تصحيح تمرين كتابة إنشاء فلسفي إنطلاقا من نص:
النص الفلسفي:
.
"يحتوي العلم على مبادئ ونظريات، ولا يجب أن نخلط بين هذه وتلك. فالمبادئ ثابتة لا تتغير: إنها أوليات وحقائق مطلقة، لأنها تعبر عن نسب أو علاقات لا يمكن للفكر أن يدركها على نحو آخر. أما النظريات، فهي على العكس من ذلك حقائق نسبية، أي أن الفكر لا يستبعد إمكانية تصورها على نحو آخر. فالنظريات مرتبطة بالحالة الراهنة لمعارفنا، وهي تتغير، بحسب تقدم هذه المعارف، في حين أن هذه المبادئ لن تتغير أبدا (...).
لكي تبقى النظرية مفيدة، لا بد أن تتغير، مواكبة لتقدم العلم، وأن تخصع باستمرار للتحقق وللنقد الذي توجهه لها النظريات الجديدة. فلو اعتبرنا أن نظرية ما هي كاملة، ولو توقفنا عن تحقيقها بالتجربة العلمية، لتحولت هذه النظرية إلى مذهب"
.
حلل(ي) النص وناقش(ي)ه.
.
الخطوات المنهجية لكتابة إنشاء فلسفي انطلاقا من نص:
.
لحظة الفهم:
.
× القراءة المتكررة والمتأنية للنص، وذلك قصد استيعابه جيدا.
× تأطير النص على مستوى المجزوء والمفهوم والقضية، وذلك حتى تتجنبوا الخروج عن الموضوع.
- المجزوءة: المعرفة.
- المفهوم: النظرية والتجربة.
- القضية: العقلانية العقلانية (النظرية).
.
العرض:
.
لحظة التحليل:
.
× استخراج أطروحة النص أي موقف صاحب النص من الإشكال الفلسفي المطروح. وذلك من خلال استخراج الفكرة العامة للنص.
- إن العـلم يتضـمن حــقائق مـطـلقة وثابتة تسمى المبادئ، وحقائق نسبية ومتغيرة تدعى النظريات.
× استخراج المفاهيم الفلسفية الأساسية للنص، وشرحها، سواء انطلاقا من المعجم الفلسفي، أو انطلاقا من النص إن كان ذلك ممكنا.
- العلم: هو مجموع القوانين والنظريات التي تحاول تفسير ظواهر مجال معين.
- المبدأ: جمع مبادئ وهي - حسب النص - أوليات وحقائق مطلقة، لأنها تعبر عن نسب أو علاقات لا يمكن للفكر أن يدركها على نحو آخر.
- النظرية: هي مجموع الأطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكاملا لفهم وتفسير بل والتنبؤ بالظواهر في مجال معين.
- التجرية: تدل في المجال العلمي على اللحظة المنهجية التي يتم فيها اختبار الفرضيات، وهي لحظة عملية مرتبطة بالواقع.
× استخراج الحجاج والبرهنة التي استعملها صاحب النص للدفاع عن أطروحته.
- المقابلة: حيث قابل بين المبادئ والنظـريات. فإذا كانت المبـادئ أوليات وحـقائق مـطلقة، لأنها تعـبر عن نسب أو عـلاقات لا يمكن للفكر أن يدركــها عـلى نـحـو آخـر. فإن النـظـريات حـقائق نسبيـة، أي أن الفكـر لا يستبعـد إمكانية تصورها على نـحو آخر. إذا كانت المبادئ ثابتة لن تتغير أبدا، فالنظريات مرتبطة بالحالة الراهنة لمعارفنا، وهي تتغير بحسب تقدم هذه المعارف.
- البرهان المباشر ممثلا في العلاقة الضـرورية بين المقدمات والنتائج، المقدمة الأولى: لا بد للنـظرية من أن تتغير، مـواكبة لتقـدم العلـم. المقدمة الثانية: وأن تـخضع باستمرار للتحقق وللنقـد الذي تـوجهه لها النـظريات الجـديدة. النتيـجة: لكي تبقى نـظرية مفيـدة.
- الـبرهان غير المباشر متمثلا في البرهان بالخلف: لو اعتبرنا أن نظرية ما كاملة، و تـوقفنا عن تـحقيقها بالتجربة العلمية، لتحولت هذه النظـرية إلى مذهب.
