شرح و تحليل قصيدة نهج البردة
لأحمد شوقي في مدح الرسول الكريم:
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... شرح و تحليل قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي في مدح الرسول الكريم:
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
شرح و تحليل قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي في مدح الرسول الكريم:
نقف بكم اليوم عند رائعة من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي ، قصيدته نهج البردة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي معارضة لقصيدة البردة المشهورة للبوصيري ..معارضة عنوانها السير على نهج الأولين وتتبع خطاهم ، وهذا ما أكده أحمد شوقي ، وذاك هو الأدب .
وإذا كان البوصيري أول من ابتكر فنّ المدائح النبوية فبسّط فيه وأطال ، إلا أنه سبقه شعراء عدة في مدح سيد الخلق ، ومنهم كعب بن زهير صاحب قصيدة بانت سعاد في مدح الرسول الكريم .
محتويات
• 1 ظروف ومناسبة قصيدة نهج البردة
• 2 قصيدة نهج البردة
• 3 معجم كلمات قصيدة نهج البردة
• 4 شرح أبيات نهج البردة للشاعر أحمد شوقي
• 5 كلمة ختامية في شأن قصيدة نهج البردة
ظروف ومناسبة قصيدة نهج البردة
وضع الشاعر أحمد شوقي قصيدته نهج البردة كتذكار لحج حاكم مصر الخديوي ، وقدمها إليه ، فكانت أجمل تذكار وهدية ، أفاضت مشاعر شوقي الفياضة تجاه الدين ورسول الإسلام . ولمعرفة تفاصيل حياة الشاعر ، أدعوكم إلى زيارة الموضوع التالي :
قصيدة نهج البردة
تعد قصيدة نهج البردة من أطول قصائد أحمد شوقي ، إذ تبلغ مائة وتسعين بيتا ، نسجها أمير الشعراء على أمواج البحر البسيط ، وسنعرض لكم بعض أبياتها على سبيل الإيجاز :
ريم على القاع بين البان والعلم * أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا * يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق * إذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه والهوى قدر * لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية * والنفس من شرّها في مرتع وخم
لزمت باب أمير الأنبياء ومن * يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
علقت من مدحه حبلا أعزّ به * في يوم لا عزّ بالأنساب واللحم
يزري قريضي زهيرا حين أمدحه * ولا يقاس إلى جودي لدى هرم
محمّد صفوة الباري ورحمته * وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة * متى الورود وجبريل الأمين ظمي
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة * حديثك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به * في كل منتثر في حسن منتظم
المادحون وأرباب الهوى تبع * لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
مديحه فيك حب خالص وهوى * وصادق الحب يملي صادق الكلم
الله يشهد أني لا أعارضه * من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنما أنا بعض الغابطين ومن * يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له * وأنت أحييت أجيالا من الرمم
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا * لقتل نفس ولاجاؤوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة * فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
يارب هبّت شعوب من منيتها * واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه * تديل من نعم فيه ومن نقم
رأى قضاؤك فينا رأي حكمته * أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
فالطف لأجل رسول العالمين بنا * ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يا رب أحسنت بدء المسلمين به * فتمّم الفضل وامنح حسن مختتم
معجم كلمات قصيدة نهج البردة
ريم على القاع : الظبي الخالص البياض على الأرض السهلة المطمئنة .
البان : نوع من الشجر .
العلم : الجبل .
الجؤذر : ولد البقرة الوحشية .
الموائس : المتبخترة
سناؤه : رفعته
السؤدد : السيادة
الديم : المطر الدائم
النقع : غبار الحرب
الغلم : الهائج الثائر
دار السلام : بغداد
شرح أبيات نهج البردة للشاعر أحمد شوقي
مقدمة غزلية
على نهج الشعراء السابقين افتتح شوقي قصيدته بمقدمة غزلية بديعية رائعة ، يتصور فيها محبوبته التي تتنقل كظبي حسن ورشيق ، وقد قتلته صبابة وولها .
