0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

ملخص حول درس الشعور و اللاشعور مفهوم الشعور واللاشعور باك 2023 

الشعور و اللاشعور...

بكالوريا 2022 2023 الجزائر 

تلخيص درس الشعور و اللاشعور بلهجتنا الجزائرية وبشكل مبسط باك للجميع 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... ملخص حول درس الشعور و اللاشعور مفهوم الشعور واللاشعور باك 2023 

وتكون اجابتة الصحية هي التالي 

الشعور و اللاشعور

ماهو #الشعور ؟

الشعور ببساطة هو #الوعي بالنفس.

مثلا حين تقول : أنا اشعر بالفرح و السعادة

يعني أنك شعرت أو وعيت بحالتك النفسية الداخلية بأنها تعيش حالة فرح و سعادة.

إذن #الشعور هو الإطلاع المباشر للحياة #النفسية دون وسائط.

و منه فإن كل مايحدث في حياتي الداخلية من فرح و إكتئاب و سعادة و حزن و حسرة أو تفكير و إشمئزاز... فإني أشعر به ، لأن #الشعور يطفو على كل مايجري في حياتي الداخلية لذلك قيل : #الشعور هو مبدأ الحياة النفسية.

يعني... أنني #أشعر بكل شيئ يحدث في #نفسي.

نشالله تكونو فهمتو هذي خاوتي و لي مافهمهاش نعاود نفهمو مكانش مشكل.

لنتابع...

قلنا الشعور يملئ الحياة النفسية أي أن كل مايجري بداخلنا فإننا نشعر به.

هذا ما كان شائعا لكن ظهرت فكرة أخرى و التي تعتبر أن الحياة النفسية عميقة و واسعة و أن الشعور لايستطيع وعيها بالكامل و أن هناك جانبا أخر في الحياة النفسية لانستطيع وعيه ، لكنه يؤثر على حياتنا النفسية و سمي #باللاشعور.

هل تعرف لماذا سمي باللاشعور ؟

الإجابة بسيطة لأنه يحمل الأمور و الأشياء التي لايشعر بها الإنسان كالذكريات و المشاهد و الأحداث التي شاهدتها من قبل لكنك نسيتها إضافة إلى الشهوات و و و...إلخ.

المهم أنه يحمل الأمور التي لانشعر بها و لكنها تؤثر علينا و تظهر أحيانا في شكل أحلام.

خاوتي نطبقو كلامنا بمثال و ستفهمون بإذن الله.

أفضل مثال هو : 

الحياة النفسية عبارة عن #بحر...الشعور يطفو فوق ذلك البحر... و اللاشعور موجود في أعماقه.

لذلك فإن الإشكال العام هو :

من يملئ الحياة النفسية هل هو #الشعور أم #اللاشعور ؟

وهذه اول مقالة في هذه المشكلة و أنبهكم إلى ضرورة فهمها بالكامل لأنها الأكثر إحتمالا لهذه السنة.

سنقوم بتقديم شرح مبسط لها...

أولا : #الشعور هو مبدأ الحياة النفسية...

من أبرز أنصار هذا الموقف هو #ديكارت الذي أكد ان #الشعور يطفو على الحياة النفسية أي ان الإنسان يشعر بكل ما يوجد بداخله و أن #الشعور هو مبدأ و أساس الحياة النفسية لذلك قال :*كل ماهو شعوري نفسي و كل ماهو نفسي شعوري* يعني أنه طابق بين الشعور و الحياة النفسية ليبين أن الشعور يطفو على كل منطقة في حياتنا الداخلية و اننا نشعر بكل شيئ.

و قد أكد موقفه بأن الشعور يمثل معرفة أولية مطلقة و صادقة و مباشرة لأحوال النفس إن كانت في فرح أو حزن او تفكير...

و قد نفى #ديكارت وجود جانب لا نشعر به(اللاشعور) بمسلمة قائلا :*بما أنه لاشعور فإنه لامعروف*.

أقراوها بلعقل أكثر من مرة تفهموها مليح.

