0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

مقالة فلسفية هل الاخلاق ذات طبيعة ثابتة دوما

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... هل الاخلاق ذات طبيعة ثابتة دوما

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

هل الاخلاق ذات طبيعة ثابتة دوما؟

مقدمة

-الاخلاق احد القيم المعيارية التي تساهم في توجيه السلوك نحو الخير والابتعاد عن الشر،ونظرا لاهميتها في حياة الانسان والجتمعات ،لقت اهتماما واسعا من طرف الدين والمفكرين والفلاسفة،ومن بين هذا الاهتمام اشكالية طبيعته-ا.فهناك من اعتقد انهامطلقة،بينما هناك من يقول -بنسبيتها - والاشكال المطروح امامنا هو : هل الاخلاق في طبيعتها مطلقة ام هي نسبية؟ وبمعنى آخر هل القيم الأخلاقية تابتة ام متغيرة بتغير الزمان والممكان؟ ألا يمكن تجاوز هذا العناد الفكري الى التوفيق،ام ان هذا الاخير مجرد تلفيق؟

محاولة حل الاشكال:

عرض القضية(١)الاخلاق هي حقيقة مثل باقي الحقائق؛تتصف بالموضوعية ولذلك فهي مطلقة ، بمعنى انها تتميز بالثبات ومتجاوزة للزمكان إذن فهي حقائق قائمة بذاتها ،مستقلة عن ذواتنا وعن باقي العوامل.

  هذا ما يراه الاتجاه المثالي عند (افلاطون) في نظرية المثل،حيث هذه الاخيرة تتضمن كل الحقائق المطلقة منهافكرة الخير والعدل...الخ.لذلك يقول"ان الله مقياس الاشياء كلها"،وما الخيرات الجزئية (كالصدق والعدالة والامانة مثلا)الا ضل لعالم المثل المطلق، وهي دليل علىها.

  نفس الشيء عند المعتزلة،حيث الحسن والقبح(الخير والشر) عقليان لا نقليان، فما يراه العقل خير فهو خير وما يراه شر فهو شر.فالشرع مخبر لا مثبت للاخلاق.وعليه فان الاخلاق عقلا وشرعا هي ذات طبيعة مقدسة.

 اما(كانط) فيعتبر الاخلاق ذات طبيعة كًًونية،ثابتة ومطلقة،بمعنى آخر الاخلاق ليست مشروطة لا باسباب ولا بغايات،لذلك يقول"انقيمة الاخلاق في مبدأ الارادة لا في الاهداف البعدية"

الحجة:

١)افلاطون يبرر ثباتهابثنائية عالم المعقول مقابل عالم الحس، فالاول مطلق والثاني نسبي، والنسبي يدل على وجود المطلق

٢)الخير والشر مفهومان مطلقان ومبدأين عامين ثابتين، يتجاوزان الزمكان

٣)حسب كانط الاخلاق خاضعة لمبادئ قبلية مطلقة مثل مبادئ الرياضيات ،التي توجه الارادة الخيرة استجابة لفكرة الواجب العقلي اللامشووط اي(الواجب من أجل الواجب)

٤)تاريخيا هناك قيما ثابتة لا تتغير كالصدق والاخلاص وغيرها، وهذا دليل على ثباتها. وحاضرا هناك اجماع عن الكثير منها مثل الحقوق الطبيعية وحقوق الانسان.

اذن كل هذا يدل على ان الاخلاق ثابتة ومطلقة فالصدق خير ولا يمكنه ان يكون شرا، والكذب سلوك مذموما لا يمكنه ان يكون خيرا،وعليه فالوجود تابع للقيمة.

مناقشة:

فعلا ان القيم الاخلاقية يجب ان تكون ثابتة وعامة،فلايعقل ان يكون فعل خير وشر معا

لكن هذه الاتجاهات بالغت عندما جعلت كل الاخلاق تتصف بالمطلقية والثبات،فلو كان الامر كذلك فكيف نفسر اختلاف القيم والحكم الاخلاقي بين الافراد في المجتمع الواحد من زمن لآخر، وحتى في الز

من الواحد، واختلاف القيم بين المجتمعات؟

عرض نقيض القضية(٢)

هذا التشكيك السابق في اطروحة انصار مطلقية الاخلاق، دفع بالبعض الى اقرار نسبية الاخلاق،من منطلقات مختلفة.بمعنى ان الخير والشر مفهومان متغيران تغير الزمان والمكان، لذا فالاخلاق ليست قبلبة بل بعدية.

