خطبة الجمعة بعنوان كيف نستقبل شهر رمضان
خطبة مكتوبة ومختصرة عن كيف نستقبل شهر رمضان
خطب عن استقبال شهر رمضان المبارك 1444 /2023
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ملتقى الخطباء
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان كيف نستقبل شهر رمضان
وهي كالتالي
خطبة الجمعة عن: ( *كيف نستقبل شهر رمضان* )
الْحَمْدُ للهِ الذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِالإِيمَان، وَفَرَضَ عَلَيْنَا الصَّوْمَ فِي رَمَضَان، لِنَيْلِ الرِّضَا وَالرِّضْوَان، مِنَ اللهِ الْمَلِكِ الدَّيَّان، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَه، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَكْوَان، الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ الْمَنَّان، وَنَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ الْعَادِلِينَ وَقُدْوَةُ الْعَامِلِينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَحَابَتِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَاقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى دَرْبِهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ... أما بعد،
*فيا عباد الله* : إن من رحمة الله بنا أن أخّرَنا لبلوغ هذه الأيام وأمهَلنا، فلم يتخطّفنا الموت كما تخطّف أناساً غيرنا، فلو تأملنا قليلا في حال بعض أقاربنا أو جيراننا أو معارفنا ممن هم الآن تحت الثُّرى مُرتهنون بأعمالهم لَعَرَفَ الواحد منا قدر هذه النعمة.
*عباد الله* : أين من صاموا معنا في العام الماضي وهم أقوياء أشداء، وهم الآن على حال من السّقم أو الضعيف أسرّتهم أسرَّة المرض والداء، وهذه الفرحةُ لم يدركها أولئك الذين ماتوا قبل قدوم هذا الشهر الكريم بأمراض أهلكتْهم أو حدوث مُرُوريَّة قتلتْهم.
*عباد الله* : إن أعمارنا تمضي بنا سراعا إلى قبورنا ونحن لا نشعر، ومواسم الخير تمر بنا كل عام ونحن كما نحن لم نزدد إيمانا ولا عملا صالحا، وهذا من إطباق الغفلة وتسويف النفس وتزيين الشيطان، فلنحذر ذلك ولننتبه من غفلتنا ولنستيقظ من رقدتنا ولنستعد لرمضان بما يليق به ولنُر الله تعالى من أنفسنا خيرا، فعسى أن نحظى بنفحة من نفحاته المباركة نسعد بها فلا نشقى أبدا (( *يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ** *من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب** )).
*عباد الله* : إن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف شهر رمضان بأنه شهر مبارك، فكل لحظة من لحظات هذا الشهر تتصف بالبركة، بركة في الوقت وبركة في العمل وبركة في الجزاء والثواب، وفيه ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر، وإن من بركة هذا الشهر أن الحسنات فيه تضاعف وأبواب الجنان فيه تُفتح وأبواب النيران تُغلق والشياطين ومردة الجن تُصفد ويكثر فيه عتقاء الله من النار، وهو شهر ربح وغنيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه أكثر مما يجتهد في غيره، بل كان يتفرغ فيه عن كثير من الأعمال ويقبل على عبادة الله -جل وعلا- وذكره وشكره، وكان السلف الصالح يهتمون بهذا الشهر غاية الاهتمام ويتفرغون فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والطاعات الزاكية، وكانوا يجتهدون في قيام لياليه وعمارة أوقاته بالطاعات. قال الزهري: إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، فهذا شأن رمضان عند السلف -رحمهم الله- شهر جِدٍّ واجتهاد وشهر صيام وقيام وشهر عبادة وشهر تلاوةٍ قرآن وشهر تهليل وتسبيح وبرٍّ وإحسان وشهر عطف ومواساة وإطعام. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل شهر رمضان يقول: "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، ينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرّم في رمضان رحمة الله -عز وجل-".
*عباد الله* : إن من أعظم الخسران وأكبر الحرمان أن يدرك المرء هذا الشهر الكريم فلا تغفر له فيه ذنوبه ولا تُحطّ فيه خطاياه، فيدخل عليه هذا الشهر الكريم ويخرج وهو في غَيِّه وتقصيره غير مقبل على ربه -عز وجل-، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرك أحدَ والديه فمات فدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين، قال: يا محمد! من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين، قال: ومن ذكرتَ عنده فلم يُصل عليك فمات فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل ذُكرتُ عنده فلم يصل عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة".
*عباد الله* : فاستقبلوا شهركم المبارك بالتوبة إلى الله تعالى والفرح بإقباله وإدراكه، واجتهدوا فيه بالاشتغال بطاعة الله والتقرب إليه وليترك كل منكم فعلَ المُحرّمات من الغشّ والظلم والخداع ومنع الحقوق والنظرة المحرمة وسماع الأغاني والكذب والغيبة والسب وقول الزور "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه.
اللهم أعنا فيه على الصيام والقيام وصالح الأعمال بطاعتك واجعلنا من المقبولين برحمتك ومن المعتوقين من النار بفضلك يا أرحم الراحمين، اللهم بلغنا رمضان وتقبله منا، إنك أنت السميع العليم.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
شاهد المزيد في الأسفل