نستطيع تقديم نقد #لديكارت و نقول :

لكن #ديكارت بالغ عندما طابق بين الشعور و الحياة النفسية لأن هذه الأخيرة اوسع من الشعور بكثير.

لأن هناك حالات و سلوكات تصدر عنا لكن لا نستطيع وعيها وهذا يعني أنها تنتمي إلى جانب آخر و هو #اللاشعور.

لاحظ كيف ان #النقد دائما يكون ممهدا للموقف الثاني.

 

ثانيا : اللاشعور هو مبدأ الحياة النفسية :

لكن هل تعرف كيف تم إكتشاف اللاشعور ؟

إقرأ القصة المضحكة :

تم إكتشافه من طرف طبيب في القرن 19 حين قام بتجربة فريدة في تاريخ الطب وهي :

جاب طفلة مريضة نفسيا بالهيستيريا يعني تهدر برك كي شغل مهبولة و ماتعرفش شكون هي...

اومبعد دارلها التنويم المغناطيسي بواسطة ساعة تتحرك يمينا و يسارا و قالها ركزي نظرك فيها وبدا يسألها أسئلة متسلسلة عن حياتها...فجأة الطفلة هذيك بدات تتفكر حياتها و بدات تتكالما و تقولو شكون هي...

ثمة هذاك الطبيب عرف بلي هناك جانب في الحياة النفسية كان يحمل الأفكار و الذكريات التي لم تكن تذكرها تلك الفتاة إلا بعد عملية التنويم المغناطيسي و نتيجته هي التداعي الحر للأفكار و سمي ذلك الجانب ب #اللاشعور.

حينها لم يتم إعتبار اللاشعور كأساس للحياة النفسية إلا بعد عدة سنين...

نشالله فهمتو القصة خاوتي.

المهم أن ذلك الطبيب لم يتوسع في بحوثه حول #اللاشعور ، إلى أن جاء طبيب نفساني آخر إسمه #سيغموند #فرويد و حاول إثبات وجود اللاشعور وانه يمثل أساس و مبدأ الحياة النفسية.

موقفه العام هو :

يقول #فرويد أن الإنسان يولد في أول يومه بدوافع غريزية جنسية و عدوانية و انانية و رغبات مختلفة...

و مع نموه وسط محيطه الإجتماعي و خاصة العائلي يجد أن المجتمع لا يسمح له بإشباع تلك #الرغبات فيقوم بكبتها و يعوضها بما يتناسب مع أخلاق مجتمعه.

إلا أن تلك #الرغبات لاتزول وإنما تنزل إلى أعماق #اللاشعور و تبقى تؤثر على النفس البشرية لتظهر في عدة صور وأهمها و التي نعرفها و نعاني منها جميعا هي #الأحلام و التي تظهر نتيجة الصراع بين الشعور و اللاشعور.

#مثال :

تخيل أن #سليم سرق #عمر غدرا و حاول أن #ينسى الجريمة التي إرتكبها في حق صديقه.

فحاول #سليم أن #ينسى تلك الذكرى أو الحادثة فقام #بكبتها و إنزالها إلى أعماق نفسه(اللاشعور) حتى لا يشعر بتأنيب الضمير ، إلا ان تلك #الذكرى ستبقى تؤثر على حياته النفسية و تحاول الصعود إلى #الشعور ليتذكرها #سليم ، و هنا يحدث صراع بين الشعور و اللاشعور وذلك الصراع يظهر في شكل #حلم أو #كابوس لدى#سليم.

نشالله فهمتو خاوتي...

إضافة إلى أشكال أخرى كالنسيان و زلات اللسان و السلوكات التي تصدر عنا دون وعي.

وهنا أكد #فرويد على ضرورة إعتبار #اللاشعور بكل ما يحمله ، هو من يملئ الحياة النفسية ، لذلك قام بتأسيس مدرسة التحليل النفسي و انضم إليه العديد من الفلاسفة وقامو بمحاولة إعطاء اللاشعور صبغة علمية بفتحهم لعيادات سميت بالعيادات #الإكلينيكية التي عالجو فيها المرضى عن طريق التنويم المغناطيسي و النتيجة تكون دائما التداعي الحر للافكار التي لم نكن نشعر بها.