هذا ما تراه النظرية الاجتماعية(دوركايم،لفي برول مثلا)، وانصار الاتجاه الحسي قديما وحديثا(ابيقور،ارستيب)والاتجاه النفعي حديثا(بنتام)، والنزعة الفردية الوجودية مع(ج/ب/سارتر).

يعتقد هؤلاء جميعهم على ان الاخلاق نسبية ومتغيرة،فارستيب يرجعها الى( مبدأ اللذة والالم)ويقول في هذا"الخير في اللذة والشر في الالم"، وحاول (ابيقور اضافة اللذة والالم النفسيين) كمعيار. اما (دوركايم)يبرر نسبيتها بارجاعها الى المجتمع، لذا يقول( غورفيتش)" المجتمع معيار الخير والشر". اما (بنتام) فالاخلاق تخضع لمعيار المنفعة العامة وتتغير بتغير منافع الناس وفق جملة قواعد حسابية( النقاء، الخصوبة،الامتداد، القرب والبعد، الشدة،والمدة)

اذن الاخلاق عندهم ذاتية لا موضوعية مطلقة، فالقيم الاخلاقية تابعة للوجود الواقعي والممارسة.

الحجة:

١)تاريخيا نلاحظ ان الاخلاق تتغير وتتلون بتغير المجتمعات مثلا العبودية في الماضي فعل مقبول لكن الان منبوذ

٢) واقعيا الاخلاق تختلف من مجتمع لاخر، وحتى انها تتغير داخل المجتمع الواحد.

٣)معرفة الخير والشر نتيجة الحس والتجربة واللذة والمنفعة

مناقشة:

لا يخلو هذا الطرح من الصواب والواقعية، في اقراره نسبية الاخلاق وتغيرها،سواء على مستوى ضمير الفرد،او على مستوى الضمير الجمعي،فهذا ملاحظ من خلال (الممارسة) وتصادم الواجبات من جهة،والواجبات وضروريات الحياة من جهة اخرى، ولعل فكرة الضرورات تبيح المحضورات تدل على هذه النسبية والواقعية.

لكن منطق هذا الطرح من جهة اخرى مبالغ فيه كذلك،لانه لا يعقل مثلا ان يكون وأد البنات خيرا ما دام المجتمع يقبل به، ولايعقل ان يكون عمل السارق خيرا ما دام يحقق له لذة ومنفعة،ان القول بنسية الاخلاق وعدم ثباتها يؤدي الى التشكيك فيهامن جهة، كما يؤدي الى تضاربها داخل المجتمع الواحد، وبين المجتمع البشري،و تغيرها في الممارسة والتطبيق لا يجعلها تتناقض ضرورة مع(المبدأ العام) حيث ما هو عرضي مؤقت لا يؤثر فيما هو جوهري ثابت،مثلا الكذب يبقى سلوك شرير(مبدئيا) لكن قد يقبل ظرفيا اذا كانت غايته الاصلاح بين متخاصمين للضرورة.

اذن ما ذهب اليه انصار نسبية الاخلاق هو الاخر موقف نسبي.

التركيب :

ان مناقشة الرايين يتبين لنا ان كل طرف يمتلك جزء من الحقيقة لا كلها، فأنصار مطلقية الاخلاق اصابواجزئيا في اقرار ثبات القيم عقلا ودينا لان هناك قيم واحدة لالاف السنين، وان ما ذهب اليه انصار النسبية هو الاخر فيه جانب من الصواب، لان الواقع يؤكد ذلك فمثلا خروج المرأة للعمل في مجتمعنا الجزائري سابقا كان منبوذا اخلاقيا،لكن الان أصبح مقبولا،

وعليه نرى ان الاخلاق ليست كلها معايير ثابتة ، ولا هي دائما متغيرة، بل هي بين الثبات والتغير، في علاقة تاثير وتأثر متبادلان، بمعنى انها تتراوح بين( المبدأ والممارسة)بين المبادئ والنتائج، والدليل على ما نقول هو-على سبيل المثال-العدل لا شك انه قيمة اخلاقية ومبدأ عام وثابت،لكن عند الممارسة يصبح خاضعا للظروف الناس والمجتمع.

الخاتمة:

بعد تحليلنا هذا يمكن استنتاج ان الاخلاق لا هي ثابتة ثباتا مطلقا، ولاهي متغيرة تغيرا مطلقا، وانما هناك قيما يمكن تحقيق الاتفاق حولها واخرى تبقى نسبية حسب ظروف الناس والمجتمعات،فالخير والشر مبدأين ثابتين مفهوميا وصوريا، لكن نسبيين ماصدقيا وعمليا، اذن هناك تأثير متبادل بين ثبات الاخلاق ونسبيتها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل الاخلاق ذات طبيعة ثابتة دوما
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...