0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة بعنوان ليلة القدر و زكاة الفطر فضل ليلة القدر علامات ليلة القدر فضل زكاة الفطر

خطبة بعنوان ليلة القدر و زكاة الفطر  1444 

فضل ليلة القدر 2023 رمضان 1444 

عناصر الخطبة 

1- فضل ليلة القدر 

2- علامات ليلة القدر 

3-فضل زكاة الفطر. 

4-علي من تجب. 

5-هل تجوز نقدا ام لا ؟

مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة خطبة بعنوان ليلة القدر و زكاة الفطر 

الحمد لله رب العالمين الحمد لله عالم الخفيات المطلع على السرائر والنيات الذى لايخفى عليه شئ فى الارض ولا فى السماوات غافر الذنوب والسيئات وخالق الارض والسماوات جاعل فريقا فى الجنات وفريقا فى اسفل الدركات انعم علينا بشهر الطاعات والخيرات والبركات من احسن القيام والصيام فيه زاده حسنات ومن لم يحسن فيه اصابه بالسيئات .

نحمده سبحانه وتعالى ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسلمًا كثيرًا.

عباد الله

لقد خلق الله الكون واصطفى منهم البشر واصطفى من البشر الانبياء والرسل واصطفى من الانبياء والرسل أولوا العزم واصطفى من اولى العزم محمد صلوات ربى وتسليماته عليه فكما اصطفى الله نبينا محمدا وفضله على سائر الخلق والرسل فلقد اصطفى من الشهور شهر رمضان وفضله على سائر الشهور واصطفى من الايام العشر الاواخر من هذا الشهر واصطفى من العشر الاواخر ليلة القدر التى هى خير من الف شهر فمن حرم خيرها فقد حرم الخير كله ومن اجتهد وتعبد فقد اصابه الخير كله .

فيا عباد الله 

في زمان القرب يَتِمُّ الوصال، وفي فترات السعادة تبلغ الأَنْفُس غاية الآمال؛ فهلمُّوا عباد الله إلى القُرْب من الربِّ الكريم بالطاعة؛ فقد آن أوان الوصال، ولئن كانت الطاعة في سائر أيام الشهر المبارك - بل وفي سائر الأزمان - فضيلةً ومَحْمَدَةً؛ فهي في هذه العَشْر الأخير من رمضان أعظمُ فضلاً، وأرفع قدرًا، وأكثر حمدًا، وأكرم أجرًا، ذلك لأنها عَشْرُ التجلِّيَّات والنَّفحات، عَشْرُ إقالة العَثَرات، وتكفير السيِّئات، واستجابة الدَّعوات، عَشْرٌ تصفو فيها الأوقات للذيذ المناجات، والانكسار والذلِّ والتضرُّع وسَكْب العَبَرات، بين يدي بارئ الأرض والسماوات، فكم وكم فيها لربِّ العزَّة من عتيقٍ من النار، وطليقٍ من عذابها، وكم من أسيرٍ للذنوب وصله الله بعد القطع، وكتب له السعادة بعد طول العناء والشقاء، ببركة ما قدَّم في هذه العَشْر من توبةٍ صادقةٍ، وبفضل ما بذل من جَهْدٍ من الباقيات الصالحات.

فيا لسعادة السعداء، الذي شقُّوا الطريق إلى الجنة بعمل أهل الجنة، وهاجروا في هذه العَشْر إلى الله، وهجروا من أجله كلَّ محبوبٍ ومرغوبٍ ومطلوبٍ، واشتغلوا فيها بنَيْل رضاه، فتمَّت لهم الفرحة يوم الجوائز، وكانوا من أكرم القادمين على الله.

عباد الله

لقد رسم رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم للأمَّة في هذه العَشْر خيرَ نَهجٍ يوصِل إلى الغاية الحميدة ومنازل السعداء؛ ففي "الصحيحين" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان إذا دخل العَشْر، شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، وذلك مما يُشعِر بالاهتمام العظيم بالعبادة، والتفرُّغ لها، والانقطاع إليها عن كلِّ شاغِل. وعنها أيضًا: "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العَشْر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله"؛ أي يلزم المسجد لا يبرحه، ولا يشتغِل بغير العبادة فيها؛ اغتنامًا للفرصة، وسَيْرًا على نهج الصالحين، فإن الفرصة إذا أفلتت كانت حسرةً وندامة، وليس لأحدٍ علمٌ بطول العمر، ليستدرك في المستقبل ما فاته في الماضي، وليشتغل بصالح العمل ليدرك الأمل، إنما هي أنفاسٌ معدودة، وآجالُ محدودة، فمَن اغتنم فيها الفرصة الحاضرة، وتاجر في الأعمال الصالحة - ربح المَغْنَم.

