نقد موقف هيوم من السببية :
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ..نقد موقف هيوم من السببية....
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
نقد موقف هيوم من السببية
نقد موقف هيوم من السببية
الإجابة هي كالتالي
انطلق هيوم في تحليله لمسألة السببيَّة برفضه القاطع لمبدأ التلازم الضروريِّ ما بين السبب والنتيجة، واعتبر أنَّ العقل لا يظفر بها بطريقة بديهيَّة كما فسَّرها الفكر السابق له، وهذا ما جعل من البعض يعتبر أنَّه بتصوُّره هذا قد وضع المسألة في إطارها العلميِّ الصحيح، لكن ذلك لم يُعفِه البتَّة من سجالات القبول والرفض، حتى أنَّ البعض اتَّهمه بالفكر الرَّيبيِّ والهدَّام خصوصًا أنَّه بقي أسير نسَقه الفلسفيَّ القائم على أساس سيكولوجيٍّ فحسب، وقطع مع عالم المنطق.
وإذا كان هذا الفيلسوف قد تحدَّث عن الانفصال القائم بين السبب والنتيجة، ولم يهتم بالاختلاف التام بينهما، فإنَّه سعى بذلك للقطع مع التصوُّرات السابقة المهتمَّة بهذه المسألة، ما جعله يتَّجه نحو التطرُّف بدل مسايرة النَّسق، وهو ما سيوصل حتمًا إلى تهافُت تصوُّره الفلسفيِّ المبنيِّ على نزعة تجريبيَّة متطرِّفة، باعتباره يرفض أن يقوم قانون السببيَّة على العقل والتجربة ليزجَّ به في العادة والتكرار الصادرين من الحواسّْ.
والواقع أنَّنا إذا ما فحصنا موقف هيوم من السببيَّة سنجد أنَّه يقوم على ضرب من السفْسَطَة والمُغالَطة، باعتبار أنَّ قانونها هو قانون تلازم الكون ولا مجال لرفضه لأنَّ ذلك سيفضي حتمًا إلى إلغاء علل الأشياء ومسبِّباتها، ما يتنافي مع نواميس الكون القائمة عليه، خصوصًا أنَّ إلغاءه سيلغي أيَّ احتمال لوجود الكون. من هنا، إذا ما نظرنا إلى هذا الكون نتبيَّن أنَّ الله مصمِّمُه وواضعَ نظامه، وهو أيضًا علَّة ذاته وعلَّة الموجودات ككلِّ، ما يعني أنَّه لا مجال لرفض قانون السببيَّة والحال أنَّ الله وضع لكلِّ سبب مسبِّبًا ليجعل من هذا الكون متماسكًا ومترابطًا وخاضعًا في الآن ذاته إلى منطق السببيَّةلأن لا شيء يأتي من لاشيء.
لا بدَّ من الإشارة هنا إلى أنَّ رفض هذا الفيلسوف للارتباط الضروريِّ بين السبب والنتيجة، وإرجاع العلاقة القائمة بينهما إلى العادة والتكرار، قد أوقعاه في العديد من الأخطاء المنهجيَّة التي جعلت منه موضوعًا للدراسة والنقد، باعتباره خرج عن مجاراة نسق سابقيه بأسلوب تعسفيٍّ رَيبيّْ. ولا شكَّ في أنَّ نزعه لِسمة الضرورة عن مسألة السببيَّة سيؤدِّي حتمًا بتصوُّره العلميِّ إلى الرَّيبيَّة باعتبار أنَّ هذا التصوُّر يفتقر إلى سند عقليٍّ لاسيَّما أنَّه أخرجه في صورة معتَقد ذي أساسيَّات هشَّة، وهذا ما يتنافى مع أساسيَّات البحث العلميِّ السليم، لأنَّه بإظهاره على شاكلة معتقَد قد يزعزع أركان العلم، وقد يكون له أيضًا العديد من التبعات الدينيَّة القائمة على العلاقة السببيَّة بين الله والكون، باعتبار أنَّ الله هو علَّة ذاته وعلَّة كلِّ الموجودات.