0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة

دافع عن الأطروحة القائلة أن الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي

مقالة حول الفرضية بطريقة الاستقصاء بالوضع

مقالات-فلسفية-للشعب-التقنية-والعلمية

س:يقول كلود برنارد :"الفرضية هي نقطة الانطلاق الضرورية لكل استدلال تجريبي" كيف يمكنك الدفاع عن هذه الاطروحة

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ......دافع عن الأطروحة القائلة أن الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي

. وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي

س:يقول كلود برنارد :"الفرضية هي نقطة الانطلاق الضرورية لكل استدلال تجريبي" كيف يمكنك الدفاع عن هذه الاطروحة

طرح المشكلة :يعتمد المنهج التجريبي على مجموعة من الخطوات منها الملا حظة والفرضية التي هي فكرة مسبقة توحي بها الملاحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ، أي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في اقامته للتجربة. ولقد كان شائعا بين الفلاسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية أنه لم يبقى للفرضية دور في البحث التجريبي الا انه ثمة موقف أخر يناقض ذلك متمثلا في النزعة العقلية التي تؤكد على فعالية الفرضية وانه لايمكن الاستغناء عنها لهذا كان لزاما علينا ان نتساءل : كيف يمكن الدفاع عن هذه الاطروحة ؟ وهل يمكن تأكيدها بأدلة قوية ؟ وبالتالي تبني موقف أنصارها ؟ 

محاولة حل المشكلة :

عرض منطق الاطروحة :

يذهب أنصار الاتجاه العقلي الى ان الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر ضروري في البحث التجريبي ومن اهم المنا صرين للفرضية كخطوة تمهيدية في المنهج التجريبي الفيلسوف الفرنسي كلود برنار (1813-1878) وهو يصرح بقوله عنها "ينبغي بالضرورة ان نقوم بالتجريب مع الفكرة المتكونة من قبل " ويقول في موضع أخر " الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع واليها ترجع كل مبادرة " وبالتالي نجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة في المنهج التجريبي اذ يصرح " ان الحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود الى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة " أما المسلمة المعتمدة في هذه الاطروحة هو " ان الانسان يميل الى بطبعه الى التفسير والتساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية " وهو في هذا الصدد يقدم أحسن مثال يؤكد فيه عن قيمة الفرضية وذلك في حديثه عن العالم التجريبي " فرانسوا هوبير " ، وهو يقول أن العالم العظيم على الرغم من أنه كان اعمى فانه ترك لنا تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه ان يجربها ، ولم تكن عند خادمه هذا أي فكرة علمية، فكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنه كان مضطرا الى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة ، وبهذا المثال نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه لا يمكن أن نتصور في تفسير الظواهر عدم وجود أفكار مسبقة والتي سنتأكد على صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة .

عرض خصوم الأطروحة :

ولهذه الاطروحة لها خصوم وهم أنصار الفلسفة التجريبية والذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في الطبيعة والوصول اليها لايأتي الا عن طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا الى حقيقة علمية . والفروض جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شدة ، حيث نجد على رأس هؤلاء الفيلسوف الانجليزي جون ستيوارت ميل (1806-1873) الذي يقول فيها " ان الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب علبينا أن نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة الى التجربة " وقد وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد الاستقراء متمثلة في : ( قاعدة الاتفاق أو التلازم في الحضور - قاعدة الاختلاف أو التلازم في الغياب - قاعدة البواقي - قاعدة التلازم في التغير أو التغير النسبي ) وهذه القواعد حسب "مل " تغني البحث العلمي عنالفروض العلمية . ومنه فالفرضية حسب النزعة التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال والتخمين المعرض للشك في النتائج –لانها تشكل الخطوة الأولى لتأسيس القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة – هذا الذي دفع من قبل العالم نيوتن يصرح ب : " أنا لاأصطنع الفروض " كما نجد ماجندي " يرد على تلميذه كلود برنار : " اترك عبادتك ، وخيالك عند باب المخبر " . 

عرض خصوم الاطروحة

لكن هذا الموقف (موقف الخصوم ) تعرض لعدة انتقادات من أهمها :

-أما عن التعرض للاطار العقلي للفرض العلمي ، فالنزعة التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست أن هذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من التناقض أن نرفض هذا ونقبل ذاك .

- كما لو أننا لو استغنينا عن مشروع - كما لو أننا لو استغنينا عن مشروع - كما لو أننا لو استغنينا عن مشروع الافتراض للحقيقة العلمية علينا أن نتخلى أيضا عن خطوة القانون العلمي – هو مرحلة تأتي بعد التجربة للتحقق من الفرضية العلمية – المرحلة الضرورية لتحرير القواعد العلمية فكلاهما – الفرض ، القانون العلمي – مصدران عقليان ضروريان في البحث العلمي عدمهما في المنهج التجريبي بتر لكل الحقيقة العلمية .

-كما أن عفل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون فعالا ، وهو ماتفعله قواعد " جون ستيوارت مل " التي تهمل العقل ونشاطه في البحث رغم أنه الاداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الظواهر عن طريق وضع الفروض ، فدور الفرض يكمن في تخيل ما لايظهر بشكل محسوس .

نقد خصوم الاطروحة

- كما أننا يجب أن نرد على جون ستيوارت مل بقوله أنه اذا أردنا أن ننطلق من الملاحظة الى التجربة بالقفز وتجاهل الفرضية فنحن مضطرين لتحليل الملاحظة المجهزة تحليلا عقليا وخاصة اذا كان هذا التحليل متعلق بعالم يتصف بالروح العلمية ، يستطيع بها أن يتجاوز تخميناته الخاطئة ويصل الى تــأسيس أصيل لنظريته العلمية مستعملا الفرض العلمي لامتجاوزا له .