ألا وإن من الغُبْن الواضح: أن ينصرف البعض عن العبادة في هذه العَشْر، وأن ينشغلوا عنها بإعداد اللِّباس والرِّياش، والاستعداد للعيد بالمباهج والزخرف والجديد، وأن ترتفع نسبة اللاهين والغافلين الذين يذرعون الأسواق طلبًا للمتعة، أو يحيون هذه الليالي المفضَّلة في اللهو والعبث، والاستماع إلى الأغاني الرقيعة، والتفكُّه بالتمثيليات الساخرة الماجِنة، وليس ذلك بالمسلك السديد، ولا النهج الرشيد.

ولقد فضل الله هذه الايام لما فيها من الخير وفيها ليلة هى خير من الف شهر فيها أنزل القرآن وتتنزل الملائكة باذن ربها

قال تعالى

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الدخان: 3 - 8]، ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

فما اعظمها وما أجلها وما أكرمها، وما أوفر بركتها، ليلة واحدة خير من ألف شهر، وألف شهر - عباد الله - تزيد على ثلاثة وثمانين عامًا، فهي عمر طويل لو قضاه المسلم كله في طاعة الله - عزّ وجل - فليلة القدر وهي ليلة واحدة خير منه، وهذا فضل عظيم وإنعام كريم؛ قال مجاهد - رحمه الله -: "﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، ليست في تلك الشهور ليلة القدر"، وهكذا قال قتادة، والشافعي، وغير واحدٍ.

وليلة القدر هي قَطْعًا في شهر رمضان المبارك؛ لقول الله تعالى:﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]،.

 وهي أرجى ما تكون فيه في العشر الأواخر منه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان)).

وطلبها - عباد الله - في أوتار الشهر آكد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوها في العشر الأواخر في ثلاث يبقين أو سبع يبقين أو تسع يبقين))، وأرجى ليلة من تلك الليالي هي ليلة سبع وعشرين؛ لقول كثير من الصحابة: إنها ليلة سبع وعشرين؛ منهم: ابن عباس، وأُبَيّ بن كعب، وغيرهما.

والحكمة من إخفائها وعدم تعيينها في النصوص أن يجتهد المسلمون في جميع العشر بطاعة الله جلّ وعلا بالتهجُّد وقراءة القرآن والإحسان، وليتبين بذلك النشيط والمجد في طلب الخيرات من الخامل الكسلان، ولأن الناس لو علموا عينها، لاقتصر أكثرهم على قيامها دون سواها، ولو علموا عينها ما حصل كمال الامتحان.

طوبى لمن نال فيها سبق الفائزين، وسلك فيها بالقيام والعمل الصالح سبيل الصالحين، وويل لمن طرد في هذه الليلة عن الأبواب، وأغلق فيها دونه الحجاب، وانصرفت عنه هذه الليلة وهو مشغول بالمعاصي والآثام، مخدوع بالآمال والأحلام، مضيع لخير الليالي وأفضل الأيام، فيا عظم حسرته ويا شدة ندامته.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))، ومَنْ منَّا يا عباد الله من لا تتطلع نفسه إلى هذا الجزاء العظيم، والفيض العميم، والتخلُّص من تبعات الذنوب؟

وقيام ليلة القدر إنما يكون بالتهجُّد فيها والصلاة والدعاء، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تدعوَ فيها، وتسأل الله العفوَ كشأن المقصِّرين، والله سبحانه هو العَفُوُّ الكريم، وجميع الذنوب صغيرة في جنب عفو الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

علاماتها 

1-قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة لا يحس فيها بالمدن. 

2- الطمأنينة أي طمأنينة القلب وإنشراح الصدر من المؤمن فإنّه يجد راحة وطمأنينة في هذه الليلة أكثر ما يجده في بقية الليالي.

 3- الرياح تكون فيها ساكنة.