ريم على القاع بين البان والعلم * أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا * يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
وعظ النفس
ينتقل الشاعر بعد ذلك إلى مخاطبة نفسه واعظا إياها ، ومبديا الندم على ما سبق من ذنوبه ، وذلك في أبيات كلها حكم ومعاني راسخة ، لينتقل بعدها إلى غرض وموضوع القصيدة الرئيسي ، وهو مدح خير البرية عليه أزكى الصلاة والسلام .
يا نفس دنياك تخفي كل مبكية * وإن بدا لك منها حسن مبتسم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية * والنفس من شرّها في مرتع وخم
مدح أشرف الخلق
صلى الله عليه وسلم ، فمحمد هو سيد المرسلين المصطفى برسالة التوحيد والنبوة ، وهو صاحب الحوض المورود يوم القيامة – نسأل الله شربة من يده الشريفة – .
محمد صفوة الباري ورحمته * وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة * متى الورود ؟ وجبريل الأمين ظمي
يقص علينا الشاعر بعد ذلك بعض علامات ومعجزات نبي الرحمة المهداة ، منها قصة الراهب بحيرى المشهورة ، وتفجر الماء بين أصابعه ، وتظليل الغمامة له .
لما رآه بحيرا قال نعرفه * بما حفظنا من الأسماء والسيم
سائل حراء وروح القدس هل علما * مصون سرّ عن الإدراك منكتم
لمّا دعا الصحب يستسقون من ظمإ * فاضت يداه من التسنيم بالسنم
وظلّلته فصارت تستظلّ به * غمامة جذبتها خيرة الديم
ويصف بعد ذلك مشهد نزول الوحي بأول آية وهي : اقرأ ، ثم ينتقل إلى الحديث عن معجزة القرآن الكريم ، بصفته الكتاب الخالد الباقي المتمم لجميع الرسالات السابقة .
ونودي اقرأ تعالى الله قائلها * لم تتّصل قبل من قيلت له بفم
جاء النبيّون بالآيات فانصرمت * وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد * يزينهنّ جلال العتق والقدم
ينتقل الشاعر إلى الحديث عن بشائر مولده صلى الله عليه وسلم ، في الوقت الذي ساد فيه الظلم والجهل والطغيان ، ومن بشائر هذا المولد تصدع إيوان كسرى .
سرت بشائر بالهادي ومولده * في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
تخطّفت مهج الطاغين من عرب * وطيّرت أنفس الباغين من عجم
ريعت لها شرف الإيوان فانصدعت * من صدمة الحقّ لا من صدمة القدم
ذكر معجزاته صلى الله عليه وسلم
وفي أبيات تشع جمالا وبراعة ، تطرق أمير الشعراء إلى معجزة الإسراء والمعراج ، وما لحقها من آيات عظيمة .
أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه * والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لمّا خطرت به التفّوا بسيّدهم * كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطر * ومن يفز بحبيب الله يأتمم
جبت السماوات أو ما فوقهن بهم * على منورة درية اللجم
ركوبة لك من عزّ ومن شرف * لا في الجياد ولا في الأينق الرسم
مشيئة الخالق الباري وصنعته * وقدرة الله فوق الشك والتهم
حتى بلغت سماء لا يطار لها * على جناح ولا يسعى على قدم
وقيل كل نبي عند رتبته * ويا محمد هذا العرش فاستلم
خططت للدين والدنيا علومهما * يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
يواصل شوقي في ذكر معجزات سيد الخلق ، ويصف مشهد صاحبي الغار ، وحفظ الله لرسوله وصاحبه من كيد المشركين وتتبعهما ، لينتقل بعد ذلك إلى التأدب مع صاحب البردة البوصيري ، إذ يقر بأنه لا يعارضه بقدر ما أنه مجرد تابع وسائر على نهجه .
المادحون وأرباب الهوى تبع * لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
مديحه فيك حب خالص وهوى * وصادق الحب يملي صادق الكلم
الله يشهد أني لا أعارضه * من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنما أنا بعض الغابطين ومن * يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
ويعقد مقارنة طريفة بينه وبين نبي الله عيسى عليه السلام ؛ فيقول :
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له * وأنت أحييت أجيالا من الرمم
والجهل موت فإن أوتيت معجزة * فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
يتبع في الأسفل