0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (466ألف نقاط)

مقالة العادة والإرادة. هل العادة كسلوك الي تكيف أم إنحراف

مقالة العادة  والارادة  2024 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... مقالة العادة والإرادة. هل العادة كسلوك الي تكيف أم إنحراف

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

هل العادة كسلوك الي تكيف أم إنحراف ؟

هل العادة ميل أعمى يعيق سلوك الإنسان أثناء إدراكه للعالم الخارجي؟

1 - طرح المشكلة :

إن العادة التي أثارت فكر الفلاسفة والعلماء بداية" بأرسطوا " إلى "بول غيوم" قد أخذت في

الفكر المعاصر قسطا كبيرا من الاهتمام خاصة لدى علماء النفس نظرا لارتباطها ببنية شخصية الفرد من كل جوانبه الجسمية والنفسية والذهنية والاجتماعية، كما أضحت العادة تحدد الفروق الفردية بين الأشخاص في تكيفهم مع واقعهم الخارجي، والعادة كما يعرفها عدد من الفلاسفة وعلماء النفس هي : قدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة آلية مع السرعة والدقة والاقتصاد في الجهد مما أثار اهتمام الفلاسفة والعلماء حول طبيعة العادة وأثرها على سلوك الإنسان، فإنقسموا إلى موقفين متعارضين فريق أول يرى أن العادة فعل سلبي يناقض ويضعف سلوك الإنسان ويعيقه على إدراك العالم الخارجي ، و فريق ثان يرى أن العادة فعل إيجابي تعزز و تقوي إرادة الإنسان وتساعده في عملية الإدراك والتكيف مع العالم الخارجي، فطرحوا التساؤل هل اكتساب العادة يحد ويضعف إرادة الإنسان ويعيقه على التكيف ؟ وهل العادة كسلوك الي مكتسب بالتكرار تناقض الفعل الإرادي باعتباره يهدف إلى الإدراك ؟ و بصيغة أخرى: ماهو أثر العادة على الإدراك؟ هل هو تأثير إيجابي يساعد على التكيف أم تأثير سلبي يعيق التكيف؟

2 محاولة حل المشكلة :

الاطروحة - العادة تضعف وتنفي إرادة الإنسان وتعيقه على التكيف وإدراك العالم الخارجي:

كانط كارل ياسبرس سولي برودوم ابن خلدون......

لقد استهجن عدد من الفلاسفة وعلماء النفس ميل الإنسان لاكتساب العادات أي تجنب كل ما من شأنه

أن يكون سلوكا اليا ، فالعادة من خلال هذا التصور تكتسي طابعا سلبيا يقتضي تجاوزها لأنها مناقضة

لإرادة الإنسان وتعمل على إضعافه و القضاء عليه، يستند خصوم العادة في طرحهم هذا على ما

تفرزه العادة من أثار سلبية على سلوك للإنسان سواء على المستوى الذهني أو النفسي أو الأخلاقي

أو الاجتماعي أو الجسمي فعلى المستوى الفكري تؤدي إلى الجمود والركود الذي يغلب على فكر

الإنسان ويحول دون القدرة على الإبداع كفعل إرادي قائم على ملكة الاختيار فالتلميذ أثناء مراحل

دراسته إذا تعود على الحفظ الآلي لا يتجاوب مع أسئلة الامتحان، و نفس الأمر يحدث في مختلف