 4- المنام.. أنه قد يري الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة. 

5- اللذة.. أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر من غيرها من الليالي. علامات لاحقة الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع .. صافية. يعلق الشيخ الشنقيطي: " سبب ذلك - والله أعلم - أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر

فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا لهذه الليلة المفضَّلة قدرها، بالعمل على إحيائها في العبادة، والتمسوها في أفراد هذه العَشْر كما جاء في الحديث: ((تحرُّوا ليلة القدر، في الوِتْر من العَشْر الأواخر من رمضان)).

اقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين ونشهد ان لا اله الا الله ولى الصالحين ونشهد ان سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمدا ارسله ربه رحمة للعالمين

عباد الله  

يتبع في الأسفل خطبة بعنوان ليلة القدر و زكاة الفطر 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة بعنوان ليلة القدر و زكاة الفطر  يتبع..

عباد الله: زكاة الفطر، صدقة واجبة معروفة المقدار، يقدمها المسلم لِفِطْرِه من رمضان. وأضيفت الزكاة إلى الفطر، من إضافة الشيء إلى سببه؛ لأن الفطر من رمضان هو سبب وجوبها، فأضيفت إليه؛ لوجوبها به. ويقال لها: "زكاة الفطر"، ويقال لها كذلك: "صدقة الفطر".

عباد الله: الحكم الشرعي لزكاة الفطر، هو الوجوب. والدليل على ذلك حديث ابن عمر كما في الصحيحين: "فَرَضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض".

عباد الله: زكاة الفطر لها خصوصية فيمن تجب عليه من المسلمين، فهي لا تجب على المكلف فقط، بل تجب زكاة الفطر على كل مسلم: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجل أو امرأة، صغيرٍ أو كبيرٍ. والدليل على ذلك، حديث ابن عمر في الصحيحين، وفيه: "فَرَضَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ".

قال ابن قدامة: "وجملته أن زكاة الفطر تجب على كل مسلم، مع الصغر والكبر، والذكورية والأنوثية, في قول أهل العلم عامة، وتجب على اليتيم, ويخرج عنه وليه من ماله، وعلى الرقيق".

يا عباد الله: ومن خصوصية أحكام زكاة الفطر، أنها لا تجب فقط على المسلم في نفسه، بل تجب عليه في نفسه، وعن كل من يعول ممن تلزمه نفقتهم. قال الخرقي: "ويلزمه أن يخرج عن نفسه وعن عياله".

فظهر أن الفطرة تلزم الإنسان القادر عن نفسه، وعن من يعوله، أي يمونه، والدليل حديث ابن عمر الذي حسنه الألباني في الإرواء، وفيه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى الْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى مِمَّنْ تَمُونُونَ".

تجب زكاة الفطر بدخول وقت الوجوب، وهو غروب الشمس من ليلة الفطر؛ والدليل على ذلك حديث ابن عمر في الصحيحين: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان"، وذلك يكون بغروب الشمس، من آخر يوم من أيام شهر رمضان، فزكاة الفطر لا تجب إلا بغروب شمس آخر يوم من رمضان: فمن أسلم بعد الغروب، أو تزوج، أو وُلِد له وَلدٌ، أو مات قبل الغروب لم تلزم فطرتهم.

عباد الله: يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين؛ لحديث ابن عمر كما في صحيح البخاري، وفيه: "وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ"، وفي لفظ للإمام مالك: "أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة".

 ويستحب إخراج زكاة الفطر يوم الفطر قبل صلاة العيد؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، كما في حديث ابن عمر في صحيح مسلم، وفيه: "وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ".

 واعلم أيها المسلم، أنه لا يجوز تأخير أداء زكاة الفطر بعد صلاة العيد على القول الصحيح، فمن أخَّرها بعد الصلاة بدون عذر، فعليه التوبة، وعليه أن يخرجها على الفور، والدليل على ذلك، حديث ابن عباس الصحيح كما في سنن أبي داود، وفيه: "مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ.

وأما إخراج زكاة الفطر قيمة نقدية بدلاً عن الطعام، فللعلماء قولان: القول الأول: عدم جواز إخراج القيمة في زكاة الفطر، وهو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة. وقال النووي كما في المجموع: "لا تجزئه القيمة في الفطرة عندنا وبه قال مالك وأحمد وابن المنذر".