.
لحظة المناقشة:
.
وهي اللحظة التي يتم الاشتغال فيها على مواقف الفلاسفة الذين عالجوا نفس القضية الفلسفية التي عالجها صاحب النص، وذلك من خلا ل إقامة جدال وحوار بين أطروحة ( موقف ) صاحب النص، وأطروحات لفلاسفة أو مفكرين أو علماء آخرين سواء كانت هذه الأطروحات:
- أطروحات مؤيدة لموقف صاحب النص.
- أطروحات متعارضة مع موقف صاحب النص.
- أطـروحـات مختلفة عـن مـوقف صـاحب النـص.
× موقف بيير دوهيم:
- إن النظرية الفيزيائية يتم بناؤها – في تصور بيير دوهيم – من خلال أربع عمليات متتالية وهي:
- اختيار الخصائص الفيزيائية البسيطة، والتعبير عنها برموز رياضية، وأعداد، ومقادير...
- الربط بين هذه المقادير بواسطة عدد من القضايا التي تستخدم كمبادئ لاستنتاجاتنا. هذه المبادئ، يطلق عليها اسم الفرضيات.
- تركيب فرضيات النظرية حسب قواعد التحليل الرياضي، وأن نستنبط منها نتائج ضرورية.
- إن النتائج التي استخرجناها من الفرضيات، هي التي تشكل النظرية الفيزيائية الجديدة.
وهكذا فالنظرية الصحيحة – حسب دوهيم – هي التي تعبر بشكل مُرضي عن مجموعة من القوانين التجريبية، أما النظرية الخاطئة فهي التي لا تتوافق مع القوانين التجريبية.
× موقف ألبيرت آينشتاين:
- إن نسقا كاملا للفيزياء النظرية يتكون من مبادئ وقوانين تربط بين تلك المبادئ، وقضايا مستنبطة منها بشكل ضروري بواسطة الاستنباط المنطقي، هذه النتائج هي التي يجب أن ترتبط بالتجربة. وهكذا حدد ألبير آينشتاين لكل من العقل والتجربة مكانتهما في نسق الفيزياء النظرية، فالعقل يمنح النسق بنيته، أما المعطيات التجريبية وعلاقاتها المتبادلة فيجب أن تطابق القضايا الناتجة عن النظرية. إن البناء الرياضي الخالص، وليست التجربة ، هو الذي يمكننا من اكتشاف المبادئ والقوانين التي تسمح بفهم ظواهر الطبيعة.
إذا كانت الوقائع التجريبية لا تتطابق مع النظرية، فينبغي تغيير الوقائع، وليس النظرية، حسب آينشتاين.
.
الخاتمة:
.
الاستنتاج:
.
هـو موقف التلميذ من القضية الفلسفية المطروحة، مـن خلال تركيب العـناصر المعرفية الواردة في مواقف الفلاسفة السابقين، مع مراعاة عدم السقوط في التناقض.
- وأخيرا يمكن استنتاج أن العقلانية العلمية، التي تتكون من نسق من المبادئ والقــوانين والنظـريات العلمية، ظهرت كمعـرفة إنسـانية حـول الـواقع الذي يعيـش فيه. وقد ظهـرت في أول أمرها كمعـرفة يقينيـة وموحدة، لكن تطـور المعرفة العلمية حوّلها إلى معرفة تنبني على أساس المواضعات والفرضيات، وبدل الوحدة أصبحت تتميز بالتشظي.
.
المقدمة:
.
الطرح الإشكالي:
.
× تأطير النص من خلال ربطه ب:
- المجزوءة / المجزوءات التي يندرج تحتها: المعرفة.
- المفهـوم / المفاهيم التي يساهم في بنائها: النظرية والتجربة.
- القضية / القضايا التي يعالجها.
أو
- مدخل عام حول القضية المطروحة.
يعتـبر العلـم أرقى شكل من أشكال المعـرفة الإنسـانية في الفـترة المعاصـرة من تاريخ الإنسـان. وهو معـرفة دقيقة للـواقع الذي نعيـش فيه، تتميـز بالضـرورة واليقـين.
× إبراز عناصر تعقد القضية / القضايا الفلسفية المطروحة من خلال:
- إبراز التقابلات والتعارضات التي تتداخل فيها.
التقابل بين النظرية والتجربة من جهة، والتقابل بين النظرية والمبدأ من جهة أخرى.