الأنشطة الفكرية و ربما يتضح ذلك جليا من خلال ما يعرف بصراع الأجيال أو تضارب الأفكار ، وهذا ما عبر عنه "كارل ياسبرس" بقوله : ( أن كبار العلماء يفيدون العلم في النصف الأول من حياتهم و يضرون به في النصف الثاني منها ) . أي أن العلماء في بداية حياتهم يكونون مبدعين يختارون مناهجهم و ينتقون أفكارهم بإرادة وحرية ، لكن بعد أن ترسخ فيهم تلك المناهج والأفكار و المبادئ يجدون أنفسهم سجناء لما تعودوا عليه وبالتالي تغيب قدرتهم الإرادية بل يصعب عليهم تقبل أفكار غيرهم وما محنة " غاليلي " حول فكرة دوران الأرض ورفضها من طرف الناس إلا لتعودهم على غير هذه الفكرة، كما أن تعارض العادة مع الإرادة قد تظهر صورة على المستوى الجسمي كتعودنا على تناول مأكولات تسبب أضرارا لنا فنجد أنفسنا مرغمين على تناول بعض الأغذية خارج إرادتنا مثلما يقول ابن خلدون : ( إن الأغذية والتلاقها وتركها أنما هو بالعادة فمن عود نفسه غذاها ولاءم تناوله كان له مالوفا و صار الخروج عنه والتبدل له داء ). فالنشاط الجسمي الإرادي مرهون بما نكتسبه من عادات . فالجلوس على الكرسي بكيفية معينة ومتكررة عدة مرات يمنعنا من تغيير طريقة جلوسنا مما يؤدي إلى تشوه الجسم من جراء استخدام عضلة دون عضلة أخرى، إضافة إلى تأثير العادة السلبي على المستوي الاخلاقي حيث تختار نمط أخلاقي معين تلتزم به كتعودنا الكذب أو السرقة أو عدم إلقاء التحية وردها وقطع صلة الرحم و الكسل و إنعدام النظافة، فالإنسان بالعادة يفقد إرادته التي تمثل جوهر إنسانيته بل لا يعدوا إن يكون مجرد آلة مثلما يقول " سولي برودوم" : ( إن الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم الات ) وأكثر ما يظهر التعارض بين العادة والإرادة هو أننا لا نستطيع بسهولة أن نكف عن عادة اكتسبناها إلى درجة أنها تتحول إلى طبيعة ثانية مثلما قال أرسطو، فالعادة بهذا المفهوم هي نفي للإرادة . كذلك على المستوى الاجتماعي تظهر سلبيات العادة في المحافظة على العادات البالية والأساطير القديمة وتشجيع التقليد والتعصب للرأي مثل: زيارة أولياء الله الصالحين والتقرب إليهم بالدعاء أو الإطعام ، ظاهرة السحر و الشعوذة، ظاهر الأخذ بالثأر في مصر...... يقول دوركايم ( تمتاز العادة بالقهر و الإلزام مما يعرقل الإبداع)، وهذا ما أكده روسو " بقوله : (خير عادة يتعلمها الإنسان في أن لا يعتاد شيئا ) ، أما على المستوى النفسي فإن العادة تستبد بإرادة الإنسان وتجعله عبدا لها فتفقده حريته وإرادته و تؤدي إلى السام والملل نتيجة الروتين والرتابة ، وهذا ما يجعل حياته خالية من المشاعر، كما أنها تضعف الحساسية وهذا ما يتجلى بوضوح في حياة الجراحين، فلقد تعودوا أن لا ينفعلوا لما يقومون به من تشريحات ومعاينات، يقول ج، ج، روسو : (العادة نفسى القلوب، كما أن العادة المنفعلة التي تقوم على التكرار الفاقد للوعي والإنتباه تتسبب في الركود، وتقضي على روح المبادرة و الإبداع مما يعني أنها تضعف الفاعلية الفكرية، ولقد أثبت العلم والتاريخ أن العادة تعيق الفكر، لأنها تمنع الروح النقدية فالتعود على الافكار الشائعة يؤدي إلى رفض التجديد يقول جون بياجيه: (الروح المتعودة في الروح الميتة تخلق في نفس الإنسان التعصب والتزمت، فمثلا الفكرة التي جاء بها العالم هارفيي حول

الدورة الدموية في الإنسان ظل الأطباء يرفضونها لمدة 40 سنة ، يقول "كانط " : (كلما زادت العادات عند الإنسان كلما أصبح أقل حرية و استقلالية ).

المناقشة : قد تكون سلبيات العادة تشكل عائقا لبعض أنشطتنا الإرادية وتعيقنا على التكيف وإدراك العالم الخارجي، لكن ماذا لو تخيلنا حياتنا في غياب العادة، وكمثال على ذلك: هل كان بإمكان السائق قيادة السيارة بتلك المهارة لو لم يكن قد اكتسب عادة في السياقة ؟ وإذا كانت العادة تمثل عائقا أمام إرادتنا وأنها مناقضة لها فلماذا تسعى لإكتسابها وبإرادتنا بل نبذل جهدا في ذلك؟

نقيض الأطروحة العادة سلوك إيجابي تعزز و تدعم إرادة الإنسان وتساعده على التكيف

وإدراك العالم الخارجي (الان مودسلي، جون ديوي رالفيسون ......