 والقول الثّاني: جواز إخراج القيمة في زكاة الفطر مطلقًا، وهو مذهب الحنفية. فذهبوا إِلَى أَنَّهُ "يَجُوزُ دَفْعُ الْقِيمَةِ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ، بَل هُوَ أَوْلَى لِيَتَيَسَّرَ لِلْفَقِيرِ أَنْ يَشْتَرِيَ أَيَّ شَيْءٍ يُرِيدُهُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ؛ لأَِنَّهُ قَدْ لاَ يَكُونُ مُحْتَاجًا إِلَى الْحُبُوبِ بَل هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى مَلاَبِسَ، أَوْ لَحْمٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ".

 أيها الإخوة: يقول العلماء: "والسنة توزيعها بين الفقراء في بلد المزكي، ولا بأس بنقلها، ويجزئ -إن شاء الله- في أصح قولي العلماء، لكن إخراجها في محلك الذي تقيم فيه أفضل وأحوط، وإذا بعثتها لأهلك؛ ليخرجوها على الفقراء في بلدك فلا بأس

 اللهم ثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا وصالح اعمالنا

اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا .

واقم الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

كتبها "الشيخ محمد الخراشى

امام باوقاف الاسكندرية
0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
《خطبة في فضل ليلة القدر 》

كتب العبد الضعيف:حسن العباري الهشتوكي

الحمد لله الذي فضل بعض الأيام على بعض ، وبعضَ الليالي على بعض ، فضلا منه ورحمة ،وتكرما منه ومِنة ، وتشريفا لها وتعظيما.

 نحمده سبحانه وهو القائل : (ليلة القدر خير من ألف شهر) . ونصلي ونسلم على خير البشر ، سيدِ العرب والعجم ، القائل : لله فيه -أي في رمضان - ليلةٌ خير من الف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين كانوا يتحرون ليلة القدر ، وعلى التابعين وتابعيهم إلى يوم الحشر.

أما بعد"

أيها الإخوة الكرام : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل وبالاجتهاد فيما تبقى لكم من أيام وليالي رمضان المبارك.

فالاعمال بالخواتيم والعبرة بمن سبق.

فشمروا واجتهدوا و أخلصوا لعلكم تجدون في هذه العشرِ الأواخر ليلةَ القدر فتفوزوا بمغفرة الذنوب وبالاجر العظيم والثواب الجزيل.

فهنيئا مريئا لمن صادفها ، ومن اجتهد وتحرّاها لا بد أن يصادفَها لأنها موجودة لا محالةَ وموجودةٌ بالضبط في العشر الأواخرِ من رمضانَ على المشهور عند جمهور العلماء للأحاديث الورادة في ذلك منها :

قوله صلى الله عليه وسلم : {تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان} متفق عليه.

وهي في الأوتار من العشر الأواخر يعني في الواحد والعشرين والثالثِ والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين لقوله صلى الله عليه وسلم :《تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان》. رواه البخاري.

وأقربُ احتمال أنها تكون في السابع من الأوتار ، وهو قول الجمهور والله اعلم وذلك للأحاديث الواردة في ذلك منها مارواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلةَ القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان مُتحريها فلْيتحرَّها في السبع الأواخر.

ومعنى قولِه صلى الله عليه وسلم : تواطأت أي اتفقت.

وعلى أيٍّ فأقربُ الأوتار السبع ،ولكن العلماء قالوا بأنها تنتقل في الأوتار في كل سنة ، ولا تختص بليلة معينة لحكمةٍ اللهُ يعلمها.

وفي فتح الباري ما نصه {أرجح الأقوال أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل}والله أعلم .

لعل النبيَ صلى الله عليه وسلم خفف عنا مشقةَ تَحرّيها وقَرّب إلينا المقصودَ رحمةً بنا ، وهذا دليل على فضلها فلو كانت كباقي الليالي أو أفضلَ منها بقليل لمَا أولاها النبيُ صلى الله عليه وسلم كلَّ هذا الإهتمام.

أيها المؤمنون: إن المؤمن يجتهد في العشر الأواخر كلِها، ليدركَ ليلة القدر ، فمن جد وجد ، ومن زرع حصد.

