كلمات في فضل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما...
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......كلمات في فضل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
كلمات في فضل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
فإن فضل معاوية ـ رضي الله عنه ـ ، مما لا مراء عند أهل السنة فيه، ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة، عازيا له لأحد السلف من غير تعيين فقال: ولهذا يقول من يقول من السلف غبار دخل في أنف معاوية مع رسول الله ﷺ أفضل من عمل عمر بن عبد العزيز.
وقد عزي إلى عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله تعالى ـ ففي مرقاة المصابيح على مشكاة المصابيح: قيل لابن المبارك أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال الغبار الذي دخل في أنف فرس معاوية مع النبي ﷺ خير من مثل عمر بن عبد العزيز كذا وكذا مرة. أو قال: ألف مرة انتهى.
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي: وأما ما اختص به الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وفازوا به من مشاهدة طلعته ورؤية ذاته المشرفة المكرمة ﷺ فأمر من وراء العقل، إذ لا يسع أحد أن يأتي من الأعمال وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يماثله، ومن ثم سُئل عبد الله ابن المبارك ـ وناهيك به جلالة وعلما ـ أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال الغبار الذي دخل أنف فرس معاوية مع رسول الله خير من عمر بن عبد العزيز كذا وكذا مرة، أشار بذلك إلى أن فضيلة صحبته ورؤيته لا يعدلها شيء.
ـ عنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْرَجَ النَّبِيُّ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ الْحَسَنَ فَصَعِدَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ : ( ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) .
رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فهذا الحديث الصحيح دليل على أن كلتا الطائفتين المقتـ.ـتلتين - علي وأصحابه ، ومعاوية وأصحابه - على حق ، وأن عليّاً وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه ؛ فإن علي بن أبي طالب هو الذي قاتـ.ـل المارقين وهم " الخوارج الحرورية " الذين كانوا من شيعة علي ، ثم خرجوا عليه ، وكـَ.ـفَّروه ، وكفـَّ.ـروا من والاه ، ونصبوا له العداوة ، وقاتـ.ـلوه ومن معه.
وقال ابن كثير – رحمه الله -
فهذا الحديث من دلائل النبوة ؛ إذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به ﷺ ، وفيه : الحكم بإسلام الطائفتين - أهل الشام ، وأهل العراق - ، لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام ، من تكفيرهم أهلَ الشام ، وفيه : أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق ، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة : أن عليّاً هو المصيب ، وإن كان معاوية مجتهداً ، وهو مأجور إن شاء الله ، ولكن علي هو الإمام ، فله أجران ، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال : ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ) .
" البداية والنهاية.
. ولم يكن قتـ.ـال معاوية لعلي رضي الله عنهما من أجل الخلافة والملك ، بل كان من أجل المطالبة بقتـ.ـلة عثمان رضي الله عنه للاقتصاص منهم ، وكان علي رضي الله عنه يرى أن ذلك لا يكون إلا بعد تثبيت الخلافة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
ومعاوية لم يَدَّعِ الخلافة ، ولم يُبايَع له بها حين قاتـ.ـل عليّاً ، ولم يقاتِـ.ـل على أنه خليفة ، ولا أنه يستحق الخلافة ، ويقرون له بذلك ، وقد كان معاوية يُقرُّ بذلك لمن سأله عنه ، ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا عليّاً وأصحابه بالقتـ.ـال ، ولا فعلوا ، بل لما رأى علي رضي الله عنه وأصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته ، إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد ، وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب ، وهم أهل شوكة : رأى أن يقاتـِ.ـلهُم حتى يؤدوا هذا الواجب ، فتحصل الطاعة والجماعة .
وهم قالوا : إن ذلك لا يجب عليهم ، وإنهم إذا قوتـ.ـلوا على ذلك كانوا مظلومين ، قالوا : لأن عثمان قُتـ.ِـل مظلوماً باتفاق المسلمين ، وقتـَ.ـلته في عسكر علي ، وهم غالبون لهم شوكة ، فإذا امتنعنا : ظلمونا واعتدوا علينا ، وعلي لا يمكنه دفعهم ، كما لم يمكنه الدفع عن عثمان ، وإنما علينا أن نبايع خليفةً يقدر على أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف ... .
