هل الحقيقة تقاس بمدى وضوحها ام بما تحققه من منافع
سؤال خاص بالاقسام الادبية حول درس الحقيقة العلمية والفلسفية المطلقة
مقالة جدلية باك 2024
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2024 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2023-2024 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....هل الحقيقة تقاس بمدى وضوحها ام بما تحققه من منافع
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
هل الحقيقة تقاس بمدى وضوحها ام بما تحققه من منافع؟
طرح المشكلة:
ان الانسانكائن حي,فهو فضولي بطبعه يحاول الوصول الى ما يريده,خاصة البحث عن الحقيقة التي تعني مطابقة التصور للواقع فهي الامر الممكن في العقل ولا يتضمن التناقض , وهذا يعني ان الحقيقة اصناف الحقيقة العلمية النسبية والحقيقة الفلسفية المطلقة وتعدد هذه الاصناف ادى الى تنوع مقاييسها ولهذا نتساءل هل معيار الحقيقة عقلي ام عملي؟وبالتالي هل الحقيقة تقاس بالبداهة والوضوح ام تقاس بالمنفعة والنجاح؟ام بهما معا؟
محاولة حل المشكلة:
الراي الاول:يرى انصار المذهب العقلي ومن بينهم ديكارت و سبينوزا بان معيار الحقيقة الوضوح والبداهةلان الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقه وهو الوضوح , ويتجلى هذا في البديهيات الرياضية التي تبدو ضرورية وواضحة بذاتها , وهذا ما جعل ديكارت يبني معرفة تتميز تتميز حقيقتها بالوضوح كما تتميز نتائج الرياضيات لهذا فالحقيقة عنده هي ما يبدو للبداهة حق,فالفكرة الصادقة هي الفكرة الواضحة في الشعور, ويقول ديكارت:"لا تصدق الا ما هو بديهي" ويعتمد هذا المنهج على اربع قواعد وهي قاعدة البداهة حيث يقول ديكارت:"انا لا اقبل شيئ على الاطلاق على انه حق ما لم يتحقق بالبداهة انه كذلك... وان لا اخذ من احكامي الا ما يقبله عقلي بوضوح تام..." كما يؤكد سبينوزا بانه ليس هناك معيار للحقيقة خارج الحقيقة في قوله :"هل يمكن ان يكون هناك شيئ اكثر وضوحا ويقينا من الفكرة الصادقة يصلح ان يكون معيارا للحقيقة..." اذن فالحقيقة تقاس بمدى وضوحها.
النقد:لكن ارجاع الحقيقة الى الوضوح يجعلنا نلجا الى معيار ذاتي لان الاعتبارات الشخصية تتدخل من شخص الى اخر حيث تتدخل الميول والرغبات والاراء الشخصية لكي تجعل الفكرة واضحة وبالتالي صحيحة بدليل ان قضية حركة دوران الارض حول الشمس التي هي قضية واضحة بالنسبة الينا اليوم في حين ان ثباتها كانت فكرة واضحة وضوحا تاما لدى خصوم غاليلي ولكنها فكرة خاطئة لهذا فالشعور بالبداهة لايمكن ان يكون معيارا صحيحا للحقيقة.
الراي الثاني:يرى انصار المذهب البراجماتي بزعامة بيرس وجون ديوي و ويليام جيمس بان الحقيقة معيارها المنفعة لان الفكرة الصحيحة هي الفكرة التي تؤدي الى النجاح في الحياة العملية ,لهذا فان صحة الفكرة تعتمد على ما تؤدي اليه هذه الفكرة من منفعة او على ما تؤدي اليه من نتائج عملية ناجحة في الحياة , فاذا ترتبت عليها نتائج مفيدة وناجحة فهي حقيقة,اما اذا ترتبت عنها نتائج غير مفيدة فهي غير حقيقة,لذلك يقول بيرس :"ان الحق يقاس بمقياس العمل المنتج وليس بمنطق العقل المجرد"كما يقول :"ان كل ما يؤدي الى النجاح هو حقيقي ,وان كل ما يعطينا اكبر قسطا من الراحة وما هو صالح لافكارنا ومفيد لنا باي حال من الاحوال فهو حقيقي", وبذلك تبدو البراجماتية نظرية في المعرفة تناقض الفلسفات العقلية لانها ترفض معيار الفكر وتجعل من العمل المعيار النهائي لاختبار صحة اية فكرة معينة ,لذلك يقول جيمس :"ان آية الحق النجاح وآية الباطل الاخفاق.فالفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا الى النجاح في الحياة" اذن فالحقيقة تقاس بما تحققه من منافع.
النقد:لكن اذا ربطنا الحقيقة بالمنفعة والنجاح نكون قد جعلناها مسالة شخصية لا علاقة لها بالتامل الفلسفي لان معيار المنفعة لا يسمح لنا بالتميز بين الصواب والخطا بما ان الخطا قد يؤدي الى نتائج نافعة وصالحة غير انه لا يمكن ان يتحول الى صواب,كما ان المنفعة معيار ذاتي ونسبي وغير مطلق لانه ما يحقق للشخص منفعة قد يحقق لغيره ضرر وبالتالي الحقيقة لا تقاس بما تحققه من منافع .
التركيب:هناك موقف ثالث يرى انصاره ان معيار الحقيقة الوضوح والمنفعة معا لان هناك تكامل بين المعيارين بدليل انه لا يمكن التركيز على البداهة وحدها كمقياس الحقيقة واهمال المنفعة ,ولا يمكن التركيز على النجاح وحده واهمال البداهة .
حل المشكلة:
نستنتج بان الحقيقة تقاس بمدى وضوحها وبما تحققه من منافع في نفس الوقت,لان المعيار العقلي وهو البداهة والوضوح ضروري لكنه غير كافي فهو في حاجة الى معيار عملي وهو المنفعة والنجاح وبالتالي فالافكار الواضحة بالنسبة للانسان تحتاج الى تطبيق لكي لا تبقى مجرد نظريات لا وجود لها في الواقع.
