الشعور واللاشعور استقصاء بالوضع /التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي دافع عن هذه الأطروحة.
الشعور واللاشعور استقصاء بالوضع
مقالة #الشعور_و_اللاشعور 2022 2023
#استقصاء_بالوضع
#
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي دافع عن هذه الأطروحة.
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
«التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي»
دافع عن هذه الأطروحة.
الطريقة : استقصاء بالوضع #
طرح المشكلة :
من بين اهتمامات الانسان حياته النفسية التي تعتبر محركه الرئيسي و مرجع لجميع افعاله و اسبابها ولقد شاعت فكرة في العصور القديمة الى العصور الحديثة حول النشاط النفسي أن كل ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ولا من ذاتنا، وأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري، وليس هناك حياة نفسية أخرى خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية، ولكن الدراسات المتأخرة تكشف أن اللاشعور هو أساس الجهاز النفسي والمحيط الواسع الذي يحتل الشعور جزءا محدودا من سطحه، وأن الشعور والنشاط السيكولوجي ليسا مترادفين، وأن كل ما هو شعوري فهو نشاط نفسي حتما، ولكن العكس ليس صحيحا، فليس كل نشاط نفسي شعوريا بالضرورة. والإشكال المطروح : كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة إن التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس والوعي؟ وماهي الحجج والأدلة التي تثبت صدق ذلك؟
محاولة حل المشكلة :
ـ عرض منطق الأطروحة: يرى هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية، وكل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا، بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا ومساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور و أبرز من قال بهذا عالم النفس سيغموند فرويد
الدفاع عن الأطروحة بالأدلة :
يعتبر الفيلسوف ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور، حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر له من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا، وأن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها إلا بصورة مبهمة، وهذ ا يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور . لكن مع ظهور الدراسات التجريبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هو الذي أدى إلى اكتشاف اللاشعور وإثبات وجوده ،وقد كان اكتشافه على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، ويعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه، وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور، وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية حيث رأى أن الكثير من مظاهر السلوك كالأحلام ، هفوات اللسان ، أخطاء الإدراك ، النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور، وقد وضع فرويد طريقة التحليل النفسي وكشف من خلالها العلاقة بين المكبوتات النفسية وظهور الأعراض واختفائها وهذا ما بين له أن اللاشعور ليس غريبا عن مجال الحياة النفسية بل منبثق عنها فهو مصدر أزمتها ومرضها النفسي وبالتالي فهو فرضية مشروعة ولازمة لتفسير مظاهر سلوكية عجز الشعور عن تفسيرها والكشف عن أسبابها
ـ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية : لقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه، بالإضافة إلى أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع، بل كما نرغب نحن أن تكون، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا، ضف إلى ذلك تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا، كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين، ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا، فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به؟ وأين؟ ومتى؟ ومن كان معنا؟ وكيف افترقنا؟ كما استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال العواطف التي لا نتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك، وأخيرا الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور.
ـ نقد خصوم الأطروحة: تعتقد النظرية التقليدية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية ))
لكن هذه النظرية قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور فمثلا قد يقول الانسان امورا هو اصلا لا يعي لماذا قالها او كيف خطرت في باله و يحدث هذا اثناء الانفعال او القلق و التوتر ....
حل المشكلة : نستنتج مما سبق ان الأطروحة القائلة:" التحليل النفسي يرفض المطابقة بين النفس و الوعي" اطروحة صحيحة في سياقها و نسقها الفكري و المعرفي وجب تبنيها و الدفاع عنها ذلك لأن اللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري مكن من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه.كما ساهم في علاج الكثير من الامراض النفسية التي لم يكن لها تفسير في القديم.