ويجتهد أكثر في الأوتار ، ويجتهد أكثرَ من ذلك في السبع الأواخر.

  وهذا الاجتهاد يكون بالقيام على حسب استطاعة المرء بل ويزيد ، فمن يعرفِ المطلوب يحقرْ ما بذل ، والجزاء على قدر العمل ، وكلما صبر العبدُ وزاد في القيام زاده الله في الأجر والثواب ، والله عزوجل يقول:إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

وينبغي أن تكون هذه الأعمالُ بما فيها القيامُ خالصةً لوجه الله الكريم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه.

أيها المؤمنون : أما عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشرِ فقد كان صلى الله عليه وسلم : إذا دخل العشرُ الأواخرُ يُحيي ليلَه ويكون هذا الإحياءُ بكل قول وفعل يحبه الله مع تَحَري الأفضل من قيام وتلاوة القرآن و تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل....وصدقة ودعاء .

وأفضل دعاءٍ في ليلة القدر؛ اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا....

فقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عما تقول إذا وافقت ليلة القدر فقال لها:{قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا }.

والعفوُ هو المسامحةُ على الذنب ومحوُه من السِّجل،بخلاف المغفرة فهي المسامحة على الذنب مع إبقاءِه في السجل ، فالعفو أبلغُ من المغفرة.

أيها المؤمنون : وإنما أخفى الله هذه الليلةَ كما أخفى الصلاةَ الوسطى و ساعةَ الإجابةلئلا يَتربَّصَها الناسُ وينتظروها ويهملوا ما سواها ، ولكي يجتهدَ المسلمُ أكثر ولا يَعجَز، ليضاعِفَ اللهُ أجرَه بقدر اجتهاده ، وإذا اجتهد في العشر الأواخر كلها وكانت في السبع منها فالله لن يضيعه ، فإنه عزوجل يكتب له أجرَ الاجتهاد ويُوفّيه له ، و هنيئا له بالظفر بليلة القدر التي وصفها الله بأنها ليلةٌ مباركة .

قال تعالى : إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين....

فمن بركة هذه الليلة العظيمةِ الشريفةِ أن الله عزوجل :أنزل فيها القرءانَ الكريم لهداية للناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

فالله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم في رمضان لقوله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وأنزله بالضبط في ليلة القدر جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزة في السماء الدنيا ، ثم بدأ ينزل مُفصلا على النبي صلى الله عليه وسلم على حسب الوقائع والأحداث في ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.

قال تعالى[انا أنزلناه في ليلة القدر ]

ومن فضلها وبركتها وشرفِها:

 -أن الله تعالى سماها بليلة القدر أي ليلة التشريف والتعظيم والتقدير والقضاء ، يُقدر الله فيها وقائعَ السنة.

ومن تفخيمها وتعظيمها قال عنها ربنا عزوجل : {وما أدراك ما ليلة القدر }.

أي وما أعلمَك يامحمد بخير وفضل ليلة القدر.

فاجتهدوا واحرصوا على اغتنام الدقيقة بل والثانية وخصوصا في هذه الليالي القصيرة ، واعلموا أن أيام النوم طويلة ، وأن أيام الخير تَمضي وما ندري هل تعود أم تدركنا الموت ، ونحمل معنا الى قبورنا حسرةَ الفوت ، وتذكروا ما قال الله تعالى عن المفرطين.

قال الله تعالى: واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن ياتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون.

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبسنة سيد الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد " أيها المجتهدون : إن لهذه الليلةِ فضائلَ يحتاج تبسيطُها وتفصيلها لكثير من الخطب.

فمن فضائل هذه الليلة:

أن الأعمالَ الصالحة فيها من قيام وذكر وتلاوة القرآن وصدقة وسحور وكلمة طيبة خيرٌ من ألف شهر ليست فيه ليلة القدر ، فالعمل فيها خير من العمل في ألف شهر ، فهي خير من ألف شهر في الشرف وكثرة الثواب والأجر.

وألف شهر ما يعادل ثلاثا وثمانين سنة فما فوق ، أي فوق متوسط أعمار هذه الأمة.

قال الإمام مالك : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأى أعمارَ الناس قَبله أو ماشاء الله من ذالك فأعطاه الله ليلةَ القدر خير من ألف شهر.