" مجموع الفتاوى "
فلم يكن معاوية يناصب أهل البيت العداء ، ولا كان يكنُّ لهم البغضاء ، وإنما شأنه شأن سائر الصحابة رضي الله عنهم من تقدير أهل البيت ، وإنزالهم منزلتهم التي تليق بهم ، وقد نقل ابن كثير في " البداية والنهاية " عن المغيرة قال : لما جاء خبر قتـ.ـل علي إلى معاوية جعل يبكي ، فقالت له امرأته : أتبكيه وقد قاتـ.َـلتَه ؟ فقال : ويحكِ إنك لا تدرين ما فقد الناسُ من الفضلِ والفقه والعلم .
ـ كان حُكم معاوية للمسلمين بإجماع الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يكن أحد يُخالفه فيها ، مع الإقرار بوجود مَن هو أفضل منه .
قال ابن حزم - رحمه الله - :
فبويع الحسنُ ، ثم سلَّم الأمر إلى معاويةَ ، وفي بقايا الصحابة من هو أفضل منهما ، بلا خلاف ، ممن أنفق قبل الفتح وقاتل ، فكلهم ـ أولهم عن آخرهم ـ بايع معاوية ، ورأى إمامته ، وهذا إجماع متيقن ، بعد إجماعٍ على جواز إمامة مَن غيره أفضل ، بيقين لا شك فيه ، إلى أن حدَث من لا وزن له عند الله تعالى ، فخرقوا الإجماع بآرائهم الفاسدة بلا دليل ، ونعوذ بالله من الخذلان.
" الفِصَل في الملل والأهواء والنَّحَل "،
ـ مُعاوية ثبت بالتواتر أنه أمَّره النبيُّ ﷺ كما أمَّر غيره ، وجاهَدَ معه ، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي ، وما اتهمه النبيُّ ﷺ في كتابة الوحي ، وولاَّه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال ، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ، ولم يتهمه في ولايته .
. وعن الجراح الموصلي قال : سمعتُ رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟ فرأيته غضب غضباً شديداً ، وقال : لا يُقاسُ بأصحاب محمد ﷺ أحد، مُعاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحي الله عز وجل.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
ـ و من أعلام النبوة ، ومنقبة للحسنِ بن علي ؛ ترك المُلك لا لِقِلّة ولا لِذِلة ولا لِعِلّة ، بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين ، فراعى أمر الدين ، ومصلحة الأمة، ولو لم يكن معاوية أهلاً لأن يُؤتَمَن علي الخلافة لما نزل عنها الحسن رضي الله عنهم
وفيه : ولاية المفضول الخلافة مع وجود الأفضل ؛ لأن الحسن ومعاوية وليَ كلٌّ منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد في الحياة ، وهما بدريان ، قاله بن التين .
وفيه : جواز خلع الخليفة نفسه إذا رأى في ذلك صلاحاً للمسلمين .
" فتح الباري "
ـ وعن الأعمش أنه ذُكر عنده عمر بن عبد العزيز وعدله ، فقال : فكيف لو أدركتم معاوية ؟ قالوا : يا أبا محمد يعني في حِلمه ؟ قال : لا والله ، بل في عدله، وقال
صلَّى معاوية خلف رسول الله ﷺ ، فقال ﷺ : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد ، فما بعد هذا ؟ .
قيل للإمام أحمد رحمه الله: إن هاهنا رجلٌ يُفَضِّل عمر بن عبدالعزيز على معاوية رضي الله عنه.
فقال: «لا تُجَالِسه، ولا تُؤاكله، ولا تُشاربه، وإذا مرض فلا تعُده».
———
ذيل طبقات الحنابلة
وفي هذا الكفاية لمن أراد أن يذَّكَّرَ أو أرادَ شُكُوراً.
وصلّ اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...