يذهب فريق ثان من الفلاسفة وعلماء النفس على أن العادة سلوك إيجابي تعزز من إرادة الإنسان وتساعده على التكيف مع المستجدات وإدراك العالم الخارجي، حجتهم في ذلك الآثار الإيجابية التي تطبعها العادة في سلوك الفرد سواء على المستوى الذهني النفسي ، الأخلاقي الاجتماعي و الجسمي . فعلى المستوى الذكرى تساعد العادة على اكتساب مهارات وتقنيات فكرية كالتعود على حل الدوال الرياضية، والمقالات الفلسفية مع الدقة والسرعة في الإنجاز وإتقان العمل، يقول جون ديوي : ( كل العادات تدفع إلى القيام بانواع معينة من النشاط، وهي تكون النفس وتحكم قيادة أفكارنا ، فتحدد ما يظهر منها ، وما يقوى، وما ينبغي أن يذهب من النور إلى الظلام ) . فالطالب الذي اكتسب عادة في حل المقالات الفلسفية فإنه يجد سهولة أثناء الإمتحان في التكيف مع موضوعات الاختبار ، فللعادة مزايا كثيرة تؤهلها إلى تحقيق السلوك الناجح على حد تعبير " رافيون " وحتى في الإعلانات عن مناصب العمل نجد الشركات تطلب اليد العاملة التي لها خبرة أي متعودة على العمل المماثل لما هو مطلوب . أما على المستوى النفسي فالعادة تساعدنا على اكتساب الثقة بالنفس وروح المواجهة و التحدي، وتحمل المسؤولية، وتحرير الشعور و الإرادة للقيام بمهام جديدة مثل المغني يعزف ويغني ويرقص ، يقول " رافيو " : ( العادة ميل لتحقيق غاية مادون تدخل الإرادة و الوعي ) ، أما على المستوى الجمعي فالعادة تساعد على تقوية العضلات ورشاقة الجسم، كتعودنا على الرياضة والحمية ، يقول " الان " : ( إن العادة تمنح الجسم رشاقة وسبولة ( فما كان للاعب كرة القدم أن يسدد الكرة نحو المرمى بتلك المهارة والإتقان لولا تعوده على ذلك في التدريبات، كما انه على مستوى القدرة البيولوجية نجد أن كثيرا من الناس يشعرون بالتعب والإرهاق في الأيام الأولى من شهر رمضان ، ولكن بمجرد تعودهم على الصيام يصبح الأمر عادي في الأيام الأخيرة ، كما أن الطفل الصغير أثناء تعلمه الكتابة في البداية تكون حركاته عنيفة وتشمل في ذلك التوتر العضلي للجسم كله حيث يتقطب الجبين وتلتوي الشفتان واللسان وتكون قبضة يده على القلم بشدة ن حتى تتصلب الاصابع و الذراع كله ، لكن تزول هذه الحركات رويدا رويدا والفضل في ذلك يعود كله إلى العادة بحيث تحقق السرعة و المهارة في الكتابة، أما على المستوى الاجتماعي تساعد العادة على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى والتعود على التضامن والتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد مثال إفطار الصائم في رمضان، قفة رمضان جمعيات كافل اليتيم مساعدة العائلات المعوزة ، شراء كبش العيد ....... الخ، واحترام العادات والقوانين الاجتماعية ، كقانون المرور ، يقول " رافيون " : ( للعادة مزايا كثيرة تؤهلها إلى تحقيق السلوك الناجح ) ، أما على المستوى الأخلاقي فالعادة تساعدنا في تعويد الأبناء على القيم والمبادىء الأخلاقية السامية كالأمانة ، الصدق ، صلة الرحم ، النظافة . الإحسان إلى الغير ، ظبط النفس ، الصلاة ، كظم الغيظ ، الإجتهاد والعمل ، يقول " مودسلي " : ) لو لم تكن العادة لكان قيامنا يوضع ملابسنا ورفعها يستغرق نهارا كاملا ) ، إضافة أن العادة تعزز الفعالنا الإرادية وتقويها حيث لا تستطيع القيام بالفعل بشكل إرادي وحر ، ما لم نكن نتحكم في أداء هذا الفعل ، والتحكم في هذا الفعل لا يكون إلا بعد تعلمه و تكراره عدة مرات مثال : اللاعب الذي يريد أن يسدد الكرة نحو الشباك لا ينجح في ذلك لو لا تعوده على ذلك في التدريبات ، كما أن السائق الذي يريد أن يتحكم في قيادة السيارة لا يكون له ذلك إلا بعد تعوده على اكتساب عادة السياقة. و الطالب الذي يريد أن يصبح ماهرا في الإعلام الآلي لا يتسنى له ذلك إلا بعد تعوده على إستعمال الكمبيوترو منه فالعادة سلوك إيجابي يحقق عملية التكيف . فالتعود لا يمكننا فقط من التحكم في سلوكنا بل يمكننا حتى

