0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

المشكلة الخامسة: العادة والإرادة. (آداب وفلسفة)

مقالة فلسفية آداب وفلسفة هل يصح القول بأن العادة أداة متحجرة تفقد الإنسان إنسانيته

نص السؤال: * هل يصح القول بأن العادة أداة متحجرة تفقد الإنسان إنسانيته؟* هل تعتقد أن الآلية والرتابة التي تطبع السلوك التعودي كافية للحكم عليه بأنه سلوك سلبي؟* هل صحيح أنه كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حيوية؟* هل العادة تعيق التكيف؟

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... مقالة المشكلة الخامسة: العادة والإرادة. (آداب وفلسفة)هل يصح القول بأن العادة أداة متحجرة تفقد الإنسان إنسانيته

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

هل يصح القول بأن العادة أداة متحجرة تفقد الإنسان إنسانيته

المقال:

من السلوكات الإنسانية التي شدت اهتمام الفلاسفة والمفكرين السلوك التعودي، حيث يعد التساؤل عن آثار العادة وقيمتها من التساؤلات التي احتلت حيزا كبيرا من الاهتمام، هذا الأخير أدى إلى ظهور العديد من الآراء المتباينة حولها، فهناك من يعتقد أن السلوك التعودي هو سلوك سلبي متحجر يجر إلى عواقب غير محمودة الأثر، ولكن هناك من يرى في هذا الطرح أنه لا يعكس حقيقة السلوك التعودي فهذا الأخير سلوك إيجابي يساعد على التكيف، ولرفع هذا التعارض والجدل القائم بين الطرحين حق لنا أن نتساءل: هل العادة أداة صلبة ومتحجرة أم أنها أداة مرنة تساعد الإنسان على التكيف؟

يعتقد عدد من الفلاسفة والعلماء والمفكرين أن للعادة آثار سلبية ينجم عنها الكثير من الأخطار الوخيمة:

* فهي تسبب الركود وتقضي على المبادرات الفردية وتستبعد الإرادة فيصير الفرد عبدا لها، وفي هذا يقول أوغيست كونت: " العادة جمود "، نفس الرأي ذهب إليه "إيمانويل كانط" القائل: " كلما زادت العادات عند الإنسان أصبح أقل حرية واستقلالية ". كما أنها تضعف الحساسية وتقوي الفاعلية العضوية على الفاعلية الفكرية، فالطبيب مثلا لا ينفعل أو يضطرب عندما يقوم بالعمليات الجراحية أو التشريحات لأنه اعتاد على رؤية الجرحى ، الدماء،...إلخ، وفي هذا يقول الفيلسوف اليوناني "أرسطو": " العادة تقتل الإحساس "، كما يقول الفيلسوف الفرنسي "جون جاك روسو": " العادة تقسي القلوب ".

* والعادة تجعل الفرد أسير الماضي بمعنى أن السلوك التعودي ما هو في حقيقة الأمر إلا تكرار وإعادة لسلوكات ماضية، يقول المفكر الفرنسي "برودوم": "جميع الذين تستولي عليهم قوة العادات يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم آلات...". كما أن العادة تقف أمام كل تفكير نقدي لتشكل عائقا ابستيمولوجيا أمام الإنسان، فالتاريخ مليء بالكثير من الشواهد من الأعمال والنظريات والإبداعات التي قوبلت بالرفض، ومثال ذلك ما حدث للعالم الايطالي "غاليلي" جراء فكرته حول دوران الأرض حول الشمس التي رفضت من المجتمع الكنسي رغم صحتها، وكذلك ما حدث "لسقراط" الذي اتهم بإفساد عقول الشباب.

* وللعادة خطر في المجال الاجتماعي أيضا، فمحافظة الكثير من العقول التقليدية على القديم والخرافات من شأنه أن يؤدي إلى فساد اجتماعي.

* ومن الناحية الجسمية فإن العادة تؤدي إلى تشوهات جسمية، فالحداد الذي تعود العمل بيده اليمنى يصبح بمرور الزمن كتفه الأيمن أعلى من كتفه الأيسر، ويده اليمنى أقوى من يده اليسرى.

إذن للعادة عدة مظاهر سلبية، من شأنها أن تعيق الإنسان، فهي حسب أنصار هذا الطرح أداة تصلب وتحجر وجمود. وهذا ما يلخصه بوضوح "روسو قائلا": " خير عادات المرء أن لا يتعود على شيء ".