النظرية تحدد التجربة، التجربة تحدد النظرية.
أو
- إبراز تعدد العناصر و الأبعاد التي تساهم في تشكلها.
العـلم ليـس عنصـرا بسيـطا، بقـدر ما هو معرفة معقدة تتكون من مجمــوعة من العناصـر المـركبـة تتمــثل في: الـمبادئ والقضـايا والفـرضـيات والنظـريات ...
× طرح الأسئلة الفلسفية التي سيجيب عنها العرض الفلسفي.
- ما المبادئ؟ وما النظرية؟
- ما طبيعة العلاقة بين النظرية والتجربة؟
- وأيهما يحدد الآخر؟
.
ملاحظات:
.
× يستحسن أن نترك الاشتغال على المقدمة (الطرح الإشكالي) إلى اللحظة الأخيرة حتى نتمكن من ضبط عناصر التعقد بالرجوع إلى العرض، كما نتمكن من الصياغة الجيد للأسئلة التي من المفروض أن نجيب عنها في العرض.
× إذا كانت المقدمة هي آخر ما ينبغي كتابته أثناء الاشتغال، فإنها بالمقابل هي أول ما ينبغي كتابته عند صياغة الإنشاء الفلسفي.
× ينبغي على الإنشاء الفلسفي أن يكتب على شكل كتابة كلية تتكون من ثلاث فقرات فقط وهي: المقدمة، العرض، الخاتمة.
.
الإنشاء الفلسفي:
.
يعتـبر العلـم أرقى شكل من أشكال المعـرفة الإنسـانية في الفـترة المعاصـرة من تاريخ الإنسـان. وهو معـرفة دقيقة للـواقع الذي نعيـش فيه، تتميـز بالضـرورة واليقـين. والعـلم ليـس عنصـرا بسيـطا، بقـدر ما هو معرفة معقدة تتكون من مجمــوعة من العناصـر المـركبـة تتمــثل في: الـمبادئ والقضـايا والفـرضـيات والنظـريات ... مما يجعلـه يطـرح عـدة قضـايا فلسفية يمكن صياغتها كالتالي: ما هي المبادئ؟ وما هي النظريات؟ وما طبيعة العلاقة التي تربط بينها؟
.
في إطـار معـالجته لهـذا الإشكال يقـدم لنا النــص أطـروحة تــؤكد أن العـلم يتضـمن حــقائق مـطـلقة وثابتة تسمى المبادئ، وحقائق نسبية ومتغيرة تدعى النظريات. وقد وردت في هذا النـص عدة مفاهيم أساسية، أولها مفهوم العلم: هو مجمـوع النظـريات والقـوانين التي ينتجها الإنسان بشكل منهجي لفهم مـوضـوع معـين. ثم مفهــوم المبدأ: مفـرد مبادئ، وهي أوليات تعبر عن نسب أو علاقات لا يمكن للفكر أن يدركها عـلى نـحـو آخـر. وأخيرا مفهـوم النظرية: يقصد بها عادة كل ما هو تأملي معـزول عن الـواقع، لكنها تدل بشكل أدق على مجمـوع الأطـروحات والقـوانين التي تـؤسس نسقا متكاملا في مجال معين ( الفيزياء مثلا ). وقد اشتمل هذا النـص على المقابلة كأسلـوب حجاجي لتـوضيح الأطـروحة الـواردة فيه، حيث قابل بين المبادئ والنظـريات. فإذا كانت المبـادئ أوليات وحـقائق مـطلقة، لأنها تعـبر عن نسب أو عـلاقات لا يمكن للفكر أن يدركــها عـلى نـحـو آخـر. فإن النـظـريات حـقائق نسبيـة، أي أن الفكـر لا يستبعـد إمكانية تصورها على نـحو آخر. إذا كانت المبادئ ثابتة لن تتغير أبدا، فالنظريات مرتبطة بالحالة الراهنة لمعارفنا، وهي تتغير بحسب تقدم هذه المعارف. كما استعمل صاحب النص الـبرهنة لتقـوية الإقناع سـواء البرهان المباشر ممثلا في العلاقة الضـرورية بين المقدمات والنتائج، المقدمة الأولى: لا بد للنـظرية من أن تتغير، مـواكبة لتقـدم العلـم. المقدمة الثانية: وأن تـخضع باستمرار للتحقق وللنقـد الذي تـوجهه لها