-أما نيوتن (1642-1727) لم يقم برفض كل أنواع الفرضيات بل قام برفض نوع واحد وهو المتعلق بالافتراضات الطرح الميتافيزيقي ، أما الواقعية منها سواء كانت علية وصفية ، أو صورية فهي في رأيه ضرورية الوصول الى الحقيقة . فهو نفسه استخدم الفرض العلمي في أبحاثه التي أوصلته الى صياغة نظريته حول الجاذبية .

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا :

 ان هذه الانتقادات هي التي تدفعنا الى الدفاع مرة أخرى عن الأطروحة القائلة:" ان التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ..." ، ولكن بحجج وأدلة جديدة تنسجم مع ماذهب اليه كلود برنار أهمها :

يؤكد الفيلسوف الرياضي" بوانكاريه " (1854-1912à وهو يعتبر خير مدافع عن دور الفرضية لأن غيابها حسبه يجعل كل تجربة عقيمة ، "وذلك لأن الملاحظة الخالصة والتجربة الساذجة لاتكفيان لبناء العلم " 

مما يدل على أن الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه كون من بناء العقل وليس بتأثير من الأشياء الملاحظة وهذا ماجعلبوانكاريه يقول أيضا " ان كومة الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما "

ان الكشف العلمي يرجع الى تأثير العقل أكثر مما يرجع الى تأثير الأشياء يقول " ويوال " : " ان الحوادث تتقدم الى الفكر بدون رابطة الى أن يحي الفكر المبدع ." والفرض علمي وتأويل من التأويلات العقلية .

- ان العقل لايستقبل كل ما يقع في الطبيعة استقبالا سلبيا على نحو ما تصنع الألة ، فهو يعمل على انطاقها مكتشفا العلاقات الخفية ، بل نجد التفكير العلمي في عصرنا المعاصر لم يعد يهمه اكتشاف العلل أو الاسباب بقدر ما هو اكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر ، و الفرض العلمي تمهيد ملاءم لهذه الاكتشافات ، ومنه فليس الحادث الأخرس هو الذي يهب الفرض كما تهب النار الفرض ، لأن الفرض من قبيل الخيال ومن قبيل واقع غير الواقع المحسوس ، الم يلاحظ أحد الفلكيين مرة الكوكب "نبتون " قبل "لوفيري"؟ ولكنه لم يصل الى ماوصل اليه " لوفيري " ، لأن ملاحظته العابرة لم تسبق فكرة أو فرض.

 لقد أحدثت فلسفة العلوم ( الابستمولوجيا) تحسينات على الفرض - خاصة بعد جملة الاعتراضات التي تلقاها من النزعة التجريبية - ومنها :أنها وضعت لها ثلاثة شروط ،( الشرط الأول يتمثل : أن يكون الفرض منبثقا من الملاحظة ، الشرط الثاني يتمثل ،: ألا يناقض الفرض ظواهر مؤكدة تثبت صحتها ، أما الشرط الأخير يتمثل في : أن يكون الفرض كافلا بتفسير جميع الحوادث المشاهدة )، كما أنه حسب " عبد الرحمان بدوي " (1917-2002) لانستطيع الاعتماد على العوامل الخارجية لتنشئة الفرضية لانها رأيه "... مجرد فرص ومناسبات لوضع الفرض ..." بل حسبه أيضا يعتبر العوامل الخارجية مشتركة بين جميع الناس واو كان الغرض مرهونا بها لصار جميع الناس علماء وهذا أمر لايثبته الواقع فالتفاحة التي شاهدها نيوتن شاهدها قبله الكثير لكن لا أحد منهم توصل الى قانون الجاذبية . ولهذا نجد عبد الرحمان بدوي يركز على العوامل الباطنية ، "... أي على الأفكار التي تثيرها الظواهر الخارجية في نفس المشاهد ..."

ومع ذلك ، يبقى الفرض أكثر المساعي فتنة وفعالية ، بل المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصبها سواء كانت صحته مثبتة أو غير مثبتة ، لأن الفرض الذي لاتثبت صحته يساعد بعد فشله على توجيه الذهن الى وجهة أخرى ، وبدلك يساهم في انشاء الفرض منة جديد ، فالفكرة اذن منبع رائع للابداع مولد للتفكير في مسائل جديدة لا يمكن للملاحظة أن تنتبه لها بدون الفرض العلمي .

- حل المشكلة :

نستنتج في الأخير أنه لايمكن بأي حال من الأحوال انكار دور الفرضية أو استبعاد أثارها من مجال التفكير عامة ، لأنها من جهة أمر عفوي يندفع اليه العقل الانساني بطبيعته، ومن جهة أخرى هذه الصعوبة تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلم الحسن ابن الهيثم (965-1039)- قبل كلود برنار – في مطلع القرن الحادي عشر بقوله عن ضرورية الفرضية " اني لا

أصل الى الحق من أراء يكون عنصرها الأمور الحسية وصورتها الأمور العقلية " ومعنى هذا أنه لكي ينتقل من المحسوس الى المعقول ، لابد أن ينطلق من ظواهر تقوم عليها الفروض ، ثم من هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية ، وهذا ما يأخذنا في نهاية المطاف للتأكيد على مشروعية الدفاع عن هذه الأطروحة وصحتها ،وبالتالي يمكننا الأخذ بها وتبنيها والدفاع عنها .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (466ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
دافع عن الأطروحة القائلة أن الفرضية ضرورية في المنهج التجريبي مقالة حول الفرضية بطريقة الاستقصاء بالوضع

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...