لكن ومع التسليم أن للعادة آثار سلبية، إلا أنه لا ينبغي أن نجعل من هذه المساوئ حججا للانتقاص من قيمتها، فما يؤاخذ عليه أنصار هذا الموقف أنهم ركزوا على السلبيات ولم يبرزوا الايجابيات، ما جعلهم يقفون على وجه واحد من الحقيقة فقط.

لهذا يرى عدد آخر من الفلاسفة والعلماء والمفكرين أن العادة ليست مجرد سلوك سلبي فهي تتضمن وتحتضن العديد من الآثار الإيجابية أهمها:

* أنها تؤدي إلى توفير الوقت والجهد، فالمتعود على الكتابة على لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر لا يجد صعوبة في القيام بهذا الفعل، على العكس تماما من المبتدئ، فالعادة من هذا المنظور تسهل الأعمال، وفي هذا الصدد يقول ويليام جيمس: "لولا العادة لقضينا أياما كاملة في القيام بأعمال تافهة".

* كما أن الآلية التي يتميز بها السلوك التعودي تؤدي إلى إتقان الأعمال، فالبناء صاحب الخبرة الطويلة ينجز مختلف أعماله بإتقان شديد فهي إذن أداة مرنة تعمل على إتقان الأعمال.

* إضافة الى أن العادة تؤدي إلى التكيف مع العالم الخارجي، فالإنسان الذي يعتاد البرودة يستطيع العيش في المناطق الباردة يقول "ألان": "إن العادة تمنح الجسم الرشاقة ".

* كذلك السلوك التعودي قد يكون وسيلة للحياة والاستمرار والبقاء، فالمتعود على السباحة يستطيع النجاة عند اضطراب البحر.

* ومن ناحية أخرى فالعادات وخصوصا الاجتماعية منها ( التعاون، الإحسان، التضامن... ) تعمل على حفظ التوازن والاستقرار الاجتماعي وحفظ أواصر وعرى النسيج الاجتماعي.

إذن للعادة عدة آثار إيجابية فهي توفر الجهد والوقت معا، وتسهل الأعمال وهي جد هامة للإنسان أو بالأحرى كما قال "مودسلي": " لو لم تكن العادة لكان في لباسنا لثيابنا وخلعها يستغرق يوما كاملا ".

ولكن ومع الإقرار بأهمية العادة في حياة الإنسان إلا أن هذا لا يعني تماما عدم وجود آثار سلبية فيها، وهذا ما جهله أو تجاهله أنصار هذا الموقف، ذلك أن التجربة الواقعية تبين أن العادة لا تكون في كل الأحوال ايجابية. بل على العكس من ذلك فهي في كثير من الأحيان تكون أداة صلبة تعيق الإنسان.

يتجلى إذن وبعد رصد مختلف وجهات النظر والتعرف على آراء وحجج الموقفين أن العادة سلوك له مظهرين احدهما إيجابي والآخر سلبي بمعنى أن العادة لها عدة مظاهر إيجابية ولها في المقابل أيضا عدة مظاهر سلبية وهذا ما يلخصه قول شوفالي: " إن العادة أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها ".

ومنه فالعادة إيجابية وسلبية معا، فهي بمثابة السلاح ذو حدين، وعلى الإنسان أن يأخذ بالآثار الحسنة وأن يعمل قدر المستطاع على تفادي الآثار السلبية. (ابراز الرأي الشخصي وتبريره).

الخاتمة 

مما سبق نستنتج وبناءا على معطيات التحليل السابق أن للعادة آثار إيجابية وأخرى سلبية، فهي من جهة تكون أداة مرنة تساعد الإنسان على التكيف مع الوسط الخارجي، وهي من جهة أخرى تكون أداة عرقلة وتصلب، ولكن هذا لا يعني أبدا أن العادة سلوك غير ذي قيمة وأهمية في حياة الإنسان، ذلك أن أغلب الدراسات والبحوث التي عالجت هذا السلوك قد أجمعت على اعتبار أن العادة بالرغم من آليتها ورتابتها أداة هامة تساعد الإنسان على التكيف مع الواقع.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
هل يصح القول بأن العادة أداة متحجرة تفقد الإنسان إنسانيته

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...