شرح قصيدة ابن هانئ يمدح المعز. تحليل نص حراقات المعز لابن هانئ الأندلسي
ملخص قصيدة ابن هانئ يمدح المعز
مرحباً اعزائي طلاب وطالبات جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023 يسرنا بزيارتكم في موقع باك نت baknit.net أن نقدم لكم من كتاب رحاب اللغة العربية تحضير وتحليل ملخص دروس ونصوص اللغة العربية للسنة الاولى والثانية جذع مشترك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات //. شرح قصيدة ابن هانئ يمدح المعز. تحليل نص حراقات المعز لابن هانئ الأندلسي
الإجابة هي كالتالي
حراقات المعز لابن هانئ الأندلسي
أولا. تقديم
الوصف ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات، ولما كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعاني، كان أحسنهم وصفاً من أتى في شعره بأكثر المعاني التي الموصوف مركب منها، ثم بأظهرها فيه وأولاها، حتى يحكيه بشعره، ويمثله للحس بنعته.
وهو غرض من أغراض الشعر العربي المشهورة التي برع فيها العرب، كالمديح والهجاء، والرثاء ... فكان مسايرا لتطور الحياة العربية. بدأ بالعصر الجاهلي ( وصف الطبيعة الصحراوية والأطلال)، مرورا بالعصر الأموي والعباسي ( وصف المظاهر الحضارية الجديدة، القصور، البرك، التماثيل مجالس اللهو )، والأندلسي (البراعة في وصف الطبيعة).
صاحب النص:
أبو القاسم محمد بن هانئ الأزدي( 930- 973) ولد بإشبيلية، وتعلم بها الشعر والأدب، واتصل بحاكم إشبيلية وحظي عنده، ثم اتصل بالمعز لدين الله الفاطمي، ومدحه. ولما رحل المعز إلى مصر، طلب منه مرافقته، فاستأذنه العودة إلى المغرب لأخذ عياله. وفي الطريق إلى مصر، قُتل ابن هانيء في برقة، ولما وصل خبر وفاته للمعزّ وهو بمصر تأسف عليه.
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
1. شكل النص:
قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الدال)، والمطلع المصرع.
2. فرضية القراءة:
انطلاقا من عنوان النص وبدايته ونهايته، نفترض أن الشاعر سيصف حراقات المعز من حيث شكلها وحركتها وقدراتها الحربية والنارية.
ثالثا. فهم النص
جرد مضامين النص.
وصف الشاعر السفن الحربية للخليفة المعز لدين الله الفاطمي، مصورا عظمتها وضخامتها، وقدراتها الحربية والنارية الهائلة، فهي تقذف كرات النار فتصيب العدو بسهولة وتقضي عليه، وتمخر عباب البحار العاتية، ليختلط لهيب نارها بأمواجه
رابعا. تحليل النص.
1. معجم القصيدة.
رغم أن الشاعر يصف سفنا حربية، إلا أنه وظف معجما طبيعيا، يتوزع إلى حقلين دلاليين، حقل الطبيعة الصامتة، وحقل الطبيعة الناطقة.
* حقل الطبيعة الصامتة: غمام، صبير، بارقات، رعود، العباب، قنان، ريود، النار، موج البحر، صواعق...
* حقل الطبيعة الناطقة: المها، أسود، الطير، جوارح...
نلاحظ أن الشاعر زاوج بين معجم الطبيعة الناطقة والطبيعة الصامتة في مشهد صور من خلاله ضخامة حراقات المعز، وقوة قدراتها الحربية والنارية الهائلة التي ترهب العدو، فعكس حركيتها في البحر، وقدرتها على اختراق أمواجه العاتية، وثباتها فيه وكأنها جبال راسية.
2- الصور الشعرية:
استعمل الشاعر في نصه مجموعة من العبارات التشبيهية، والاستعارية. منها:
* التشبيهات: يشبه الشاعر في البيت الثاني قباب السفن الحربية بقباب المها دلالة على شكلها المتقوس، كما شبه في البيت الرابع قوة الحراقات وهي تمخر عباب البحر بقوة الخليفة وبأسه، وكأنها تستمد قوتها من قوته، وبأسها من بأسه، كما شبه في البيت الأخير موج البحر بالسليط دلالة على ما تفعله الحراقات بأمواج البحر، حيث تحوله إلى جحيم وكتل من نار.
* الاستعارات: الملاحظ أن الشاعر قد عمد إلى أنسنة الحراقات؛ حيث خلع عليها صفات وأفعالا إنسانية،( زفرت غيظا، أفواههن، وانفاسهن، تعانق موج البحر ...)، فصارت كأنها حية ناطقة؛ بغرض رسم صورة مهولة لها ولقوة قدراتها العسكرية، وإرهابا للعدو بها.
وقد أدت الصور الشعرية وظائف عدة، منها: بيان المعنى، وإيضاحه للمتلقي، وتزيين الكلام وتحسينه إمتاعا له.
3- الأساليب اللغوية:
أ- الأسلوب الخبري في النص:
هيمن الأسلوب الخبري في النص؛ وهذا يتماشى مع غرض القصيدة الذي يدور حول وصف الحراقات، وإبراز قدراتها العسكرية الهائلة.
لكن هذا لا يعني غياب الأسلوب الإنشائي، حيث وظف الشاعر أسلوب القسم في قوله ( أما والجواري المنشآت)
ب- طبيعة الجمل في النص:
زاوج الشاعر في نصه بين الجمل الاسمية والفعلية الخبرية. من أمثلة ذلك:
* الجمل الاسمية: أما والجواري المنشآت، قباب كما تزجى القباب على المها، مواخر في طامي العباب...
* الجمل الفعلية: إذا زفرت غيظا، تعانق موج البحر، شب من نار الجحيم وقود...
وعلة توظيف الجمل الاسمية أن الشاعر يضفي على الحراقات طابع الديمومة والثبوت والاستمرارية في عملها.
أما الجمل الفعلية، فتبرز حركيتها في البحر، وقدرتها على اختراق أمواجه العاتية.
4- المستوى الإيقاعي:
اعتمد الشاعر نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة القافية، والروي في آخر الأبيات "الدال".
كما اعتمد التكرار، من خلال تكرار بعض الصيغ الصرفية، مثل صيغة فعول: (أسود -رعود -خمود -وقود - ريود- فعول...)، وصيغة فعيل: ( عديد- حديد- مصيد، صبير، عتيد، )، وصيغة فواعل: (صواعق، جوارح)
خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى أن القصيدة المدروسة آنفا" حراقات المعز" هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر ابن هانئ الأندلسي، والذي يعد من أبرز الشعراء الأندلسيين في غرض الوصف، وقصيدته هذه تجسيد حي لهذا الغرض، حيث وصف فيها السفن الحربية للخليفة الفاطمي المعز لدين الله، مصورا عظمتها وقدراتها الحربية والنارية الهائلة التي ترهب العدو. ولقد حافظ الشاعر في بناء قصيدته على خصائص الشعر العمودي التقليدي في شعر الوصف، من خلال لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، واعتماد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي. كما نجده وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، والمحسنات البديعية من قبيل الجناس والطباق، قاصدا بذلك رسم صورة عظمى للسفن الحربية التي شهدها عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وقدرتها على مجابهة الأعداء، وفتح البلدان.