النـظريات الجـديدة. النتيـجة: لكي تبقى نـظرية مفيـدة. أو الـبرهان غير المباشر متمثلا في البرهان بالخلف: لو اعتبرنا أن نظرية ما كاملة، و تـوقفنا عن تـحقيقها بالتجربة العلمية، لتحولت هذه النظـرية إلى مذهب. إن مـوضـوع المعـرفة العلمية الذي طرحه صاحب النص، سبق أن عالجه بيير دوهيم، أثناء حديثه عن كيفيـة بناء النـظرية الفيـزيائية، التي تتـم من خــلال أربع خطــوات متتالية وهي: الخطــوة الأولى هي اختيار الخصـائص الفيزيائية البسيـطة والتعبير عـنها برمــوز رياضية، وأعـداد، ومقادير ... الخطــوة الثانية هي الربــط بين هذه المقاديـر بواسـطة عـدد من القضايا التي تستخدم كمبادئ لاستنـتاجاتنا، هـذه المبادئ يـطلق علـيها اسـم الفـرضـيات. الخطـوة الثالثـة هي تركيب فرضـيات النـظرية حسب قـواعد التحليل الرياضي، وأن نستنبط منـها نـتائج ضـرورية. إن النتائج التي استخـرجناها من الفرضـيات هي التي تشكل النـظرية الفيـزيائية الجديدة. وهكذا فالنظرية الصحيحة هي التي تعـبر بشكل مُـرضي عــن مجمــوعة من القــوانـين التجــريبية، أما النــظرية الخـاطئـة فهــي التي لا تتــوافق مـع القــوانـين التجــريبـية. وهـكذا إذا كان بيير دوهـيم يــوافق صـاحب النـص في كـون النظـرية ينبـغي أن تـخضـع للتحـقق بـواسـطة التجـربة العلمية، فإنه في مقابل ذلك عـارضه في اعتـبار المبادئ حـقائق مطلقـة وثابتـة لأنـها بالنسبـة له مجـرد فرضيات يمكن التخلي عنـها في أي وقت. وهو نفـس الـموضـوع الذي أثاره العـالم الفيـزيائي الكبـير ألبـير أينشتاين مبيـنا أن نسقا كاملا للفيزياء النظرية يتكون من مبـادئ وقـوانين تربط بين تلك المبادئ، وقضايا مستنبط منها بشكل ضروري بواسطة الاستنباط المنطقي. هـذه النتائج هي التي يجب أن ترتبـط بالتجـربة. وهكذا حـدد أينشتاين لكل من العقل والتجربة مكانتـهما في نسق الفيزياء النـظرية. فالعـقل يمنـح النسق بنيته، أما المعطـيات التجـريبية وعـلاقاتـها المتـبادلة فيجب أن تطابق القضـايا الناتـجة عن النـظرية. إن البناء الرياضي الخـالص، هو الذي يمكننا من اكتشـاف المبادئ والقـوانين التي تسمح بفهـم ظـواهر الـطبيعة، وليـس التجـربة. وإذا كانت الوقائع التجـريبية لا تتطابق مع النـظرية، فينبغي تغيير الوقائع وليـس النظـرية. ومن ثمـة فإن تـوافق أينشـتاين مع صاحب النـص في تأكيـد أن المـبادئ حـقائق مطلقـة، لأنـها تعـبر عن نسب أو عـلاقات ضـرورية عقليـة، فإنه اختلف معـه في كـون النـظرية حقيقـة نسبيـة مـرتبـطة بالحـالة الراهنة لمعارفنا، وهـي تتغـير، بحسـب تقـدم هـذه المـعارف، لأن النـظريـة بالنسـبـة لأينشـتاين يقينيـة لأنـها صـادرة عـن البـناء الريـاضـي الخالص.
.
وأخيرا يمكن استنتاج أن العقلانية العلمية، التي تتكون من نسق من المبادئ والقــوانين والنظـريات العلمية، ظهرت كمعـرفة إنسـانية حـول الـواقع الذي يعيـش فيه. وقد ظهـرت في أول أمرها كمعـرفة يقينيـة وموحدة، لكن تطـور المعرفة العلمية حوّلها إلى معرفة تنبني على أساس المواضعات والفرضيات، وبدل الوحدة أصبحت تتميز بالتشظي.