وبعملهم هذا وضعوا نظريتهم بأن #اللاشعور هو أساس الحياة النفسية الذي يملئها و لايمكن للشعور وعي مايحمله.

########

المقالة الثانية في مشكلة الشعور و اللاشعور تخص #اللاشعور وحده لانها تحاول معالجة إن كان علميا او فلسفيا...

و السؤال هو : 

هل #اللاشعور فرض فلسفي من نسج خيال #فرويد أم أنه فرض علمي ؟

الموقف الاول :

اللاشعور فرض علمي و هذا ما أكدته مدرسة التحليل النفسي بزعامة #فرويد.

مايثبت علمية اللاشعور هو أن إكتشافه كان في العيادات الإكلينيكية و تجارب التنويم المغناطيسي التي قام بها #فرويد.

أيضا مايثبت ان اللاشعور فرضية #علمية هو إستخدام #فرويد خطوات المنهج العلمي في تحليله و معالجته للحالات النفسية وهي الملاحظة ، التحليل ، الفرضية ، التجريب ، الإستنتاج... .

أيضا أنه قام بتقسيم الجهاز النفسي إلى ثلاثة أقسام :

#الهو : هو مستودع لكل اللذات و الغرائز التي تطلب الإشباع.

#الآنا الأعلى : هو الذي يضبط الغرائز و الرغبات بفعل صرامة المجتمع و خاصة الوالدين.

#الآنا : هو ساحة الصراع داخل النفس بين الهو و الآنا الأعلى وهنا ينبغي على #الآنا الاعلى أو المحيط الخارجي أن يلعب دوره في ضبط #الهو. 

و مايثبت علمية اللاشعور هو أن #فرويد أرجع التصرفات و السلوكات التي تصدر من الإنسان إلى غريزتين هما : 

غريزة الحياة أي #الليبيدو وهي تظهر في حياة الإنسان بزواجه لإستمرار النسل البشري و عاطفته و حنانه و التضامن مع غيره.

غريزة الموت أي #العدوانية أو الهدم : و هي تظهر في سلوكه التخريبي و العدواني إتجاه غيره كالحرب أو إتجاه نفسه كالإنتحار.

وهناك ينبغي على المجتمع تهذيب الغريزة العدوانية بتغليب غريزة الليبيدو او البناء.

وهذه أهم النقاط أو بالاحرى كل النقاط التي تثبت #علمية اللاشعور بأنه موجود حقا.

#النقد :

لكن لو كان اللاشعور فرضا علميا فكيف نفسر إختلاف فلاسفة مدرسة التحليل النفسي أنفسهم في تحديدهم لبعض النقاط.

الموقف الثاني :

اللاشعور فرض فلسفي... 

الموقف الآخر يقول أن #اللاشعور مجرد فرض #فلسفي من نسج خيال #فرويد ومايثبت فلسفية نظريته هو الإختلاف مع تلامذته حول غزيزة الليبيدو و غريزة الهدم اي العدوانية...

فمن صفة النظريات العلمية هو المطلقية و إجماع مختلف العلماء و المفكرين على صدقها فحين نظرية #فرويد حدث العكس إذن هو نظرية فلسفية.

وهناك العديد من الفلاسفة الذين نفو وجوده أصلا ك #ستيكال و #بوستر الذي قال :*بما أنه لاشعور فإنه لامعرف*.

وهذا مايؤكد أن #اللاشعور لايتعدى شيئا كونه فرضية فلسفية من نسج خيال #فرويد.