-ومن فضلها : أن الملائكة الكرامَ وجبريلَ عليه السلام يكثر تنزُّلهم في هذه الليلة المباركة بإذن الله لأجل جميع الأمور المُحكمةِ التي تكون في تلك السنة.

قال تعالى : (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) وقال في آية أخرى : (فيها يفرق كل أمر حكيم....)

يعني يُفصلُ من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة ماهو كائن في تلك السنةِ من الآجال والاقدار والخير والشر وغير ذلك من كل أمر حكيم من أوامر الله عزوجل المحكمة المتقنة التي ليس فيها خلل ولاباطل....وإنما يَكثُرُ تَنزُّلُ الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ؛ والملائكةُ يتنزلون مع البركة والرحمة ، كما ينزلون عند تلاوة القرآن. ....

-ومن فضلها : أن الملائكة تنزل فتُسلِّمُ على الناس القائمين على عبادة الله في تلك الليلة ، وأنهم ينعمون فيها بالسلام والأمان من الشرور ومن العذاب لأنهم مشتغلون بما يرضي ربَّهم وهو حافظُهم ، وأنهم يَسلمون من أعمال السوء التي يكونُ مصدرُها من الشياطين ، ولاشك أن الملائكة يَنزلون بالخير والبركة والرحمة والسلامة ، فهي خيرٌ وسلامٌ كلُّها ليس فيها شرٌّ حتى تطلعَ الشمس.

قال تعالى《سلام هي حتى مطلع الفحر》

-ومن فضلها أن الله أنزل فيها سورةً تتلى سماها بسورة القدر

-ومن فضلها أن الله يغفر لمن قامها إيمانا واحتسابا ماتقدم من ذنبه.

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ، أي إيمانا بالله وثوابه وبفضل ليلة القدر واحتسابا للأجر والثواب أي غيرَ شاك في الأجر. فاجتهدوا عباد الله في الطاعات والقربات ، وأكثروا من أقوال وأفعال الخير تنتفعوا بها في الحياة والممات ، واطلبوا الله أن يتقبل منكم ، وسيروا على حالكم ، وزيدوا في العمل ولا تنقُصوا وإذا قمتم هذه الليلةَ فلا تبخلوا في الأيام الأخرى فما زالت أمامَكم ليلة التاسع والنبي صلى الله عليه وسلم، قال《 التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى 》رواه البخاري

اجتهدوا وتذكروا قول نبيكم : [إنما الأعمال بالخواتيم ].

اللهم تقبل منا الصلاةَ والصيام ، واحشرنا في زمرة خير الأنام.

 وَانْصُرِ اللهم مَن قَلَّدْتَهُ أَمْرَ عِبَادِكَ وَ بَسَطت يَدَهُ فِي أَرْضِكَ وَبِلَادِكَ،

موْلانَا أَمِير الْمُومِنِينَ صَاحِب جَلَالَةِ الْمَلِك مُحَمدا السادِس، نَصْرًا عَزِيزا

تعِزُ بِهِ الدين، وَترْفَعُ بِهِ رايةَ الْإِسلَامِ وَالْمسْلمينَ، اللهمَّ كُن لَه وَلِيّا وَنَصِيرا، وَمُعينا وَظَهِيرا، وَأَقِرَّ عَينَ جَلَالَتِهِ بِوَلِيِّ عَهْدِهِ الْمَحْبُوبِ صَاحِبِ

السمُو الْمَلَكِي الأَمِير الْأمْجَد مَولايَ الحَسَنِ ، وَشُدّ ازْرَ جَلالَته بِشَقيقهِ السعِيدِ، صاحِبِ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ الْأَمِيرِ الْجَلِيلِ مَوْلَايَ رشيد، وَبِبَاقِي أَفْرَادِ الأُسرَةِ الْمَلَكِيةِ الشَّرِيفَةِ إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

وَارْحَمْ اللهم الْمَلِكَيْنِ الْمُجَاهِدينِ الْجَلِيلَيْنِ مَوْلَانَا مُحَمدا الْخَامِس وَمَوْلَانَا الْحَسَن الثَّانِي، اللهم طَيِّبْ ثَرَاهُمَا وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُمَا، وَبَوِّئهما مَقْعَد صِدْقٍ مَعَ الذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِن النبِيئِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.

وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...