".
*عباد الله* : ومن هنا يجب على ذوي الألباب أن يعلموا أن الذنوب مُهلكات للأمم مُدمراتٌ للظالمين، قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يعجل كَعَجَلة أحدِكم، إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ويقول الله -عز وجل- (( *وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القُرى وهي ظالمةٌ إن أخذَه أليم شديد* )).
*عباد الله* : إن أول ما يُعتَصم به من الفتن: كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد إلا باعتصام بهما، ومما يعصم من الفتن: الالتفات حول العلماء الربانيِّين، والذين يبينون للناس الحق من الباطل، والهدى من الضلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشرِّ، وإنّ من الناس مفاتيحَ للشرّ مغاليقَ للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيحَ الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيحَ الشرّ على يديه". ومما يعصم من الفتن: الثقة بنصر الله، وأن المستقبل للإسلام مهما ادلهمّت الظلمات واشتدّت الفتن، يقول الله (( *حتى إذا استيأس الرّسل وظنّوا أنهم قد كُذّبوا جاءهم نصرنا فنُجيَ من نشاء ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المجرمين* )).
*عباد الله* : ومن الأخطاء العظيمة في زمن الفتن: مراجعة أحاديث الفتن في وقت الفتنة، وتطبيقها على أوقات وأشخاص معينين، وهذا منهج خاطئ، فمنهج أهل السنة والجماعة أنهم يذكرون أحاديث الفتن للتحذير منها، وإبعاد المسلمين من القرب عنها. فالواجب على كل مسلم قادر أن يهتك أستار المنافقين، ويكشف أسرارهم، حتى لا تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
اللهم أنا نسألك أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا، ويعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين، ويحفظنا بحفظه ويعصمنا من شرور المِحن، ويُميتنا على السنن.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار...
أقيموا الصلاة يرحمكم الرحمن.
بقلم: *رضوان الله عبد الغني أديوالى الأدبي*