#النقد :

لكن اللاشعور ساعد الإنسان على إكتشاف ذلك القسم المجهول من حياته النفسية و ساعد على علاج العديد من الحالات النفسية و هذا ما تثبته اليوم كثرة العيادات النفسية بأطبائها.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
ملخص تحضير درس الشعور و اللاشعور
0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
ملخص درس الشعور واللاشعور

درس الشعور واللاشعور

مقدمة : يحدث أن تخاطب إنسان ولا يتجاوب معك ، وتقرا ولا تفهم ما تقرأ ، وفي كلا الحالتين يكون الذهن قد شرد وغاب الوعي والشعور وبالتالي فان تعاملنا مع المحيط يتطلب حضور الشعور فماذا نعني به وما هي طبيعته ؟

الشعور

مفهوم الشعور

الشعور بالشيء هو إدراكه والعلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال ويرادفه الحدس ، فهو حدس الذات لأفعالها وأحوالها . فأنا اكتب وأدرك أنني اكتب وأفكر وأدرك ذلك ، كما اعلم أن كنت حزين أو مسرور . إلا أن هذا الحدس يكون متراوحا بين الشدة والضعف وبين الوضوح والإبهام فهو نشاط نفسي يتميز بوعينا بما نقوم به من أفعال . يعرفه موريس برادين Mourice Pradines ( 1874 ـ 1958 ) بقوله يعتبر الانتباه بصفة خاصة جهدا نفسيا غايته تركيز أفكارنا نحو هدف عقلي أو إدراكي " ويعرفه لالاند : " الشعور على وجه التقريب كما يلي: هو حدس العقل التام الواضح لأحواله وأفعاله "  

وظيفة الشعور

يحدد نوع المنبهات الخارجية والداخلية التي نتعامل معها ، ونحتاج إليه لتنسيق وضبط الأداء ، وبه نحدد الأولويات التي نقوم بها ويمكننا من الأداء الذكي.

مستويات الشعور

هل يكون الشعور دائما على درجة واحدة من الانتباه والتركيز ؟ أليست له درجات ومستويات تتراوح بين القوة والضعف ؟ إن الاهتمام بالدرس لا يمنعك أحيانا من سماع بعض الأصوات في الخارج ، فهل يكون الشعور في نفس المستوى بين الدرس والأصوات الخارجية ؟ لا ، إن الشعور متفاوت وهذه مستوياته .

الشعور التلقائي ( العفوي )   

ويحدث بشكل عفوي فنطلع على أحوالنا وأفعالنا النفسية ، أو نتعرف على ما تنقله لنا الحواس ، دون بدل أي مجهود فكري .

الشعور التأملي

التأمل هو النظر المركز الطويل نسبيا حول موضوع واحد ، أو حالة نفسية عن طريق الاستبطان عندما تنعكس الذات على نفسها مصحوبة بالانتباه واليقظة والتركيز .

الشعور الهامشي  

هو مجال الحياة النفسية التي ليست موضوع للشعور التأملي والتي سبق أن كانت موضوعا له ، ويمكن أن تعود إذا توجه الانتباه إليها بشكل إرادي .أو تفرض نفسها حسب توفر العوامل التي تساعدها على الطفو على ساحة الشعور ، مثل شدة المنبه وتكراره وتغيره المفاجئ وحركته .

خصائص الشعور

1 ـ متغير

أي لا يثبت على حال ، يقول باسكال بليز (1623 ـ 1662 ) pascal blaise " الزمن يشفي من الآلام والمنازعات والضغائن لأن الإنسان يتغير ويتبدل من حال إلى حال فلا الجارح ولا المجروح بباقيين على حالتهما الأولى " وفي نفس المعنى يقول وليام جيمس William James (1842 ـ 1910 ) فيلسوف أمريكي : " فنحن على الدوام ننتقل من إحساس بصري إلى إحساس سمعي ...ومن استدلال إلى بث ومن تذكر إلى رجاء ومن الحب إلى البغض ...وباختصار فإن شعورنا يتخذ عدة أشكال متعاقبة "

2 ـ متصل

تغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج ، فهو عند وليام جيمس متصل بشكل محسوس ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق أثناء جراينها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزئ المتصل ويعمد إليها الإنسان عند التفكير أو التواصل مع الغير .