التكيف مع الأوضاع المستجدة من خلال اختيار الاستجابة المناسبة لكل موقف ومنه فإن أنصار هذه الأطروحة لا يقفون عند حد جعل العادة تعزز الإرادة بل يتصورون أنها شرط لها ، أي تربط بينهما علاقة تلازمية ، فالعادة في حد ذاتها هي سلوك إرادي يسعى الإنسان لاكتسابها من أجل تجاوز ما يعيق تنفيذ إرادته

المناقشة : صحيح أن للعادة عدة آثار إيجابية لكن في كثير من الحالات ما تمنعنا من القيام بسلوكات إرادية أخرى من ذلك تعود الكسل الذي يقف حاجزا أمام العمل و النجاح كما أن بعض العادات تخلق أضرارا على المستوى الجسمي والنفسي والذهني كعادة التدخين وشرب الكحول و الإدمان على المخدرات

التركيب من خلال طرحنا للموقفين المتعارضين يتضح لنا أن للعادة أثارا سلبية تضعف وتحد من إرادتنا وتعيقنا على التكيف وأخرى إيجابية تقوي وتعزز إرادتنا وتساعدنا على الإدراك ومعرفة العالم الخارجي، . يقول "شوفالي " : العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها ). فالعادة هي استجابة للظروف التي تتطلبها المواقف الحياتية المتعددة سواء تعلق الأمر بأصناف التفكير أو طرق التصرف، أو التعبير عن النماذج الخلقية، كلها تبرز الدور الحيوي الذي تلعبه العادات في تحقيق التكيف والتوافق بين الفرد وبيئته الطبيعية والاجتماعية والتعامل بمهارة وفعالية مع المواقف، نتيجة ما تمنحنا إياه العادات من رشاقة وسهولة و دقة، لكن هذا لا يعني أنها سلوك آلي مسيطر، وقوالب جامدة متحكمة دائما، بل ايضا قدرة خادمة للإنسان وليست متسلطة عليه، لذلك وجب أن تبقي عاداتنا تحت مراقبة الشعور والإرادة حتى تصير آلية حيوية، وقدرة مرنة للتكيف وهذا لكي تجمع بين ثبات السلوك وحيوية الوعي، ونحن كطلبة مقبلين على شهادة الباكلوريا علينا الإبتعاد عن العادات السلبية و الأخذ بالعادات الإيجابية فقط ، فتعودنا على الإجتهاد والعمل والمواظبة في المراجعة يكسبنا الثقة بالنفس والسرعة في إنجاز الواجبات و الدقة في الإجابة وعدم بذل جهد كبير بالإضافة إلى ما نتدعم به من ميل ورغبة وإرادة كبيرة للوصول إلى محطة النجاح

3 - حل المشكلة من كل مما سبق نستنتج أن إن سلبيات العادة لا يمكن أن تحجب مزاياها وإيجابياتها, وعلى الإنسان المثقف أن يبادر بالتمسك بالعادات الفاضلة والتخلي عن العادات السيئة وتسييرها وفق منهجية مرسومة, كما قال ماري توين : " لا تستطيع التخلص من عادة برميها من النافذة بل ينبغي جعلها تنزل السلم درجة درجة " وفي مقابل ذلك يجب على الفرد أن يدرك أن نتائج العادة مرتبطة بطريقة استعمالها والهدف منها، ومنه فالعادة لها سلبيات وإيجابيات حسب درجة ثقافة الشخص وطريقة استعماله لها. يقول "ليبنتز ": نحن أوتوماتيكيون في ثلاث أرباع أفعالنا )

مقالة العادة والإرادة. هل العادة كسلوك الي تكيف أم إنحراف

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (466ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة العادة والإرادة. هل العادة كسلوك الي تكيف أم إنحراف

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
2 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...