3 ـ انتقائي

انتقال الوعي من موضوع إلى آخر لا يعتمد على عنصر المفاجأة ، بل هو عملية قصدية انتقائية حسب الاهتمام يقول وليام جيمس : " إن الشعور يهتم اهتماما غير متساوي الدرجات بمختلف عناصر مضمونه فيقبل البعض ويرفض البعض الآخر . فالتفكير هو القيام باصطفاءات " وتتجلى هذه الخاصية في العمليات العقلية العليا وهذه الخاصية هي سبب اختلاف الناس في تسجيل انطباعاتهم حول شيء ما .

4 ـ كيفي

الأحوال النفسية التي تشعر بها غير قابلة للتقدير الكمي وإنما توصف فقط من حيث الشدة والضعف والوضوح والغموض .

5 ـ ذاتي

الشخص هو المؤهل لمعرفة أحواله النفسية ومحاولة معرفة ذلك عند الغير لا يعدو مجرد تخمين وهذا ما يفسر اختلاف ردود أفعال بين الأشخاص حول مثير معين .

النظرية التقليدية في الشعور

يرى مين دي بيران Maine de Biran أن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به وهو شرط مشترك وضروري لكل ما سواه من الفعاليات الذهنية وهذا ما نجده عند ديكارت René Descartes ( 1596 ـ 1650) حيث يرى أن كل ما هو نفسي هو شعوري .

إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ، يقود إلى التسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها ، وأن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية) ، فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلاّ إذا تلاشى وجودها والشعور حدس بل هو صورة للظواهر النفسية ، وهو بذلك معرفة أولية مباشرة مطلقة ، صادق الحكم لا يخطئ أبداً ، على عكس الإدراك الذي هو نسبي من حيث أنه يقوم على الإحساس ، أمّا الشعور فلا واسطة بينه وبين الحوادث النفسية، فإذا شعرت بحالة ما ، كان شعوري بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي . وبذلك فإن الشعور يتّسع لكل الحياة النفسية وهو مستقل عن البدن ، وليس وراءه شيء . ويرى ديكارت أنه من التناقض القول بأن النفس تشعر بما لا تشعر ، فهي تشعر لأن الحادثة التي تشعر بها موجودة ، أمّا إذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فإنه يستحيل الشعور بها .

ونفس الرأي نجده عند بيار جاني Pierre Janet (1859 ـ 1947) فالشعور عنده مجموعة من الارجاع وردود الأفعال التي يقوم بها الشخص تجاه أفعاله لتنظيمها ومراقبتها . وهو عند سارتر Jean Poul Sartre (1905 ـ 1980) . شعور بشيء دائما ، بمعنى أن الشعور موجود ولكنه مرتبط في وجوده مع الموضوع المشعور به . إلا أن ابن سينا يرى إمكانية وجود الشعور بشكل مستقل فلا علاقة له بالموضوع المشعور به ولا علاقة له حتى بالجسم حتى انه يمكن تصور جسم مفرق إلى أجزائه ومع هذا يبقى على شعوره يقول : " إذا تجرد ـ الإنسان ـ عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عن شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وانه يستطيع أن يفكر " وإجمالا يرى العقليون أن الشعور حقيقة موجودة وله وظيفة نفسية فعالة وليس إضافي يمكن التخلي عنه . وان الحياة النفسية متطابقة مع الحياة الشعورية.

موقف النظرية المادية

لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سبباً ، والمنطق السليم يقول أن عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده. فالسبب موجود ولكنه مجهول فنحن نخضع للجاذبية ولكننا لا نشعر بها،ونحبّ أشياء دون أن نعرف لماذا؟ ونكره أشياء دون وعي الأسباب ، ونميل إلى أفكار دون أن نفقه العلة ، والعقل يقرّ أنه لا تحدث ظاهرة أو واقعة أو حادثة إلاّ بوجود سبب كاف يُوجدها .

لذلك رفض التجريبيون هذه النظرة للشعور ، لأن الشعور عندهم لا يزيد عن كونه تلك الانطباعات الحسية ، والدليل على هذا أن زوال الانطباع الحسي يؤدي إلى زوال الشعور ومنه فلا وجود للانطباع الذي يسبق الانطباع الحسي ، فهو مجرد استجابة لمؤثر ما وليس وظيفة . يرى مودسلي Moudsley أن الشعور قد يشهد الحادثة النفسية لكنه لا يحدثها ، وهكذا اعترضت المدرسة السلوكية بزعامة واطسون John Watson (1878 ـ 1958) على ما جاء في النظرية التقليدية . فالشعور عندهم خرافة ميتافزيقية وهذا تماشيا مع مذهبهم المادي الذي ينكر وجود النفس والروح فإنكار الشعور حسب بيار نافيل يعود إلى عدم إمكانية ملاحظته يقول : " حل الشعور والأحوال الشعورية محل النفس ، لكنها كانت تفلت من الملاحظة مثل النفس" بمعنى ، لا داعي لمواصلة البحث في هذا الميدان ، ميدان الشعور والأحوال الشعورية فهي لن تحقق أي نجاح يذكر وهذا بالقياس مع الأبحاث السابقة حول النفس والروح ذلك لبعدهما عن الملاحظة الحسية التي يتمتع بها الجسد .

وتدعمت هذه النظرية بأبحاث ريبو Théodule Armand Ribot (1839 ـ 1916) الذي جعل كل أحوال النفس تابعة للدماغ . فالشعور عنده هو مجرد انعكاس للنشاط الكهربائي في الدماغ عند قيامه بوظيفة عقلية . إلا أن ما يؤخذ على هذا الموقف التجريبي المادي انه لم يقدم تفسير مرضي لعملية تخدير المريض أثناء العملية الجراحية ، فالمعلوم أن الغاية من ذلك هي جعله يفقد الوعي أي الشعور وليس القصد منها فقدانه للجملة العصبية وهذا ما يؤكد وجود الشعور. ثم إن الانطباع الحسي لا يزول بزوال الانطباع الحسي انه متصل ومتغير وبالتالي ينتقل إلى موضوع آخر وهذا لا يعني زواله .

 اكتشاف اللاشعور

ماذا عن اللاشعور بوصفه مجالا أعمق لا يدركه الوعي ولكنه يؤثر على السلوك ؟

ملابسات اكتشاف اللاشعور

1 ـ وجود اللاشعور

اللاشعور في لغة التحليل النفسي هو جملة الفعاليات التي تؤثر في السلوك دون أن تبلغ ساحة الشعور ومجاله ، ولا تصير شعورية إلا عند ضعف المقاومة في الأحلام أو في حالات العصاب névrose أو أثناء العلاج النفساني ويقابله الشعور . ويتمثل اللاشعور أيضا في تلك الأفعال التي نقوم بها بشكل آلي دون تدخل الانتباه الواعي ، فبعض الأفعال لا تستدعي الشعور وأحيانا تصدر عنا أفعال ليست غريزية وليست عادات ، بل نجهل أسبابها . وأحيانا يصاب البعض بمرض عضوي ويكون سببه غير عضوي .

وهذه مشكلة أتنبه لها الفلاسفة في القرن السابع عشر ومنهم ليبنتز Gottfried Willhelm Leibniz (1646 ـ 1716 ) فيلسوف ألماني ، الذي قدم أدلة عقلية يثبت بها وجود أحوال نفسية غير مشعور بها ومن ذلك ، دليل الادراكات الصغيرة . إننا نسمع أصوات الأمواج وهي تتكسر على الصخور ، وان كل موجة تتكون من موجات صغيرة ، اجتماعها يتولد عنه ذلك الصوت ولكن لا يمكن سماعها منفردة لصغرها ، وبما أننا لا نسمعها ، هل هي غير موجودة ؟ إن سماعنا لصوت الموج ينفي ذلك . إذن هي موجودة رغم عدم شعورنا بها. وفي هذا يقول تين: " إن إدراك الآلاف من الاهتزازات الصوتية مثلا ينحل إلى ادراكات بسيطة لا تقع وهي منحلة تحت محك الشعور ، لأن الإحساسات بدورها تنحل إلى إحساسات اقل في الشدة والمدة ، ولا يقف الشعور إلا على تداخلاتها " . وهذا يصدق تماما على أحوالنا النفسية . وإلى مثل هذا ذهب كل من شوبنهاور Arthur Schopenhuer (1788 ـ 1860) وهاملتون William Hamilton (1805 ـ 1856) وكلهم برهنوا على وجود الشعور بأدلة عقلية.

لكن هذه الأدلة لا تثبت أمام النقد ، فالادراكات الصغيرة التي استند إليها ليبنتز يمكن رد عدم سماعها إلى ضعف قدرات الأذن وليس صغر الموجات . إلا أن الإثبات الحقيقي لوجود اللاشعور جاء مع أبحاث أطباء الأعصاب حول مرض الهيستيريا . وهو مرض عصبي يتجلى في شكل هيجان وأحيانا الشلل والقابلية للإيحاء هذا المرض كان تفسيره الشائع هو اضطرابات تحدث على مستوى المخ ، هكذا كان يعتقد اميل كرابلي (1855 ـ 1926) وبيار جاني Pierr Jeanet (1859 ـ 1947 ) وكان العلاج عندهم يتم بالعقاقير ، ثم تبين لهم أن أسباب المرض ليست عضوية . ومن القائلين بهذا بيرنهايم Bernheim (1837 ـ 1919 ) الذي كان يعالج مرضاه مستعملا التنويم المغناطيسي Hypnotisme ، وهو جملة الطرق والوسائل المستعملة لإحداث النوم بصورة غير طبيعية من اجل العلاج . والذي يرجع اكتشافه إلى فرانز انتون مسمر Franz Anton Mesmer (1734 ـ 1815 ) وتطورت هذه الطريقة على يد شاركو Charcot (1825 ـ 1893 )إلا أن نتائج هذا العلاج لم تكن مشجعة فالمرض يعود مرة أخرى كما ان بعض المصابين لا يستجيبون للتنويم.

2 ـ ظهور التحليل النفسي

ثم جاء عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد Sigmund Freud ( 1856 ـ 1939) واستبدل طريقة التنويم المغناطيسي بالتحليل النفسي ، وتقوم هذه الطريقة على التداعي الحر وهو وسيلة المحلل النفساني فيهيئ الجو الملائم لذلك ، ويشرع في استجواب المريض ويلح في أسئلته وينبهه إلا يخفي أي فكرة حتى لو كانت غير لائقة ، وإذا توقف المريض عن مواصلة الكلام فمعنى ذلك أن الكبت مازال يحاول إخفاء بعض الأفكار ، فيسيطر عليه المحلل بخبرته ويركز على الكلمة المفتاح ، فيزيل هذا الكبت حتى يفصح المريض عن سبب مرضه ، ومن ثم يتماثل للشفاء .

كما يعتمد فرويد في التحليل النفسي على تفسير الأحلام وينتبه إلى فلتات اللسان وينبغي للمحلل أن يعرف أن المكبوتات تتحايل للخروج إما على شكل نكوص وعودة إلى الطفولة أو إسقاط ، فنرى في الناس ما نراه في أنفسنا ، أو التقمص أو التبرير .

ويتمحور التحليل النفسي عند فريد على ما أطلق عليه الليبيدو أو غريزة الجنس وهي عنده المحرك الأساسي ومصدر كل الأحوال والأفعال النفسية ، سوية كانت أو مرضية يقول : " إن أسباب الاضطرابات الهيستيرية توجد في الدخائل الحميمية للحياة النفسوجنسية للمريض ، وان الأعراض الهيستيرية هي التعبير عن رغباتهم المكبوتة الأكثر سرية ، فعندئذ يتحتم على المريض المكتمل لحالة هيستيريا أن ينطوي على كشف لهذه الدخائل الحميمية وفضح لهذه الأسرار

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...